أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - جريدة الغد - لومومبا شهيد الحرية وضحية الذهب والالماس















المزيد.....

لومومبا شهيد الحرية وضحية الذهب والالماس


جريدة الغد

الحوار المتمدن-العدد: 973 - 2004 / 10 / 1 - 05:51
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


لومومبا مواطن افريقي بسيط اشتهر اسمه بسرعة خاطفة كالشهاب الساطع في جميع انحاء افريقيا والعالم كبطل محرر لبلاده من طراز سيمون بوليفار وجيفارا في اوئل الستينات من القرن العشرين. ومحاور موضوعنا تدور حول من هو لومومبا، واين تقع بلاده الكونغو؟ والتاريخ السياسي الحديث لتلك المنطقة، واخيراً ما هي الدروس والعبر التي يجب ان تدركها الاجيال الصاعدة للشعوب العربية- الاسلامية من الاحداث المأساوية التي جرت في حياة لومومبا القصيرة؟
استقينا معلومات هذه المحاور من عدة مراجع موثوقة ومن جملتها صحيفة (ديلي ميرور) اللندنية الصادرة في تاريخ 24/2/1961 تحت مقال بعنوان (صعود وسقوط باتريس لومومبا) بقلم (باسل دافدسون)، ومعظم الصور المنشورة هنا مأخوذة من هذا المرجع الوثائقي.

جغرافية الكونغو (شكل 1):
الكونغو (زائير) بلد يقع في اواسط افريقيا بين بحيرة (فكتوريا) شرقاً والتي تعتبر منبعاً او مخزناً لنهر النيل العظيم والمحيط الاطلسي غرباً، تحدها من الجنوب (زامبيا) التي كانت تسمى روديسيا الشمالية البريطانية و(انغولا) البرتغالية.
مساحة الكونغو ست مرات اكبر من مساحة العراق و78 مرة اكبر من مساحة بلجيكا وعدد سكانها ثلاث مرات اكثر من نفوسها. يوجد غرب الكونغو مباشرة كونغو اخرى هي كونغو الفرنسية وهذه غير مشمولة ضمن موضوعنا الحالي.
عاصمة الكونغو البلجيكية هي مدينة (كينشاسا) وكانت تسمى سابقاً (ليوبولدفيلد) تقع على نهر زائير غير بعيد عن مصبه، وعاصمة الكونغو الفرنسية هي (برازافيلد) الى الغرب من كينشاسا وقريبة منها. وهناك ظاهرة جغرافية غريبة في الكونغو البلجيكية وهي ان سواحلها على المحيط الاطلسي ضيقة نسبياً مقارنة بالدول المجاورة والاقل اهمية منها، وهذا يدعونا الى الحديث باختصار عن انغولا فالحدود الفاصلة بينهما هي مصب نهر زائير في المحيد الاطلسي، وسواحل انغولا على الاطلسي طويلة وتمتد شمالاً عبر مصب زائير داخل حدود الكونغو مسافة 90 كيلو متراً لتكّون اقليماً ساحلياً مستقطع من الاراضي الكونغولية واسمه (كابندا)، وفي العلوم الجغرافية اصطلاح لمثل هذه الحالة الشاذة وهو ENCLAVE. كابندا تابعة لأنغولا البرتغالية الغنية بالذهب والالماس. من الجدير بالذكر ان البرتغال هي اول دولة استعمارية وتوغلت في افريقيا عن طريق شمال الكونغو عام 1492 .
جنوب انغولا يوجد في بلد ساحلي اسمه (نامبيا) وفي عام 1970 فقط انتجت نامبيا 340 كيلوغراماً من الالماس.
ان كميات الالماس المستخرجة من اقليم كاتانجا الكونغولية يُقارن بالكميات المنتجة في جنوب افريقيا، وفي مدينة (كمبرلي) في جنوب افريقيا كانت كميات الالماس المستخرجة اكثر من 8 ملايين قيراطاً في عام 1970 فقط.
من اهم معالم الكونغو البلجيكية هي نهر زائير ومقاطعة كاتانجا.
نهر زائير ينبع في الشمال الشرقي ويتجه جنوباً نحو وسط البلاد ثم يتجه غرباً ليصب في المحيط الاطلسي.
وفي منطقة منابعه توجد غابة كثيفة وواسعة ومشهورة سياحياً لاحتوائها على كل غريب وعجيب من المخلوقات والظواهر الطبيعية، يهبط عليها مطر غزير معظم فصول السنة ولهذا تسمى بالغابة الممطرة واسمها غابة (اتوري) وفيها قرية تسكنها قبيلة من الاقزام (اقزام تيكي تتكيس) طول الواحد منهم 150 سنتمتراً ووزنه 36 كيلو غراماً، وفي شرق هذه القرية وقريباً منها توجد قرية (واتو) يسكنها عمالقة طول الواحد منهم 210 سنتمتراً.

