أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ابراهيم خليل العلاف - الأستاذ الدكتور شاكر مصطفى سليم ..وصفحة من تاريخ الصراع السياسي في جامعة بغداد















المزيد.....

الأستاذ الدكتور شاكر مصطفى سليم ..وصفحة من تاريخ الصراع السياسي في جامعة بغداد


ابراهيم خليل العلاف

الحوار المتمدن-العدد: 3662 - 2012 / 3 / 9 - 00:04
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



الأستاذ الدكتور شاكر مصطفى سليم 1919-1985 ، من رواد علم الاجتماع والانثروبولوجي(علم الانسان ) في العراق ...عمارتلي أي من أبناء مدينة العمارة ..مركز محافظة ميسان الجميلة، ومن عشيرة العزة ..لهذا لم يكن غريبا أن يهتم بالاهوار منذ سنة 1953 ، ويكتب عنها أطروحته للدكتوراه في جامعة لندن بعنوان: " الجبايش" طبعت بجزئين 1956-1957 .وتعد أطروحته من الأطروحات الرائدة في الحقل المنهجي الإحصائي - الميداني ، فلقد عاش الرجل قرابة سنة مع أهل الجبايش .
لم ينل ما يستحقه من اهتمام ، مع انه كان مالئ الدنيا ، وشاغل الناس في أواخر الخمسينات وأوائل الستينات من القرن الماضي بسبب فصله من جامعة بغداد وكتاباته المعادية للشيوعيين وللزعيم الركن عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة في العراق آنذاك.
كتب مقالات لاذعة ضد المسؤولين في جامعة بغداد في صحف بغداد وخاصة جريدة الحرية سنة 1959-1960 ثم جمعها في كتب نشرها وأبرزها كتبه : "الإعصار الاحمر1960" ، و"نضال وحبال" 1959 ، و"محكمة حسن الركاع"، و"من مذكرات قومي متامر1959" .
ألف عددا من الكتب في حقل اختصاصه منها : "محاضرات في الانثروبولوجيا " 1959 ، و"المدخل الى الانثروبولوجيا" 1975وهو كتابه السابق مع بعض الاضافات . وترجم كتاب "مقدمة في الانثروبولوجيا الاجتماعية " تأليف لوسي مير1983 . كما وضع" قاموس الانثروبولوجي-انكليزي –عربي " 1981 ويضم قرابة 5055 مصطلحا . كما ترجم كتاب بعنوان: " الإنسان في المرآة" تأليف كلايد كلوكهون 1964 .وله قصة منشورة بأسم "الطيش القاتل" نشرت منذ سنة 1936 .له كتب أخرى منشورة باللغة الانكليزية لم نطلع عليها .
تعرض للاعتقال والفصل من جامعة بغداد بسبب معاداته للسلطة الحاكمة ، ولإدارة الجامعة التي كان يرأسها الأستاذ الدكتور عبد الجبار عبد الله .عد معاديا للسلطة ، وعدت كتاباته في الصحف تهكمية ، واستفزازية للمسؤولين في جامعة بغداد .كانت عناوين مقالاته مثيرة من قبيل : "دكتوراه للبيع !! " و"أما كان السكوت أولى يا جامعة بغداد ؟ " و" يتهمني البعض ".أتهم جامعة بغداد بتعرضها لضغوط الحزب الشيوعي ، وقدم مع نخبة من أساتذة كلية الآداب-وقبل أن ينقل إلى كلية التربية - مذكرة عن الأوضاع في كليتهم ومنها انحياز عميدها الدكتور مهدي المخزومي وخضوعه للضغوط الحزبية الشيوعية . فضلا عن أن مرتبته العلمية آنذاك :" مدرس" لاتؤهله لان يكون عميدا في حين يوجد في الكلية أساتذة وأساتذة مساعدون ، وان من عيناه في هذا المنصب كلا من الدكتور فيصل السامر والدكتور صلاح خالص المديران العامان في وزارة المعارف (التربية ) وكانت جامعة بغداد تتبعها آنذاك .
وقد تشكلت لجنة تحقيقية ، واستدعي الموقعون على المذكرة والدكتور شاكر مصطفى سليم أحدهم ، ونشرت مذكرتهم في الصحف وأصبحت قضية رأي عام .. وبدأت القضية تتفاعل سياسيا ، واتهم الدكتور سليم بتعريض سمعة الجامعة للتشويه وبكونه يعمل ضد " السلطات الوطنية ويهاجمها" ، فأحيل إلى لجنة انضباط موظفي الجامعة لمحاكمته عن الوقائع المسندة إليه .
وجه الدكتور شاكر مصطفى سليم في 26 نيسان 1960 رسالة مطولة إلى وزير المعارف وفيها اشتكى من أوضاع الجامعة وابتعادها عن ما اسماه " العلم والقوانين " ولما لم يستجب الوزير للرسالة نشرها الدكتور سليم في الصحف وكان يقصد بذلك إثارة الرأي العام القومي المعادي للسلطة .وفي الرابع من مايس 1960 ، وجه الدكتور سليم رسالة إلى رئيس جامعة بغداد وقد صدر أمر باعتقاله وسفر إلى خانقين .يقول الدكتور سليم انه بعد أن يئس من الجامعة قرر أن يستقيل من عمله في جامعة بغداد وقدم استقالته تحريريا في 30 تموز 1960 إلى وزير المعارف وكان آنذاك الزعيم (العميد ) الركن إسماعيل إبراهيم العارف ، ووقع الاستقالة بأسم الدكتور شاكر مصطفى سليم ليسانس في الأدب العربي ، ودكتوراه فلسفة وأستاذ الانثروبولوجي في كلية التربية " ، ونشر الاستقالة قي جريدتي الحرية والثورة في 31 تموز 1960 .وقال في كتاب استقالته" انه - كأستاذ جامعي- يعتز بكرامته ، ويحترم العلم ويقدسه ، ويعتقد جازما أن الجامعة يجب أن تظل فوق السياسة ، وبعيدة عن الأهواء والتيارات الحزبية " .
