أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد رحيم - فتنة الحكاية














المزيد.....

فتنة الحكاية


سعد محمد رحيم

الحوار المتمدن-العدد: 3671 - 2012 / 3 / 18 - 20:01
المحور: الادب والفن
    


يصدر في أمريكا، في كل سنة، مجلد ضخم يحوي مجموعة من أفضل المقالات التي نُشرت خلال السنة السابقة. وقد اختارت غادة حلواني أربعاً من مقالات المجلد الصادر في عام 2009 لتضمها في كتاب ( فتنة الحكاية/ كتاب مجلة الدوحة المترجم 2011 ) وفيه احتفاء بفن المقال بوصفه "رحلة طليقة للعقل"، و"النوع الذي يفكّر ويشعر ويسبر بصبر الأفكار والمشاعر". ولذا فإن الكتّاب الكبار في حقله نادرون بحسب محرر السلسلة ( الأمريكية ) روبرت اتوان.. وانطلاقاً من نصيحة صامويل أميرسون في أن على المرء أن يحيا حياة مجربة تقول ماري أوليفر ( محررة الكتاب ) أن المقال مليء غالباً "بالاكتشافات الشخصية والتجارب والكشف عن الذات المجرِّبة.. ومليء بالإثارة الناجمة عن اكتشاف ما يقع وراء الذات".
يكتب جون أبديك عن خريف الكاتب، بعد أن تُغرقه هالة الشهرة، وبعد أن يكون قد أنجز تلك الأعمال المفعمة بالمرح والخفة والحماس، الطافحة بفرح الحياة. حين ينضج تماماً ويكون بمقدوره تخليق نصٍ أكثر إتقاناً وصقلاً مما سبق، وربما أكثر عمقاً بالمنظور الإنساني، لكنها أبداً لن تكون "العمل ألإنساني الذي يحرّك الأرض". فأبديك يرى أن؛ "مواد الكاتب الرئيسة هي ذكريات أول عشرين سنة له على الأرض وانطباعاتها وأحاسيسها، وقليل هو المهم مما يأتي بعد ذلك".. إن الكتابة الإبداعية، من وجهة نظره، وظيفة خبرة، وفي النادر نجد من يقدّم أعمالاً كبيرة في سن مبكرة، فيما "قاعدة المعجبين بالكاتب على عكس نجم الغناء، هم الناضجون والمتحملون نسبياً ندبات الزمن". وإذا كان الفلم والبرنامج التلفزيوني يستقطب جمهوره، ويطير، في غضون وقت قصير جداً فإن الكتاب يصمد "فيزيقياً في المكتبات العامة والخاصة لأجيال متعاقبة".. ويظل يداعب خيال الكاتب الأمل في أن يكون كتابه الأخير هو الأفضل.
تتكلم سينثيا أوزيك عن الكتّاب الأشباح، الذين هم، على وفق ما تقول "كينونات خفية". وتتساءل فيما إذا كنا قد قابلنا كاتباً حقاً؛ العبقري لا البرجوازي، "فالبرجوازي فقط هو الذي نعرفه شخصياً".. ينغمر الكاتب في مهمته، منزوياً في عتمته الخاصة، ليعطي عمله قدراً من ولعه وشكّه وجنونه.. قد يكون متعجرفاً متكبِّراً خارج محترفه، لكنه، وهو يواجه "الشعاع المتوحد لشاشة كومبيوتره لا يصبح أكثر من شخص ضعيف هادئ جبان عاجز يشلّه أن عليه أن يبدأ جملة جديدة". وتهب أوزيك نصيحة ثمينة للكتّاب الباحثين عن مساعدة من خارج أنفسهم؛ "لا أحد... توجد وسيلة وحيدة فقط. اذهب إلى داخل نفسك. اكتشف الدافع الذي يأمرك بالكتابة".
وتدعونا جيل ماكوركل في مقال ( وقت اللعن ) إلى أن نكون أنفسنا، وأن نلج المناطق الممنوعة إذا ما أردنا أن نكتب.. كانت تُجبر، في طفولتها، كلما تلفظت بكلمة خاطئة أو نابية، على لعق الصابون.. غير أنها ابتكرت طريقة ذكية في امتصاص انفعالات ابنها وذلك بمنحه وقتاً يجهر فيه باللعن.. تقول؛ "كثيراً ما فكرت كم كنت سأكون شخصاً أفضل وأكثر جدارة بالثقة إذا تربيت فقط على وقت اللعن بدلاً من لعق الصابون". ما تريد ماكوركل تأكيده هو أن شرط الإبداع الأول هو الحرية، وتوسيع قوس الاحتمال بنبذ المحددات المعيقة للعقل والخيال.
أما باتريشيا هامبل فتذهب مباشرة إلى فن الحكي/ السرد، لاسيما مع نوع ( السيرة الذاتية ) وتختار للحديث عنصراً جوهرياً فيه وهو الوصف؛ تلك التفاصيل الدقيقة الموحية التي تصوِّر جوانب فذة ومثيرة ولافتة من الحياة.. أن تختار كلمة بدل أخرى، وأن تضع الكلمة المناسبة في الموضع الصحيح من سياق الجملة والنص.. أن تعرض لا أن تحكي.. هنا تتجلى براعة الأسلوب وقوته. "إن الوصف في السيرة الذاتية هو حيث يتوطد وعي الكاتب مع مادة القصة في تناغم، حيث الذات مفقودة في المادة وفي المعنى". ولذا فهي تثق بالوصف أكثر من ثقتها بالحبكة. حتى وإن اقتضى الأمر تجاوز الشخصية والثيمة!.
يسعى محررو هذا الكتاب إلى إعادة الاعتبار لفن المقال الأدبي بعدِّه نوعاً أدبياً راقياً وصعباً، لا يمتلك ناصيته إلا الكتّاب المجرِّبون والحاذقون.. وفي هذه المقالات المختارة نتلمس قوة الأفكار، حتى وإن لم نتفق مع بعضها، ورصانة الأسلوب، والعرض الممتع، واللغة المشعّة.



#سعد_محمد_رحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في؛ مدينة الصور
- قراءة في؛ تجليات السرد
- يسكنني هاجس دائم بأني روائي قبل أن أكون أي شيء آخر
- قراءة في رواية -شامان- لشاكر نوري
- هوبزباوم في -العولمة والديمقراطية والإرهاب-
- اليسار والديمقراطيون العلمانيون والامتحان الصعب
- غواية كتابة الرواية: سلطة المشهد المتخيل
- عصر مثير
- امرأة الكاتب
- رماد الذاكرة: شعرنة تاريخ الخوف
- ألوان السيدة المتغيرة
- حين تستلهم الرواية التاريخ: -قصة مايتا- ليوسا
- -الحلم العظيم- شهادة عن مرحلة الآمال والخيبات
- عن الكتّاب النجوم: بطاقة دخول إلى حفلة المشاهير
- السعدية/ جلولاء: مدينتان تتراميان حتى أعالي القلب
- النبطي قصة حب
- الرواية العربية ورهان التجديد
- مدار الجدي؛ نزوات حرّة في عالم مختل
- في رواية المحرقة: التاريخ يتلبس المخيلة
- المنفى ووطن الإبداع


المزيد.....




- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد رحيم - فتنة الحكاية