أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي فرحان - عراق الانقلابات / غلطة العاقل خطيئه لاتغتفر















المزيد.....

عراق الانقلابات / غلطة العاقل خطيئه لاتغتفر


زكي فرحان

الحوار المتمدن-العدد: 3670 - 2012 / 3 / 17 - 15:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كان الزعيم عبد الكريم قاسم قد أرخى الحبل عن رقاب الماكرين الانقلابين الظلامين العملاء من البعثيين و القوميين واذناب شركة النفط ، وشدد الخناق على رقاب القوى الوطنية المساندة له و المخلصة المتفانية في سبيل الحفاظ على أنجازات الثورة والمكاسب الوطنية التي تحققت ، وهي الحاضنة الدافئة، والأم الحنون لثورة 14تموز المجيدة الفتية وقائدها ، وبتوجيه مدفوع الثمن وباتفاق قوى الشر والمتآمرين المعادين للثوره ، نشطت المحاكم العرفية العسكرية بأصدار أحكام متفاوتة جائرة بين عشرة سنوات والاعدام على الشيوعيين بالجملة، وعلى أولئك الذين ساندوه، و قضوا على مؤآمرة الشواف في الموصل بنداءٍ منه، بعد ان كرمهم عبد الكريم قاسم على اخلاصم للوطن، ومن ثم راح وأحالهم الى المحاكم العرفية العسكرية التي حكمتهم بالاعدام ونفذ البعثيون الفاشست الحكم بهم بعد ان سيطروا على السلطة في انقلابهم يوم 8 شباط الاسود، أمتلأت السجون وبالاخص( سجن نقرة السلمان سيئ الصيت الصحراوي النائي الرهيب)، واكتظت المعتقلات و المواقف بمئات الآلاف من الشيوعيين الوطنيين وشمل العمال والفلاحين المدافعين باخلاص عن الثوره وبشكل واسع ،، وأحال على التقاعد خيرة الضباط الوطنين المساندين له، وأبعدهم عن مراكز القوى العسكرية الهامة، وغض النظر عن جرائم البعثيين و القوميين الذين كانوا يواصلون الليل بالنهار لاغتياله واسقاط النظام الجمهوري الوطني، وخُففت المراقبة على نشاط القوميين بشكل عام وعلى اعضاء حزب البعث المتآمر على وجه الخصوص بعد سنة 1961 وأنصراف معظم نشاط الأستخبارات العسكريه وجهاز الامن العامه الى مطاردة اعضاء الحزب الشيوعي والعناصر المساندة لعبد الكريم قاسم والمتعاطفين معه، حتى ان مدير الامن العام العقيد عبد المجيد جليل، وضع مؤيدي ثورة 14تموز ومحبي عبد الكريم قاسم في صفوف تنظيم الحزب الشيوعي للتنكيل بهم ، وراحت اجهزته الامنية تطاردهم في كل مكان وتعتقلهم واحد تلو الآخر بدون سبب، وتصرفه هذا يؤكد مدى الحقد الذي كان مدير الامن يضمره شراً للشيوعيين الوطنين والديمقراطين المستقلين غير المنتسبين لأى حزب، منذ ان كان ضابط استخبارات نشط وموتور في العهد الملكي المقبور، ثم راحت القوى الانقلابية السوداء تتمركز وتستولي على جميع المراكز الحساسة كالجيش والشرطة والمخابرات العسكرية وأجهزة الامن و الصحافة، ولقد مارست قوى الظلام هذه سلسلة من الموآمرات التي وصل عددها الى ثمانية وثلاثين مؤامرة، حيكت كلها ضد ثورة 14 تموز الوطنية ومحاولة أسقاطها، وباءت جميعها بالفشل، حتى ان نجحت هذه الموأمرة القذرة التي هي التاسعة والثلاثون في سلسلة المحاولات ، ورغم كل التحذيرات والمعلومات الصادرة من بعض افراد الجهات الامنية الرسمية والاستخبارات العسكرية لعبد الكريم قاسم والمخلصين للثوره فقد حذرت بيانات الحزب الشيوعي العراقي وصحافته المتكررة، التي أشارت أكثر من مرة الى الجهات المتآمرة وبألاسماء وأماكن الانطلاق من كتيبة الدبابات الرابعة في معسكر ابي غريب وآمرها العقيد البعثي خالد مكي الهاشمي، والقريبة من أذاعة ابو غريب بعد ان اعترف له خالد مكي الهاشمي آمر الكتيبة، بأن هناك خطة لمؤآمرة واسعة قريبة التنفيذ يقودها الضباط البعثيون والقوميون ومعهم الضباط المتقاعدين الذين عارضوا حكم الزعيم عبد الكريم قاسم، و سرد له تفاصيلها بالكامل دون تحفظ ، واشار الى اسماء زمرالتنفيذ من العسكريين والمدنيين ، ومن ثم جاء الى الزعيم عبد الكريم قاسم من بعده احد ضباط مديرية الاستخبارت العسكريه المدعو المقدم الركن جابر علي كاظم
