أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى محمد غريب - أهمية فصل الدين عن الدولة واستقلالية المؤسسة الدينية عنها















المزيد.....

أهمية فصل الدين عن الدولة واستقلالية المؤسسة الدينية عنها


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 1086 - 2005 / 1 / 22 - 10:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


علينا ان نعي تجربة ايران ولا نسمح بتكرارها واضطلاع رجال الدين بدور سياسي

كثيرة هي القضايا الساخنة في الجسم العراقي الحديث، وهذه لم تكن وليدة اليوم بل هي عبارة عن تراكمات سنين طويلة كان اختفاؤها الوقتي عن الانظار يعود لأسباب قاهرة لكنها كانت بمثابة النار تحت الهشيم، من هذه القضايا ارتباط الدولة بالدين او العكس ربط الدين بالدولة، وهو ارث تاريخي قديم تأسس منذ ظهور الدولة الدينية في صدرالاسلام واستمرت في العهود التي تلته حتى تشكيل الدولة العراقية، ولطالما استخدم الحكام الدين لاغراضهم الشخصية ولخدمة سلطتهم التي اعتبرت كسلطة إلهية يجب عدم المساس بها.. هذا التاريخ المملوء بالامثال الكثيرة امتد الى السلطة الحديثة التي حاولت ان تقبض على رمانتين بيد واحدة ، ففي الجانب الحياتي المواكب للتطورات في العالم تخلت السلطة عن الاحكام القضائية التي سنتها الشريعة الاسلامية فيما يخص المجتمع لكنها استخدمت الدين كسلاح ماضٍ لمحاربة المعارضين لها واعتمدت في ذلك على المؤسسات الدينية التي التزمت بصيغة " اطيعوا اولياء الامر منكم " ولم تبق سلطة في الدول الاسلامية والعربية الا وان سلكت العقاب الديني " التكفير " للذين يقفون ضدها او اولئك الذين كانوا يصارعونها من اجل فصل الدين عن الدولة ..
هذه التركة في العراق استمرت تتفاعل منذ العهد الملكي الاول وحتي سقوط النظام البعثفاشي في العراق وكان سلاح الدين يشهر دائما من تريد له السلطة ان يكون ضحيتها متهمة اياه بالكفر والالحاد والخروج عن الدين الاسلامي ومورس هذا النهج حتى اصبح تقليداً لقوى ومنظمات كانت والامس القريب تحسب نفسها من قوى التحرر العربية وليس الغريب ان تقوم الاحزاب القومية العربية وبضمنهم حزب البعث العراقي المتحالفة فيما بينها بعد ثورة 14/تموز/1958 باستغلال الدين كشعار سياسي لمهاجمة الحزب الشيوعي والقوى التقدمية واتهامه بالكفر والالحاد لعجزها من مواصلة الصراع السلمي المبني على احترام الرأي الاخر ، هذه السياسة استمرت طوال فترات ما بعد انقلاب 8/ شباط 1963 المشوؤم وحتى سقوط النظام الشمولي واحتلال العراق ، لكنه عاد مرة أخرى تحت اغطية تختلف عن الغطاء القومي الشوفيني المعادي للديمقراطية وهو غطاء ديني بدون سلطة سياسية انما بواسطة المؤسسات الدينية المسيسة التي باتت تشعر بخطورة وضعها وتهديد موقعها في الفترة الراهنة فكانت التحالفات السرية والعلنية من اجل كسب معركة ليس عن طريق المنافسة والصراع السلمي المبني على الاحترام المتبادل للرأي الآخر وانما لغة تهديد مبطنة..
