الدكتور أنيس عبد الخالق محمود مؤرخا

ابراهيم خليل العلاف

الحوار المتمدن-العدد: 3710 - 2012 / 4 / 27 - 00:38
المحور: سيرة ذاتية
    

الدكتور أنيس عبد الخالق محمود مؤرخا
ا.د.إبراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث-جامعة الموصل
من المؤرخين العراقيين الشباب الذين نعول عليهم في رفد مسيرة المدرسة التاريخية العراقية المعاصرة بدماء جديدة تعمل على تعميق مضامين هذه المدرسة ، وتوسيع قاعدتها العلمية ، وترصين دورها في حركة التاريخين العربي والدولي .من مواليد مدينة بغداد 19 كانون الأول –ديسمبر سنة 1967 وهو الآن تدريسي في الجامعة المستنصرية ببغداد ، ومتخصص بالتاريخ الحديث –العهد العثماني .أكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة والثانوية ببغداد ، ودخل قسم التاريخ بكلية الآداب –جامعة بغداد ونال شهادة البكالوريوس في العاشر من آذار-مارس سنة 2008 ولم يقف عند هذا الحد بل أكمل دراسته العليا ، وحصل على الماجستير سنة 1998 من القسم والكلية والجامعة ذاتها وكان عنوان رسالته : " السلطان عبد الحميد الثاني والأطماع الصهيونية في فلسطين 1876- 1909" ، وكانت بأشراف المرحوم الأستاذ الدكتور صالح محمد العابد.ونالت درجة الامتياز .أما شهادة الدكتوراه فقد حصل عليها سنة 2008 من الجامعة نفسها وكان عنوانها : " النشاط البحري العثماني في البحر المتوسط خلال القرن السادس عشر" وبإشراف الأستاذ الدكتور إبراهيم خلف ألعبيدي ومنح فيها درجة الامتياز .
عمل باحثا علميا مستقلا في مؤسسة بيت الحكمة العلمية ببغداد بين سنتي 2000و 2003 . وفي سنة 2004 عين مسؤولا عن " وحدة التوثيق في قسم الدراسات التاريخية" ، واستمر في منصبه هذا حتى سنة 2005 وفيها أي في سنة 2005 ، نقل خدماته إلى قسم التاريخ بكلية الآداب –الجامعة المستنصرية وهو مستمر بعمله حتى كتابة هذه السطور . يدرس موادا عديدة منها : " العالم العربي في العصر الوسيط " ، و " التاريخ العثماني" ، و " تاريخ عصر النهضة الأوربية" ، و " تاريخ الدول الكبرى بين الحربين العالميتين" . عضو في اتحاد المؤرخين العرب ، والجمعية التاريخية العراقية ، واتحاد مؤرخي البحر المتوسط في ايطاليا .من مؤلفاته :

• إسهامه في تحرير الجزء السابع من موسوعة تكريت (الخاص بإعداد الفهارس)، بغداد، 2003.
• بغداد في كتب الرحالة الأجانب منذ القرن السادس عشر حتى القرن التاسع عشر، (بالاشتراك مع الأستاذ خالد عبد اللطيف حسين)، (قيد الطبع).
• ترجمة كتاب : جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده : (دراسة في تاريخ الإسلام السياسي الحديث)، تأليف: إيلي خضوري.
• كما أن له بحوثا عديدة منشورة منها :
• "المجتمع العراقي في العهد العثماني المتأخر: خصائصه، وانتماءاته، وتوجهاته". وقد شارك به في " المؤتمر الدولي حول الذات والآخر" المنعقد بعمان –الاردن في كانون الثاني-يناير سنة 2005، برعاية المعهد الملكي للدراسات الدينية بعمان).
• "دور اليهود والحركة الصهيونية في خلع السلطان عبد الحميد الثاني"، وقد شارك به في مؤتمر القدس السنوي الرابع، تشرين الأول 2002، ص ص 510- 525.
• المجتمع المدني الإسلامي في المجالات الحضرية المفتوحة: العولمة، والتغيرات العشوائية المفاجئة، والحركات الاجتماعية (بحث للتداول المحدود قدم إلى قسم الدراسات الاجتماعية أنجزه في بيت الحكمة أواخر سنة 2002)، والبحث الأصلي بعنوان:
Paul M. Lubeck and Bryana Britts, Muslim Civil Society in Urban Public Spaces: Globalization, Discursive Shifts, and Social Movements.
• المدارس الدينية الباكستانية: نحو ضمان نظام تعليمي لا يدعو إلى الجهاد . بحث غير منشور يمثل وجهة نظر أمريكية قدم إلى قسم الدراسات الاجتماعية في بيت الحكمة في بداية سنة 2002، وهو ترجمة من المصدر الآتي:
Peter W. Singer,Pakistan s Madrassahs: Ensuring a System of Education not Jihad.
• التحديث والديمقراطية في العالم الإسلامي: المعالجات والمعوقات، (بحث مترجم أعدته شيرين هنتر إلى مركز الدراسات الستراتيجية والدولية بواشنطن)، وعنوانه الأصلي:
Shireen T. Hunter (ed.); Modernization, Democrization in the Islamic World.

شارك في ندوات ومؤتمرات عديدة منها :

• مؤتمر القدس السنوي الرابع في محافظة صلاح الدين، تشرين الأول 2002.
• المؤتمر الأكاديمي التاسع للمعهد الملكي للدراسات الدينية، (العراق: مفاهيم الذات والآخر منذ العصر العثماني المتأخر)، عمان، 5 – 7 كانون الثاني 2005. هذا فضلا عن ندوات ومؤتمرات عقدت في بيت الحكمة وكلية الآداب - جامعة بغداد ووزارة التخطيط .
اهتم الدكتور أنيس عبد الخالق محمود بتاريخ الاستشراق وترجم بحوثا حوله من اللغة الانكليزية ومن ذلك ترجمته لمقال البروفيسور جان دي جاك واردنبرغ المنشور في " دائرة المعارف الإسلامية –المجلد 5 الطبعة الثانية –الصفحات 735-753 " . ويعد المقال من الأعمال الأكاديمية المتميزة .
كما ان له اهتمامات بتاريخ العلاقة بين السلطان عبد الحميد الثاني والشيخ أبو الهدى الصيادي ، ومن ذلك ترجمته لمقال مهم كتبه الأستاذ الدكتور بطرس أبو منة وهو فلسطيني درس في الجامعة العبرية في القدس المحتلة والتحق بعد تخرجه بكلية سانت أنتوني التابعة لجامعة اوكسفورد، حيث كتب أطروحته للدكتوراه بإشراف البروفيسور ألبرت حوراني. وفي تشرين الأول-اكتوبر 1971 التحق بفرع جامعة حيفا في فلسطين بصفته محاضرا في قسم تاريخ الشرق الأوسط. وبعد ثلاثين سنة من التدريس هناك تقاعد في سنة 2002. وهو حاليا " أستاذ فخري " في جامعة حيفا. و قد كرس أبو منة نشاطه الطوعي لتطوير التعليم ، والبدء بنظام تعليمي خاص في القطاع العربي. وميدان تخصصه الأكاديمي الإمبراطورية العثمانية والتحولات الاجتماعية التي مرت بها خلال القرن التاسع عشر، وله بهذا الشأن دراسات عن التنظيمات وتطبيقها، ولاسيما في الولايات العربية ـ سوريا تحديدا. وله اهتمام أيضا بتوسع الطريقة النقشبندية - المجددية الصوفية وفرعها طريقة الخالدية الثانوية في الأراضي العثمانية، ونشر عددا من الدراسات عن هذا الموضوع. وجُمعت بعضٌ من دراساته ونشرت في كتاب بعنوان :" دراسات عن الإسلام والإمبراطورية العثمانية في القرن التاسع عشر 1826-1876" ، الصادر باللغة الانكليزية في مطبعة إيزيس بإسطنبول سنة 2001. أما خارج الجامعة، فقد ترأس أبو منة لجنة وزارة التربية لإعداد مناهج المدارس الثانوية للمدارس العربية، وأسس واحدة من أفضل المدارس العربية في حيفا، وبضغط وتشجيع منه تأسست " مدرسة للعلوم والتكنلوجيا" في القطاع العربي. وكان عضوا في لجنة التربية والتعليم في بلدية حيفا.أما البحث الذي ترجمه الدكتور انيس فقد أهداه كاتبه إلى أستاذه ألبرت حوراني بمناسبة عيد ميلاده الستين .ويعد من البحوث ذات المضامين العميقة فيما يخص التحولات الثقافية لسوريا القرن التاسع عشر، وفيه حاول المؤلف من خلاله سبر أغوار العلاقة المثيرة للشك بين السلطان عبد الحميد الثاني وشيخ الطريقة الرفاعية في حلب أبو الهدى الصيادي، وتمكن من استنطاق دلالاتها من فرضية وجود مصلحة مشتركة بينهما، بنى عليها استنتاجاته وتحليلاته المعمقة من خلال ربط دقيق متسلسل للأحداث، وصولا إلى نتائج جاءت منسجمة مع تسلسل الأحداث وعرضها منطقيا. وكان عنصر الشك ملازما للمؤلف للوصول إلى الحقائق، فهو لا يستسلم لمصادره، وإنما يحللها، ويفندها، ويناقشها، يتفق ويختلف معها. وبذلك فهو يقدم لنا بناءً قويا مبنيا على استيعاب للمصادر المتاحة ورؤية معمقة واستقراءً للوقائع، لا كما تصورها المعلومات الظاهرة، وإنما غوصا عميقا في جدلية العلاقة بين السلطان وشيخه، بمعنى انه هنا، كما في مؤلفاته الأخرى، يتجاوز المضمون النصّي لمصادره إلى الدلالات ذات الأبعاد العميقة الكامنة وراء كم المعلومات الهائل في تلك المصادر. وقد استهدف الدكتور أنيس من ترجمة هذا البحث إطلاع الباحثين والمؤرخين العراقيين والعرب على المنهجية العالية في كتابة البحوث المستندة إلى إحاطة شاملة بمصادر الدراسة وتطويعها للخروج باستنتاجات قوية، منطقية، متماسكة، ومنسجمة مع تسلسل الأفكار التي طرحها المؤلف. وعلى الرغم من وجود هنّات طفيفة في عرض الفرضية ذاتها ـ اذ إنها جاءت متناثرة بين ثنايا البحث وليست في صدارته ـ فقد طرح أبو منة وجهة نظره الثاقبة بموضوعية كبيرة.
مهما يكن من أمر، فأن الدكتور أنيس عبد الخالق محمود جاد في رصد وتسجيل ما شهده العالم العربي وخاصة منطقة الهلال الخصيب والعراق من متغيرات فكرية وثقافية ودينية واجتماعية وابتداء من القرن التاسع عشر كان لها دورها في رسم ملامح التاريخ العربي الحديث في أخريات أيام الدولة العثمانية .ويقينا أن من اشرف على دراساته سواء في مرحلة الماجستير أو الدكتوراه مشهود لهما واقصد الأستاذ الدكتور صالح محمد العابد رحمه الله والأستاذ الدكتور إبراهيم خلف ألعبيدي ، ليس بالكفاءة العلمية فحسب ،وإنما بالتميز الاخلاقي وهو ما انعكس على التلميذ الذي وجدته مهذبا كيسا مؤدبا وهذا مانريده من تلامذتنا النجباء .

#ابراهيم_خليل_العلاف (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات