|
معركة الأمعاء الخاوية ..ماذا أعددنا لها؟
أسعد العزوني
الحوار المتمدن-العدد: 3702 - 2012 / 4 / 19 - 12:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اضراب المعتقلين والمختطفين الفلسطينيين في معسكرات الاعتقال الاسرائيلية ،عملية جديدة قديمة ،تتكرر ما بين الفينة والأخرى ،عندما تشتد حالات التضييق عليهم في داخل المعتقلات والسجون الاسرائيلية ،ويستشعروا واقع المفاوض الفلسطيني الذي لا حول له ولاقوة، بسبب مقارعته أتباع" يهوى" بدون غطاء عربي أو دعم دولي. وهذه المعركة التي يطلق عليها اسم معركة الأمعاء الخالية ،شأنها شأن أي مواجهة، يتطلب منا جميعا الاعداد لها جيدا قبل اطلاقها ،ليس بهدف السيطرة عليها بل من أجل ضمان أن تحقق الهدف المطلوب منها. وأعني بنحن ،العرب والفلسطينيين ومن يقف معهم في المجتمع الدولي لتشكيل وسيلة ضغط هنا وهناك ،حتى تعلم اسرائيل أن الفلسطينيين ليسوا وحدهم في الساحة ،وحتى لا تتجبر فيهم كما هو جار منذ توقيع أوسلو في شهر أيلول عام 1993 . يجب علينا الاعتراف أن بقاء قضية الأسرى الفلسطينيين ،على حالها ودون حل ،رغم توقيع اتفاقيات سلام مع الفلسطينيين ومعاهدات سلام مع دول عربية ،انما هو ناجم عن سوء ادارة هذه المواثيق ،بمعنى أنها أنجزت دون أن يعلم موقعوها العرب ماذا يريدون منها وبالتالي أستطيع القول أنها أمليت عليهم املاء ،ومن يملى عليه لا يقرأ ما يوقع عليه كما قال امبراطور اليابان هيروهيتو الذي وقع وثيقة الاستسلام لأمريكا عام 1945. وما أعنيه أيضا أن بقاء قضية الأسرى دون حل حتى يومنا هذا انما هو خلل أيضا في العملية التفاوضية او ما يحلو لهم تسميته بالعملية السلمية ،التي مضى عليها بالنسبة للفلسطينين نحو 20 عاما وما تزال صيحات الطلق الكاذب تدوي في الآفاق ،وتغطي على صرخات الأسرى وعملية تهويد القدس، وهدم المسجد الأقصى الذي صلى فيه اماما قبل أيام، مفتي الأزهر علي جمعه وسبقه اليه الداعية السعودي الجفري والذي لا نعلم سر هذه الزيارات ذات المستوى الرفيع للمسجد الأقصى الذي يرزح تحت الاحتلال. لم تعد هذه القضية مجردة ويمكن بحثها في اطارها الطبيعي فهناك قضايا أخرى أسهمت ببقائها على ما هي عليه ،وأهم هذه المسببات هو التنسيق الأمني الذي يصرعليه البعض مع اسرائيل التي لا تقيم وزنا لأي ميثاق توقع عليه مع الفلسطينيين او مع العرب بشكل عام . ولا ننكر أن اسرائيل ولحاجة في نفس " يهوى" تقدم بين الفينة والأخرى على الافراج عن بعض الأسرى ممن يتبقى على حكمهم أياما معدودات ،لتوهم الرأي العام انها تستجيب لرغبات البعض وهو ما سمي بالتبادل ،ولعمري أن اسرائيل كانت ستستجيب لاطلاق كافة المعتقلين في معسكرات اعتقالها وسجونها مقابل "كاحل" جندي اسرائيلي لقداسته .!!؟ ولكن البعض ولفرط فرحته الموهومة بأنه انجز ،قبل من الغنيمة بالاياب ،فتقوم اسرائيل اللئيمة باعادة اعتقال من أفرجت عنهم بموجب التبادل وحصلت على ما تريد . ومن باب التذكير فقط ،فان المراهق الفرنسي اليهودي شاليط كان يمكن أن يكون بمفرده ولكونه يهوديا هو ثمن كافة المعتقلين ولكن قدر الله وماشاء فعل. اسرائيل تستفيد كثيرا من وجود المعتقلين الفلسطينيين في معسكرات اعتقالها ،فهي أولا ودون أن تدري تذكر العالم بما ادعته أن يهود عذبوا في معسكرات الاعتقال النازية ،دون أن تفصح أن هتلر الذي يصورونه على أنه عدو اليهود الأول، هو أول صانع قرار غربي يمنح فلسطين وطنا قوميا لليهود . وهناك من يتحدث عن اتفاق جرى بين زعامات اليهود آنذاك وبين هتلر النازي يقضي بالسماح للشباب اليهودي بالهجرة الى فلسطين فيما يسمح لهتلر بالتصرف بالعجزة والمرضى وكبار السن من اليهود لأنه لا يجوز اقامة اسرائيل بهذا العنصر الذي أكل عليه الدهر وشرب وبات عبئا .!!؟؟ كما أن اسرائيل تستفيد من وجود المختطفين الفلسطينيين في معسكرات اعتقالها ،لممارسة أبشع انواع التعذيب النفسي عليهم ويتمثل ذلك في حرمان ذويهم من زيارتهم والاطمئنان عليهم ،علما أن شكوى اسرائيل ابان وفادة حماس للمراهق اليهودي الفرنسي شاليط ،كانت تتركز على حرمانه من زيارة أهله ومحبيه ،علما أنه كان يعيش حياة الملوك وابناء الملوك. تفننت اسرائيل كثيرا في الانتقام من الشعب الفلسطيني من خلال اختطاف أبنائه وبناته وزجهم في معسكرات اعتقالها دون مراعاة القواعد المنصوص عليها في مواثيق حقوق الانسان والمواثيق الدولية بهذا الخصوص . ولعل صور التعذيب الاسرائيلية للمختطفين الفلسطينيين في سجون الاعتقال الاسرائيلية لا تحصى وأولها السجن الاداري والتحقيق الذي يجافى ابسط القواعد الأخلاقية،فالتحقيق ليس له موعد ولا مدة محددة ولا يقوم به قانوني بل هو مفتوح في أي وقت ويستمر لساعات ان لم يكن لأيام وينجزه حاقدون ،ناهيك عن الحرمان من النوم وتسليط الأضواء الساطعة على أعين الأسرى وشبحهم واجبارهم على تناول وبلع الشعر الذي لا يهضم لزيادة معاناتهم . ولعل الكاتب السويدي بوستروم كان سباقا وشاهدا على نازية اسرائيل وما تقوم به في معسكرات اعتقالها ضد الفلسطينيين حيث تقوم بسرقة أعضائهم الداخلية والمتاجرة بها ،وتقوم باجبار أهل المختطف بدفنه ليلا حتى لا يتم اكتشاف الجريمة،وقد نشر كتابا بهذا الخصوص لكنه لم يجد من العرب من يقول له عافاك ،علما بأن ذوي الشأن دأبوا على تكريم الفنانات بين الفينة والأخرى.
وتقوم اسرائيل كذلك باستغلال المختطفين الفلسطينيين في معسكرات اعتقالها لاجراء تجارب دوائية عليهم اضافة الى تطبيق نظريات نفسية حول قدرة احتمال الانسان للعيش في ظروف صعبة تماما كما تفعل هي وأمريكا باختبار احدث انواع الأسلحة على الأرض في المواجهات التي يتم افتعالها مع العرب والفلسطينيين . أهم ما في معركة الأمعاء الخالية ،هو صحوة المفاوض الفلسطيني الذي آن الأوان له أن يعلم أنه لن يحصل شيئا من اسرائيل ،فنحن نتحدث ليس عن اختطاف نحو خمسة آلاف فلسطيني ،بل عن اختطاف شعب باكمله.
#أسعد_العزوني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
- الربيع العربي - يلغي -العقد الاجتماعي- بين -الدولة- و- الم
...
-
الأسلحة والجوع في أفريقيا .. من المسؤول؟
-
المواطنة الحقة ..أساس الاستقرار والازدهار
-
-الربيع العربي- .انحراف المسار!
-
-العرب المسيحيون-..ليسوا حصان طروادة
-
الفلسطينيون ..اللجوء مستمر !
-
فيلتمان...ماكين..ليفي.. وليبرمان .. أيقونات حريتنا ...وا حسر
...
-
حال العرب لا يسر..لماذا؟
-
هزيمة اسرائيل بالتراكم
-
غراس ..اذ يقتحم عش الدبابير وينتصر للحق
-
فيروز ..ألف معذرة
-
الغيتو والجدر..هل تحمي ساكنيها؟
-
اعادة اعمار العرب..أنعم الله عليكم
-
التلمود هو العائق امام اعتناق اليهود للمسيحية
المزيد.....
-
مصادر في الخليج توضح لـCNN موقفها بشأن وقف إطلاق النار بين إ
...
-
الحرب الكورية التي لم تنتهِ، كيف بدأت؟
-
ثماني طرق تساعدك على التخلص من -المماطلة-
-
هل تستفيد غزة من نهاية الحرب بين إسرائيل وإيران؟
-
الموت بحثا عن الطعام في غزة.. استخدام الغذاء سلاحا في غزة جر
...
-
سوريا: توقيف عدد من المتورطين بتفجير كنيسة مار إلياس بدمشق ا
...
-
مسلسل موبلاند: حين تحاصر المخاطر أكبر عائلة مافيا في لندن
-
عبر الخريطة التفاعلية نتعرف على أبرز الهجمات الإيرانية على إ
...
-
رئيس الوزراء القطري: نؤثر دوما الدبلوماسية والحكمة على أي شي
...
-
دراسة: التفاؤل يقلل من فقدان الذاكرة
المزيد.....
-
كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف
/ اكرم طربوش
-
كذبة الناسخ والمنسوخ
/ اكرم طربوش
-
الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر
...
/ عبدو اللهبي
-
في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك
/ عبد الرحمان النوضة
-
الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول
/ رسلان جادالله عامر
-
أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب
...
/ بشير الحامدي
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
المزيد.....
|