هزيمة اسرائيل بالتراكم

أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 3692 - 2012 / 4 / 8 - 13:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ربما يبدو هذا العنوان فلسفيا أو خيالا أدبيا ،لكن واقع الحال يقول عكس ذلك ،فلو اسعرضنا ملف المواجهات الاسرائيلية ،الشعبية وجزءا من المواجهة الرسمية، لتأكد للقاصي والداني أن اسرائيل يمكن هزيمتها تراكميا.
قد يسأل البعض كيف يكون ذلك وهي التي تمتلك نحو 300 رأس نووي وتحظى بدعم الغرب باكمله؟وجوابي على ذلك أن السلاح النووي انما هو للردع فقط ولن تستخدمه اسرائيل،لأن مستوطنيها سيكونون أول المتضررين فمساحة المنطقة لا تتحمل مثل هذه المغامرة .ولكن ربما يلجأون الى القنابل الصغيرة الذكية.
اذا كيف سيتم هزيمة اسرائيل تراكميا؟ما يسهل عملية التفكير في هذه القضية أن أحدا لن يكون بحاجة الى صديق للمساعدة كما هو الحال بالنسبة لبعض برامج المسابقات العربية ،وجل ما هو مطلوب هو مراجعة ملف الصراع وخاصة منذ بداية العام 1965حتى العام 1982 وما شهدته هذه الفترة من كفاح مسلح أجبر المستوطنين اليهود على الهرب من مستوطناتهم ليلا الى تل ابيب والعودة صباحا ،خوفا من الصواريخ الفلسطينية ،واضطرار قيادة الجيش الاسرائيلي الى طلب وقف اطلاق النار مع الفدائيين اوائل سبعينيات القرن المنصرم في جنوب لبنان.
ونستطيع ادراج معركة الكرامة الخالدة في ربيع عام 1968 ،اذ التحم الفدائيون الفلسطينيون مع الجيش العربي الأردني الباسل وسجلوا مجتمعين نصرا مؤزا وأجبروا موسى دايان على جر أذيال الهزيمة وتسجيل العجز علانية عن سحب القتلى والجرحى والمصابين من أفراد جيشه من ساحة المعركة ،ناهيك عن بقاء حطام الدبابات والمجنزرات الاسرائيلية معطوبة في أرض المعركة ليتم عرضها بكل فخر في ميادين عمان.
وعند تقليب صفحات هذا الملف يتوجب علينا انصاف حرب رمضان المجيدة والانحناء احتراما امام الجيشين المصري والعراقي ،رغم معرفتنا بأن هذه الحرب تم سرقة نتائجها وأدت بنا هذه السرقة الى خوض صراع مكشوف دون المحروسة مصر.
ما أود قوله هو أن هزيمة اسرائيل ممكنة ،ولكن اذا اعتمدنا أسس الصراع الصحيحة ،وطبقنا معايير المقاومة الشعبية بحذافيرها ،عندها سنحصد نتائج مبهرة في وقت قصير .
معروف أن المهاجرين اليهود جرى التغرير بهم ولكنهم اكتشفوا الحقيقة وأجزم أنه لو تساهلت الحكومات الاسرائيلية في موضوع الهجرة المعاكسة لما بقي في " اسرائيل"أكثر من الثلث.
وليس سرا القول أن هؤلاء انما جاؤا بسبب الاستثمار في حياة أفضل ،وبالتلي عند اكتشافهم أنه لا أمن ولا أمان في " اسرائيل" فان العودة من حيث أتوا هي الحل الأمثل لهم وهذا ما يبرر حملهم لجنسياتهم الأصلية مع الجنسية الاسرائيلية.

#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل