أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - لطيف الحبيب - - ميديا - حاملة خطايا اوربيديس















المزيد.....



- ميديا - حاملة خطايا اوربيديس


لطيف الحبيب

الحوار المتمدن-العدد: 3691 - 2012 / 4 / 7 - 20:26
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



{ميديا هي مشروع مؤجل لامراءة محتجة قلقلة ثائرة على كل العسف الاجتماعي
بكل اشكاله العرفية والدينية والسلطوية لذا يجب ان توصف بكل ما هو سيئ ,
من قاتلة اطفال قبل 2400عام الى مرجومة بحجر وساحرة في العصور الوسيطة
ثم الى خارجة عن صفوف المجتمع وساقطة في الوقت المعاصر.}كرستا فولف
في لقاء للروائية الالمانية كرستا فولف مع صحيفة " تاكس شبيغل " في عددها الصادر في 1/5/ 1996 جاء فيه{ انها بدات العمل في رواية "اصوات ميديا" 1992اوضحت فيها كيف حولت " ميديا" الى قاتلة اطفال رغم انها برئية من هذه التهمة التي نقلت الينا عبر العصور على السنة الرجال فقط, وتعتبر {ميديا متوحشة قادمة من الشرق } كما يراها الشاعر اربيديس وهو الاول في العالم الذي وصف ميديا "قاتلة اطفال " , اما العلاقة بين شرق المانيا وغربها لم تكن تهمني في تلك الفترة . ميديا شخصية حيوية جدا لذلك لم تخيبني ، لقد التزمت كثيرا بمسير ة الرواية التسلسلية , رغم اني اجريت تغيرات كثيرة ,لقد قرأت ألكثير من المصادرالمبكرة و التي سبقت اربيديس ، لفت انتباهي الى ذلك عالمة مختصة في التاريخ ,وارشدتني الي تلك المصادر التي كان اربيديس يعرفها , ولكنه استطاع ان يوظفها بشكل مختلف تماما عن حقيقتها ليكتب تراجيديا ميديا . اما مالذي دفعني الي اعادة التفكير بهذه الاسطورة بالذات , هو اسباب الحدث وما فيه من اجحاف في حق المراءة لسطوة وسيطرة المجتمع الابوي على البشرية , ونقلت الينا الاسطورة من وجهة نظر ذلك المجتمع فقط . وبشكل متعمد اغفلت واخفيت كل المصادر لهذه الاسطورة ودوافعها الحقيقية , وسربت لنا دوافع واسباب غير معقولة . ويمكن التنويه مقولة مفادها " بسبب التغيرات السياسية يجب تدمير انسان ما وتحويله الى كبش فداء كذلك كانت ميديا "} .وتقول في روايتها اصوات ميديا "دعونا نذهب الى الحكماء ونحمل حفنة منهم الينا . نحملهم الى زماننا ضيوف غرباء . نملك مفاتيح التاريخ كله وكل حقبة فيه , احيانا دون مواربة او خجل نلقى نظرة من فلقة باب ونطلق احكاما متسرعة . يجب ان يكون محتملا اقترابنا خطوة خطوة من الممنوعات المخجلة للتاريخ " ص9
من المعتاد تصديق علماءالتاريخ والاقوال المحصورة بين اقواس ، واقتباسات اتت من عمق الزمن ، من اساطير وحكايات وملاحم بطولية . اخذت هذه الاشكال والانواع الادبية كمسلمات وبراهين ، ووظفت بشكل اوباخر لدراسة وتحليل ظواهر اجتماعية متعددة ,حدثت في زمن تلك الاسطورة او الملحمة . لحبكة هذه الاشكال الادبية ومأساويتها والافعال الخارقة والمتجاوزة لفعل الانسان ، ابهرت العقل البشري, والانسان البسيط العادي رفعها وارتقى بشخوصها الذكور والاناث الى مستوي نزاهة الاله ، وفوق الشكوك و صولا الى تصديقها كحقائق مطلقة لاتقبل الشك و البحث ,اصبحت الملاحم النموذج ليأس مطلق ، استقبلتها مختلف الاقوام لشمولية احزانها ،مثل الياذة والاوديسة لهمروس ، وميديا لاربيديس . هذه الوقائع (حقائق عصر الملاحم) و بمرور الزمن تحولت الى اشبه بالنصوص المقدسة , جمل موضوعة ومثبتة يجب تصديقها ، لاتفسح المجال لقارئها ان يعيد التفكير بهذه الحقائق الملحمية . بدأ في نهايات القرن السابق الذي تطوى فيه الحقائق وتتحول الى قصص تروى وتحكى بنسيج محكم ، القلة من الادباء بقراءة