مقاطعة كاتانجا:
تُسمى الان (شابا ومعناه النحاس) تقع في جنوب الكونغو، هذا الاقليم مستقطع من زامبيا، رسم الاستعمار حدوده باتقان ليظهر وكأنه جزء من الكونغو. هذا الاقليم مملوء حتى التخمة بالمعادن الثمينة كالذهب والالماس والفضة وبقية المعادن كالنحاس وحتى اليورانيوم ويورانيوم هذه المنطقة هو المصدر الرئيس للغرب، والقنابل الذرية التي القتها امريكا على اليابان هي من يورانيوم هذا الاقليم. عاصمة كاتانجا هي مدينة (لمبومباشي)، ومن مدنها المهمة الاخرى هي (ليغاش) شمال العاصمة، وهي مركز مهم للصناعات المعدنية، ومدينة (ميوجي) هي مركز معظم الماس الكونغو، وهي مشهورة في الغرب لدى تجار الالماس وتقابل شهرتها مدينة (كمبرلي) في جنوب افريقيا.
يوجد في هذا الاقليم ظاهرة تدعو للتأمل وهي وجود ناطحات السحاب وسط الغابات الكثيفة، مجهزة بكافة وسائل الرفاهية الحديثة، يسكنها الاوربيون البيض فقط، اما السكان الاصليين اصحاب الارض يعيشون في حالة فقر شديد داخل اكواخ معمولة من مواد بدائية محلية حول تلك العمارات الشاهقة، وهذا الوضع يذكرنا بالقول المشهور (اينما تشاهد قصراً منيفاً فكن على يقين انك ستجد مئات بل الاف من اكواخ الفقراء حول ذلك القصر).

التاريخ السياسي الحديث:
تجزئة الدول المستضعفة فن يجيده دهاقنة السياسة الاستعمارية، والتجزئة معناها خلق حدود دولية مصطنعة تقسم البلد الواحد الى اجزاء متعددة وتظهر المنطقة في الخرائط السياسية الجديدة والملونة وكأنها لوحة فنية ذات طابع زخرفي موزائيكي عجيب غريب، والفنان الذي صنعها لم يعتمد على معالم جغرافية او صفات عرقية معينة او لغوية او دينية مشتركة بل اعتمد على الموقع الستراتيجي المسيطر لتلك القطعة من الموازئيك وعلى ثرواتها المعدنية والبترولية المتوفرة في ذلك البلد، واوضح مثل واقعي على ذلك هو الخارطة السياسية الملونة لقارة افريقيا، انها تحتوي على 51 دولة مستقلة! وعدد نفوسها اكثر من 490 مليون نسمة، وكلها كانت مستعمرة قبيل الستينيات من القرن الماضي، فما هو السر وراء هذا الكرم الحاتمي المفاجىء من قبل الاستعمار؟. كما انه سهّل لها الانضمام الى هيئة الامم المتحدة وامعاناً منه في تضليل تلك الشعوب بأن تكون كل تلك الدول المستقلة حديثاً ذات نظام جمهوري وقسم منها ديمقراطي شعبي! ذات علم خفاق متميز.
هذا التغير المفاجىء وهم مخادع سببه ظهور لعبة استعمارية جديدة في هيئة الامم المتحدة، واذا اراد المستعمر امراً عرضه على تلك الهيئة على شكل تصويت فيكون جواب اغلبية الاعضاء (نعم سيدي).حصة كل مستعمر تعتمد على مدى قوة عضلاته وعلى هذا الاساس جرى تقسيم الاسلاب على طاولة المفاوضات فيما بينهم، وموضوعنا يتحدث عن كيفية تقسيم منطقة الكونغو الافريقية:
بعد الحرب العالمية الثانية وفي مؤتمر برلين اجتمع الزعماء السياسيون لتوزيع الغنائم فيما بينهم وكانت منطقة الكونغو من حصة فرنسا وبلجيكا وحصة بلجيكا هي حصة الاسد.
وقبيل الاعلان الرسمي عن هذا التقسيم بوقت غير طويل قامت ثورة شعبية عارمة من قبل زنوج اقليم كاتانجا واستولوا على مقاليد الحكم فيها ودام هذا الحكم لمدة قصيرة، وبالمقابل شبت نيران الحقد في صدور المستعمر البلجيكي، وتظافرت جميع جهود حلفاء البلجيك ومن جملتهم امريكا نفسها لسحق تلك الثورة الشعبية العارمة واخمدوها بوحشية بقوة السلاح واسترجعوا اقليم كاتانجا، وبعد مدة ليست طويلة قامت انتفاضة شعبية في نفس الاقليم واخمدت بنفس الطريقة. كانت هذه الحالة سائدة في جميع انحاء الكونغو وبقيت نيران الثورة مستعرة في قلوب الافارقة، وفي هذه الظروف بالذات ظهر اسم لومومبا.

