أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد رحيم - قراءة في؛ تجليات السرد














المزيد.....

قراءة في؛ تجليات السرد


سعد محمد رحيم

الحوار المتمدن-العدد: 3652 - 2012 / 2 / 28 - 18:08
المحور: الادب والفن
    


يخوض الناقد والكاتب المسرحي صباح الأنباري تجربة الكتابة عن عوالم محيي الدين زنكنة السردية، وتحديداً في مضمار القصة القصيرة، وذلك في كتابه ( تجليات السرد وجمالياته في قصص محيي الدين زنكنه/ الموسوعة الثقافية/ بغداد 2011 ).. وإذا كنا نعرف زنكنة صائغَ نصوص مسرحية كبيرة مثل ( السؤال، العلبة الحجرية، رؤيا الملك ) وروائيا من الطراز الأول كما في أعماله ( ئاسوس، بحثاً عن مدينة أخرى، ثمة خطأ ما في مكان ما ) فإن معلوماتنا عن إبداعه القصصي ضئيلة إلى حد ما، لاسيما أن حجم هذا الإبداع بالقياس الكمي أقل بكثير من منجزه في الحقلين الروائي والمسرحي. غير أن هذا لا يقلل من قيمة ذلك الإبداع القصصي الذي تمثل في كتابيه ( كتابات تطمح أن تكون قصصاً ) و ( السهل والجبل ) وفي قصص أخرى نشرها في الصحف والدوريات.
ينبئنا الأنباري في مقدمة كتابه بأنه بصدد المعاينة النقدية لقصص زنكنة التي كتبها بين عامي ( 67 ـ 1986 ) أي أنه سيكتفي بدراسة القصص المتضمنة في مجموعة زنكنه الأولى. أما المنهج الذي يعدنا به فهو الذي يفضي إلى "إمكانية التوغل في أغلب قصص زنكنه وسبر أغوارها واستبطانها واستقرائها وتحليلها وتصنيفها اعتماداً على قواعد وشروط كل نص من نصوصها". أي أن الناقد يسعى إلى دراسة القصص في ضوء ما تقترحها القصص نفسها، وما تكشف عنه من أساليب وبنى فنية ورؤى وجودية وإنسانية. ويعود الأنباري في الصفحة التالية ليتحدث عن تناوله لسيرة القاص منذ طفولته ليبين "حدود تأثره بالأحداث المريعة وتأثيرها في أغلب قصصه القصيرة"، وليبين "أيضاً المهيمنات والموجهات لأعماله القصصية والروائية". وهذه التزامات عسيرة وعدنا الأنباري بتحقيقها في متن دراساته عن القصص. وأعتقد أنه، وبسبب محدودية المساحة المتاحة له، اكتفى بالكشف عن الموجهات الفكرية، والرؤية إلى الذات والمجتمع والعالم في تلكم القصص. وهي الموجِّهات والرؤى التي ستفعل فعلها في تشكيل بنى النصوص والطريقة التي تعامل بها القاص مع الشخصيات والأحداث وقبل ذلك مع اللغة القصصية وأسلوب تحديد النسق السردي لكل قصة. ولم يسهب في الحديث عن المسائل الفنية ـ الشكلية والجمالية. وعموماً "فالشكل، عنده ( زنكنه ) ينمو من رحم الفكرة ويكبر معها حتى تتضح ملامحه الفنية" على حد تعبير الأنباري.
في تقصيه عن مرجعيات أدب زنكنة يشير الباحث إلى طفولة تعاني الحرمان، وعسف الأب وسطوته، وحادثة كاور باغي الشهيرة في كركوك في العام 1948 والتي شهد بسالتها ودمويتها محيي الدين الطفل فتركت في نفسه أثراً عميقاً. فضلاً عن تحدره القومي الكردي، وما يوحي به من معاني التعرض للاضطهاد من قبل السلطات الديكتاتورية، والكفاح في سبيل الحرية. على الرغم من المنحى العام لتفكيره والذي يظل ذا أفق إنساني وتقدمي.
يلاحظ الناقد أن قصة ( السد يتحطم ثانية ) تفصح عن ثيمتها منذ السطور الأولى. وهذا ما سيدفع بالقصة إلى الأمام. ذلك "أن الإصرار الكامن في رحم جملة القصة الاستهلالية ( السد تحطم ثانية ) هي النذير والبشير بما سيؤول إليه مصير السد في النهاية". وزنكنة الخبير في الكتابة المسرحية يطوّع عنصر الدراما الأساس ( الصراع ) لجعل القصة تنمو في مسارها الفني المناسب. أما في قصة ( سبب للموت.. سبب للحياة ) فيشير الناقد إلى خاصيتي الاختزال والتركيز التي برع زنكنة في الاستفادة منها في بناء قصته من غير زوائد تثقل البناء وترهِّله.
يستخدم زنكنه، بحسب الأنباري، الرمز والإشارة في كتابة قصته.. ينوب الجزء عن الكل، ويوحي الحدث الواحد بدلالات التجربة برمتها. وإذا كانت الدراما تتداخل مع الشكل السردي في معظم قصص زنكنة، فإن الحلم يمتزج بالواقع، مثلما نجد في قصة ( حيث الناس يعيشون كالهواء ). وينعكس اضطراب الخارج على دواخل الإنسان، كما في قصة ( اضطراب في ألوان النهار ). ويتخلق تآلف هارموني دقيق بين الرمز والواقع، كما في قصة ( الشمس، الشمس ).
ذلك بعض مما يعالجه صباح الأنباري، بعمق، في كتابه الآنف الذكر.



#سعد_محمد_رحيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يسكنني هاجس دائم بأني روائي قبل أن أكون أي شيء آخر
- قراءة في رواية -شامان- لشاكر نوري
- هوبزباوم في -العولمة والديمقراطية والإرهاب-
- اليسار والديمقراطيون العلمانيون والامتحان الصعب
- غواية كتابة الرواية: سلطة المشهد المتخيل
- عصر مثير
- امرأة الكاتب
- رماد الذاكرة: شعرنة تاريخ الخوف
- ألوان السيدة المتغيرة
- حين تستلهم الرواية التاريخ: -قصة مايتا- ليوسا
- -الحلم العظيم- شهادة عن مرحلة الآمال والخيبات
- عن الكتّاب النجوم: بطاقة دخول إلى حفلة المشاهير
- السعدية/ جلولاء: مدينتان تتراميان حتى أعالي القلب
- النبطي قصة حب
- الرواية العربية ورهان التجديد
- مدار الجدي؛ نزوات حرّة في عالم مختل
- في رواية المحرقة: التاريخ يتلبس المخيلة
- المنفى ووطن الإبداع
- الفرانكفونية: منفى اللغة وصراع الثقافات
- سخط


المزيد.....




- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد رحيم - قراءة في؛ تجليات السرد