أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد السعيد أبوسالم - مثلث القضاء على الثورة ...














المزيد.....

مثلث القضاء على الثورة ...


محمد السعيد أبوسالم
(Mohamed Elsaied Abosalem)


الحوار المتمدن-العدد: 3582 - 2011 / 12 / 20 - 23:09
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


الطريق من ماسبيرو مروراً بمحمد محمود حتى القصر العيني, هو الطريق الذي اختاره المجلس العسكري ليطفئ نار الثورة, فخبأ معالمه تحت سيل الدماء الطاهرة التي أراقها من أجل القضاء على صوت الثورة,
إن الزخم الثوري الذي تعيشه مصر هو جديد بالنسبة لها برغم تاريخها الثوري الكبير, فكل الثورات كانت تنتهي نهاية لا تكون في مصلحه الفقراء والمهمشين, بل بمكتسبات لإرضاء الطبقة الوسطى, وصعود البعض إلى طبقه الإقطاعيين, الثلاثية التي مرت بها الثورة المصرية مرت بها أيضاً العقلية المصرية التي تغيرت برغم أنفصلها التام عن النخب, لذلك تكتسب وعي التجربة من خلال إدراكها هي والخوض فيها, فالنخب مشغولة في معارك تاريخيه وخلافات أعاد إشعالها المجلس العسكري, وأيضاً التحليل الخاطئ للظرف الذي تعيشه مصر, فالذاتية غلبت على المصلحة العامة, لذلك نجد أن انخراط الأحزاب يأتي دائما بعد حسابات وتحديد هل المشاركة ستؤثر بالسلب أو الإيجاب على مصالحها, بل أن معظم الأحزاب تتنازل عن أيديولوجياتها من أجل مصالحها, والثابت والدليل القاطع هو ترحيب الأحزاب والنخب للمجلس العسكري كحاكم برغم إنها تدرك جيداً أنه سينحرف عن مساره, بل البعض يشجعه على التمسك بالحكم وهناك تربيطات من أجل هذا لضمان مصالح معينه ..
الطريق من ماسبيرو والمليء بأشلاء الشهداء الذين دهستهم المدرعات العسكرية, والطريق مليء أيضاً بثقوب في الجدران من الرصاص الذي ثقب صدور أبطالنا الذين زلزلوا ماسبيرو فجعلوا المجلس يرتعب, فيقتل فيهم ويذبح ويدهس ويشوه في الختام صورتهم.. وحين نمر على محمد محمود نشعر بأننا في حرم الأُسود, الذين حموا بأرواحهم ميدان التحرير, إلى النساء اللاتي تعرضن للضرب والسب والشتائم, إلى اللاتي تعرضن لكشوف العذرية, كلهم كانوا هنا يوم 19 فبراير في معركة دامت لأربع أيام, أقتحم فيها العسكر الميدان مره واحده, ولكن سرعان ما عاد الثوار واستعادوا المبدآن مره أخرى بعد ساعات ولم يستطيع العسكر اقتحامه بعدها, في محمد محمود نجد أثار الرصاص ونشتم رائحة الغازات, نتذكر شهدائنا الذين شوهتهم الحرب الكيماوية التي شنها عليهم المجلس العسكري مستخدماً كلاب النظام الأمن المركزي, فمعركة ماسبيرو كانت يوماً واحد, ولم تستطع أن تلُف حولها الجميع لتكون هي شعله الموجه الثانية, لكنها كانت عامل في التعبئة النفسية للثوار والمتابعين لما يحدث, لكن محمد محمود وأحداث فض اعتصام أهالي الشهداء والمصابين أظهر إن الشعب مازال حاضر, وأن الثورة مازلت مستمرة, قد تهدأ الأصوات ولكنها لا تنقطع ...
ومن محمد محمود انتقل الاعتصام إلى شارع القصر العيني أمام مجلس الوزراء لمنع دخول الجنزورى إلى المجلس, كان اعتصام كغيره من الإعتصامات, بدأ بعدد كبير وانتهى بعدد بسيط في الأيام غير الجمع, حتى كانت ليلة الجمعة 15 ديسمبر بدأ الهجوم على المعتصمين من سطوح مجالس الشعب والوزراء مع هجوم من قوات أخرى على الأرض حرقت الخيام واعتقلت مجموعه من المعتصمين, وسرعان ما تجمع النشطاء والشباب ليحموا إخوانهم هناك, ازدادت الأعداد وازدادت الإصابات وبدأنا نسمع طلقات الرصاص, سقط شهداء جدد لينضموا إلى شهداء الثورة من بدايتها حتى الآن, رأينا صمود الشباب ومعهم الفتيات يشاركوهم في صناعة غد الوطن, ولما لا فبدونهم لا غد للوطن, رأينا في وسائل الإعلام فتيات يتم القبض عليهن ويسحلن أمام وسائل الإعلام, والأفظع كانت صوره لفتاه عرتها أيدي جنود وظيفتهم أن يحموا أرضنا من الاغتصاب والاحتلال, لكن في الحقيقة هم المغتصب والمنتهك لعرضنا قطعوا ملابسها وقاموا بتعريتها, مع ضربها بشكل وحشي, غلت الدماء في عروقنا لهذا المشهد, الذي يظهر لنا مصيبة ما يفعلوه حين يعتقلوا الثوار والثائرات من إغتصابات وتبول على وجوه الشباب وأجسادهم بل وصل بهم الأمر لأن يأمروا البعض بشرب البول تحت التهديد ...
في أحد المقالات تحدثت عن سيكولوجيا العقلية العسكرية في مصر, وشقيها العسكري والطموح السياسي, لكن لم أتطرق إلى الوحشية في كلا الوجهين...

