أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - قاسم السيد - الربيع العربي الذي اوشك ان ينقلب خريفا















المزيد.....

الربيع العربي الذي اوشك ان ينقلب خريفا


قاسم السيد

الحوار المتمدن-العدد: 3689 - 2012 / 4 / 5 - 23:38
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


لقد ترك سقوط كل من صنمي تونس زين العابدين بن علي ومصر حسني مبارك اكثر من علامة استفهام عقب اروع واكبر انتفاضتين شهدتها المنطقة العربية في تاريخها المعاصر ولعل السؤال الملح الذي كان يفرض نفسه هو ماسر هذا التداعي الدراماتيكي في سقوط الرجلين الذي لم يستغرق وقتا طويلا رغم ان كل من النظامين في مصر وتونس يمتلك تاريخا من الأستقرار السياسي وجرى تسليم السلطة فيهما من رئيس لأخر بهدوء اضافة الى ان سجلهما في مجال الديمقراطية او حقوق الأنسان لم يكن هو الأسوأ بين الأنظمة العربية بل ان تونس فيها من التشريعات الأجتماعية خصوصا فيما يتعلق بالأسرة والمرأة على وجه الخصوص مايفوق ان لم نقل مايوازي مافي تشريعات اوربا الديمقراطية .
النزوع للأمرة شيء فطري داخل النفس العربية ذات الجذور البدوية وقاعدة التداول للسلطة وفق هذا الفكر هو التوريث وليس بالضرورة ان يكون هذا التوريث عائلي بل قد يكون هذا التوريث عرقي او مذهبي او لعله يكون حزبيا المهم ان لاوجود لأي خيار ديمقراطي في تداول السلطة يقوم على انتخابات حرة وشفافة فهذا الأمر حتى وان وجد فهو شكليا وعلى قاعدة 99ر99% .
ذهبت السكرة وجاءت الفكرة وبدأت الستارة تزاح من على خشبة المسرح السياسي في كل من مصر وتونس لنجد ان التغيير قد انتج اغلبية اسلامية سلفيه لم تكن حاضرة في الشارع المصري او التونسي لحظة سقوط النظام فيهما وانما كان الطيف الشعبي المنوع هو من اسهم في هذا السقوط رغم عدم امتلاكه اي برنامج سياسي ولكنه تبنى فكرة اسقاط النظام كمشروع مرحلي ولم يكن يملك القدرة على ان يجعل ذلك الأسقاط كمدخل لمشروع تغيير اشمل مما طمئن القوى السلفية وحملها على الأنتظار والتربص فهي غير قلقة من مشروع الشارع ولكنها تخاف النظام وتهابه لهذا لم تشترك في هذا الحراك خوفا من ان يستهدفها النظام في حال تراجع هذا الحراك وانحساره لكنها ما ان رأت النظام يتهاوى حتى رأيناها تقفز الى الصفوف الأمامية ولعل اغرب مافي الأمر ان الغرب الذي يملك فوبيا من كل ما يمت للأسلام بصلة كان داعما ولاعبا اساسيا في تمكين السلفيين لكي يرثوا نظام حكم كل من مبارك وبن علي بينما التيارات ذات الصبغة العلمانية لم تحضى بنفس هذا الدعم رغم مشتراكاتها الكثيرة مع هذا الغرب .
بعد قيادة الناتو للأنتفاضة الليبية المسلحة فقد الحراك الشعبي العربي بريقه الأخاذ وبدأت علامات الأستفهام والتشكيك تطرح نفسها من ان يكون هذا الحراك المسوق تحت مسمى الربيع العربي يقف وراءه فكرا معلبا قادما من خارج حدود المنطقة وان اصبطغ بالصبغة الأسلامية وآلية اسقاط النظام الليبي المتعسفة لم تتح الفرصة الكافية للشارع في هذا البلد لكي تنضج حراكه الشعبي مستفيدا من دروس الأنتفاضتين المصرية والتونسية وليتجنب مخرجاتهما التي لم تكن تنسجم مع تطلعات القوى التي ساهمت بفعالية في اسقاط نظاميهما .

