أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضرار خويرة - اعتناق النسيان














المزيد.....

اعتناق النسيان


ضرار خويرة

الحوار المتمدن-العدد: 3685 - 2012 / 4 / 1 - 15:50
المحور: الادب والفن
    


نصف أملٍ يبقى في الأرض
ونصف تشربه الشمس
وجع الحكايات ، فرح الحكايات
يستويان
سرد الماضي فن الحوار في أقاصيص حاضرنا
ومابين دفتي الكتاب
طالعٌ وأيائلُ عطشى
الكتاب ...
بحيرة مسممة بالنقيق وبالخيبات
وأنا وأنت رصيفان على دكةٍ
يرقبان المسير ، نتذكر لا أكثر
أنا كنّا وكنّا وكنّا ...
وحين يكون ما يكون
نتسع .. نضيق
ننعطف ونفترق
كيفما شاء المسير نكون !!
ولا حيلة لنا سوى الذكرى
إذن .. لننسَ يا صديقي
أنّا كانت لنا أيادٍ بيضاءُ
علت فوق هامة النخل
وأمطرت لحجور الصبايا تمر الهوى
وأنّ لنا في عيني كل امرأة طيفاً
وفي قلبها طيفاً
أنّا كنا التوأم المشتهى لامرأة حبلى
..
لننسَ أغاني النهر للدفلى
تلك أناشيدنا المدرسية ياصديقي
ليس إلا !!
ولا زلت تذكّرني ؟؟
بطاقة البيت العتيق وأعشاش الزاجل
والرسالة التي لم تعد لك باليقين
من شرفة العصافير
ألا زلت تذكِّرني ؟؟!!
قد قلت لك : هذا الحمام ليبرالي النشأة
إن حطّ لا يطير .. وضحكنا
...
وأنتَ ، أتذكر الطوفان ؟؟
حين وقفنا حارسين على إرث القبائل !!
كان المدُّ يعلو ويعلو
ونحن في الوادي ، لم نصنع سفينتنا
للنجاة ...
يا لسذاجة الحلم
حين ظننا أنّ السيف يقطع هامة الماء
شربنا كثيرا وكثيرا ..
وكنّا آخر فارسين تصديا لقوى الشيطان
تلك أساطير جدتنا ياصديق
وصدقناها!!
فعزّت علينا الحياة كما عزّ الموت
صرخنا في وجه ماردنا :
أن ثنِ ... ثنِ بنصلك على عنقينا
لا تتركنا على الحياد
وعدنا منكسرين .. لا منكسرين عدنا
تختلف بنا الرؤى
...
تلك آخر حروبنا مع الماء
آخر أحزان العذارى بفارسين
ظنّا للوهلة الاولى
أنّ البطولات تُخلّد والهزائم تُخلّد
ياصديقي ..
آخر مايحدث هو المخلّد
ونحن الآن ..
قطعنا نصف الدرب إلى المجهول
هنا دعنا نقف
نكفُّ عن سرد الماضي وقراءة الطالع
غجريان يروضان الفراغ لفكرة المستحيل
لا مضيَ للأمام .. لاعودة
ولا طاقة لنا بالريح الآتية من غرب الديار
...
هاتِ لي قصة أخرى
تبقينا على قيد لحظتنا لننظر ما وراء القتام
هاتِ لي قصة أخرى ..
سوى ما ابتدعنا من كذب في نيسان
تلك حكاياتنا ياصديقي ، لننسها
التراب حكايتنا الوحيدة لتُذكَر
لم نستطع يوما أن نصير الطين
فأخذتنا الرياح خفافا على مهبها
ذرتين تطيران في العدم
إذن ، لننسَ ولتنسني كأنك لم تعرفني
يكفيني وجع امرأة
لأنكر وجودي في سطر قصيدة
أتنكر لك ...
وأنكر حاجتنا للّغة في حرب حتمية مع الغبار
أنا الآن أشتاق حزنَ امرأة
كلما أبكيتها بالغياب ،
تذرعتُ بعطش النرجس الجبلي
وقلت لها :
إن الحب دون حزن غامض الملامح
وظيفة حكومية
...
ألا زلت تذكرين
وترددين كلامي لصديقتك الافتراضية !!
لننسَ ، ولتنسي ياحبيبتي
لم نكن عاشقين ، كنا فقاعة
وكان مابيننا ...
وجه الحقيقة به مسٌ من خيال
وحدي أحتاجني الآن
وكان وهما مارأيت ِ
لا شيءَ فيَّ .. لا شيء
يشبع فضول السوسنة الهاربة من سرها
أحبك ؟ .. نعم ،
وتقفزين من جيب اللغة إلى فمي
كلما استعرت مفردة للحرب
كم يشبهك حرف العين
وأنا المتشردق بالغصات
لذا انسي ...
ودعيني إحدى سنين طفولتك
هذه الحياة ما كان في الماضي
وما نحن فيه
برزخٌ لا نعلم إلى أين يفضي
هذه الحياة
نصف أملٍ تزرعينه للأرض
ونصف تشربه الشمس ؛لأهديك مظلتي
..
يا حبيبتي ..
مابين دفتي الكتاب لا طالع لنا
فأي شيء ستذكرين
نقشٌ على سطح الهلام
هذه الحياة هكذا
فآمني واعتنقي النسيان
.
.
.



#ضرار_خويرة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وعاد الشعر مهزوماً !!
- أراني كأنتَ
- مالكِ والطَّلَل
- كتبت لكِ
- في انتظار من لا يجيء
- امرأة من ليل
- دية الوقت المهدور
- وطنٌ مشتهى
- عيناك يرموكي
- عروبة
- لا اغتراب في الغربة
- الشتاء في إجازة
- أنثى من ريف البلاد
- حنين الغريب
- مغاربية
- حب على مشارف الطفولة
- يا أبتِ
- صديقة فرنسية
- جرح أغنيةٍ
- المسحيل الممكن والممكن المستحيل في الأدب


المزيد.....




- من فاغنر إلى سلاف فواخرجي: ثقافة -الإلغاء- وحقّ الجمهور بال ...
- سيرسكي يكشف رواية جديدة عن أهداف مغامرة كورسك
- الأفلام السينمائية على بوصلة ترمب الجمركية
- الغاوون:قصيدة (وداعا صديقى)الشاعر أيمن خميس بطيخ.مصر.
- الشَّاعرُ - علاَّل الحجَّام- فِي ديوان - السَّاعَةِ العاشِق ...
- محمد الغزالي.. الداعية الشاعر
- تحقيق المخطوطات العربية.. بين إحجام العالم وإقدام الجاهل
- رواية -نيران وادي عيزر- لمحمد ساري.. سيمفونية النضال تعزفها ...
- فنانة تشكيلية إسرائيلية تنشر تفاصيل حوار خطير عن غزة دار بين ...
- مغني راب أمريكي يرتدي بيانو بحفل -ميت غالا- ويروج لموسيقى جد ...


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضرار خويرة - اعتناق النسيان