أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - احمد حسين - مفخخات الجهل.. جنود التخلف














المزيد.....

مفخخات الجهل.. جنود التخلف


احمد حسين

الحوار المتمدن-العدد: 3675 - 2012 / 3 / 22 - 14:40
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


حين قاد محافظ بغداد كامل الزيدي حملته الإيمانية لغلق النوادي الليلية في بغداد العام الماضي، وضع العديد من العراقيين أيديهم على قلوبهم خوفا من عودة حزب البعث المحظور بحلة جديدة ووجه جديد، وحتى أولئك الذين لا وفاق بينهم وبين الخمر والنوادي الليلية كانوا متوجسين من دول إسلامية كالتي تتحكم بمقدرات السعوديين وتطبق بقبضة من حديد على رقاب الشعب الإيراني، وانحسرت الحملة الزيدية، ربما تحت ضغط الحملة الإعلامية المضادة، وربما بتأثير من بعض الساسة المنخرطين في ملذات الثمالة والحفلات الحمراء، لا أظن أن أحدا منّا بإمكانه البت بأسباب تراجع الزيدي عن حملته الميمونة، لكن ما لم ينتهي هو استهداف محال بيع الخمور والنوادي الليلية بالسيارات المفخخة والعبوات والأحزمة الناسفة، و(تأديب) محتسي الخمر من قبل جنود النهي عن المنكر.
حيث أسكن تنتشر محال بيع الخمور، وبشكل أسبوعي تستهدف هذه المحال ومن فيها أو بالقرب منها من محال ومنازل وسابلة بعبوات ناسفة أو (صليات) من كلاشنكوفات غير مجهولة الهوية، وبين الحين والآخر يتناهى إلى مسامعي قصة شاب أو كهل ظفرت به عصابات النهي عن المنكر متلبسا بالانتشاء، واقتادته إلى (مكاتب) غير مجهولة الهوية أيضا، لتقيم عليه الحد الشرعي، ومثل هؤلاء محظوظين فهناك من أقيم عليه الحد أمام منزله أو في الشارع على مرأى من الناس وقوات من المفترض أنها المسؤولة عن تطبيق القانون وحماية المواطنين.
القضية ليست قضية خمر وملاهي بقدر ما هو قضية الإنسان العراقي الذي امتهنت كرامته من قبل النظام المباد ليأتي معارضوا ذلك للإجهاز على ما تبقى من كرامة، فمنذ سقوط النظام المباد ولغاية الآن، المواطن البسيط نهبا لقوى الشر والتخلف، لجنود الجهل والظلام، لميليشيات عقائدية وأخرى حزبية، لشيوخ القبائل ودراويش التابوات، لساسة لا هم لهم سوى بطونهم وكراسيهم.
كنّا نظن عكس ذلك، كنّا نظن أن النظام المباد الذي تاجر بالإنسان العراقي وكرامته وبدمه وثرواته لن يعود مرة أخرى، كان نظاما همجيا مسعورا لا نتوقع منه إلا الرذيلة، وحين سقط صنمه ظننّا أن كل ما يمت له بصلة سقط معه، توسمنا في قادة العراق الجديد خيرا وتحضرا، توسمنا فيهم أن يكونوا مصابين بعدوى الدول المتمدن التي هاجروا إليها هربا من جحيمنا، لكن ليس بالظنون وحدها تبنى البلدان ويحيى الإنسان.
لا أدري ما الذي تريده جيوش الرجعية القادمة من كهوف تورا بورا أو صوامع البداوة؟، هل يدفعونا إلى هجرة جماعية، في الداخل ليس أمامنا سوى إقليم كردستان، لكن الإقليم لن يقبل بنا خوفا على مجتمعه من العدوى، ودول العالم ما عادت تستقبل العراقيين ما لم يكونوا بعثيين أو قتلة ملطخة أيديهم بدمائنا، أين نتوجه إذا؟!.
متاهة هذه التساؤلات المحيرة والتي لن تجد لها إجابة يمكن الخروج منها بجواب بسيط وهو أننا لن نترك لكم العراق، لن نترك لكم بلدنا، ولن نخلي لكم أرضنا لتعيثوا فيها فسادا، سنظل هنا وقوفا بوجوهكم الكالحة، سنحتسي الخمر حتى وإن كنّا لا نستسيغ مرارته فهي أعذب من زقومكم، سنرتاد الملاهي حتى وإن لم نكن من محبي اللهو فهي أمتع من النظر إلى وجوهكم، سنسمع الأغاني فهي أجمل من حشرجاتكم، سنزني حتى وإن كنّا أوفياء لزوجاتنا وحبيباتنا فالزنا أثوب من مصافحتكم، سنكون أحرارا رغم أنوفكم المتعالية التي لا تستنشق سوى حرائق التفجيرات ورائحة الدماء وادخنة البخور المعتق، سنظل ها هنا، في بلدنا، في أرضنا، في وطننا الذي ظننتم أنه بستانا من بساتينكم المغتصبة، وسنواصل محاربتكم بأسلحتنا، بأقلامنا وأصواتنا وشجاعتنا حتى نطهر الأرض من جهلكم ومن مفخخاتكم وأحزمتكم الجبانة وعبواتكم الغادرة وكواتمكم المرتعشة خوفا من المواجهة.
العراق ملاذنا الأول والأخير والأمة العراقية هي حصننا المنيع، لسنا مثلكم نلوذ ببدو الخليج وإيران وخفافيش القرون الوسطى، لا نتقاضى أثمان قتلنا لبعضنا البعض من خارج الحدود، لأننا لسنا بقتلة.



#احمد_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النجيفي نائما
- حملة ايمانية
- علاقة المسلم بغير المسلم (الموالاة)
- بوق الصباح
- امنحوني عضوية أمنحكم كرامتي
- ملاذات الأنذال الأخيرة
- دولة العجزة
- ثورة في إيران
- والصباح تسير
- الى مجهولة
- الى حبيبه
- تاره
- في الامس
- تلويحة الجوكر
- عودة الضجيج
- خطوات نحو السلام
- بؤسنا الخارجي
- حزب العمال... الخيار العسكري
- بيانات عسكرية
- حدود العراق أزمة أزلية


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - احمد حسين - مفخخات الجهل.. جنود التخلف