أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مازن لطيف علي - البروفيسور العراقي سامي موريه يصدر مذكراته بعنوان -بغداد حبيبتي-















المزيد.....

البروفيسور العراقي سامي موريه يصدر مذكراته بعنوان -بغداد حبيبتي-


مازن لطيف علي

الحوار المتمدن-العدد: 3694 - 2012 / 4 / 10 - 10:35
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


مازال الناس مختلفون في فهم وإفهام معنى العمر، فهل هو العيش، أو ما مضى وانقضى من الزمن، أو بكم وكيف العمل، أو مقدار ما مر به الإنسان من محن، أو هو محض عملية حسابية لأيام الهناء ـ مطروحا منها أيام الشقاء، تقدس العمر ، فأقسم الناس، فهو عزيز طال أم قصر، ثاب أم خاب، أو ثابت أم إفتراضي .
رحلتنا سوف تكون مع مذكرات شخصية كبيرة ومبدعة، عرفها العراقيون من خلال قراءة مذكراته التي نشرت بشكل حلقات، في جريدة إيلاف، إلى أن قرصنها ناشر بغدادي عام 2010، ثم أصدرها مؤلفها اخيراً في كتاب ، بطبعة منقحة ومزيدة، إنه البروفيسور سامي موريه، صاحب الباع الطويل في الأبحاث العربية والإسلامية والتجربة الثرية في الحضارة العربية، في كتابه الجديد الذي يحمل عنوان (بغداد حبيبتي - يهود العراق ... ذكريات وشجون) عن مكتبة كل شىء- حيفا 2012 . تحمل هذه المذكرات خواطر الأزمنة وتراكمات الأحدث. أهدى المؤلف قصيدة "الرحيل" في مستهل ذكرياته "الى أخواته وإخوانه العراقيين في كل مكان"، ولعل هذه القصيدة ستكون خاتمة لمساهمة الشعراء اليهود في الشعر العربي منذ أن نظم السموأل (شموئيل) بن عادياء اليهودي لاميته الشهيرة، لذلك يمكننا ان نقول، "بدأت مساهمة اليهود في الشعر العربي بشموئيل بن عادياء اليهودي، وانتهت بشموئيل بن ابراهيم العراقي اليهودي. وقد عارض قصيدة "الرحيل" العديد من الشعراء، ووضعها الاستاذ نوري علي في جريدة "ألأخبار" في باب ثابت من روائع الشعر العربي، ومطلعها:

قالت لي أمي، والأسى في عينيها:

"ظلمونا في العراق،

وضاقَ المُقامُ بنا يا ولدي،

فما لنا و"للصبر الجميل؟"

فهيا بنا للرحيل!"

وعندما بلغنا الوصيدا،

قالت لي: "يا ولدي لا تَحزنْ،

إِلـْـلِِّي ما يريدكْ لا تريدَهْ "،

هَمستْ: " يا حافرَ البير "

"بربكَ قلْ لي لهذا سببْ؟ "

ورَحلنا ...".

قدم الكتاب الكاتب العراقي سعد سامي نادر حيث ذكر إنه "كعراقي، وكواحد ممن ترك وطنه مرغما وعلى مضض، متعة، ان تعيد قراءة "بغداد حبيبتي- يهود العراق ... ذكريات وشجون" للبروفيسور سامي موريه، ستشدك زفرة ومرارة كلمات بسيطة نابعة من قلب ووجدان ونقاء مواطن عراقي يفيض حباً ووطنية صادقة يغلفها حنين للوطن بلا حدود. ستجبرك لوعات شجونه على المضي معه عبر طريق أحزان وآلام روح سُبيت وأجبرت يوماًعلى ترك وطنها الام، على مضض ...".

يذكر موريه في مذكراته إنه قضى طفولته الباكرة في محلة حنون صغير في بغداد القديمة ، وأنتقلت عائلته عام 1936 الى منطقة البتاوين مقابل بستان مامو، ويذكر هذه المنطقة في مذكراته مرات عديدة ويحلم ان تتكحل عيناه برؤيتها ورؤية مدرسته " السعدون النموذجية " ومدرسته المفضلة التي قبلته، الست "فاطمة"، وهي مدرسة التاريخ والطبيعة في مدرسة السعدون النموذجية في بغداد ... هاجر موريه قسراً من العراق بعد حملة التهجير القسرية ليهود العراق في منتصف القرن العشرين حيث يذكر "وضرب القدر ضربته ورحلنا ، وانهمكنا في الدراسة والعمل لنداوي بها جراحات الماضي وأهوال الحاضر بانتقالنا من عزّ العراق، مهما كان ثمنه، إلى ذلّ الحاضر، في خيام معسكرات اللاجئين الجدد، من جميع أرجاء العالم، والوقوف في طوابير الماء وبيت الخلاء والخبز وشراء اللحم والبيض والزبد بالكابونات والعمل كعمال بسطاء، رغم ثقافتنا، في البناء لنقل أكياس الإسمنت والحصى والرمل على ظهورنا كما كان يفعل "العمّالة" الذين كانوا يعملون عند والدي في البيوت التي كان يبنيها! بكيْتُ عندما جاء أخي ريمون يبشرني: "والله عندك حظ ! أول يوم وشِفتْ (وعثرت على) شِغِل بالعمالة (البناء)!" قلت له: "ما هذا الفرح بعمل حقير حصلت عليه بعد عزّ العراق!"، و"ما تعرف خيري لما تجرب غيري"، صرنا نشتغل بالبناء مثل الفقراء؟ ويل العراق، ماذا فعل بأبنائه المخلصين!"

هاجر موريه وعيونه ترنو متلفتة نحو العراق قدره وليلاه، يحن ويئن على بغداد وفراقها،

" لـَيْـتـَنِي أعُودُ إلى العِـرَاقِ يَوْمًا، فَأُحَدّثـُهُ بـِمَا فـَعـَلَ الفِرَاق "

تناول موريه سيرة والده ابراهيم معلم الذي عشق العراق وتعلق ببغداد فلم يفرط في تسقيط جنسيته عام 1951 ، بالرغم من احداث الفرهود الفظيعة وفضل البقاء في بغداد حيث كان يقول لعائلته دائما: "أنا عشتُ 2500 سنة في العراق واتركها في 5 دقائق، ماذا سأفعل في اسرائيل مع هؤلاء الصهاينة".

العراق ليلاه المريضة وقدر موريه الذي لايستطيع الهروب منه، فهو يلاحقه في كل مكان يذهب إليه، حتى لهجته العراقية لم تتغير، وحبّة بغداد التي في خده الايسر تميزه بعراقيته، ومواصلة القراء ومحبيه من العراقيين عبر التعليلقات والرسائل في البريد الالكتروني، تدل على انه يعشق العراق وناسه الطيبين، فالعراق ليس اسما ومسمى عند موريه، بل هو "الأنا" الرابضة في أعماق وجدانه وكيانه و شخصيته.
قراءة المذكرات تنبـِئُـنا إننا في حضرة مبدع كبيرة ترك بصماته خلال رحلة العمر على ناصع صفحات الدنيا بأبحثه ومؤلفاته. عشق بغداد، وأدمن في حب العراق بشكل لعب بنياط قلوب العراقيين بصورة لا توصف، فصرخ أحدهم "لغة عربية رهيبة"، أضحك قراءه وابكاهم بأسلوبه الساحر الغنائي المنوم، حتى صرخت الأديبة عأئشة، "من أباح لك قتلي"، ونظم الشاعر الدكتور جبار جمال الدين روائع قصائده بوحي من ذكرياته، وتغنى باسمه السموألي الملحن والمغني بشير صبري بوتاني في ثلوج السويد، وعارض "الرحيل" عراقيون مهجرون وفلسطينيون يائسون، واثار عند العراقيين ما نسوه من ذكريات الظلم والطغيان، فكتبوا ما نسوا تدوينه من أحداث مشابهة لتلك التي رواها موريه، فنشروها في الجرائد الالكترونية.

يتألف الكتاب من 424 صفحة من القطع الكبير، ويضم 53 فصلاً مع خاتمة وفهرس الأعلام وموثقا بقائمة فحلة من مؤلفاته وبالصور في نهاية هذا الكتاب الفذ.
نشرت بعض فصول الكتاب في موقع "البرلمان العراق"، كوثيقة ومثالا يحتذى لحب العراق والوطنية الصحيحة، ليقتدي بها النواب في بغداد، بل في العراق كافة، ومزينة بالصور في مجالس حمدان التي يحررها جلال جرمكا، وتوثيق ابياته لبعض الفنانين عن غرامه بليلاه المريضة في العراق بصور النخيل اكراما لقوله :

وهل تدري كيف كانت ترف عليّ نخيل العراق،

كما رفت قرون، ليلى

على المجنون في هواها،

رفيف الأقحوانة في نداها؟"

وبعد، فلا يسعنا سوى ان نشكر أديبنا الكبير على تدوينه لمذكراته وتخليده لأحداث العراق كباحث وأديب وشاعر وانسان، وآس ٍ لما يحدث في العراق من مآس ٍ متمنيا لشعب العراق من محنه واستعادة حريته واستقلاله وديموقراطيته ومساهمته الماضية في العلوم الانسانية التي كانت مصدرا للنهضة الأوربية الحديثة، والف تحية للعراقي الوفي للعراق وشعبه الذي اطلق عليه بعض الأدباء العرب في اسرائيل لقب "مربي الأجيال"، واطلق عليه بعض العراقيين لقب "محب العرب والمسلمين".



#مازن_لطيف_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عزرا حداد.. احد أهم اعيان ومثقفي الطائفة اليهودية في بغداد
- يهود العراق في كتاب (بغداد كما عرفتها) للمميز
- اليهود في الخليج العربي
- موقف النخبة اليهودية في العراق من الهوية العراقية 1920-1952
- الصحفي العراقي اليهودي الأخير يروي ذكرياته
- نعيم طويق يوثق أعلام يهود العراق وذكرياتهم في كتاب جديد
- عائلة خلاصجي... واحدة من أشهر العوائل العراقية اليهودية 1
- من التاريخ المنسي.. مدرسة شماش العراقية
- موجز تاريخ اليهود من السبي الى النزوح
- باحث عراقي يتحرى آثار يهود الحلة وتأريخهم الاجتماعي والاقتصا ...
- صدور طبعة بغدادية لكتاب عزيز الحاج - بغداد ذلك الزمان-
- سلام عبود: • إذا كان زمن صدام الثقافي هو الخراب، فإن الثقافة ...
- الرواية بين أسبقية الكتابة واستراتيجيّة المحاكاة
- الاساءة للموسيقار العراقي الكبيرصالح الكويتي في مسلسل -فاتنة ...
- الإغراب في الشعر العراقي المعاصر جيل الستينات
- خطاب الجنس..مقاربات في الأدب العربي
- ألف ليلة وليلة.. كتبها ابو حيان التوحيدي
- بَعد إذنِ الفَقيه
- صناعة الاخبار العربية
- د. رشيد الخيون: العلمانية ليست حزب ولا نظرية ولاأيديولوجية


المزيد.....




- فيديو لمطاردة جنونية بين الشرطة الأمريكية وشاحنة مسرعة على ط ...
- دمر المنازل واقتلع ما بطريقه.. فيديو يُظهر إعصارًا هائلًا يض ...
- أول تعليق من حماس على قرار تركيا بوقف التجارة مع إسرائيل.. و ...
- صحيفة أمريكية: خطط الصين لإنشاء محطات كهروذرية عائمة تثير قل ...
- بوتين ورحمون يبحثان تعاون روسيا وطاجيكستان في مكافحة الإرهاب ...
- جونسون يقع في حفرة حفرها بيديه
- نيويورك تايمز: هذه شروط التطبيع السعودي الإسرائيلي والعائق ا ...
- في -سابقة عالمية-.. رصد -إنسان الغاب- وهو يعالج نفسه من إصاب ...
- إسرائيل تترقب بحذر صفقة عسكرية فريدة من نوعها بين تركيا ومصر ...
- سحب دخان سام في سماء برلين والسلطات تصدر تنبيهات تحمل علامة ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مازن لطيف علي - البروفيسور العراقي سامي موريه يصدر مذكراته بعنوان -بغداد حبيبتي-