الملاحم والاساطيرمن جديد , ومن وزوايا متعدد ،ويعتقد البعض منهم ،بضرورة تمزيق هذا النسيج المحكم لرؤية الخيوط الحقيقة لكل حكايات التاريخ المعروفة ، والتى تتغير مضامينها وتختلف روايتها من شخص لاخر, علينا الدخول الى تكوين اوليات الملحمة والاسطورة والتدقيق في صحة تركيب ونقل جزئياتها منذ عصور ابداعها . بهذا ألفهم لملاحم واساطير التاريخ تعيد الروائية الالمانية الراحلة " كرستا فولف" (1929-2011 )ربط الحاضر بالماضي بقرائة تفصلية نقدية لاسطورة " ميديا" لاربيديس في روايتها "اصوات ميديا"
كما فعلت في روايتها " كسندرا" في عام 1983 التي اعادت فيها قرأة تاريخ اوربا . { الاف السنين من التاريخ تذوب تحت ضغط كبير , هل يمكن ان يدوم هذ الضغط.؟ ان لا نكشف حجب الاموات بدون ضرورة ملحة ؟ سؤال عادل والاسئلة الخاطئه لا تتطمأن بل تقلق الشخصيات التاريخية التى تتوق الى الخروج من ظلام الاحكام المجحفة } الرواية ص9
" اصوات ميديا "نضج السرد الروائي التاريخي يحدثنا تاريخ الادب الالماني المعاصر عن بروز ادب الرواية التاريخية وانتشاره بشكل واسع بين دائرة واسعة من القراءعلي سبيل المثال لا الحصر اشتهرت رواية " هانيبال حكاية مدينة قرطاجة " الصادره عام 1989لكاتبها - كيزبرت هايفز - ثم رواية " رجل من ا لموزوبوتامية " لامين معلوف مترجمة عن اللغة الفرنسية صدرت عام 1992، " ملكة سبأ" للكاتب رولف باير " مأساة الاله اننا " كتبها توماس ميلكه ولنفس الكاتب ايضا " كلكامش ملك اوروك " اغلب هذه الروايات تسرد وقائع واخبار تاريخية وقعت ونقلها المؤوخون الي عصرنا الحالي ، وظفها الكتاب والشعراء الى روايات وقصائد ،لم يجرؤ احد على قراءتها من جديد اوالتفكير بصحة هذه الاحداث وصدق راويها ، او التدقيق في تركيب جزئياتها كما فعلت "كرستا فولف" . كرست الكاتبه في روايتها " اصوات ميديا" الجهد الفني الابداعي والتاريخي العلمي لدفع وتحفيز ابطال اسطورة " ميديا " لاربيديس ،للدفاع عن انفسهم وتبيان الحقائق التي تجلت اثناء السرد والحوارات التي ركبت على السنتهم ، كما بينت التناقضات الصارخة والحادة بين واقع الحدث وتصويره من اجل خدمة المجتعات الرجولية القائمة في فترة ابداع الملحمة ,معتمدة علي وقائع تاريخية وتحليلات نفسية لطبيعة المراءة والرجل في تلك المرحلة ، طبيعة الصواع علي مراكز القوة ، الصراع بين الفقر والغنى والشرق والغرب. كرستا فولف تحل اشكاليات الالغاز القديمة باسقاطها على حقائق الحاضر واكتشافاته وتجريبيته لاعطاء اجوبة جديدة على اسئلة تبحث عن حلول ؟؟مثل لماذا لاتكون" ميديا " امراءة مسالمة لم تقتل احد ابدا ؟ , لماذا لاتكون " ميديا " الاسطورة القديمة ذات معنى اخريختلف عما نعرفه ؟ اسئلة مشروعة تطرحها الكاتبة تحفز العقل الانساني على التفكير مرات قبل ان يطلق احكامه ,التي غالبا ما تكون قاسية , لذا فهي تترك اشخاص روايتها يتحدثون الي القراء بهدوء ، وتوزع قناعاتها الجديدة على اصوات متعددة . الاسطور لم تتغير ولكنها تنهض من جديد للدفاع وازالة الحيف الذي ضامها. الاحداث والشخصيات التاريخية لها الاولية في الرواية ، ولكنها ترفض ان تكون هي الرواية , والسرد التفصيلي لوقائع الاحداث القديمة يتضمن التاريخ الماضى والحاضر, تبنى وقائع حاضر الرواية في الماضي ويؤكدها المستقبل الذي ياخذ معالم اطر الماضي .
اسطورة ميديا :
هي شخصية المراءة في الاساطير اليونانية ,تراجديا ميديا لاربيديس احد المصادر القديمة لمادتها الخام والتي استخدمت كمادة اولية في الفنون الموسيقى والادب , الاكثر شهرة هي اسطورة اربيديس ثم تتابعت على مر العصور.
تتحدث هذه الاسطورة التى كتبها اربيديس -1- عن " ميديا " ابنت ملك "الكوليشيس " ايتست ابن اله الشمس "هوليوس" ،التي عشقت "ياسون" ساعدته على الحصول على(الفروة الذهبية) ثم هربت معه واصبحت ام لطفلين من زوجها ياسون, بعد ان وصلوا مع اصدقاءهم الى " كورنيت " يترك ياسون زوجته ميديا ويتزوج من ابنت الملك "كرينوس" ملك مدينة كورنيت, اشعلت ميديا النا ر اثناء حفل الزواج , بعد ان تصاعد يأسها الى حنق وغضب عاصف ,واحرقت العروس والضيوف والملك, ثم اقدمت على خنق اطفالها ليتكامل فعلها الانتقامي, وتنجوا بنفسها على ظهر حيوان اسطوري هاربة من مدينة كورنيت ,ثم تستقل عربة تعود لهليوس تسحبها افاعي مجنحة , في اثينا تتزوج ميديا "ايكيوس" ,اعتبرت ميديا من الخالدين بسبب شرورها مثلما اعتبر اخيل خالدا. من الطبيعي جدا ان تنتقم ميديا بمثل هذه الوحشية لنفسها بعد ماقدمته لزوجها لو كانت امراءة عادية ، هذه الفعلة كما وصفها اربيديوس من خصائل الانسان العادي و ليس من اساليب الالهة والملوك , تستغل ميديا وتوصف باللعنة والخيانة من كل احياء الارض واشباحها ,هكذا كتبت التعاسة على ميديا والنساء باضخم عمل ادبي كتبه الشاعر الكبير اربيديس ويصف بطلته وضحيته التراجيديا بهذه النعوت. رواية كرستا فولف هي اعادة جذرية لما كتبه اربيديس ومن تبعه حول ميديا من وجهة نظر رجولية ,انها اختراع من قبل الرجال ، الذين يعتبرون النساء اللواتي يرفضن اوامرهم خارجات عن تقاليد المجتمع وماهن إلا بساحرات . لقدعمل الشاعر اربيديوس ومن خلال تعاقب الاجيال و لاسباب دينية او اخرى فحولية دون المس بهذه الاسطورة بالنقد او المراجعة. وان يغرس في ادمغتنا صورة" ميديا" قاتلة الاطفال الخائنة المتمردة عن طاعة زوجها . ميديا من وجهة كرستا فولف امراءة متحضرة محاججة ، هادئة ، رزينة صابرة عند الضرورة ، محترمة, واشد مايكره الرجال ان تجتمع هذه ا لصفات عند امراءة ,الرجال يبغضون النساء القويات وعليهن تحمل كل التبعات حين يكون الرجل ضعيفا , وهذا ما حدث في كورنيت,ميديا كانت عاشقة للجمال، كانت تتطلع لقاطع الصخور والنحات « اوسيرز » بذهول وحب ,تضاجع زوجها نادرا , ان يخونها زوجها ! ثم ماذا ؟ هل تقتل الابرياء بسبب خيانة رجل لها , هل تقتل اولادها ؟ انها وحشية بربرية لاتتلائم مع ماتحلت به من صبر وحكمة ,تتنافى وتحضرها وحبها للانسانية انها من صنف النساء التي تحرك الارض اذا توقفت عن الد وران ، انها حارسة على حياة الناس الذين يثقون بها ، مشاعرها صادقة ، قادمة من عمق التاريخ ,تنوء تحت حمل المعاناة والعشق. كرستا فولف تقمصت شخصية ميديا بكل تفاصيلها وحفرت عميقا للبحث عن اثار اخبار الناس القدماء والتو صل الى معرفة كيفية استقرار المجتمع الابوي على اسس دينية ,اعادت الكاتبة قراءة الاسطورة , ليس فقط النهاية المحزنة لها , بل كتبت التراجيديا من جديد ،من وصول " ياسون الى "كوليشيس"- مدينة ميديا- وما حصل من كوارث من بعده . ميديا ، ياسون ,ليكون وبعض الشخصيات على العكس من اربيديس الذي ابتدا اسطورته من هروب ميديا الى مدينة كورنيت .
شخصيات ميديا شخصيات الرواية يائسة متسائلة ، لم توضع في مكانها الحقيقي وانما تدور حول نفسها لايمكن الاستفادة منها اجتماعيا ، شخصيات دائمة التعب تسير الى حتفها باصرار, تحاولالاختفاء دوما في الظلام ، شخصيات كما ارادها "اربيديس" يقلقها البحث عن الحقيقة. اضافت كرستا فولف العديد من الاصوات الي ابطال روايتها ، لتمكن هذه الشخصيات من الخروج من اسر المولف وقول الحقيقة.
1- ميديا - امراءة غاضبة متنمرة عشقت رجلا اجنبيا ، وحققت مساعيها خلال القتل وركام الجثث قتلت ومزقت جثة اخيها حتي تستطيع الهرب مع عشيقها " ياسون" ، ابن احد الملوك ،بعد ان افشت اليه سر "الفروة الذهبية " ، ياسون هذه القادم من بعيد الذي يريد الوصول الي السلطة باي ثمن, يهرب مع عشيقته ميديا الى مملكة "كورنيت " ، بعد وصوله الى هذا المهجر يخون زوجته ميديا ويتزوج ابنت ملك "كورنيت " ، اثناء حفل الزواج اشعلت ميديا النار في كل الحاضرين, وقتلت اولادها وزوجها بدون شفقة انتقاما لخيانته لحبها . هكذا يصف الاغريق القدماء ميديا ساحرة مرعبة، وشريرة ، وهكذا كتب الشاعر الكبير ." اربيديس " تراجيديا ميديا ، كانت تعرض في احتفالات اثينا كدراما تتحدث عن امرادة قذفت خارج حدود المجتمع.
2- ياسون- عشيق وزوج ميديا ابن الملك ، متسرع دفعه عدم التعقل لدخول لعبة السلطة والتسلط من الطبيعي ان يكره " كلواك " لكنه يتزوجها لانها ابنت الملك
"كرينوس " ، حينها تكتشف ميديا خيانته لها ، انه كبقية الرجال يوجل الصراع ، غير مخلص يضحي بحبيبته من اجل مصالحه الخاصة والحصول على مكاسب فردية.
3- كلواك - ابنت كرينوس ملك " كورينيت " تصف نفسها في حوار داخلي { انها حيوان يعيش في الادغال مرضت بمرض احلام الطفولة وترتكب جرم غير متوقع
4- اكميدا- تلميذة تتقد غضبا ويملأها الحقد على ميديا لانها لم تعلمها اصول السحر الذي كانت تحتاجه,امها صديقة ميديا فجلبتها تلميذة في المعبد ,تعاملها ميديا
بجد وبعض الجفاء وتفضل عليها بنات الارامل .
5- اكماز - ساحر ومنجم الملك الاول لمملكة ،" كورينيت " معروف بكل افعاله السيئة
6- ليكون - المنجم الثاني للملك الذي يحدد العلاقات في مملكة " كورنيت " بطريقة تختلف عن ميديا، ولكنهما يكملان بعضهم, انهم بذرة تعاون مشترك الذي تتجلى فيه مثالية الحب والصبر والصداقة.

لاكثر من 2400 سنة تناول الكثير من الشعراء والادباء هذه ا لمادة في القرن السابع تناولها" بيركورنالي" في القرن التاسع عشر تناولها " فرانس كرلبراتز "وفي القرن العشرين تناولها" جين انواله - هاينس هيني -هاينر ميللر " بمفهوم واحد لم يختلف عليه الكثير الا في جزئيات التصور ، اتفق هولاء ان بطلتم انثى قاتله مجرمه تسمي "ميديا" كما اخبرهم التاريخ بذلك ، كتب العديد حول "قاتلة الاطفال " بمختلف الدوافع وضمنها الغيرة والانتقام وبانواع ادبية مختلفة ,كلها اخبار كاذبة وكل شيئ مرفوض ، صرخت كرستا فولف ، وهذه الاساطير كتبت من وجهة نظرالرجال.

كرستا فولف تقلب حقائق اربيديس
اصبح كل شيئ مغاير لوقائع اسطورة ميديا , نعرف الان ان ميديا لم تقتل اطفالها ومن الطبيعي ان لاتجرؤعلى مثل هذه الفعلة لماذا يجب ان تقتل اطفالها ؟ كما تخبرنا الاسطورة انتقاما من زوجها ياسون الذي غادرت وطنها من اجله تتحول ميديا الى نموذج "للانثى المجرمة " المراءة القاتلة بسبب الغيرة التي تتصاعد الى وحشية القتل والذبح , هكذا تصل الينا تراجيديا {اربيدويوس 431 قبل الميلاد}, ميديا كرستا فولف ليست امراءة بسيطة , انها امراءة ساحرة كبيرة لها سطوة على اساطين الرجال فليس للغيرة قدرة لدفعها للانتقام بسبب خيانة رجل لامراءة . اعادت كرستا فولف الاسطورة بوعي معاصر وبطريقة جديدة متجاوزة المعتاد من السرد والمالوف من جزئيات هذه الاسطورة , لقد حولت التشكيك و الاتهام الى حكاية اجتماعية وقلبت المعادلة راسا على عقب واطلقت حكمها ببراءة " ميديا " , واكدت الشكوك حول تراجدية اربيديوس وبالذات وضع ميديا كقاتلة اطفال, كتبت كرستا فولف عام 1994 تقول { لم يكتف اربيديوس بوصف ميديا قاتلة اطفال , وانما اعتبرها بربرية ساحرة , واتسائل لماذا يقف مثل هذا الشاعر الكبير ضد المراءة ويرتكب مثل هذه الاخطاء } والحقيقية ان نجاح الكتاب الذي نشأ من هذه التوليفة يعتمد على القرار الفردي الذي يتخذه كل قارئ.
سيتاثر القارئ بقوة ولباقة وجمالية اللغة في بناء هذا الصرح الابداعي ويكتشف ان كرستا فولف هي سيدة الادب الروائي الالماني بلا منازع , ويتعرف ايضا على جدية النويا ورقة الانفعالات والتعاطف في كل الادوار الموكلة لشخصيات الرواية من خلال الانسياب الشعري في الخطاب الروائي , وسيعي انها محاولة اعادة قراءة الوقائع وربطها باحكام بالموروث من التقاليد التي كان فيها وعي القاص والباحث التاريخي والوعي الفلسفي مؤسس على ادراك وفهم حقائق غيبية غير واضحة المعالم , وبنفس الوقت سيصرخ البعض باعلى صوته ان رواية " اصوات ميديا " نداء يبشر فيه للمجتمع الامومي الذي يمثل التكامل الروحي هو احسن بكثير من باقي المجتمعات , وينطلق البعض من مقولة ان كرستا فولف وضعت نفسها في هذا العصر بموقع حصين من هجمات الكثير من الاعداء بعد ان تلبست اسطورة ميديا ,ووضعت نفسها في موقع ضحية لظروف سياسية قائمة , الضحية التي لم تهيا نفسها كفاية للانسجام مع المجتمع الجديد وصارت حمالة ذنوبه " الكل يعرف كيف ابعدت كرستا فولف عن صفحات المجلات والصحف الادبية الغربية في اواخر عام 1989 عام التحولات بعد اشتراكها في توقيع بيان " من اجل ارضنا " واصبحت منبوذة من الاوساط السياسية الالمانية الغربية كما نبذت " ميديا " من مجتمع " كورنيت " . خشيت كرستا فولف ان يلغى كل ما كتب من الادب الالماني الشرقي مثلما الغيت المانيا الشرقية , وخاصة بعد ان نشبت معركة نقدية صحفية حول مجموعتها القصصية " ماذا تبقى " . بعد نشر رواية " اصوات ميديا " طرح السؤال عن نوعية الادب الذي سوف تلجه بعد اعتمادها التاريخ كمادة خام في مناقشتها لقضايا معقدة في هذا العصر , مثل تحرير المراءة , السلطة والرجال . { لقد جعلوا من كل واحد منا الشخص الذي يحتاجونه , كل ماجعل ميديا شريرة ومشهورة في بلاد الغرب غير صحيح , يعتمد على سرد حكائي قصصي من صنع الرجال مكتوب بشكل جميل على طريقة الملاحم . ميديا امراة جيدة ليس غير} .قتل الاطفال وخاصة من قبل امهاتهم من الجرئم التى يستنكرها اى مجتمع انساني وهي هدم للبنة المجتمع الاساسية ,طرحت الكاتبة " انكا بيرندهاين " في كتابها" تأويلات اصوات ميديا " استفسار على شريحة واسعة من الناس " من هي ميديا ؟" كانت الاجابات عبارة عن تسال " هل هي التي قتلت اطفالها ؟ " , تهمة قتل الاطفال الغى كل تاريخها في خدمة شعب كوليشيس حتى موقعها الديني كبيرة الكهنة في المعبد لم يشفع لها , اتهمت ميديا بهذه الجريمة البشعة , والناس لايعرفون انها برئية , لتبقى ملعونة الى الابد منذ اكثر من 400 عاما قبل الميلاد الى القرن الحادي والعشرين , تستمر التهمة اللعنة للشاعر اربيديس تطارد ميديا , الا اذا نجحت كرستا فولف في روايتها " اصوات ميديا "التي سردت فيها الاحداث التاريخية السابقة بعدة منولوجات وبقسوة غير مبالغ فيهما من التاريخ ، تعيد الحياة الى شخصيات الملحمة , وليس نتاج الخيال او اشكال او شخوص اسطورية في ازالة التهمة الزائفة عنها , تعتبر كرستا فولف ان مسلسل القتل الذي اجترحه اربيديوس تكون من مجموعات احداث وظروف تعيسة حدثت بالصدفة , والصدفة وحدها لعبت الدور الكبير في خلق تراجيديا ميديا, وقناعاتها تشير الى الخلل في سرد الوقائع عند اربيديس وتعتبره تحريفا لمراجع المادة الاولية القديمة التي سبقته لهذه الملحمة , وقدمت رؤى جديدة لهذه الملحمة مبنية على نقد اجتماعي , فميديا لم تقتل احد . الصراع على القوة والسلطة بين الملوك ومن يرثهم هو مركز الحكاية ونسيجها اتهمت بهذه الاتهامات الشنيعة لجمالها وشجاعتها واستقلاليتها , ليبرر المجتمع اخفاقه وياسه وعدم قدرته على مواجهة الكوارث الطبيعية والامراض التي تعصف بهم, فحملوها كل هذه الذنوب وجعلوها كبش فداء.( " ميديا الاغرقية البربرية صانعة السموم المدمنة على الانتقام قاتلة الاطفال ,هنا تتحر هذه الشخصية الانثوية التي اتهمت عبرالاف السنين, وما كتب عنها اليوم اثبت براءة هذه الانثى)- 2- بهذا المفهوم اوقفت كرستا فولف اربيديوس على قدميه . تسرد منولوجات الرواية بدون اسئلة,يطبعها صوت شعري رقيق منساب يذكرنا بنثر كرستا فولف الرائع ، وترتبط هذه الاصوات لتشكل رواية "اصوات ميديا" . لقد هدمت الكاتبة عناصر تراجيديا اربيديوس " ميديا " , لتعيد بنائها بعناصر مستمدة من الحاضر بعد ان اطلعت على المخطوطات الاولية للاسطورة , كما انها تضيف اصواتا جديدة ،ثم تبدا استهلالا جديدا لتراجديا" ميديا" . لقد ربطت الاحداث بشكل دقيق وذكي ، وتقرأ الرواية بانسياب وسهولة ، يبدا تواتر الا حداث من الصفحة الاولى. ميديا الفعل الدموي ، ياسون وملك « كورنيت » وابنته هم الضحايا ، تماما كما عند اربيديوس, تفاصيل السرد وجزئيات القص هي التي اختلفت , اصبحت المدن وتاريخها وتكوينها والعلاقات الاجتماعية هي التي تحدد مسار الابطال وافعالهم ، استحضرت كل الرموز الثانوية عند اربيديوس واصبحت اساسيه ، القصور التي بنيت تحتها قصور ، الاقبية والدرجات التي تؤدي الي دهاليز مظلمة ، متاهات تحت الارض ، نحيب امراءة مسنة ، هيكل عظمي صغير ، مثل هذه البديات تقود القارئ الى احداث مأساوية جسام ، لكن المؤلفة تجد في الوقت نفسه وسائلها الرقيقة لتهدئة هذا التوتر. " اصوات " هو العنوان الجانبي لرواية كرستا فولف ، تختلط هذه الاصوات ولم يعد صوت البطل هوالاعلى ,كل الاصوات تطرح وجهات نظرها بالاحداث التى تجري , شخصيات مختلفة لكل منها ميزاتها الخاصة وكلها تعمل من اجل تطوير وتصعيد مسار الرواية بادراك واعي للحقائق التي تطرح جديدة للوصول الى الهدف النهائى اثبات براءة التاريخ وبهذا تتصاعد احداث الرواية. تعتمد الكاتبة في سرد احداث الرواية على ضمير « الانا » موجهة ندائها الي فهم القارئ , فنجحت بعكس صورمقنعة لحدة الاصطدامات بين العلأقات الفردية والعلاقات الاجتماعية.
تهرب ميديا من مدينتها « كوليشيس » المدمرة الضاعة ليس بسبب عشيقها ياسون كما يقوا اربيديس بل لاحباطها ولليأس الذي تعيشه ، ان ابيها هو الحاكم المطلق والسبب في مقتل اخيها ,واسس حكمه على اسس من الاثام والظلامة ، ماذا اكتشفت في مهجرها الجديد مملكة " كورنيت"؟ اكتشفت ايضاالظلامة والاثام ، الجثث في الاقبية , ممرات صخرية ليس لها منافذ ، كل شيئ في الشرق " كوليشيس "له شبيهه في الغرب" كورنيت " ، كلها اكاذيب من يعتقد ان الغرب متحضر ، خداع وزيف مدينة " كورنيت" بنيت على الجريمة.
