الاثار العراقية بين طامة الديكتاتورية المقبورة وأنتهاكات الاحتلال الراهن...!!؟

ماجد لفته العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1084 - 2005 / 1 / 20 - 10:00
المحور: الادب والفن
    

لقد خلفت الاقوام التي سكنت العراق عبر العصور التاريخية المختلفة, كنوز حضارية واثار تاريخية ظلت شاهدة على عظمة الانسان الذي قطن وادي الرافدين وأبدع في بناء العديد من الصروح الحضارية التاريخية, وعلى مدي تاريخ الحكومات المتعاقبة جرى أهمال هذه المناطق الاثرية , بالرغم من أن تاريخ التنقيب عن الاثار قد سبق تاريخ الدولة العراقية الحديثة , الاان الدولة كانت ذات أهتمام محدودة في هذا الجانب وظلت قضايا البحث في هذا الجانب حتى الخمسينات تعتمد على الخبراء والباحثين الاجانب
وتم ترك العديد من المواقع الاثرية للعبث عصابات سرقة الاثار التي أرتبط قسم منها بازلام الدكتاتورية المقبورة وعناصر من الحلقة المقربة من صدام وأفراد أسرته, وأرتكبت الدكتاتورية أثناء فترة حكمها منذ عام 1968 العديد من الجرائم بحق المواقع الاثرية , ومنها على سبيل المثال لاالحصر , بناء المعسكرات قرب المناطق الاثرية في بابل , وأور , وسلمان باك , والوركاء , وجرى التعامل مع قلعة كركوك الاثريةوقلعة أربيل التاريخية, وملوية سامراء , والقشتاله البغدادية , والعديد من الاماكن الاخرى بأهمال ودون أهتمام يذكر مما سبب للكثير منها التلف والضرر, وفي أنتفاضةأذار المجيدة جرى أتلاف العديد من المخطوطات النفيسة في النجف المقدسة, ولم يتوقف عند هذا الحد بل ،وأعز الدكتاتور لزبانيته في مديرية الاثار العامة الى وضع أسمه على بوابة عشتار في بابل مشوها هذا المعلم الاثري, وفي عملية غزو العراق وأحتلاله من قبل الامريكان وحلفائهم , أوعز المجرم صدام حسين بتوجيه مباشر منه الى القوات المسلحة العراقية الى التمركز قرب المواقع الاثرية والاحتماء بها , ولم توفر الدكتاتورية أي خطط لحماية متاحف العراق من السلب والنهب , وجاء الاحتلال أيضا ليكمل عمل الدكتاتورية الشنيع حيث وقف جنوده يتفرجون على عملية حرق المتحف العراقي وأحراق المكتبة وتخريب العديد من المناطق والمواقع التاريخية , بالرغم من تحمله المسؤولية الكاملة وفق القانون الدولي بحماية هذه الاثار , ويشير التقرير الذي كتبه مجموعة من علماء الاثار البريطانين حول التدمير الحاصل للاثار بابل بسب تواجد معسكر القوات الامريكية قربه وماتعرضت له بوابة عشتار من تخريب وكذلك تسرب الزيوت في الطرق الاثرية وماتعرضت له هذا المناطق من عمليات ارتجاج بفعل حركة المجنزرات والدبابات .وكان للفوضى التي أحدثها الاحتلال وعدم وجود الامن والتي أدة الى ضياع الاف من القطع الاثرية النفيسة والتي تم القاء القبض على سارقيها علي الحدود الايرانية _العراقية , والسورية والاردنية .
ان المؤوسسات والجمعيات المعنية في قضايا التاريخ والاثار والادب والفن والثقافة والمؤوسسات الرسمية والحكومية المحلية والاقليمية والدولية, واللاحزاب وجمعيات المجتمع المدني مدعوة لتشكيل قوة ضغط على المحتل للاحترام وحماية الاثار وملاحقة العصابات المنظمة التي تسرق وتهرب الاثار الى باقي أنحاء العالم عبر حدود دول الجوار, كما يتطلب من منظمة اليونسكو ان تسعى جاهدة لحماية المواقع المسجلة دوليا وتسجيل المتبقي لحمايتها من العبث , ان تاريخ شعبنا وأثاره تم سرقة كنوزه في وضح النهار من قبل الدكتاتورية المقبوررة وتم تدمير مستقبله أيضا واليوم في ظل الاحتلال يحاول فرسان المدنية أن يقبروا ماتبقى من كنوزنا التاريخية.

#ماجد_لفته_العبيدي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل