أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - لطيف الحبيب - العشاء الاخير














المزيد.....

العشاء الاخير


لطيف الحبيب

الحوار المتمدن-العدد: 3513 - 2011 / 10 / 11 - 11:47
المحور: المجتمع المدني
    


غادرنا البارحة مساء المهندس عدنان عبد الكريم ( ابو لانا )الناشط في موسسات المجتمع المدني وعضو نادي الرافدين وهيئته الاداري لسنوات طويلة وتولى في السنوات الاخيرة رئاسة منتدى بابل للتربية والثقافة .
انه الموت ياصاحبي قر عينا , انه يترصدنا في زوايا الامكنة وفي امتدادات النهار , فاجئك البارحة بعد عشاء ماكنا نعتقد انه سيكون الاخير . لم تتناول من اطياب مائدتنا غير الرز ,عطرته لك أسماء بالعافيا وحبات من اللوز نثرت مريم عليه حب وعشق صبايانا , واطعمتنا كل ما لذ وطاب, لقد وعدتنا ان نكون ضيوفك في الاسبوع القادم ورغب علي ولي ان يحمل دنان الخمر وارغفة خبز وبعض الملح ويصطحب هازة الى بيتك الجميل , لا يبعد عني الا بضعة امتار, وجبار يهل علينا بحلوى العراق ,وكنت ساحمل لمصطفى شرابه المعسل وبعض من حبات المندرين للارا , ولكني فردت راحتي يدي لاحمل لك دمعاتها لقد بكتك ياسيدي , اراد صبيح ان يطمأن عليك وكنت في غفوتك الاخيرة , لقد فاجئك الموت البارحة , كنت تهزء وتسخر منه حتى هذه اللحظة وانت رقيد ذراعيه , لماذا يختار الجملين منا ويترك الاخر ؟ في الغربة هذه قليل من اهل الطيب يشابهك الملامح والسرائر كنت من يشد ظهر الصديق , يهاب صراحتك وصدق نواياك كل من استمع اليك الا من به صمم , اهل العراق يعرفون ان نقاء الحقيقية في ثنايا قلبك المتعب الا بعض من عمت بصائرهم . ياصاحبي انهم يعرفون انك لم تكن تملك الا اقل من ربع قلب , عراقيون تناوبوا عليك بسهام منقوعة بسم زعاف ولكنك كنت تشرق ابتسامات لها, اني اعرف حين قبلت قامتك التراب في برلين سقطت نخلة في العراق , مازل هذا الوطن يسكن فيك , مقابر الغرباءارحم منه, فالموت هنا اهدأ والدفن أدفأ, انها ستمطر لك حزنا شفيفا وكمد السماء ترتج له اركان الكون. سنواريك يوم الجمعة التراب , ليس في قبر موحش سنلم اطياف روحك لترقد في احداقنا بين صفحات كتبنا على اواتر عود طه ليعزفك أغنية , تختلط في الوان فرشاة احمد لينثرك لوحة حين يعود معافى ,نحن اقرب الى نبض قلبك الذي اتعبه توهج الحياة فيك , انك لاترقد وحيدا الان فضجيج ضحكاتنا يصل اسماعك, اتذكر قبل ايام ابتعنا وردا تقاسمناه وقدمناه لمن نحب ! , سابقى انتظرك في منتصف الطريق " كما قلت لي قف في وسط الطريق خيرا من ان نقطع المسافات كلها " لاروي لك الحكايات وتحدثني عن " الارض والجدران " ودونهما لن نقيم مهرجانات الرافدين , فمازالت قاعاتها تردد صدى لهاثك وافطارات صباحات المهرجات لها طعم لا ينساه ضيوفك حجيج المهرجان من سيدور عليهم في اماسيهم الضجيجة ؟ وحين يمل احد الشاعراء قلة الشراب يكتب لك " اشخط يبعد الروح شخطك كتلني اشخط يبعد الروح بس خل اغني " فتاتيه بالخمور مدرارا , لك وقع في كل مهرجانات الرافدين وكانه عرسك من يبحث للضيف الكبير السن عن مخدة ريش يتوسدها ؟ . دعني اخبرك ما يفرحك لقد اختارت لانا والبنات اكثر الشموع اشراقا لك وبعض الورد وافترشن احلى السواد المطرز بالدموع , لم نستطع الا ان نبكيك رغم وصاياك بالحفاظ على دمعنا العصى
ايها المسجى في غرف الغرباء سنلتقى في مقابر الغرباء



#لطيف_الحبيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حفنة من تراب فصول من الكوميديا السوداء -حرائق نادي الرافدين ...
- المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي العراقي و- مكنسة غريغور غيزي-
- خمسون عاما على جدار برلين
- حتى لا ننسى .... كاظم الخالدي 29 عاما على تغيبه
- في ذكرى رحيله الثانية حوار مع أنور الغساني
- بغداد المغول على الابواب
- أحايث مع مظفر النواب
- فرص العمل وطاقات التوحدي اليافع
- فاشية احزاب الاسلام السياسي نموذجا حزب الدعوة الاسلامي
- نصب الحرية فوق كل الرؤوس
- صعود وسقوط حزب الدعوة الاسلامي
- التيار الديمقراطي في المانيا وغصة الديمقراطية
- قرأءة التيه والاغتراب في قصص فرات المحسن
- علاج الطفل المعوق والفنون التشكيلية
- في اربعينية الراحل الفنان منذر حلمي
- حفنة من تراب 3 حينما أسمع ثقافة أتلمس عمامتي
- حفنة من تراب 2 حرائق وادي الرافدين
- حفنة من تراب 1
- لمناسبة ذكرى رحيله الرابعة حوار مع عوني كرومي
- برامج اعادة تاهيل وتربية الاطفال التوحديين


المزيد.....




- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب للمطالبة بإنهاء حرب غز ...
- السعودية.. خلاف وجريمة قتل وإعدام -قصاصا- تعلنه الداخلية بحق ...
- نتنياهو يحدد شروط الاتفاق مع حماس.. هذا ما قاله بشأن الأسرى ...
- ترامب يسلم بوتين رسالة من زوجته ميلانيا تدعو فيها إلى السلام ...
- رُفع علم إسرائيل.. مظاهرات بالسويداء تطالب بحق تقرير المصير ...
- نتنياهو: لن نوافق على اتفاق إلا بشروطنا وإطلاق الأسرى دفعة و ...
- انطلاق الدوري الإنجليزي.. اعتقال رجل بعد إبلاغ لاعب بورنموث ...
- اليونيسف: 112طفلاً يدخلون دائرة سوء التغذية يومياً في غزة
- نتنياهو: لن نوافق على اتفاق إلا بشروطنا وإطلاق الأسرى دفعة و ...
- -الأونروا-: معظم أطفال غزة معرضون للموت إذا لم يتلقوا العلاج ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - لطيف الحبيب - العشاء الاخير