ثم هناك عند جنوب الجزيرة العربية رأينا اخر ابداعات الغرب في كيفية الألتفاف على ثورات الشعوب من خلال سيناريو ترك علي صالح السلطة في اليمن بعد ان تم منحه الحصانة من كل تبعات جرائمه اثناء فترة حكمه لقد كان سيناريو اكثر من رائع في ترتيب ترك السلطة وتم تصوير ذلك على انه تغيير ديمقراطي دون ان يكون اي اثر للديمقراطية على ارض الواقع ويبدو ان الدرس المرير الذي حدث في العراق كان حاضرا في اذهان المخططين الستراتيجين وهم يكتبون السيناريو اليمني لكي تكون تجربة اليمن في حدود السيطرة ولاتشب على الطوق .
اما النظام السوداني فقد تفادى المرور بمرحلة الربيع العربي التي تمر بها المنطقة خصوصا شمال افريقيا عندما قام بحركة سياسية بارعة فقد فيه رأس النظام البشير اي علاقة له بالوطنيه عندما تخلى عن جنوب السودان ليتحول هذا الجنوب الى دوله معادية للسودان وليس شقيقة له .
ثم توقفت نسائم الربيع العربي طويلا طويلا عند بوابات كل من سوريا والبحرين ففي الحراك السوري الذي وقفت وراءه وتقوده دول الخليج بإمتياز ممثلة بقطر والسعودية ومن ورائهما الغرب عموما وامريكا خصوصا لدرجة ان حماسهما في اسقاط النظام وصل الى درجة التحالف مع احد اكثر قوى السلفية الأصولية تطرفا وارهابا والمتمثل بتنظيم القاعدة فهم حينما يحاربون القاعدة في كل من افغانستان وباكستان واليمن نراهم يدعمونها في سوريا ولاادري لعل هناك جناحين للقاعدة يميني ويساري ولعل هذا هو التبرير الوحيد الذي يحملنا على استساغة الموقف الأمريكي ونفس الحال ينطبق على موقفي كل من قطر والسعودية اللذان يعتبران اهم حليف لأمريكا في المنطقة بعد اسرائيل ففي حين يحتطب كل منهما لزيادة اوار الصراع لأحداث التغيير في سوريا نراهما يساهمان في قمع الحراك الشعبي بالجوار منهما حيث وصل بهما الأمر للتدخل العسكري المباشر متذرعين بإن هذا الحراك تقف وراءه ايران .
ولفرط الثقة التي ولدتها الأمكانيات المتوفرة لدى هذا التحالف ان دفعت قادته بالتسابق بإطلاق التوقعات حول مدة بقاء رئيس النظام من انه لن يتجاوز الأسابيع ثم ارتفعت درجة توقعاتهم لتتحول مدة السقوط المتوقعة الى شهور ثم سكتوا عن تحديد اي سقف زمني لتتبدل لغة التوقع لتتحول الى مقولة ان الأسد سيترك السلطة عاجلا ام آجلا على قاعدة لابد له ان يموت ان لم يكن اليوم فلا بد ان يكون غدا .
لايزال مسؤولوا تسويق الربيع العربي متحيرين في توصيف الأنتفاضة البحرينية التي عبرت عامها الأول لتدخل الشهر الثاني من عامها الثاني فهم يرفضون اضافاتها لأنتفاضات هذا الربيع ويعتبرونها خروجا غير شرعي على ولي الأمر بل ووصموها بالطائفية لكون غالبية الشارع البحريني المنتفض يشكله الشيعه رغم وجود لابأس به لبقية الطوائف والتيارات السياسية المساهمة في هذه الأنتفاضة لكنهم رغم ذلك اسبغوا عليها هذا التوصيف ونسبوا هذا الحراك الى ان ايران هي من تقف وراءه بإعتبارها بلدا شيعيا لكن المشكلة ان الصمود الأسطوري للمنتفضين البحرينين امام نظام قمعي فاتك وسلمية انتفاضتهم جعل اخراج هذه الأنتفاضة من توصيف الربيع العربي امر صعب ولعل الأيام القادمة تقيض للبحرينين احمد بن حنبل اخر ليضيف انتفاضاتهم الى الأنتفاضات العربية التي حازت على الشرعية مثلما فعل ابن احمد بن حنبل في العهد الغابر مع علي بن ابي طالب حينما اضافه الى الخلفاء الراشدين .
الأندفاع الغربي في دعم التوجه الأسلامي وخصوصا السلفي منه لكي يتصدر واجهة التغيير سببه ثقة هذا الغرب الأكيدة من ان السلفية بعيدة كل البعد عن فكرة اي تداول ديمقراطي للسلطة فهذا الأسلوب يتقاطع فكريا مع ثقافتها وإن تمكينها في تصدر المشهد السياسي من شأنه اعادة انتاج انظمة شمولية بواجهات مختلفة ولعل الصبغة الطائفية ستكون اكبر علامة فارقة لها لكي يتم استخدامها مستقبلا لمواجهة ايران التي تم الفراغ من تسويقها كعدو استراتيجي للعرب والمسلمين السنة .