تعتقد الكاتبة ان ميديا قد اذلت واهينت واستضعفت في حاضرة « اوركونوانك » التا بعة لأبولونيوس رودوس - كانت ميديا مجرد اداة بيد الآلهة هيرا ،واثينا , من اجل مساعدة الاركونوانيين للحصول على "الفروة الذهبية " وبرجاء من الاله " هيرا " اقنعت " افروديت ابنها "ايروس" بقتل ميديا ابنت ملك كوليشيس ومن جانب اخر تبرهن كرستا فولف ان الالهة " زيوس – واولمبيا" لم يملكوا تأثيرا او سلطةعلى ميديا ، استعملت ميديا قوتها السحرية من اجل ان يحصل عيشقها « الا وركنتي » ياسون علي الفروة الذهبية , صعب عليهاان تبلغ أ بيها بعزمها علي مغادرة البلا د, التعقل والوعي دفعها الي كتمان قرارها كما توضح ذلك ميديا " لم اذهب مع ياسون لاني لم اطق العيش في هذه المدينة الضائعة الخربة ، احس الانهيار يدب في مدينة" كوليشيس "كمرض يسري في جسدي ، الاب الملك كان يسري في جسده نفس المرض وكل ذرة قوة كانت متبقية فيه ركزها في التعلق في السلطة والحياة ، مقولات ميديا تعكس الكثير من الاحاسيس بكراهية السلطة والعنف ووقوفها الحازم ضد جنون السلطة , تعشق ياسون وتصبح زوجته ، وتصل الي مدينة « كورنيت » مع اصدقائها كلاجئين من الشرق ( تنتمي كرستا فولف الى شرق شرق المانيا) , كوليشيس مدينة ميديا من المفترض ان تقع على النهاية الشرقية للبحر الاسود في اسفل القفقاس ومن الطبيعي جدا ان يعتقد مواطن كورنيت هو الاذكى والاحسن من القادم من الشرق المتخلف ، تستثمر الكاتبة خبرتها في هذه الموضوعة وتجربتها الخاصة التي عاشتها لتصف بشكل دقيق خارطة العلاقات الاجتماعية التي نشأة بعد وحدة المانيا, يدب من الماضي السحيق عبر الحاضر الم وعذابات التجارب التي مرت بها الكاتبة ابتداءا من موقفها المعارض لممارسات الدولة الاشتراكية ، مرورا بما حدث لها اثناء التحولات في المانيا الشرقية او ما تطلق عليه كرستا فولف لم (التجديد الثوري عام 1989) . غادرت ميديا مجتمعها الذي شغلت فيه موقعا متميزا ودخلت مجتمع " كورنيت" تحت حماية زوجها الذي وفرت لهالامان في مدينتها ، لم تستطيع ان تتالف مع المجتمع الجديد المتحضر والغني بشكل اسطوري ، اشتهرت " ميديا " في هذا المجتمع « كورنيت » كامراءة بدائية متوحشة قادمة من الشرق, الارض التي تعلق فيها جثث الرجال القتلى على الاشجار ملفوفة بجلود الحيوانات حتى الجفاف ، الارض التى تسعى فيها الافاعي كمخلوقات اليفة, تدجن في البيوت ، قادمة من مجتمع امومي تسود فيه علاقات اجتماعية تعود الى فجر التاريخ . في مملكة كورنيت حكم المال والذهب ، المنجمون من الرجال يصنعون السياسة,
اما النساء فيعتمد على د رجة الطاعة ومدى ترويضهن ،فهن حيوانات بيتية اليفة . ميديا لم تطمئن الي مثل العلاقات والهدوء منذ البداية . تكتشف كثير من العفن والزيف ،هذه المدينة تستغني عن القوانيين والاحكام التي يسنها المجتمع ، تعتمد الاشاعات والاكاذيب والاعاجيب التي تتحول الى اشاعات ثم اساطير, توظف لصالح الفئات الحاكمة والمسيطرة في المجتمع, اما محيط المدينة الضبابي فيظهر الالوان الباهتة لحضارة مملكة كورنيت ,وفي الحقيقة انها مدينة خائرة القوى تسير الى نهايتها محاطة بغلاف هش جميل ، كورنيت تفرج عن نفسها في مجتمع مضطرب منكود وتجد ضحيتها اخيرا في الغرباء اللذين ليس لهم الاستعداد للانسجام في هذا المجتمع . ميديا هي مشروع مؤجل لامراءة محتجة قلقلة ثائرة على كل العسف الاجتماعي بكل اشكاله العرفية والدينية والسلطوية لذا يجب ان توصف بكل ما هو سيئ ,من قاتلة اطفال قبل 2400عام الى مرجومة بحجر وساحرة في العصور الوسيطة ثم الى خارجة عن صفوف المجتمع وساقطة في الوقت المعاصر. يعصف بميديا التفكير و الشوق الى مدينتها " كوليشيس " ،تكتم هذا الشوق ،وتتعرض لضغوط اجتماعية قاسية , تصرخ بمرارة الغريب , نحن في كوليشيس نعشق اجدادنا القدماء العظماء،كان يحكم بلادنا اكثر الملوك و الملكات عدلا ، سكنها ناس حبوا بعضهم ، وزعت االملكيات بتساوى عادل حتى لاينظر احدهم للاخر بحسد ، وحينما تتحدث عن هذا الحلم الذي عاشته في زمنها البعيد تظهر علائم التعجب والدهشة على وجوه مستمعيها يشوبها العطف والفجعية ونكران هذه الحقائق . هنا في " كورنيت" لايتعاطف احد مع االملونين الذين قدموا من الشرق ، يطلقون عليهم شتى النعوت الاانسانية ، ويصفونهم
( الاغبياء البرابرة ) والاسوء من ذلك انهم سحرة لا يحترمون الالهة ، وما ارسوه من قوانيين سوف يجلب الخراب الى كورنيت.
تعمل المولفة بجهد وبحث دؤوب لرفع حجاب الشر والدم الذي غطى وجه " ميديا" الاف السنين, لترى بعينيها التمزق والحروب والكراهية وعدم الانسجام ,هو ما تبقى من اسس هذا العالم . الصراعات التي تمزق حضارات الشرق والغرب، اصطدام المجتمع الامومي بالمجتمع الابوي بعنف وبروز تناقضاتهما بشك حاد وعدائي يسير بالعالم نحو الانهيار, اما المحاربون من اجل الانسان والعدالة والسلام قلائل جدا وهم المثاليون . بنهايات متسلسلة كتقويم تاريخي توضح الكاتبة ليس مستواها الابداعي الفني الادبي وقدر الروائية بل طاقتها الخيالية والمقارنة بين مدن وانظمة مضى عليها الالف السنين وانظمة حالية معاصرة بدون وضوح التعبير , "كو ليشيس " الشرق بكل عنفوانه ,والشرق الاشتراكي الذى عوملت فيه المراءة استنادا الى ارائها وشخصيتها وكفاءتها, " كورنيت" الغرب فقيمة الانسان تعتمد على ما يملكه من كميات الذهب , عند كرستا فولف لم تنهار ميديا بسبب الغضب والحزن واتهامها بعدم التعقل والقتل بل واجهت مصيرها بشجاعة, على عكس ما خطه اربيديس .
تصدرت رواية " اصوات ميديا " قائمة المبيعات لعام 1996 . كتب الكثير عن هذه الرواية ايجابا وسلبا ، وتناولها النقاد من مختلف جوانبها التاريخي واسقاطهاعلى الواقع الالماني المعاصر . كتب عنها ومدحها بغنائية الناقد " تيلمان كراون " ( نحن لم نسمع او نقرأ عمل مثل هذا منذ زمن روايات فونتانا ) كتبت عنها الصحفية " بولينا ملتس" في صحيفة الفوخن بوست الاسبوعية . كتبت عنها ايضا الصحفية " كورنيلا كايلسر" في صحيفة برلينر تسايتنغ اليومية بشكل حميمي وصداقي واضح وبحب كبير لكرستا فولف كتب" ينس بالسر" في صحيفة الوقت الاسبوعية ( انها درامة المانية شرقية غربية). نشرت مجلة د ير شبيغل الالمانية » صورة لكرستا فولف تشير بسبابتها الي الامام وتساءل الناقد الالماني "فولكر هاج "{ هل تعتبر كرستا فولف نفسها ميديا وهي الضحية للنظام الالماني لهذا التجاهل والتحجيم ، ومن يختفي وراء شخصية " اكميدا " تلميذة ميديا ، ربما الكاتبة الالمانية الشرقية مونيكا مارون او ساره كرش . يتفق اغلب النقاد ان قراءة الرواية بفكر ايدلوجي مسبق يخل بها و يمنعنا من التمتع بهذه الرواية .
1 - اربييديس( 480 -406 ق. م )احد اكبر شعراء التراجديا الاغريق بعد اسيخوليس وسفوكليس من مجموعة اعماله البالغة 90 عملا وصلت الينا 18 عملا فقط من اعماله المعروفة ميديا –اليكترا – وايفغوني .
2- من مقدمة الروية طبعة سور كومب 2008 كتاب الجيب
لطيف الحبيب / برلين



#لطيف_الحبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هدم الكعبة أهون على الله من قتل نفس !!
- من حكايات اطفال المحار - كارلو.-..حذاري المطر!!
- المعوقون ضحايا الإرهاب النازي..... حكاية الطفلة كرستا
- البرامج التربوية والتعليمية وطرق العلاج الطبيعي لاضطرابات ال ...
- سي الطاهر وحديث عن الزلزال واشياء اخرى.......-ان تعبر قنطرة ...
- حفنة من تراب... ركضة طوريج...
- اطفال بغداد يحكون قصص مدينتهم
- عام جديد لاطفال المحار
- المعاقون في الاديان السماوية
- اطفال الظلال خلف اسوار- تورغاو-
- باصابع محترقة اكتب عن طبيعة النار رحيل كرستا فولف سيدة الروا ...
- السكن والعيش الجماعي للتوحدي اليافع
- العشاء الاخير
- حفنة من تراب فصول من الكوميديا السوداء -حرائق نادي الرافدين ...
- المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي العراقي و- مكنسة غريغور غيزي-
- خمسون عاما على جدار برلين
- حتى لا ننسى .... كاظم الخالدي 29 عاما على تغيبه
- في ذكرى رحيله الثانية حوار مع أنور الغساني
- بغداد المغول على الابواب
- أحايث مع مظفر النواب


المزيد.....




- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - لطيف الحبيب - - ميديا - حاملة خطايا اوربيديس