أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - جريدة الغد - حكاية شارع كان أُسمه الرشيد














المزيد.....

حكاية شارع كان أُسمه الرشيد


جريدة الغد

الحوار المتمدن-العدد: 1086 - 2005 / 1 / 22 - 08:23
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


فهد الصكر
بعض الشوارع تشق من خلال توقعات الناس، لكن بعضها الأخر تنبثق خلسة اشبه بضربة طبل ضخمة في صمت.؟!
شارع الرشيد انبثق يحمل الصفة الثانية، فداخل احشاء العاصمة في مفتتح هذا القرن، كانت الازقة التي تصب واحدة بالاخرى مثل السواقي والترع الصغيرة هي كل خصوصية هذه المدينة ومفتاح حياتها وتنظيمها الداخلي. كانت هذه الازقة تقوم بوظائفها بشكل كفوء وما كان احد من الغرباء يتجرأ في اثارة هذا التضامن بين الزقاق والبيوت لقد كانت المحلات الشعبية سعيدة بمثل هذا التنظيم العائلي للازقة، لاشك انها صورة رتيبة، ولكنها في الحقيقة تتضمن الكثير من الكفاية الداخلية بالنسبة لمدينة سرقت منها الحضارة لفترة طويلة، ومع هذا فأن الرثابة والكفاية ايضاً لم تمنع تطور هذه المدينة العريقة... بغداد.
كان القرن العشرين يقرع الابواب القديمة وكان تطلع الناس الى حياة افضل قد حرك القوى الجيدة الكامنة داخل المجتمع القديم وبالتناظر مع هذه الحقيقة كانت بغداد تتوسع ببطء وبدأ الصراع بين القديم والجديد يظهر على اشده ثم كيف كان عن الشارع ان يشق احشاء المدينة ويدفع البيوت القديمة ذات التقاليد العريقة الى جانبيه دون ان يخدش هذه التقاليد بالذات.
حيث تم افتتاحه في 23 تموز 1916 في عهد الوالي خليل باشا ابتداء من باب المعظم حتى منطقة “العبخانه” ثم استكمل فيما بعد الى الباب الشرقي، لقد كان هذا الشارع الذي سمي اول الأمر بإسم جادة خليل باشا مرتعاً لفضاء مشمس غير معهود بالنسبة لطراز البيوت وتقاليد بنائها وكان مرتعاً للتراب والاحجار قبل ان يبلط عام 1926 وللشاعر الرصافي قصيدة بعنوان “الشارع” الكبير يصف فيها الشارع ويعامله كنكبة حلّت ببغداد.
نكب الشارع الكبير ببغداد
ولا نمشي فيه الا اخطرارا
شارعاً ان ركبت ثنيه يوماً
تلق فيه الهول والاوكارا
تدامى سنابك الخيل فيه
ان تقحمن دعثه والخيارا
فهي تحثو فيه التراب على الاوجه
حثوا ونقذف الاحجارا
الا ان الشارع بمرور الزمن فقد صورته الهزلية هذه. لقد اصبح شرياناً رئيسياً للعاصمة وبدأ الناس ينظمون حياتهم ازاءه بشكل عقلاني، لقد اصبح مركزاً تجارياً جديداً وبنيت على جانبيه بيوت وعمارات ذات طرز معمارية بشكل تراثي كشفت بشكل جلي حيوية معمارية كانت دقيقة خاصة من حيث الواجهة والريازة والنقوش، لقد اعطى المعماري “الحرفي” حلولاً جميلة ومثيرة في تعمير شارعه الجديد، حلولاً غير بعيدة عن التراث والفولكلور، يكفي ان تشير هنا الى ان شارع الرشيد اصبح مركز الرفاه غير العادي للعاصمة، المقاهي ذات التقاليد (الزهاوي، البرلمان، العجمي) ولا ننسى هنا ان هذا الشارع شهد جميع انتفاضات وتظاهرات شعبنا ضد الاحتلال الاجنبي واصبحت كل منطقة فيه مودعه في ذاكرة الشعب ذلك هو بأختصار ما في الشارع وهو ماضي مثير وحري ان نتمسك به. لكننا هنا نسأل عن المستقبل من خلاله، فالشارع الذي يحمل ماضيه لا يسير الى مستقبله الامن فلا لنا نحن الاحياء الذين ازددنا تجربة ونضوجاً، اننا نعرف ان بغداد التي توسعت كثيراً من خلال فترة قصيرة حملت الكثير من حاجاتها وافكارها الجديدة الى خارج هذا الشارع انها لم تودعه تماماً، لكنها اخذت تبحث عن رفاهها المثير في اماكن اخرى، ذلك هو تطور طبيعي وتلقائي.
وهو يحصل وحصل في كل مدينة قديمة من مدن العالم، الا ان البحث خارج المراكز القديمة، الانتقال من مكان الى آخر. لا يعني نسيان واهمال المكان القديم، فشارع مثل هذا يكشف عن قوانين نمو بغداد الحديثة ليس شيئاً يستعمل ثم يفقد رونقه ولا يعود مثيراً.
انه موجود في داخلنا، انه حاضر بكفائه في الذاكرة والعيان ويحتفظ بملامح الماضي وطرزه المعمارية وتركيبه الداخلي الآسر.
ما هي صورة الشارع في الحاضر؟!
خرائب، جدران وسخة، ابنية جميلة مهملة، تلف خطير في اجزاء من ابنية تأريخية، نمو عشوائي غريب وغير متجانس مع الطرز المعمارية، الاعمدة الشهيرة فقدت تناسقها مع بعض اجزاء الشارع، ويبدو الشارع بمجموعه كما لو انه على وشك ان يهجر ملامحه وتقاليده.
تلك هي صورة حاضر الشارع.



#جريدة_الغد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماهو مفهوم الديون البغيضة “في القانون الدولي؟!” هل ديون العر ...
- دور امريكا في كوبونات “النفط مقابل الغذاء”، وحصول صدام على ا ...
- عودة الى موضوع الأنتخابات!!
- بمناسبة مرور الذكرى الثامنة والاربعين على اعدام الرفيقين الخ ...
- مياه المريخ أهم إنجازات 2004 العلمية
- حل مشكلة الطاقة هو التحدي الاكبر للبشرية في القرن الحادي وال ...
- الامبريالية تسعى الى زيادة تجويع العراقيين، وبالتالي زيادة ا ...
- !!التقرير السياسي: مفاهيم “فريدة” في النضال السلمي لتحرير ال ...
- حل مشكلة الطاقة هو التحدي الاكبر للبشرية في القرن الحادي وال ...
- اسعار النفط في تصاعد مستمر!! لماذا والى اين؟!
- حل مشكلة الطاقة هو التحدي الاكبر للبشرية في القرن الحادي وال ...
- نيو يورك تايمس تتنبأ بـ “كرنسكي عراقي”!! نريد انتخابات لتحري ...
- لومومبا شهيد الحرية وضحية الذهب والالماس
- الحصاد الأخير: أقوال لا تحتاج الى تعليق!!
- لا تنس ايها العراقي رفيق نضالك من الثلاثينات من القرن الماضي ...
- ماذا قال الامريكان قبل واثناء احتلالهم العراق،
- ; الحصاد الأخيرأقوال لا تحتاج الى تعليق
- حل مشكلة الطاقة هو التحدي الاكبر للبشرية في القرن الحادي وال ...
- موقف مخجل إتجاه المتقاعدين لقد باع المتقاعدون في زمن صدام جم ...
- الزواج في زمن “التحرير - الاحتلال” الاميركي !!. او “كبد الحق ...


المزيد.....




- مشتبه به في إطلاق نار يهرب من موقع الحادث.. ونظام جديد ساهم ...
- الصين تستضيف محادثات بين فتح وحماس...لماذا؟
- بشار الأسد يستقبل وزير خارجية البحرين لبحث تحضيرات القمة الع ...
- ماكرون يدعو إلى إنشاء دفاع أوروبي موثوق يشمل النووي الفرنسي ...
- بعد 7 أشهر من الحرب على غزة.. عباس من الرياض: من حق إسرائيل ...
- المطبخ المركزي العالمي يعلن استئناف عملياته في غزة بعد نحو ش ...
- أوكرانيا تحذر من تدهور الجبهة وروسيا تحذر من المساس بأصولها ...
- ضباط وجنود من لواء المظليين الإسرائيلي يرفضون أوامر الاستعدا ...
- مصر.. الداخلية تكشف ملابسات مقطع فيديو أثار غضبا كبيرا في ال ...
- مصر.. الداخلية تكشف حقيقة فيديو -الطفل يوسف العائد من الموت- ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - جريدة الغد - حكاية شارع كان أُسمه الرشيد