الآن وبعد المرور من ماسبيرو إلى محمد محمود حتى القصر العيني, توقفنا عند مذبحه تحدث في شارع الشيخ ريحان فتوقفنا لنتساءل ما الغرض وراء القتل والقمع للثوار ..؟
وما الذي يريده المجلس العسكري في هذه المرحلة بالذات ..؟
ربما أنا أردد دائماً أن المراحل الثالثة للانتخابات هي خطه مُمنهجه للقضاء على الثورة والثوار, قضوا على الموجه الثانية مع المرحلة الأولى للانتخابات, حاولوا تسميم المعتصمين أمام مجلس الوزراء في المرحلة الثانية, وحين لم يقتلهم السم خرجوا لهم بالرصاص,
خوف المجلس من يوم 25 يناير القادم والتعبئة ليكون ثوره جديدة ضد حكم العسكر والمجلس جعله يريد أن يقتل كل ناشط, أن يكسر كل ثائر, أن يعتقل كل ثائر حتى يضمن ألا يجد الشارع من ينظمه ويحشده ... فلذلك يستعمل كل الأدوات الممكنة ليشوهه صورة الثوار ليظهرهم أنهم بلطجيه, حتى إن لم يضع حد للثوار, فعلى الأقل يجعل الشارع يفقد الثقة فيهم ...
ويمكننا أن نقرأ رسالة من المجلس أيضاً من خلال معطيات ما يحدث, بأننا في 25 يناير كنا نواجه الأمن المركزي والداخلية مع تسهيلات فقط من العسكر, وكانت أدوات القمع هي الرصاص الحي والخرطوش والغاز المسيل للدموع والجمال الشهيرة, لكن بعد 11 فبراير تغيرت الأسلحة وأضيفت لها أدوات الحرب الكيماوية والطعام المسموم واغتصاب وإعتقالات, فالمجس يريد أن يظهر لنا جزء بسيط مما سيحدث لنا في ثورتنا القادمة التي نتوقع أن تكون يوم 25 يناير 2012 لإسقاط العسكر , وهو برغم هذا يجد في الانتخابات طوق نجاه, وفى التخلص من النشطاء وتخويف الشارع طوق نجاه أخر ..

ثلاثيه الثورة كثلاثية نجيب محفوظ, في كل محطة تزداد الرؤية وضوحاً والثوار وعياً وتنظيماً والشارع لن أقول فهماً بل تشتتاً, فانتظروا ثورة الجياع إن لم يتم تنظيم السواد الأعظم من الشعب (الفقراء والمهمشين) ....



#محمد_السعيد_أبوسالم (هاشتاغ)       Mohamed_Elsaied_Abosalem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رقصة الحالم .....
- تحليل أوضاع الثورة بعد المرحلة الأولى من الإنتخابات ..
- إسمُكِ صَلاتي .
- لإمرأه لا تُنسى ....
- لا تصالح ...
- الموجة الثالثة من الثوره والجبهة الشعبية ...
- مقدمة حول الإنتخابات المصريه .5. الموجة الثالثة من الثورة ..
- مقدمة حول الإنتخابات المصريه .4.
- ويظل الأمل ..!!
- مقدمة حول الإنتخابات المصريه .3.
- من مذكرات ديكتاتور عربي .1.
- مقدمة حول الإنتخابات المصريه .2.
- دثريني ...
- مقدمة حول الإنتخابات المصريه .1.
- صوفية عشقي ..
- حين قال علاء ..لا...
- المدينة القادمة ..
- ما أجملها حياه ...
- إمتزاجات فى حياتى ....
- حين أموت ...


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد السعيد أبوسالم - مثلث القضاء على الثورة ...