أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد السعيد أبوسالم - حلَّ الغسق, إنتحر العاشق ..















المزيد.....

حلَّ الغسق, إنتحر العاشق ..


محمد السعيد أبوسالم
(Mohamed Elsaied Abosalem)


الحوار المتمدن-العدد: 3676 - 2012 / 3 / 24 - 00:05
المحور: الادب والفن
    


نام كما كل ليلة
ليلقاها هناك
وألتقى بها كما أراد
أخبرها أنها أجمل النساء
أنها سيدة الأرض والسماء
أن جبينها شمساً ترعاني
وعيناها موطن إلهامي
ومكث هناك فى ظلال الخيال
من شق الأحلام والمنام
عبر لها أبعاد الزمان والمكان
وألتقى بها,

رويداً, رويداً
يغادر الضوء الهواء
تتغير ملامح السماء
وتختبئ معالم الأرض
البني صار كل شئ
يقول العاشق
هو الغسق
حين تنسلخِ من جسدي
فأنسلخ أنا من الحياة
وأنتحر فى هدوء
وحيداً فى بدايته الجديدة.

يقول المسافر للطريق
لولا عيناها
ما كنتُ إتخذتك رفيق
لولا أن نهايتك بدايتنا
ما كنتُ إلتقيتك,

في الحب
شاهد الفجر كما الوليد
لأول مره يلامس جسده ضوء الشمس
لم ينام كما كل ليله
فلماذا ينام .؟
وهى جواره تتصفح عيناه
وهو يقارن بين موته قبلها
وكيف بعثته ليحياها,

فى التوحد
تصوف في فلسفته
فأدرك أنهما توحدا من قبل اللقاء
عاشاً معاً حيوات أخرى قبل هذه الحياة
أنهما واحداً لا أجزاء
أن عقليهما عقلٌ
أن قلبيهما قلبٌ
أن ما يحويهما ليس حباً
إنه عشقاً كونياً
أنهما أرضاً وسماء
وتوحدا معاً في فراغ المجهول
إنصهرا على ذاكرة الحضور
محطمين معاً فصول الغياب والإنتظار,

عدتُ
تاركاً مدن الرموز
حاملاً معاول الألم
لأحطم جدران المستحيل
سَجنتُ نفسي خلف قضبانها
مانعاً نفسي من تخطي حراسها
أميرتى تسكن خلفها
وأنا فارسها
أنا عاشقها
سأتخطى الحُراس
وسأحطم الجدران
سأقطع هذا الطريق سعادة
إن متُ قبلها
سأكون شهيدها
مقتولاً أحاول العبور
سأموت على دينها
عقيدة الخلود
عقيدة البدايات ...

قد غاب
لم يسأل عنه الطريق
ولم يفتقدة النهار
وأختفى فى ممر النسيان
وخلفة وضعت ألف سور وجدار
وسجنُ خلف أخطاءه
ليتعبد فى وحدته
طالبا منها الغفران
وغاب,

فى سجون المنتصف نحيا
ننسج من ذكريات الماضي أملاً
ربما تبعث القصة من جديد
ويعود النهر يروى ظمأ العابرين,

نعانق القادم حناناً
والقادم لم يكن يوماً حنوناً
يسألنا السقاية من عيوننا
فيزرع الحزن بأيامنا
تُعساء, مجانين يحصدنا
أيتها اللعينة التى نحياها
هل أخذتِ عهداً على آبانا
أن تورثي نسله أحزانا .؟!
أيتها السماء موطن القدر
كم بخنجرك قتلتِ من البشر .؟!

أنا لستُ شاعراً
لكني كليم الأزمان
أكتب ما يرويه لى الأولين
وما يطلعني عليه الآخرين ..
أنا لستُ فيلسوف
لكنى غصتُ فى الواقع نقداً
وفهمت الحياة عنوة
ونمت فى المقابر للموت حباً,
وأنا لستُ عاقل
فأنا والعقل نقيدان
أنا العاطفه وهو المقيد بالواقع
أنا الخيال وهو المعتقد بالمستحيلات,
لكني أعترف بأني عاشق,

إقتحمت القلبُ عنوة
إقتحمت الأفكار عنوة
إقتحمت الأشعار عنوة
إقتحمت الأحلام عنوة
إقتحمت الخيال عنوة
ولكن أنا لم أقاومها
بل كنتُ شريكاً في الجريمة
مدّت لها يدي لتضع قيدها
ورفعت ذقني لأعلى
حتى تتمكن من الإنصهار بصدري
وأغلقت خلفها القلبُ
لأسجنها فيه
عقوبة على الدخول
وعبدتها فى محراب المجانين
خوفاً أن تهرب من الأشعار,

