أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - لطيف الحبيب - نصب الحرية فوق كل الرؤوس















المزيد.....

نصب الحرية فوق كل الرؤوس


لطيف الحبيب

الحوار المتمدن-العدد: 3290 - 2011 / 2 / 27 - 23:27
المحور: حقوق الانسان
    


يقول المقاولُ : جئنا لنبقى
تقول الحمامةُ : هل قال حقا ؟
يقول النقابيُ: ان السواعد ابقى ....... سعدي يوسف " تحت جدارية فائق حسن "
حين رفت في صباحات بغداد رايات الشباب في ساحة التحرير , صهل الحصان لفرسانه ,وشهقت ام الشهيد , ها قد عدتم من جديد , تلمس الجندي خوذته واغلق قضبان سجنه علية , وراح ماخوذا بالنحيب , تسائلت الفلاحة الصبية اين ابي؟ , ضج الاطفال بالضحك,انه يودي صلاة الجمعة ,ويستمع الى تراتيل وخطب المرجعية لعله يحسم امره, لقد انفلقت عمائم الدين وزحفت الى جحورها محدودبة الظهور في الجوامع والحسينيات والكنائس,تلمست اختام السجود على جباهها , وبحثت بين سطور صحائف الاله في التورات والانجيل القران , لعلها تعثر على اشارة سماوية ,قد خطها الله لتكميم افواه المتظاهرين لتؤولها للتحريم , احتد الصراع وتناثرت الصحائف على التراب , انفض الاجتماع في النجف , وجاء تحريم التظاهرة من قم المقدسة والتحذير من النجف وكربلاء ,والتاجيل من الحنانة والتشكيك من لندن ,حيث يرقد احد المعممين وجه الله من الصالحين, للعلاج على حساب الزكاة ورحمة الوقف الشيعي, في ساحة التحرير تتصاعد حناجر الشباب بهتاف يصل الى الهة السموات السبع ,وتضرب بفتاوي التحريم بعرض الحائط وتهزا من تهديدات المرعوب المقتدر بامر الله الخليفة المالكي, ويتقد الغضب المقدس بوجه شيعة الزيف وسنة الكذب وكرد النفاق " الارامل والايتام .. بشوارع جاي تنام" , سارعت وزارة الشؤون الاجتما عية باغلاق ابوابها ,وطرد الايتام والارامل من المراجعين خوفا من الغضب القادم, اتهموهم بالتظاهر وانتشر حراس الدين على اسطحها , " نفط الشعب للشعب .. مو للحرامية",ارتعب الشهرستاني وتلمس عنقه وفاحت رائحة النفط والغاز من جيوبه وراح دماغه النووي يعد فوائد ارباح ودائعه في بنوك لندن ,لو تمكن من البقاء سنة اخرى كنائب رئيس وزراء . في منتصف النهارفي وسط ساحة التحرير , ارتفع همس اذان خجول من بعض المعممين ,لايريد ان يطغي على صوت الشباب, صمتت الساحة ,وانكبت العمائم سجودا تحت نصب الحرية لتودي فريضة الله , ارتفعت لافتات خط عليها " الشعب يريد اصلاح النظام " ,فهرب الطلباني للكويت والنجيفي الى سوريا . العجائز والاطفال والشيخ يمسكون الورود واوراق مرسوم عليها العراق في قلوبهم جمعيا ,وارتفع هتاف الشعب العراقي النابع من قلوبهم من جديد " اخوان سنه وشيعه وهذا الوطن ما نبيعه " ,اهتزت اركان دولة الطوائف في المنطقة الخضراء, واصطف وتمترس جند المقتدر بامر الله الخليفة المالكي خلف الجدران الاسمنتية المقامة على جسر الجمهورية , امتشقوا السيوف وسنوا الرماح لذبح وطعن كل من يتخطى حواجز دولة الخلافة المالكية, اسقطت الجماهير الحاجز الخرساني الاول, فدب الرعب في قلوب وزراء الخليفة, وارتعدت فرائص حواريه , فامر الطيران المروحي ان يحلق بانخفاض فوق ساحة التحرير ويدور بسرعة حولها ويصوب جنود فيصل القائد العام اسحلتهم الى رؤوس المتظاهرين ,كما تعلموه من اساتذتهم ومدربيهم مرتزقة " بلاك وتر " لذبح ابناء جلدته من العراقيين.
تتعالى سحب غبار تراب بغداد في وجوه صباياها ,شبابها وشيوخها واطفالها , الذي راكمه الدكتور العيساوي امينها ليوم كهذا ,بعد ان عجز عن تنضيف شوارع بغداد وساحاتها ,وانها فرصة سانحة ان تزود بلدية العاصمة جند الخليفة بخراطيم المياه , ومع شحة الماء كانت دفقاته قوية من خراطيم الامانة تسقط المتظاهرين ارضا من خزانات سيارات المياه الاحتياط للسيد امين العاصمة , تلاها هجوم جيش الخليفة بقيادة جنرال افاق , انهالت العصي الغليظة والهروات المستوردة خصيصا من الجارة المسلمة تركيا . اما قنابل الغاز فهي من مصانع جمهورية ايران الشيعية ,الرصاص الحي والهمرات من نفايا قوات الاحتلال الامريكية واندست انوف " بلطجية" الاحزاب الاسلامية بين الصفوف .
غرفة عمليات حربية
تشكلت غرفة عمليات لمواجهة مظاهرات الشباب السلمية والحفاة ونساء والاطفال وشيوخ بغداد , اشترك فيها قادة المليشيات الاسلامية ,ومنظمة بدرالاسلاموية , الشرطة الاتحادية وفرق مكافحة الارهاب , وقوى مواجهة الشغب والجيش المحترف الجديد المزود بهمرات الجيش الامريكي والمجلس السياسي , والمجلس الاسلامي الاعلى , والتحالف الكردستاني ووحزب الفضيلة وحزب الدعوة بنوابه كمال الساعدي ورئيسه المقتدر بامر الله المالكي ورئيس اللجنة المالية في مجلس النواب ولفيف من العسكر والجند , استدعي لغرفة العمليات هذه, الصبي مقتدى الصدر " مفتي " جمهورية العراق الاسلامية الجديد, بعد ان انهى دراسته في علوم اللاهوت والكهنوت في جامعة قم المقدسة , اسر له القائد العام للقوات المسلحة العراقية ان يبدا في ممارسة فتاويه الجديدة على العباد ,ويلجم غضب مدينة الثورة والشعلة ,فزحف من قم المقدسة الى الحنانة السعيدة بقدومه , يتقدم حمايته المؤمن " ابو درع " بعد ان قدم له ولاات الطاعة والايمان بمرجعيته. دخل النجف الاشرف واخرج المرجعية والحوزة العلمية من جحورها وصمتها وحولها الى مرجعية ناطقة يراسها فخريا السيد علي السيستاني . بعد هذا الحشد من المجاهدين الاشاوس حماة الدين ودولة خلافة المنطقة الخضراء في غرفة عمليات "وخلية ازمة " اجتمع فيها الله والانبياء "يحف بهم ظل خامنئي ويمنحهم بركات ولي الله على ارضه ومؤتمنه على ارواح الناس , انحسرت صباحات بغداد الى عتمتها , وقبل الساعة الثامنة مساء انسحب الشباب من الساحة ,وفي قلبهم حسرة لم تترك لهم قوات" الجنرال عطا" فسحة من الوقت لتنضيف ساحتهم, ساحة التحرير بعد انفضاض التظاهرة , لقد اطلق عليهم قنابل صوتية تصك الاسماع والرصاص المطاط والقنابل المسيلة للدموع وقضى البعض منهم ليله في معتقلات دولة العمائم والبوليس " فالمظاهرات لم تكن بعثية بل اسلوب القمع كان بعثيا " " اسلوب القمع البوليسي يوسس الى دولة دكتاتورية " كما صرح بعض النواب .
جنرال بغداد :
هبط الجنرال من اعالى هيكل المطعم التركي ونفض بعض ماعلق من غبار المعركة ببدلته العسكرية الشتوية وتلمس سيوفه اللامعة على كتفيه , استقام "الجنرال عطا" بقامته , انيقا كعادته بدلته العسكرية الشتوية يفيح منها عطر التاباك ,تقدم يتهادي بنقل خطواته ,حليقا دوما في كل الفواجع التي تحل ببغداد وجها قاسيا متيبسا, اما اليوم يتالق بانتصاره , لقد عاد توا من غرفة العمليات الحربية للاشراف على تنفيذ الخطط العسكرية لقيادة قوات بغداد.وترك النائب كمال الساعدي في احدى طوابق المطعم التركي المطل على ساحة التحرير وجسر الجمهورية وهو يراقب غضب الشارع و الناس . احتلت الساحة وتوشح نصب التحرير بجلال سواد ليل بغداد وجلس المحتلون امام فضائية المقتدر بامر الله المالكي , حاورهم مقدم برنامج مرتبك مرعوب من تجدد التظاهرات في الحال , ووجه تعلوه نشوة الانتصار على عدو شرس ,جلس بين "الجنرال عطا "الناطق الاعلامي باسم جند الخليفة ورئيس جهاز دعاية العسكر ووزير الخليفة والناطق الرسمي باسم ديوان الخلافة . رغم انتصاراتهم الساحقة على الشعب العراقي , كذب غوبلز الجنرال "عطا" ونافق وزير الخلافة " علي الدباغ " . ذرفت ام الشهيد دمعة من فوق رؤوسهم , سالت الى نفق التحرير تغسل دم متظاهر جريح يسعفه بعض من الشباب , رجال الاسعاف المدني لايجرؤون على انقاذه ,حاصرهم الجنرال القميئ "دعوه ينزف حتى الموت " . اني اعرف ان النازي "غوبلز "وزير اعلام هتلر حصل هلى شهادة الدكتوراه في علوم اللغة الالمانية - وليس في فقه الانجيل- عام 1921من جامعة " هايدل بيرغر " وليس من جامعة قم المقدسة ,حمل رتبته العسكرية في خدمة النظام النازي ,لايطيق سماع كلمة ثقافة, تورقه كالكوابيس, اقام حرائق الكتب وسحق المثقف والاعلامي والشيوعي على حد سواء , وزج بهم في معتقلات الجحيم في " زاكسن هاوزن " في اطراف برلين و " بوخنفالد " , اعدموا في افران الغاز . من اين اتى لنا هذا الجنرال؟؟ ان فعله وزيفه وبهتانه يؤكد انه من سلالة والى بغداد كامل الزيدي من بقايا قطعان الحرس القومي وفدائي صدام , يحتزون رقاب اهل العراق ويرقصون حولها , طرق سمعي ان" ان الجنرال قاسم عطا " كان يعمل في مطابع وزارة الدفاع في عهد الدكتاتور في ماكنة اعلامه , وهل من يعمل في اعلام النظام العسكري الفاشي لا يحمل ولو بقية من اثامه واثاره !! , واتذكر ان التاريخ لا يعيد نفسه الا مسخا , فهل" الجنرال قاسم عطا " مسخ لغوبلز وينتهج منهجه الاعلامي الشهير الذي اصبح من قواعد نظام الدعاية والاعلام الاسرائيلي والامريكي" اكذب , اكذب حتى يصدقك الناس " . ضج صمت ساحة التحرير بالهتاف القادم من مدن الفقراء ونصب الحرية يعلو زاهيا بشباب وصباياه فوق رؤوسهم, ويربت الجندي على صدور الحمامات الهاجعات .. سيأتي صباح جديد نحمل لافتة نصب التحرير يسير معنا جواد سليم ,ويتقدمنا الجواهري يجلجل صوته في وجوههم
" اتعلم ام انت لا تعلم بأن جراح الضحايا فم.. / فم ليس كالمدعي قـولة وليس كأخر يسترحم
يصيح على المدقعين الجياع اريقوا دمائكم تطعموا.../ ويهتف بالنفر المهطعين اهينوا لئامكم تكرموا
سنعبر جسرالجمهورية ونسقط سواترهم ,ونهتك حجب سترهم من تراتيل انصاف الايات ودهاقنة الدين ونعيدهم حيث ما كانوا "عمائم رثة " "وطكاكيات " مهترئة يستجدون زوار الاضرحة ويبيعون" الحروز" ومن يوفقه الله يعمل " كيشوان " يحرس احذية وصنادل جموع المتظاهرين . آه ياوطن العمائم والجراح , آه ياوطن يحكمه الطغاة , ياوطن المقابر اهلك ينتخبون باصبع بنفسجي ويقطعونها توبة وتذرعا الى الله واصواتهم تشق عنان السماء " المن نشتكي ياوطن ونوري المالكي صار صدام ".
لطيف الحبيب / برلين 27.2.2011