من هو لمومومبا؟
هو رجل من عامة الشعب الكونغولي، عمره (35) سنة، كتلة من وطنية مستعرة، مثقف، له خبرة طويلة في اساليب المستعمر الخبيثة ويراقب بتركيز على كميات ثروات بلاده التي ينهبها البلجيك.
كان لومومبا يحث الجماهير بخطبه النارية وبمقالاته الحماسية في الصحف المحلية والخارجية يشرح فيها جرائم البلجيك ضد شعبه وبلده معتمداً على البراهين والادلة المستقاة من ملاحظاته والتقارير والاحصاءات الصادرة من الاوساط البلجيكية حول الاموال الطائلة التي هربها المستعمر الى بلجيكا.
كان لومومبا صاحب اراء ومبادئ انسانية صلبة لا تقبل المساومة ولا ترضى بانصاف الحلول والمراهنة ولهذا سجنة البلجيك عدة مرات (صورة 2) يرافقه التعذيبب والاهانة في كل مرة، وفور خروجه من السجن يواصل عمله المقدس ضد المستعمر بنفس الهمة والنشاط فزاد عدد انصاره باضطراد, كان خلال هذه الفترة يكسب قوته من عمله كبائع في مخزن للبيرة ثم كاتب في دائرة بريد.
ادرك البلجيك انهم على مفترق الطرق بين انفجار ثورة بركانية لا تبقى منهم احداً وبين طريق المراهنة الذي راهنوا على كسبه. استدعوا لومومبا للتفاوض معه حول مصير بلده وانتهت المفاوضات بالاتفاق على اجراء استفتاء شعبي عام في الكونغو تحت اشراف دولي لمعرفة رغبة الشعب او رأيه في الاستقلال، هذه النتيجة هي قول حق أُريد به باطل لأن البلجيك كانوا واثقين ان قوى الشر المسلحة وعملائهم المحليين قادرون بسهولة على تزوير الانتخابات، واعتماداً على هذا الافتراض جرت الانتخابات العامة.

الاحداث والمفاجئة التي رافقت الانتخابات والتي اعقبتها:
كانت نتيجة الانتخابات اول مفاجئة غير متوقعة هزت بلجيكا والعالم الاوربي، ان لومومبا حصل على حوالي 90% من الاصوات رغم الجهود المستميتة التي بذلتها قوى الشر للتلاعب بنتائج الانتخابات.
تظاهرت بلجيكا بقبول هذه المفاجئة حفاظاً على ماء وجههم امام الرأي العام الاوربي، وصار لومومبا رئيساً للوزراء (صورة 3) لحكومة الكونغو الفتية، وجرت في العاصمة كينشاسا حفلة كبرى ابتهاجاً في الاستقلال في يوم 30/6/1960 . كان رئيس الجمهورية في الدولة الفتية رجلاً هشاً لا يملك من مقومات الشخصية شيئاً؟ اسم (كازا فوبو).
حضر الحفلة من الشخصيات البارزة في بلجيكا مع ملكهم ورئيس وزرائهم وكذلك من الدول الافريقية و بعض الشخصيات الاوربية.كان لومبويا هو (الداينمو) والمنظم لتلك الحفلة، تقدم رئيس وزراء البلجيك لألقاء كلمتة فمنعه لومومبا بكل شجاعة ولياقة بحجة ان اسمه غير وارد في قائمة المتكلمين فأمتعض رئيس الجمهورية كازا فوبو من هذا التصرف. ثم قام ملك البلجيك بالقاء كلمته قائلاً ما معناه (ان بلجيكا ضحت بشبابها واموالها الطائلة من اجل تعليم الشعب الكونغولي ورفع مستوى اقتصاده...) وبعد انتهاء خطابه تصدى له لومومبا بخطاب ناري مستنداً على تقارير واحصاءات عملها البلجيك انفسهم تشير بوضوح الى كميات الثروات التي نهبها البلجيك من الكونغو. وهنا ساد صمت مطبق ما عدا همس بين ملك البلجيك ورئيس وزرائه وكان قرارهما هو وجوب التخلص من لومومبا باسرع وقت ممكن.
اشتهر اسم لومومبا بسرعة مذهلة بعد انتهاء الحفلة وصادف ذلك في تلك الفترة ظهور حركة الحياد الايجابي بين العملاقين الاتحاد السوفيتي والعالم الغربي. لم تدم فرحة لومومبا بالنصر سوى ايام معدودات، وبعد ثلاثة ايام من الحفلة دخل جيش بلجيكي الى الكونغو عن طريق مصب شهر زائير ووصل الى العاصمة كينشاسا وفي نيته تنفيذ خطة مبينة ضد لومومبا.
في 11/7/1960 اعلن عميل البلجيك (موييس Pومبي) انفصال اقليم كاناتجا عن حكومة الكونغو الجديدة وتم ذلك بمساعدة واسناد الجيش البلجيكي. استنجد لومومبا بالاتحاد السوفيتي ولكن السوفيت رفضوا ذلك، ثم طلب منهم فقط اعارته بضعة طائرات حاملة الجنود لنقل ما بقى من جيش الى كاتانجا لتحريرها، ورفض هذا الطلب ايضاً. اضطر لومومبا الى اللجوء الى هيئة الامم المتحدة واستجابت لطلبه ظاهرياً وارسلت (200) الف جندي الى الكونغو بهدف تحرير كاتانجا وارجاعها الى الحكومة الفتية، غير ان هذا الجيش الكبير لم يعمل شيئاً، وكان رئيس الجمهورية كازا فوبو قد غض الطرف عن انفصال اقليم كاتانجا بل حتى كان يؤيده، والاكثر من ذلك ان سكرتير هيئة الامم (داغ همرشولد) آنذاك توجه الى كاتانجا للتفاوض مع جومبي حول انسحابه من الاقليم ولكن طائرة السكرتير قد اُسقطت وسط الغابات ومات السكرتير للامم المتحدة كما حصل في فلسطين حين اغتال الصهاينة سكرتير الهيئة الدولية الكونت برنادوت في وضح النهار.
بعد ثلاثة اسابيع فقط اصدر الرئيس كازافويو امراً بعزل لومومبا وتجريده من كل صلاحياته، وهنا ادرك لومومبا انه عرضة للاغتيال في اية لحظة وطلب الحماية والحراسة من قوات هيئة الامم ولكنها تجاهلت طلبه، وبقي البطل الاسطوري وحيداً في المعركة.اضطر لومومبا الى اللجوء الى معقل انصاره في مدينة في شمال البلاد قرب الغابة الممطرة ولكن العقيد (موبوتو) الذي كان حليفاً للومومبا سابقاً قد انقلب ضده واصبح عميلاً للبلجيك، تتبع هذا العقيد الخائن خطوات لومومبا حتى استطاع القبض عليه وتسليمه الى يد اعداء لومومبا وهو جومبي بدل تسليمه الى الحكومة الجديدة (صورة 4) ثم (صورة 5)، وجومبي سلمه فوراً الى الجيش البلجيكي وبدأ مسلسل التعذيب الجسدي والاهانات. نقله الجيش البلجيكي بسيارة مسلحة وهو مكبل بالقيود والحبال ورموه على ارضية السيارة، واحذية الجنود الثقيلة تضرب رأسه وتركل بطنه طوال الطريق المتجه نحو اعماق الغابات، وفي الطريق توقفت السيارة المسلحة عند منطقة مأهولة للتبضع، ومن مصادفات القدر الغريبة ان مراسلاً صحفياً امريكياً كان متواجداً في تلك المنطقة وشاهد بعينه لومومبا وهومكتّف ومرمي على ارضية السيارة واثار التعذيب الجسدي واضحة على رأسه وجسده، ولابد ان ذلك الصحفي قد نقل ما شاهده الى الصحف الاوربية والامريكية. ثم اتجهت السيارة المسلحة الى ممر مجهول في اعماق الغابة وقتلوه ولايعرف احد محل قبر لومومبا الى يومنا هذا.

الدروس المستخلصة من الموضوع:
اهداف جميع انواع الاستعمار لم تتبدل منذ ان بدأت البرتغال اول استعمار عام 1484 ولكن الشئ الذي تغير هو وسائل تنفيذ تلك الاهداف حسب الظروف العالمية السائدة. واهدافه الأزلية معروفة وهي استغلال ثروات البلدان المستضعفة واستغلال جهود ابنائها واحتلال اراضيها، وكان شعار الاستعمار الامريكي الجديد في بدايته هو مكافحة الشيوعية بينما نجد ان قوانينها وقوانين حلفائها لم تمنع الاحزاب الشيوعية والان تبدل شعارها الى مكافحة الارهاب العالمي، ونظرة واحدة الى ما يجري الان في العراق وفلسطين وافغانستان تكفي للتدليل ان امريكا وحليفاتها هي مركز الارهاب. ان الاسباب التي دعتنا الى ذكر هذه الفقرة هي ان وسائل الاعلام العالمي وابواقه التي يسيطر عليها حلفاء امريكا تحاول بأصرار الى التعتيم على جرائم المستعمرين السابقة لتهيئة اذهان الاجيال الحاضرة والقادمة لعملية غسيل الدماغ في الدول المستضعفة لجعلها تنسى احداث الماضي مما يؤدي الى تصديق الشعارات البراقة الكاذبة مثل ان الادارة الامريكية واعوانها هم دعاة الحرية والديمقراطية ومحاربة الارهاب. والذي يعرف الحقيقة يجب عليه ان يقولها وهي:

1- ان وظيفة هيئة الامم، منذ تأسيسها، وحتى يومنا هذا هي اضفاء صفة الشرعية الدولية على جرائم الاستعمار، ومن المهازل المضحكة المبكية ان اغلب اعضاء الهيئة هم من الشعوب المستضعفة التي تعودت على تكرار جملة (نعم سيدي)، ومع ان تلك الهيئة لم توافق على غزو العراق ورغم احتجاج الشعب الامريكي والشعوب الاوربية فأن امريكا قد احتلت العراق عسكرياً في وضح النهار، ولكن هيئة الامم في النهاية قد ساهمت بأضفاء الشرعية الدولية على الاحتلال الامريكي بدليل وجود ما يسمى بقوات التحالف...

2- من اهداف الصهيونية المعلنة منذ اكثر من مئة عام هي اشعال فتيل حرب عالمية ثالثة ضد الاسلام والعرب عن طريق استعمال الارهاب والقوة المسلحة، وهذا مطابق تماماً لاهداف الاستعمار الجديد عند تتبع خريطة مسيرة شعار مكافحة الارهاب في السنوات الاخيرة.