ولم يقف عند هذا الحد، بل عرض شهادته للدكتوراه للبيع ، وكتب بذلك إعلانا في الصحف اليومية . وقال انه يعرض شهاداته : ليسانس ، ودبلوما ،ودكتوراه ...واختصاص في علم الانثروبولوجي ...وخبرة في التدريس الابتدائي والثانوي والجامعي ...وبحوث وتأليف وكتب علمية منوعة وأشياء أخرى ...للبيع ...وتساءل ما فائدة هذا كله ؟ .وبعد عشرة أيام من الاستقالة أصدرت جامعة بغداد بيانا حول استقالته وجاء في البيان أن الجامعة " تأسف أن يكون أحد المنتسبين إليها مازال يشهر بها في أسلوب لايليق بمثقف ، ولا يتفق مع ما يتطلبه الروح الجامعي الهادئ المترفع عن مثل هذا الإسفاف " .وقد وضع البيان وجهة نظر الجامعة أمام الرأي العام وقال : " أن الجامعة أبعد ما تكون عن التحيز أو التمييز بين أعضاء الهيئات التدريسية كافة ، وأنها تنتظر منهم جميعا المزيد من بذل الجهود لرفع مستوى التعليم الجامعي وتطويره لخدمة جمهورية الرابع عشر من تموز وأهدافها الخيرة النبيلة " . .
عد الدكتور شاكر مصطفى سليم مستقيلا بسبب تغيبه عن وظيفته "مدرسا " في كلية التربية –جامعة بغداد بموجب الأمر الجامعي الصادر في 28 شباط سنة 1961 والذي وقعه الأستاذ الدكتور عبد الجبار عبد الله رئيس جامعة بغداد .وقد ترتب على ذلك اعتباره "مخلا بشروط عقد البعثة العلمية ومطالبته بمبلغ يقرب من ألفين وخمسمائة دينار عن بقية مدة العقد التي يفرضها عليه العقد " .وهو مبلغ كبير بقياسات وأسعار ذلك الزمان .
كان الأستاذ الدكتور شاكر مصطفى سليم ذو أسلوب ساخر، وتهكمي في مقالاته .كما كان عروبيا قوميا في توجهاته السياسية . واغلب الظن انه كان مستقلا لاينتمي إلى أي حزب .كتب عنه صديقنا الأستاذ الدكتور معن خليل عمر في كتابه "رواد علم الاجتماع في العراق "بغداد 1990 فصلا ضافيا فأجاد .ومما قاله في ذلك الفصل: " أن الدكتور شاكر مصطفى سليم يعد باحثا ناقدا ، وان مارس النقد الاجتماعي لأحداث سياسية متصارعة في جريدة الحرية (البغدادية )أثارت انتباه القراء وكان نقده أحادي الجانب ، إلا انه انطلق من الجانب القومي ضد الجانب الشيوعي والمسؤولين السياسيين إبان حكم الزعيم عبد الكريم قاسم 1958-1963 ، فتعرض لمشاكل سياسية ومهنية أدت به إلى السجن والإبعاد والنقل من كلية إلى أخرى ومن ثم إلى الفصل من الوظيفة ".ومما توصل إليه الدكتور معن خليل عمر أن الدكتور شاكر مصطفى سليم ابرز –من خلال كتاباته – دور المثقفين العراقيين وما يمكن أن يقوموا به في التفاعل مع الحدث السياسي .لكن تطرقه للصراع السياسي افتقد إلى التحليل ولم يكن منطلقا من زاوية منطقية . كما انه لم يشر إلى أبعاد الصراع وايجابياته وسلبياته ، ولم تكن نظرته شاملة بل تجزيئية وسردية ، ودون الولوج إلى حيثيات الحدث وآثاره وتبعاته الاجتماعية .
الكتابة عن الدكتور شاكر مصطفى سليم وما أحدثه من ضجة وتداعيات يشكل ، من وجهة نظرنا ، محطة مهمة من محطات النضال من اجل أن تظل الجامعات في العراق بعيدة عن النشاطات السياسية والحزبية . ونطمح لان تكتب عن هذا الموضوع رسائل وأطروحات.. ونأمل في أن يضع الباحثون تلك المرحلة في حيزها التاريخي العلمي الموضوعي ،وتدرس بصبر وأناة وحيادية لمعرفة أسباب وظروف ونتائج الصراع السياسي الذي شهده العراق منذ أواخر الخمسينات وأوائل الستينات من القرن الماضي بين الشيوعيين والقوميين ، وانعكاس ذلك على وضع العراق ومستقبله ضمانا لعدم تكرار مثل ذلك الصراع ، وحفاظا ليس على استقلال الجامعات فحسب بل وضع الأسس لعدم تكرار مثل تلك الحالات ضمانا لمستقبل الأجيال في عراقنا العزيز .