#لطيف_الحبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صعود وسقوط حزب الدعوة الاسلامي
- التيار الديمقراطي في المانيا وغصة الديمقراطية
- قرأءة التيه والاغتراب في قصص فرات المحسن
- علاج الطفل المعوق والفنون التشكيلية
- في اربعينية الراحل الفنان منذر حلمي
- حفنة من تراب 3 حينما أسمع ثقافة أتلمس عمامتي
- حفنة من تراب 2 حرائق وادي الرافدين
- حفنة من تراب 1
- لمناسبة ذكرى رحيله الرابعة حوار مع عوني كرومي
- برامج اعادة تاهيل وتربية الاطفال التوحديين
- تاهيل المعوقين.. مدخل الى الاعاقة العقلية
- اضطرابات السلوك عند التلميذ التوحدي
- 3- التاهيل المهني للمعوقين اليافعين .. اليافع التوحدي نموذجا
- 2- التأهيل المدرسي للأطفال المعوقين الطفل ألتوحدي Autistic C ...
- مدخل إلى مفهوم التأهيل المبكر للأطفال المعوقين الطفل التوحدي ...


المزيد.....




- الخارجية الفلسطينية: اعتداء المستوطنين على مقرات الأونروا في ...
- أونروا: ارتفاع عدد النازحين من رفح مع اشتداد القصف الإسرائيل ...
- حماس تدين التنكيل بالأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل
- الأونروا تغلق مقرها بالقدس بعد إضرام مستوطنين إسرائيليين الن ...
- الجمعية العامة في الأمم المتحدة تصوت اليوم بشأن منح دولة فلس ...
- خارجية فلسطين تدين اعتداء المستوطنين على مقرات -الأونروا- با ...
- شاهد..رأي صادم لواشنطن بعضوية فلسطين في الامم المتحدة!
- ارتفاع درجات الحرارة يضاعف معاناة النازحين في قطاع غزة
- تونس: -محاسبة مشروعة- أم -قمع- للجمعيات المدافعة عن المهاجري ...
- الجمعة.. تصويت مرتقب في الأمم المتحدة بشأن -عضوية فلسطين-


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - لطيف الحبيب - نصب الحرية فوق كل الرؤوس