ينصهر السؤال بالحيره
ويختلط عليهما العقل والجنون
أي جواب نختار-
تسائل العاشق المشتاق
ربما لو تركنا الأختيار
وضعنا فى فصول الحكاية
ورفضنا الإنصياع للقدر
لربما تتغير النهايات
أو نعيد البدايات
أو تحيا من جديد الذكريات,


لم أسأل ما وراء الموت
لأني لم أفهم ما في الحياة
كلما إحتوتنا للحظة
لفظتنا في أعماق الأحزان
ظلالٌ وظلالٌ هي الحقيقة
إذا عرفتها فقدت الخيال
نورٌ ونورٌ هو الجنون
كلما تفلسفت فيه هزمت الحياة,

لم أسأل ما وراء الحب
لأنى مررت به مسرعاً
وألقيت بنفسي على مذبح العشق
لا بابٌ للخروج من المنفى
جزيرة معزولة لا يسكنها سوى الإشتياق
أيها العشق المختبئ فى ثنايا الرمز
متى سنفهم طلاسمك
ونرتقي لما ورائك على سٌلم الهوى,

يحبوننا ونحبُ غيرهم
وغيرهم يحبوا غيرنا
ومن يحبونا لا يعلموا
أن هناك من يحبهم
وتبقى الدائرة دامية الجراح
تدور لتطحن بين رحاها القلوب,

لم أسأل ما وراء الوطن
ولكن حين رحل عني أدركتُ
وعرفت الحقيقة الغائبة
الوطن وأنا شئٌ واحد
وأنا وهو سبباً واحد
وأنا وهو عقلٌ واحد
وهو وأنا منصهران معاً
متوحدان في مفاهيم الخيال
متحدان في مفاهيم الواقعية,

يعيشون بدمائنا
ينسجون أحلامنا
نشربهم مع الماء
نستنشقهم مع الهواء
ودونهم
نكون وحدنا في الفراغ
نتصفح العدم,

لا تكتبوا العشق شعراً
فربما إبتلت القصيدة بدموع الفراق
فتختفي ملامحها وتضيع الأسطورة
فربما عادت القصة للحياة
فى زمنٌ آخر يبعث العاشقينِ
فيعيدا الأسطوره للواقع
فكيف يستعيدا الماضي
ليرفضا الفراق وما قدره الزمان
ليصنعا لهما قدراً جديد
بدايات هى كل حياتهما
لا خاتمة ستزور دفاترهم
فالأسطوره لن تحترق
ولن يصبح طلٌّ المكان ..

أنا والمساء
رفيقان قبل الميلاد
ولدتُ فى ليلة ظلماء
لم يكن هناك قمراً
ولم يستطلعوا ملامحي بالنجوم
كنتُ الغريب العائد بعد الفراق
ولدتُ فى إحدى غرف الصمت
لم يكسره سوى صراخ الأم
ألماً وتبخر مع رؤيتها لي,
أنا والمساء رفيقان
أنا بُعثت فيه للحياة
ومع صعود الشمس أودعه
فلقائنا عند الغروب
على تله النسيان
حيث نتوحد معاً فى فضاء الكون
نتصفح الماضي والحاضر والآني,

أنا وهي
إلتقينا فى مساء يوماً ما
إلتقينا معاً بأنفسنا
تعرف كلٌ منا على نفسه فى الأخر
قرونٌ مضت فى البحث عنها
هى نفسي
بحثت عنها قبل اللقاء
كتبت فى وصفها الأشعار
فى أحلامي كانت حقيقه
فى الواقع كانت تأملاً
وإلتقينا
وإجتمعنا بالصدفة
ثم توحدنا حبٌ
فبعثنا من جديد عشاقاً,

فكرتُ كثيراً فى الإنتحار
لكني لا أحبُ فلسفة النعام
لن أدفن هرباً
أيتها الحياة
ها أنا عدتُ للساحة
فنازليني بالأحزان تارة
وباليأس تارة
سأحتمل طعناتك صامداً
وسأبقى أكثر مما قُدر لي
فقط لأثبت لهم أن القضية خاسرة,

ألم بسيط فى الرأس
وغياب طفيف فى الوعي
أنتشينا بهذا الشوق
ألا يعرف الإنتظار فناءَ
كالخمر هو الإنتظار
وكالقدر
لا يفارق البشر
لا قطار ينهى رحلته
ولا محطة تستوقفه
هو الحياة
خبيثة كما الندم
لا تتركنا ننعم بالقرار
ولا تشعل لنا درب للبقاء
تجبرنا على الإختيار
وتجعل الندم إنتظار,
كن رحيماً يا بركان
وأترك لنا درب خلفياً
لنهرب من حدائق نارك
ونبدأ من جديد بإختيارك