#ابراهيم_خليل_العلاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدكتور محمد يوسف إبراهيم القريشي ..مؤرخا
- سعاد خيري ..في ذكرى ميلادها ال83 عاما
- الدكتور سلمان هادي آل طعمة مؤرخا
- القوى اليسارية والتقدمية وحركات التغيير العربية
- المرأة العراقية ودورها في بناء العراق المعاصر1921-2003
- مثري العاني..الكاتب والمسرحي والإنسان
- المواطنة والدولة المدنية والحريات وحق تقرير المصير
- تاريخ الحركة العمالية في العراق
- الدكتور طلعت الشيباني مفكرا اقتصاديا وقانونيا وأول وزير للتخ ...
- الدكتور أحمد سعيد حديد وتطور المدرسة الجغرافية العراقية المع ...
- الدكتورة نزيهة الدليمي وريادة الحركة النسائية في العراق
- هل ثمة مدرسة تاريخية عراقية ؟
- شخصية الموصل ودورها الحضاري
- المواطنة الصالحة
- مراقبة ظاهرة التصحر وتأثيراتها البيئية في ندوة مركز التحسس ا ...
- سالم حسين الطائي ..الإعلامي الموصلي المتميز
- العشوائية
- العلم .. والثقافة
- خيري أمين العمري 1926 – 2003 والتأريخ للعراق المعاصر
- القاص عبد الحميد التحافي 1933- 2009 ..وقفة تذكر


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد ما فعلته دببة عندما شاهدت دمى تطفو في مسب ...
- شاهد: خامنئي يدلي بصوته في الجولة الثانية من انتخابات مجلس ا ...
- علاج جيني ينجح في إعادة السمع لطفلة مصابة بـ-صمم وراثي عميق- ...
- رحيل الكاتب العراقي باسم عبد الحميد حمودي
- حجب الأسلحة الذي فرضه بايدن على إسرائيل -قرار لا يمكن تفسيره ...
- أكسيوس: تقرير بلينكن إلى الكونغرس لن يتهم إسرائيل بانتهاك شر ...
- احتجاجات جامعات ألمانيا ضد حرب غزة.. نقد الاعتصامات وتحذير م ...
- ما حقيقة انتشار عصابات لتجارة الأعضاء تضم أطباء في مصر؟
- فوائد ومضار التعرض للشمس
- -نتائج ساحرة-.. -كوكب مدفون- في أعماق الأرض يكشف أسرار القمر ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ابراهيم خليل العلاف - الأستاذ الدكتور شاكر مصطفى سليم ..وصفحة من تاريخ الصراع السياسي في جامعة بغداد