3- قال الرئيس كندي عند سماع نبأ اغتيال لومومبا (انها صدمة عنيفة لي) اذن لماذا ساهمت ادارته في اخماد الثورة الشعبية في كاتانجا وفي بقية الاقطار الافريقية، والآسيوية وشعوب امريكا اللاتينية. هل يصدق احد عاقل بأنه لم يكن على علم بها؟ ومن ناحية اخرى علق السوفييت على نبأ اغتيال لومومبا (انها جريمة استعمارية دموية). كان الاتحاد السوفييتي يدعي بأنه نصير الضعفاء اذن لماذا رفض مساعدة لومومبا حتى بأعارته بعض طائرات حاملات الجنود؟. وبعد استشهاده شيد جامعة بإسم “جامعة لومومبا” وخصصت اساساً للدراسة والمعيشة المجانية للبلدان الافريقية والاسيوية.

4- لايستطيع الاستعمار اياً كان نوعه ومهما بلغت درجة كفائته من السيطرة على اي بلد واحتلاله إلاّ يوجد طابور من الخونة والعملاء من اهالي نفس البلد المُستهدف، وخيانة البلد هي من احط سمات الانسان، ولهذا اشتهر اسم حركة (ماوماو) بزعامة (جوموكنياتا) في كينيا الواقعة شرق الكونغو قريبة منها، عندما كان الشعب يحارب الانكليز، ورفعت حركة ماوماو شعار (اضرب الانكليز باحدى يديك واضرب في آن واحد بيدك الاخرى عملاء الانكليز المحليين).



#جريدة_الغد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحصاد الأخير: أقوال لا تحتاج الى تعليق!!
- لا تنس ايها العراقي رفيق نضالك من الثلاثينات من القرن الماضي ...
- ماذا قال الامريكان قبل واثناء احتلالهم العراق،
- ; الحصاد الأخيرأقوال لا تحتاج الى تعليق
- حل مشكلة الطاقة هو التحدي الاكبر للبشرية في القرن الحادي وال ...
- موقف مخجل إتجاه المتقاعدين لقد باع المتقاعدون في زمن صدام جم ...
- الزواج في زمن “التحرير - الاحتلال” الاميركي !!. او “كبد الحق ...
- الفيدرالية في جنوب العراق هي “مشروع انفصالي”، ويعني السير با ...
- العراق وايران والارهاب...والضجة الحالية!!لماذا هذه الحملة ال ...
- !!حل مشكلة الطاقة هو التحدي الاكبر للبشرية في القرن الحادي و ...
- !! اسرائيل دولة فوق القانون والخطر النووي الأسرائيلي
- لماذا جعلت سياسة بوش امريكا معزولة حتى عن العالم الغربي؟
- !!العراق وتموز
- !!حل مشكلة الطاقة هي التحدي الاكبر للبشرية في القرن الحادي و ...
- أقوال لا تحتاج الى تعليق!!
- الآن... عرف نبيه الحكمة من عدم زواجه!!
- هل نحن على ابواب “قادسية بوش” حفظه الله ورعاه
- سلام على مثقل بالحديد ويشمخ كالقائد الظافر
- الفلوجة: المقاومة والارهاب والاحتلال و”العراق الجديد”!! هل ه ...
- من الذي شرب الطلا؟ اضواء على مشروع “نقل السلطة”


المزيد.....




- مصر.. نجل وزير سابق يكشف تفاصيل خطفه
- ذكرى تحارب النسيان.. مغاربة حاربوا مع الجيش الفرنسي واستقروا ...
- لبنان.. لقطات توثق لحظة وقوع الانفجار بمطعم في بيروت وأسفر ع ...
- القبض على الإعلامية الكويتية حليمة بولند لاتهامها بـ-التحريض ...
- مصر.. موقف عفوي للطبيب الشهير حسام موافي يتسبب بجدل واسع (صو ...
- -شهداء الأقصى- التابعة لـ-فتح- تطالب بمحاسبة قتلة أبو الفول. ...
- مقتل قائد في الجيش الأوكراني
- جامعة إيرانية: سنقدم منحا دراسية لطلاب وأساتذة جامعات أمريكا ...
- أنطونوف: عقوبات أمريكا ضد روسيا تعزز الشكوك حول مدى دورها ال ...
- الاحتلال يواصل اقتحامات الضفة ويعتقل أسيرا محررا في الخليل


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - جريدة الغد - لومومبا شهيد الحرية وضحية الذهب والالماس