استسلم وغاب
فلم تنصره السماء
ولم يسانده العشاق
وغاب
لم يكن يعرف مستحيل
ولم يتغمد حلمه اليأس
عاش ليصنع قصته
فمات قبل أن يدرك البداية
ضاع بين الرموز
ضاع فى رمادية الحياه
فى حيادية القلوب
بين الأسود والأبيض ممات
لا تهزمنا يا مستحيل,

غاب
ولكنه علمنا كيف نحيا
كيف نشق دربٌ بالأمل
فى ظلام الحياه
أن نصنع حاضرنا
أن نتمسك بماضينا
أن نتفائل بغدنا
وغاب قبل أن يدرك البدايه
فسطرها الأول كان نهاية,

أنا لستُ غريب عن هناك
قد إمتلكت قبل الذهاب قبرٌ
لأنى أدركت الخاتمه
قبل الشروع فى إحياء البدايه
قبل الشروع بالخطوة الأولى فى شارع الحياة,

يقول ما النسيان .؟!
أن تُنسى كما لو كنت سراباً
كحبٌ بين مراهقين فى قطار
بدأ بنظرات إعجاب
وانتهى بنظرات وداع
لإختلاف المحطات
أن تغرق كعملة فى نهرٌ ما
فبرغم وجودك فى قاعه
فالمارة لا يدركون وجودك
ولا يؤنس وحدتك سوى الأمواج
وربما تأكلك بالخطأ سمكة
تموت وتموت معها
لا جنازة ولا أحزان ..

غاب
بلا وداع
وأختفى
كما تختفي آثار العابرين فى الماء
فلم تنصره السماء
ولم ترحب به الأرض
فبقى عالقاً بين الموت والحياة.


أُحبك
كم أحبكِ
لم أشعر بها قبلكِ
ولم أعيشها بعدكِ
أنا خلقتُ لأتعبدكِ
عرفت سعادتي فى بسمتك
ورأيت خلودى فى تأملك
أنا لستُ مخلوقاً لأعبدُ السماء
فأنا ألحدت من أفعالها مع العشاق
أدركت قلبكِ الطاهر يحتويني
فوجدته حنوناً أكثر من السماء
ورأيت وجهكِ يضئ دروبي
فلماذا أنتظر الشمس لأعبر
ورأيت جمالك صفاء
وبراءة الأطفال
فلماذا أفتقد القمر في هوامش الشهور
وأنتي معي
تعانقني
وتضئ لنا الليالي
أنا أعشقك
أنا أعبدك
أنا أحياكِ..

أيها الماضى
لم تكن حزناً
لنحاول يأساً النسيان
ولم تكن سعادة
لنحاول يأساً بعثك للحياة
بل كنت رماديٌ
كنت حياديٌ
وكنت أنا كل الجناة..

يتساءل الشهداء
لماذا الجفاء ؟
لماذا ينسى قضيتنا الأحياء ؟
ويغيب دمى فى فجر الأوهام
وتعجبهم قيود معاصمهم الذهبية
فيتغنوا بالعبودية
ويلعنوا الحرية ..


حل الغسق
وانتحر العاشق
لم يكن إنتحاره نهاية
بل بداية
فهو سيعود هُدهد
كما تقول الأساطير
ليحيا قريباً من سماءه
ليحيا منصهر بالضوء
لن يدركنى الغسق مادمت طائراً
سأبقى أبداً أحلق بإتجاه الشرق
فأنظرونى عند كل فجر ...



#محمد_السعيد_أبوسالم (هاشتاغ)       Mohamed_Elsaied_Abosalem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سؤال الثورة والإنتخابات ...
- نعم أنا خائن ...
- حوار مع السماء ...
- عندما أموت ..
- عن أي وطنٌ يسألون .؟!
- اليسار المصري والانتخابات الرئاسية ...
- مساجين المنتصف ...
- بغيابها ..
- أتى عيد الحب ..
- كل النساء إمرأه ...
- عموا صباحاً أيها العشاق ...
- يوم 25 ...
- مر عام ..
- عام جديد, عام سعيد ....
- مُفَكرة عاشق ...2...
- مُفَكرة عاشق ...1...
- مُفَكرة عاشق ...
- لسه ساكت ..!!
- أن أكون أنتي ....
- مثلث القضاء على الثورة ...


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد السعيد أبوسالم - حلَّ الغسق, إنتحر العاشق ..