#قاسم_السيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السوريون يحتاجون اعادة انتاج قضية حسنه ملص ولكن بملامح سوريه
- فوبيا التظاهر
- عندما تذبح الديمقراطية العراقية على اعتاب القمة العربيه
- نشرة الأخبار اعظم انجازات قطاع الكهرباء في العراق
- امراء ولكن ..!! بالأنتخاب وليس بالوراثة
- ايتها البهية ... عيدك هو العيد
- فلم انفصال علامة فارقة في تاريخ السينما والثقافة الأيرانية
- عندما تتحول ميزانية الدولة الى أعطيات من بيت المال
- كوتا التمثيل النيابي للمرأة التي تحولت عبئا على العملية السي ...
- وماذا بعد هذه الأنتفاضات
- تظاهرات الخامس والعشرين من شباط في الميزان
- كيف حال البعثييون دون قيام المظاهرات المنتظرة
- أوجه الشبه بين انتفاضة 1991 العراقيه والأنتفاضة الليبية الحا ...
- هل تقف الولايات المتحدة وراء هذه الأنتفاضات الشعبية
- كي لايتم الألتفاف على حق التظاهر
- الفرق بين حشدين
- نتائج الأنتفاضات ... غيض من فيض ... مدد يامصر
- من يرد الدين الى أم كلثوم
- هوامش على الحدث المصري
- دردشة على الفيس مع امرأة جريئة جدا


المزيد.....




- موقف لافت من حزب الشعب الجمهوري التركي بشأن فلسطين
- العدد الأسبوعي (554 من 2 إلى 8 ماي 2024) من جريدة النهج الدي ...
- الاستشراق والإمبريالية والتغطية الإعلامية السائدة لفلسطين
- نتائج المؤثمر الجهوي الثاني لحزب النهج الديمقراطي العمالي بج ...
- ب?ياننام?ي ??کخراوي ب?ديلي ک?م?نيستي ل? عيراق ب? ب?ن?ي م?رگي ...
- حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا ...
- قادة جامعات أميركية يواجهون -دعوات للمحاسبة- بعد اعتقال متظا ...
- دعوات لسحب تأشيرات الطلاب الأجانب المتظاهرين في امريكا ضد عد ...
- “بأي حالٍ عُدت يا عيد”!.. العمال وأرشيف القهر
- إبعاد متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين من حفل تخرج جامعة ميشيغان ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - قاسم السيد - الربيع العربي الذي اوشك ان ينقلب خريفا