أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - جريدة الغد - حل مشكلة الطاقة هو التحدي الاكبر للبشرية في القرن الحادي والعشرين!! الحلول الحالية ستنهي البشرية الى مأساة!! الحلقة 8















المزيد.....

حل مشكلة الطاقة هو التحدي الاكبر للبشرية في القرن الحادي والعشرين!! الحلول الحالية ستنهي البشرية الى مأساة!! الحلقة 8


جريدة الغد

الحوار المتمدن-العدد: 1029 - 2004 / 11 / 26 - 08:19
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


ثانياً: بوادر تأثيرات الانحباس الحراري:

قد يعتقد القارىء، كما كان يعتقد قسم من العلماء قبل سنوات، إن التوقعات المذكورة في الفقرة اولاً اعلاه، هي نتيجة افتراضات، ولذا فهي أشبه بالخيال العلمي، وسوف لن تحدث هذه الامور، على الأقل في القرون القادمة. لذا نرى من الافضل توضيح بعض بوادر ما يحدث حالياً، ومن يريد أن يعرف المزيد فالمعلومات متوفرة وبكثرة. وهنا سنذكر بعض الامثلة:
تعتبر منظمة “مجلس الدفاع عن المصادر الطبيعية Natural Resources Defence Council NRDC” اهم منظمة اميركية غير حكومية لحماية البيئة، وينتسب اليها ما يقارب من المليون شخص، بضمنهم اعداد كبيرة من العلماء و المحامين والناشطين الاعلاميين. إن نشاطهم الاساسي - كما يقولون - “هو الحصول على اهم سلاح لحماية البيئة وهو تأييد الشعب الاميركي، ولهم ثقة عالية في النشاط الجماعي للاميركان لأن يروا أولادهم يرثون كوكباً اكثر صحية”. ولقد قاموا باعمال كثيرة ومن خلال المحاكم ضد ادارة بوش ونجحوا في غالبية الدعاوى، اذ أن ادارة بوش - وايضاً كما يقولون - وبتأييد ودفع من الصناعين والرأسمالين ومنتفعي قطع اشجار الغابات يحاولون دائماً التحرك للالتفاف حول القوانين الجيدة الموجودة في الولايات المتحدة لحماية البيئة، واهمها “قانون الهواء النظيف Clean Air Act” وقانون الماء النظيف CleanWaterAct”. يمكن دائماً الدخول على موقعم للحصول على معلومات قيمة في المحافظة على البيئة، وكما سيجد القارىء توجهاً سياسياً برز خلال سنوات تسلم الادارة الحالية للحكم، وضد هذه الادارة اذ يرونها تعمل ضد مصلحة البشرية!!. ان ما سنذكر ادناه حول ذوبان المنطقة القطبية يعتمد على تقريرهم المنشورفي 10/2/2004، ولايزال يُنشر... بعد تحديث المعلومات.

إن التقرير والذي هو على شكل اسئلة واجوبة، يُقارن الوضع الحالي في منطقة القطب الشمالي بالوضع الذي كان عليه في سنة 1979، مع ايضاح لصور اُخذت من قبل وكالة الطيران والفضاء الاميركية ناسا NASA والمبينة في الشكل (9). حيث يؤكد التقرير إن العلماء مهتمون جداً في دراسة المنطقة القطبية لانها حساسة جداً لارتفاع درجة الحرارة، مثلها مثل الكناري الذي يوضع في مناجم الفحم، ويموت عند اول بادرة لغاز الفحم. ولذا ما يحدث حالياً في القطب هو النذير لما سيحدث مقبلاً.
إن معدلات درجات الحرارة ترتفع هناك حالياً بسرعة مرتين عما يحدث في مكانات أخرى على الارض، وإن جليد القطب اصبح اخف حيث يذوب يتصدع. وكمثال فإن اكبر كتلة جليدية في القطب، والمسماة “المسطحة الجليدية وردهنت Ward Hunt Ice Shelf”، والتي كانت على حالها للثلاثة الاف سنة الماضية، بدأت بالتصدع في سنة (2000)، وخلال سنتين انفلقت ، والآن بدأت تتكسر. إن القبة الجليدية القطبية ككل بدأت بالتقلص، والصورة في (الشكل 2 - 9) الملتقطة من اقمار ناسا ترينا أن المنطقة المغطاة بالجليد تتقلص بنسبة 9% في كل عشرة سنوات، واذا استمر الحال على هذا المنوال، فإن من المحتمل أن يكون الصيف القطبي بنهاية هذا القرن بدون جليد.

إن البدأ بذوبان كتلة واحدة من الجليد قد بدّل الحياة فعلاً، فعندما بدأت “المسطحة الجليدية وردهنت”، المشار اليها اعلاه، بالتكسر، انتهت البحيرة النادرة للماء الحلو الى المحيط. اضافة لذلك، فإن الدب القطبي والحيتان واسود الماء والفقمات بدأت تبديل طريقة طعامها وهجرتها، بحيث اصبح من الصعوبة لاهالي المنطقة الصيد كما في السابق. وحول سواحل المنطقة القطبية ستنقرض قرى بكاملها بسبب المخاطر من تعرضها لأن تكون مخاضات ثلجية خطرة. إن سكنة القطب الحالين ينظرون بجدية الى الانحباس الحراري كتهديد حقيقي في بقائهم.
إن الصورة المستقبلية التي يعطيها هذا التقرير هو اقتم مما ذكرناه عن التقرير “القديم” للامم المتحدة، والذي نشر في 1987، فالمعلومات الآن ادق بكثير. إن اذابة الجليد سيزيد من مستوى سطح البحر، ويهدد المناطق الواطئة بسبب تآكل السواحل والفيضانات الساحلية وتلويث المياه الصالحة للشرب. وإن هذا التاثير سيكون واضح جداً في جزر المحيط الهادي مثل جزر المالديف، حيث ان نصف هذه الجزر والمأهولة بالسكان تقع بمستوى يقل عن (180) سم عن سطح الارض. كما أن مدن مهمة كبيرة مثل شنغهاي (الصين)، اولاكوس (نيجيريا) ستلاقي مشاكل مشابهة، لارتفاعها المنخفض عن مستوى سطح البحر. ويضيف التقرير نقلاً عن دراسة خاصة حول الولايات المتحدة اعدتها في سنة 2001 “وكالة الولايات المتحدة لحماية البيئة US Environmental Protection Agency” حول التأثير القاسي لارتفاع مستوى البحر بالنسبة للولايات المتحدة، وعلى ضوء موديلات مناهج كومبيوترية، قد يصل الى زيادة في الارتفاع بحوالي (90) سم في سنة (2100). إن هذا الارتفاع سيغمر ما يقارب من (60) الف كيلومتر مربع من الاراضي الموازية للمحيط الاطلسي، وكذلك لسواحل خليج المكسيك مثل لويزيانا وتكساس وفلوريدا وكارولاينا الشمالية.
اما دفىء المنطقة القطبية وما سيؤثره على انتاجية الغذاء في العالم، فيأتي على مثال زراعة الحنطة في كنساس(وهي ولاية الحنطة الرئيسية في امريكا، وإن معظم الاستيرادات العراقية للحنطة الاميركية كانت من هذه الولاية وذلك عندما كان الرئيس السابق كلنتن حاكماً لها)> إن التقرير يقول، نقلاً عن دراسة مستفيضة من احدى معاهد وكالة الفضاء الاميركية ناسا، وهو “معهد كودارد لدراسات الفضاء NASA, Goddard Institute of Space Studies” ، بأن معدل درجة حرارة كنساس سيرتفع باربعة درجات (ولم يذكر التقرير فيما اذا كانت فهرنهايت او مئوية)، وذلك في حالة عدم وجود الغطاء الجليدي القطبي، وهذا الامر سيء جداً بالنسبة لزراعة الحنطة في كنساس. حيث في الوقت الحاضر تأتي كتلة باردة من الهواء تتجه جنوباً نحو الولايات المتحدة، وتؤدي الى انجماد موقت يساعد جداً في زراعة انواع الحنطة الشتوية الجيدة، اما اذ فقد الغطاء الجليدي فلن تكون هناك كتلة باردة. وفي الصيف فإن الدفىء الاضافي سيسرق من تربة كنساس 10% من رطوبتها، وبهذا تجفف اراضي زراعية شاسعة.
إن نفس المؤسسة اعلاه، اي NRDC، اصدرت تقريراً اخراً في 4/5/2004 تقول فيه “إن تدفئة الارض في الوقت الحاضر اسرع من اي فترة في التأريخ تم فيها تسجيل درجات الحرارة، فلقد سُجّلت ومنذ 1990 والى سنة 2000 ادفئ عشر سنوات متتالية في التأريخ, ومنذ 1980 الى سنة (2000)، سُجّلت ادفئ (19) سنة من اصل (20) سنة متتالية في التأريخ، وينقل التقرير عن “الاكاديمية الوطنية للعلوم National Acadamy of Sciense” الاميركية، أن السبب هو الانحباس الحراري، كما وأن القبة الجليدية التي تغطى القطب الشمالي قد انحسرت بـ 20% منذ عام (1979)، كما تقول الاكاديمية.
وفي تقرير لديفيد شوكمان -مراسل البي بي سي للشؤون البيئية والعلمية في 29/7/2004 من كرينلاند، يتكلم عن سرعة ذوبان الجليد هناك فيقول “في البداية تسمع صوت تصدع وبعد ذلك صوت التصادم الذي تسمعه عند حدوث الرعد، ثم تبدأ الكتل الجليدية في الانفصال عن حافة النهر الجليدي وتغوص في مياه المحيط الاطلسي”. ويشير التقرير الى دراسة ناسا المعتمدة على الاقمار الصناعية والطائرات قائلاً: “خلصت الدراسة الى أن حواف نهر الجليد في كوينلاند يتراجع ارتفاعها بمعدل يبلغ متر واحد في العام: وينقل عن العالم الدينماركي الذي رافقه كارل بوجيلد والمشرف على عشر محطات مراقبة الية قوله: “تحذر النتائج من ذوبان النهر الجليدي بسرعة اكبر من عشر مرات من السرعة التي اشار اليها بحث سابق”. ويقول بوجيلد ان في ظروف بيئية قاسية “سُجّل انخفاضاً مثيراً في ارتفاع الحواف يبلغ عشرة أمتار في العام، ووجد أنه في بعض المناطق يتراجع فيها الارتفاع الى متر واحد في الشهر”!!. وخلص بوجيلد وزملاؤه الى “أن 55% من الجليد الذي ذاب كان بسبب دفئ الهواء”، مضيفاً “يمكننا القول أن معدل الذوبان زاد.... لاشك في أن شيئاً كبيراً جداً يحدث هنا”!!.

* * *

اما حول التأثير المناخي الحالي على الحياة، واحتمال انقراض بعض انواعها، فسوف نورد امثلتنا من التقارير العلمية للبي بي سي او لاين، لانها موضوعة بطريقة مبسطة. يذكر تقرير في 28/3/2002 عن مجلة “الطبيعة Nature”، بأن موسم النمو في اوربا وامريكا الشمالية ابكر من موعده السابق. وإن ارتفاع درجة حرارة مئوية واحدة قد يؤدي الى انقراض الحيوانات التي تعرف بالتوتورا، والتي تُعتبر خليفة الدينوصورات وتعيش في احدى الجزر النيوزلندية. كما ويشير الى امكانية البعوض الآن العيش في اماكن اكثر ارتفاعاً مما يزيد من امكانية نقله للامراض, ويؤكد أن هناك حيوانات ونباتات سيكون مصيرها الانقراض في فترة لاحقه من هذا القرن.
كذلك جاء في تقريرهم في 25/8/2001، وتحت عنوان “انقراض الانواع يهدد كوكبنا”، مشيراً الى ندوة عُقدت في كيب تاون بجنوب افريقيا حول الموضوع، حيث بّين الدكتور ريشارد ليكي المختص الافريقي، بأن “العالم يفقد بين خمسين الف الى مئة الف نوع من المخلوقات سنوياً”, وإن معدل انقراض الانواع بلغ ضعف ما كانت تذهب اليه تقديرات الخبراء قبل اربعة سنوات فقط”: واضاف “ان معدل تناقص الانواع هذا لم يحصل في الارض منذ (65) مليون سنة، حين انقرضت الديناصورات....وإن مسؤولية الانقراض تقع على الانشطة التي يمارسها البشر”، ويضيف تقرير البي بي سي، بأن “تقرير صدر في ايار الماضي عن وكالتين متخصصتين في الامور البيئية يشير بان الحياة البرية في العالم تواجه اكبر قدر من الانقراض منذ اختفاء الديناصورات”..! وثم يتكلم عن الاستطلاع الذي قام به متحف التأريخ الطبيعي في نيويورك في سنة 1998،والذي شمل (400) عالم، حيث “توضح ان نحو سبعة من كل عشرة اخصائيين في علوم الاحياء، يعتقدون بأن الارض تواجه خطر انقراض جماعي...وعزا كل اولئك العلماء تقريباً هذه الظاهرة الى الانشطة البشرية، ولاسيما منها اتلاف النباتات ومآوى الحيوانات”.

اما التقرير الصادر عن بي بي سي اون لاين في 30/8/2000 بعنوان “انقراض كائنات بفعل حرارة الارض”، عن جماعة لحماية البيئة تسمى نفسها “الصندوق العالمي لحماية البيئة”. حيث يتكلم التقرير ماذا يحدث في نهاية القرن (21)، مؤكداً ما ذكرناه اعلاه مضيفاً “ستكون المناطق الشمالية من الارض الاكثر تضرراً، حيث توقع ان تخسر الارض 70% من الكائنات التي تعيش فيها بشكل طبيعي والبيئة التي تحتضنها...وستكون مناطق شمال روسيا واسكندنافية وكندا الاكثر تعرضاً لعواقب الانحباس الحراري مقارنة بغيرها، في حين ستفقد مناطق في اوربا الشمالية واجزاء من آسيا وامريكا اللاتينية نحو نصف الكائنات التي تعيش فيها.” ويضيف “إن الكائنات من نباتات وحيوانات ستضطر للهجرة الى مواقع اخرى غير مواقعها الاصلية بحثاً عن بيئة مناسبة.....إن بعض تلك الكائنات لاتستطيع التحرك بالسرعة الكافية مما قد يعرضها لمخاطر الانقراض، اذ إن بعض النباتات تحتاج الى عشرة اضعاف السرعة التي احتاجتها للتحرك خلال آخر العصور الجليدية”. وثم يستمر ليقول “إن عدداً من الثديات التي تقطن مناطق اقصى شمال وجنوب الارض المتجمدة بدأت تشعر بآثار الانحباس الحراري السلبية”. وهنا يؤكد على قضية صحية مهمة حيث يقول:"إلا أنه،وعلى النقيض من ذلك،ستستفيد الحيوانات الطفيلية مثل الحشرات ذوات الدم البارد، التي يمكن لها ان تكمل دورتها الحياتية بسرعة قد تبلغ ضعف السرعة الحالية بسبب الدفئ المتزايد في الكرة الارضية.”!!.

ثالثاً: تفكير خيالي في المناخ!!

بعد ان سحبت الولايات المتحدة موافقتها على اتفاقية كيوتو، وعدم قبول روسيا التصديق عليها، وبعد أن لاحظ العلماء التغير المتسارع الذي يحدث منذ عشرة سنوات، والذي يبدو اسرع مما توقعه العلماء سابقاً وقد يصل الى ضعف ما توقعوه سابقاً في اجزاء مختلفة من الكرة الارضية، بدأت تظهر افكار جديدة، قسم منها متشائم جداً، بحيث يقول البرفسور جون شيلينهور من “مركز تيندال لابحاث التغير المناخي”، التابع الى جامعة ايست انجليا البريطانية، الى محطة الاذاعة البريطانية وكما جاء في نشرتها على الانترنت في 7/1/2004، “إن معاهدة كيوتو تقف في موقف صعب للغاية، وربما يكون من المهم العثور على طرق اخرى للخلاص... قد نكتشف اننا في طريق مسدود، وإنه يجب علينا التفكير في ستراتيجيات اخرى تفوق اتفاقية كيوتو”. ويضيف “لكننا يجب أن نبحث عن ستراتيجيات غيرتقليدية بالمرة، حيث تظهر الدارسات اننا لن نتمكن من حل المشكلة بغير الستراتيجيات الغير تقليدية... ربما يكون وقت تدخلنا لحماية المناخ قد فات، فسوف تخفض اتفاقية كيوتو من الانبعاثات بعشر ما يجب. على أية حال، واذا امكن الحفاظ على هذه المعاهدة، فذلك يعني أنه قد فاتنا الوقت بمقدار عشر سنوات ونحن ببساطة ليس لدينا الوقت”!!.

لهذا قام “مركز تيندال”، مع معهد كمبرج للعلوم المناخية بعقد مؤتمر “غريب” للعلماء في جامعة كمبردج في 8 و9/1/2004، تحت عنوان “الخيارات الهندسية الكلية للسيطرة على التغير المناخي وتخفيفه”، لدراسة اية خيارات مطروحة ويمكن أن يفكر بها شخص حتى لوكانت هذه الافكار “تبدو مجنونة”، ولكن يصرون على طرحها ومناقشتها وتطويرها، والبحث المستمر عن “حل هندسي”، وليس فقط محاولة تبديل الطاقة من احفورية الى طاقة متجددة، اذ ان الكثير يعتقد بأن من الواجب تقليل انبعاث الغازات المسببة لظاهرة الانحباس الحراري الى النصف، وليس بـ 10% فقط، كما جاء في اتفاقية كيوتو والتي سنتكلم عنها بتفصيل اكثر، وحتى التقليل بـ 10% لا توافق عليه الولايات المتحدة وروسيا وهما اكبر المستهلكين للمواد الاحفورية. والاهم أن المعنيين في العالم يدركون إن تقليل استهلاك الفحم والنفط والغاز ليس بالسهولة التي تمت بالنسبة للغازات المضرة بالاوزون (رغم الصعوبة التي جابها بروتوكول مونتريال لحين البدأ بتنفيذه). فالطاقة شيء آخر تماماً سواء فيما يتعلق بأهميتها بالحياة اليومية او الاستثمارات والارباح الهائلة المربوطة بها، وكذلك الاستثمار الهائل المربوط ببدائلها (هذا إن وجدت بدائل كاملة!!)، وهذا ما سنوضحه في فصل خاص آخر.

لذا فإن العلماء يحاولون احياناً أن يجدوا مخرجاً، وضمن التصور التكنولوجي الحالي فكأنهم يتشبثون بقشة للنجاة، او بحلم قد يمكن تحقيقه!!، وقد يكون من الضروري تحقيقه والاّ ينتهي العالم الى مأساة. لذا جاء عن لسان احد المؤتمرين في المؤتمر اعلاه، وهو البرفسور جيمس لافلوك لشرح نظريته “المتفائلة”: “أن الارض كائن مستقل بذاته يحافظ على الظروف المناسبة لبقائه على قيد الحياة”!!. وهكذا نظرية لا يقبلها علماء اليوم، اذ المحافظة السابقة على “حياة الارض”، كانت على حساب انقراض غالبية الكائنات الحية في حينه، ومرت ملايين سنة اخرى لاعادة الحياة!!. هذا ويمكن اعطاء رؤوس اقلام لقسم من الحلول “المجنونة”، اذ أن المؤتمر بحث اربع مجموعات من الحلول. المجموعة الاولى، تضمنت التحكم في التعرض للشمس،عن طريق تعديل انعكاس الشمس على السحب وعلى الاسطح الاخرى للتأثير على مقدار اشعة الشمس التي تدخل المجال الجوي للارض. والمجموعة الثانية تضمنت تخزين غاز ثنائي اوكسيد الكاربون CO2، في المحيطات مثلاً، او عن طريق سحبه من الهواء بغرض تخزينه، او بأيجاد طريقة لاحتجازه في الغابات. والمجموعة الثالثة تضمنت اعادة تصميم المناخ عن طريق زيادة التركيب الضوئي!!، او بالتحكم في ابقاء القشرة الجليدية للارض. والمجموعة الرابعة تضمنت محاولة تقليل الضرر والتهيؤ للمستقبل عن طريق تثبيت التيارت المائية في المحيطات بتحويل مسارت الانهار، واحداث مسارات للهجرة الواسعة للكائنات البرية!!.
ومن الطروحات اعلاه، نرى مقدار الرعب الذي يجابه العلماء من المستقبل المظلم، اذ ما معروض اعلاه فعلاً يعتبر افكار “مجنونة” او “خيالية”، فما مطروح اعلاه امور بعيدة عن الامكانيات التقنية الحالية،وتحتاج الى استثمارات هائلة جداً، فنحن لانتكلم عن كميات اعتيادية من الـ CO2 متجمعة في مكانات محددة، وسنوضح في الفصل القادم حجم هذه المشكلة. اضافة لذلك فإن اقتراح خزن الـ CO2في المحيطات مرفوض الآن من الغالبية العظمى من العلماء ، لانه سيخل جداً في توازن الغازات في المحيطات على حساب الاوكسجين، وسيزيد من الحامضية، وهي الاسباب التي ادت الى الانقراضات السابقة للحياة البحرية. بالواقع هناك من يقول ان خطر زيادة الـ CO2 المذاب في البحار والمحيطات بدأ بالافعال المضرة من الآن. في كل الاحوال يجب اتخاذ اجراءات سريعة ومهمة وقد يُضطر وفي اماكن واوقات معينة بالنظر بقسم من هذه الافكار او غيرها من الافكار “المجنونة”!!.

والبقية تأتي لاحقا



#جريدة_الغد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الامبريالية تسعى الى زيادة تجويع العراقيين، وبالتالي زيادة ا ...
- !!التقرير السياسي: مفاهيم “فريدة” في النضال السلمي لتحرير ال ...
- حل مشكلة الطاقة هو التحدي الاكبر للبشرية في القرن الحادي وال ...
- اسعار النفط في تصاعد مستمر!! لماذا والى اين؟!
- حل مشكلة الطاقة هو التحدي الاكبر للبشرية في القرن الحادي وال ...
- نيو يورك تايمس تتنبأ بـ “كرنسكي عراقي”!! نريد انتخابات لتحري ...
- لومومبا شهيد الحرية وضحية الذهب والالماس
- الحصاد الأخير: أقوال لا تحتاج الى تعليق!!
- لا تنس ايها العراقي رفيق نضالك من الثلاثينات من القرن الماضي ...
- ماذا قال الامريكان قبل واثناء احتلالهم العراق،
- ; الحصاد الأخيرأقوال لا تحتاج الى تعليق
- حل مشكلة الطاقة هو التحدي الاكبر للبشرية في القرن الحادي وال ...
- موقف مخجل إتجاه المتقاعدين لقد باع المتقاعدون في زمن صدام جم ...
- الزواج في زمن “التحرير - الاحتلال” الاميركي !!. او “كبد الحق ...
- الفيدرالية في جنوب العراق هي “مشروع انفصالي”، ويعني السير با ...
- العراق وايران والارهاب...والضجة الحالية!!لماذا هذه الحملة ال ...
- !!حل مشكلة الطاقة هو التحدي الاكبر للبشرية في القرن الحادي و ...
- !! اسرائيل دولة فوق القانون والخطر النووي الأسرائيلي
- لماذا جعلت سياسة بوش امريكا معزولة حتى عن العالم الغربي؟
- !!العراق وتموز


المزيد.....




- السيسي يكشف عن أرقام مهولة تحتاجها مصر من قطاع المعلومات
- -عار عليكم-.. مظاهرة داعمة لغزة أمام حفل عشاء مراسلي البيت ا ...
- غزة تلقي بطلالها على خطاب العشاء السنوي لمراسلي البيت الأبيض ...
- نصرة لغزة.. تونسيون يطردون سفير إيطاليا من معرض الكتاب (فيدي ...
- وزير الخارجية الفرنسي في لبنان لاحتواء التصعيد على الحدود مع ...
- مقتل شخص بحادث إطلاق للنار غربي ألمانيا
- أول ظهور لبن غفير بعد خروجه من المستشفى (فيديو)
- من هم المتظاهرون في الجامعات الأمريكية دعما للفلسطينيين وما ...
- إصابة جندي إسرائيلي بصاروخ من لبنان ومساع فرنسية لخفض التصعي ...
- كاميرا الجزيرة ترصد آخر تطورات اعتصام طلاب جامعة كولومبيا بش ...


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - جريدة الغد - حل مشكلة الطاقة هو التحدي الاكبر للبشرية في القرن الحادي والعشرين!! الحلول الحالية ستنهي البشرية الى مأساة!! الحلقة 8