وهذا ما نشاهده في الوقت الحاضر في اصطفاف القوائم الانتخابية ووقوف السيد السيستاني ومرجعيته الى جانب قائمة الائتلاف الوطني الموحد ، فبعد الانحياز الكبير للسيد السيستاني ظهر جدل واسع بين جميع الفئات العراقية عن مدى تأثير هذا الانحياز على مستقبل البلاد السياسي ، واشير ان هذا الانحياز يدل على مخطط باطني مخفي سيعلن عنه فور فوز هذه القائمة بالاكثرية " إذا فازت !!" هذا المخطط يريد ان يعيد تجربة ايران في العراق ولو بطريقة أخرى لكن الا يعي الشعب العراقي تلك التجربة في ايران بعدم السماح لرجال الدين بالاضطلاع بدور سياسي بدلاً من دورهم الديني، فمرجعية السيد السيستاني تعتبر هذه المرحلة من أخطر المراحل فهي حجر الزاوية للبناء السياسي الدستوري للعراق ولهذا يتجاوز طموح المرجعية الى ابعد من حكومة انتقالية باعتباره ليس ذاك الطموح المرغوب استراتيجياً بل الاستراتيج الابعد في قضية السلطة هو سن الدستور العراقي الدائم وحسب رؤية واعتقاد مرجعية السيد السيستاني والذي سيحدد شكل وعلاقة الدولة بالدين ولهذا تحتاج المرجعية الى قيود جديدة لكن جوهرها قديم ، ربط الدين بالدولة أو ربط الدولة بالدين كزواج شرعي مبارك من قبلهم وجميع الاحزاب السياسية الدينية ومن اجل تحقيق ذلك " شيعة أو سنة " ينظر الى مكونات الدستور باعتباره القاعدة الاساسية لعودة ذلك النهج المعادي لابسط حقوق الانسان وانتج دكتاتورية دينية جديدة..
ان لقاء وفد من مدينة الثورة " الصدر" مع السيد السيستاني والذي ناب عنه بالكلام نجله السيد محمد رضا السيستاني بحسب الرواية قد كانت اجابات وتوضيحات لكثير من الاسئلة المطروحة على المرجعية ولهذا كانت الاجوبة جميعها تصب في مصلحة قائمة الإئتلاف الوطني الموحد وليس كما ادعى ان السيد السيستاني أب الجميع، فمن حث الجميع على الانتخابات باعتبارها جسراً ليس الى الحكومة المؤقتة ولكن بصريح العبارة انما كتابة الدستور الدائم، حيث جرى التأكيد على ان الاسلام يجب ان يكون دين الدولة ولا يجوز تشريع اي قانون يخالف ثوابت الدين الحنيف.
ان قضية الخلاف حول ثوابت الدين لا يمكن مناقشتها لأنها ثوابت دينية لكن لو ان الاكثرية يقرون بفصل الدين عن الدولة ماذا سيحصل عندئذ هل سيستعمل السيد السيستاني والمرجعية سلطة العصى كما كانت تستعمل في العصور القديمة، والذي نراه ايضاً في تصريح السيد نجله ان المرجعية تعتبر قائمة الإئتلاف مقبولة لديها ويجب ان لا تهدر الاصوات على القوائم الاخرى المنفردة والضعيفة، وهو امر عجيب من قبل المرجعية التي تريد ان لا يصوت الناس الا لقائمتها حسب تصريح السيد محمد رضا، وبعد حديث ونقاط عديدة يصل الامر الى ان قائمة الإئتلاف وكأنها وحدها التي تضم شخصيات وطنية شريفة وكأن القوائم الاخرى غير وطنية.. الخ..
نقول باستغراب هذا شيء مخالف لما قاله السيد السيستاني سابقاً ومتناقضاً بما صرح به نجله السيد محمد رضا أثناء زيارة الوفد له، فبقدر احترامناً لرأي السيد السيستاني نختلف معه حول قضية عدم التصويت للقوائم الفردية والضعيفة ، فمن حق المواطن العراقي ان يصوت بكل حرية وبدون ضغوط دينية او مرجعية عليه.. فهل دعوته الموما اليها تأمين الفرص المتكافئة لجميع القوائم المتنافسة وفق حرية الرأي والانتماء وروح الديمقراطية ؟ ام ذلك يعد تدخلاً فضاً للاخلال بهذه المبادئ وما أكدنا عليه من حرية الاختيار؟
من المسلمات المعروفة في قضية مهمة كقضية الانتخابات والدستور الدائم ضرورة احترام رأي الأكثرية بعد التصويت وليس اصدار احكام وتصريحات فوقية كما كان الحكام السابقين واعتبارها قوانين ملزمة التنفيذ والالتزام بها، وللضرورة هذه ومن منطلق الرد على دعوة السيد السيستاني فيما يخص الدعوة للتصويت لقائمة الإئتلاف لكي يسن الدستور الدائم وفق رؤية المرجعية اننا نرى ان فصل الدين عن الدولة لا ينتقص من الدين الاسلامي الحنيف بقدر زيادة اهميته الدينية وليس السياسية ولا يعني سوى استقلالية المؤسسة الدينية عن سياسة الدولة وتعرجاتها ومصالح حكامها الضيقة وفي المقابل جعل الدولة مستقلة عن المؤسسة الدينية واستغلالها لمآربها السلطوية وتمكين الشعب العراقي من مراقبة ومحاسبة الحكومة على سياستها بعيداً عن الاتهام بالخروج عن الدين الاسلامي.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجســات صغــيرة
- ما الفرق بين اعتبار التصويت لصدام حسين سابقاً تكليفاً قومياً ...
- ريح الثالـــوث الأزرق
- أين هي الليالي الملونة للشيوعين العراقيين أيها السيد أحمد عب ...
- إيران أدوار خطرة في المنطقة وسياسة الاحزاب الشيعية الموالية ...
- كيف يمكن دخول السيارات والصهاريج المفخخة بهذا الشكل البسيط و ...
- أقول لكْ .. انسى الذي أقولــــهُ
- إيران الفارسية وعقدة أسم الحليج العربي
- ألــــوح ليلى عشية 2005
- ما هية لعبة تأجيل الإنتخابات العراقية وحرق المراحل بهدف تحقي ...
- قصيدتان..
- الأديب والشاعر ميخائيل عيد الوداع الأخير والدمعة الخفية
- علي الكيمياوي والبراءة من دماء ابناء حلبجة وغيرهم من العراقي ...
- وطـــــــن القيامة والنذور
- ما زال أزلام البعثفاشي يسرحون ويمرحون في دوائر الدولة ومفاصل ...
- الفــــــــــــرق
- هل صحيح أن - قناة الجزيرة الفضائية تسوق للأمريكان؟
- الحوار المتمدن والفكر التنويري التقدمي
- !! نقيب المحامين العراقيين كمال حمدون وضميره الحي
- أختلف مع رأي أياد علاوي .. كأن عمر و موسى وإيران وغيرهم يعرف ...


المزيد.....




- “TV Toyour Eljanah”‏ اضبطها حالا وفرح عيالك.. تردد قناة طيور ...
- إنشاء -جيش- للشتات اليهودي بدعم من كيان الاحتلال في فرنسا
- بينهم 5 أمريكيين.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل سبعة يهود حاولوا ...
- اضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 لمشاهدة ممتعة لاحلي اغ ...
- لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا ...
- -باسم يوسف- يهاجم -إيلون ماسك- بشراسة ..ما السبب؟
- إسرائيل تغتال قياديا بارزا في -الجماعة الإسلامية- بلبنان
- -بعد استعمال الإسلام انكشف قناع جديد-.. مقتدى الصدر يعلق على ...
- ماما جابت بيبي.. تردد قناة طيور الجنة الجديد الحديث على القم ...
- معظم الفلسطينيين واليهود يريدون السلام، أما النرجسيون فيعرقل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى محمد غريب - أهمية فصل الدين عن الدولة واستقلالية المؤسسة الدينية عنها