ليكشف تفاصيل دقيقة عن الخطة المعدة للأنقلاب واسماء المشتركين وقد وجد التقرير تحت جهاز التلفون للزعيم فيما بعد ، ونتيجة لذلك التآمر المتكالب والخطة الانقلابية المشبوهة،أحال الزعيم عبد الكريم قاسم على التحقيق عددا من الضباط الصغارالذين وردت اسمائهم فيها إلا ان الاعضاء الرئيسيين لم يتخذ اي اجراء بحقهم ، وعلى الاثر تأجل تنفيذ الخطة التي كانت مقرره من قبل المتآمرين التي كانت تقضي القيام بأغتيال الزعيم عبد الكريم الى يوم 25 شباط في بهو الضباط خلال ايام عيد الفطر،، إلا ان ضابطاً آخر كان مع المخططين كشف اسماء الباقين وكشف نيتهم القيام بالحركة الانقلابية في ذلك اليوم من العيد، فالقى القبض على المقدم صالح مهدي عماش( عميل المخابرات الامريكية ويذكران صالح مهدي عماش ورد اسمه في كل الموآمرات التي أريد بها اسقاط النظام الجمهوري الوطني واغتيال ثورة 14تموز الجيدة) وكذلك القي القبض على أمين سر القيادة القطرية علي صالح السعدي، الذي كان يختبئ في وكر بمحلة العطيفية ( بيت طالب شبيب) وعدد آخر معه من الضباط الذين ذكر ان لهم علاقة بالمؤامرة، وأجل توقيف البعض الاخرمنهم، ولهذا السبب قرروا الاسراع و تقديم موعد تنفيذ الخطة الى يوم 8 شباط الاسود عام 1963 تلافياً للخطر المحدق بهم، وخوفاً من ان يعترف احد الموقوفين من الضباط ويكشف اسماء قادة الانقلابين،،وشجع شعاره الساذج ( عفا الله عما سلف، و العفو عند المقدرة، والعدل فوق القانون) البعثيين العملاء والقوى القومية الظلامية المعادية له وللشعب وتطلعاته السياسية والاقتصادية والثقافية على القيام بعدة محاولات انقلابية، يقول طالب شبيب عضو قيادة قطرية،،أذا فشل انقلابنا هذا فأننا لم نعدم، سنبقى احياءً بمباركة،، عفا الله عما سلف،، وبالرغم من تنبيه الحزب الشيوعي والقوى البرجوازية الوطنية والشخصيات المستقلة بخطورة هذه السياسة غيرالحكيمة والتي قد تجلب الدمار والخراب للعراق وشعبه التواق الى الحرية والديمقراطية والسلام، والعيش بأمان وكرامة ورفاه، ظل عبد الكريم ملتزماً بهذه الفلسفة الطوبائية حتى قضت عليه، ولا أزال أتذكر قصيدة الشاعر الكبير الجواهري، محذراً الزعيم عبد الكريم قاسم من العواقب المميتة الكارثية التي قد تمارس ضد الشعب وثورة 14تموز الخالدة، لو ان هذه القوى البعثية المعادية قد أنتصرت ماذا سيحل بالشعب العراقي من كوارث !!،،،
تصورالأمر معكوسا وخذ مثلا لما يجرونه لو أنهم نصروا
تالله لاقتيد زيد بأسم زائدة ولأسطلى عامر والمبتغى عمر
فضيق الحبل وأشدد من خناقهم فربما كان في إرخائه ضرر
-----------
ومع كل هذه التحركات التآمرية المتكررة المكشوفة، فأن عبد الكريم قاسم لم يتخذ أي أجراءٍ أحترازي وقائي قد يوقف و يمنع وقوع مثل هذه الكارثة الانقلابية المميتة التي كان هو فيها مستهدفاً، قتل هو، ورفاقه من الضباط ، وقتل فيها ايضاً الآلاف من خيرة أبناء الشعب العراقي في هذا الانقلاب الاسود الدامي المشبوه، على يد قادة حزب البعث عملاء المخابرات الامريكية ولملوم من القوميين الاسلاميين وعملاء شركة النفط و المتضررين من ثورة 14تموز، فتحول هؤلاء المرتزقه من البعثيين والقوميين و الحرس القومي الى وحوش جائعة لتنهش لحوم البشر، و تسفك الدماء الطاهرة البريئة وتمارس مجمل انواع التعذيب الوحشي مع ابناء الشعب في (قصر النهاية) سيئ الصيت وسراديب البعث المظلمة الملطخة باغتصاب حراير العراق وتمادت في جرائم القتل و السلب والنهب ، ومصادرة املاك الناس وسرقة أموال التجار،،،(الي ميعرف تدابية،، حنطته تاكل شعيره)، ، يتبع
...........................
المصدر:-
1- اسماعيل العارف، أسرار ثورة تموز، ص 410
2- حنا بطاطو، العراق ، الجزء الثالث ، ص 219



#زكي_فرحان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عراق الانقلابات ------- اعراس الدم
- عراق الانقلابات / جرائم الحرس القومي
- عراق الانقلابات / عبد الكريم قاسم كان على علم بالانقلاب
- عراق الانقلابات / البيان الاول للجريمه
- عراق الانقلابات / خطة انقلاب 8 شباط الاسود
- عراق الانقلابات / بدء تنفيذ المؤامره - قصف وزارة الدفاع
- عراق الانقلابات / ساعة الصفر / اغتيال الاوقاتي
- عراق الانقلابات / تجمع قوى الشر ضد حكومة الثوره
- عراق الانقلابات / ثمن طلب السلم لكردستان
- عراق الانقلابات / الفخ الاستعماري
- عراق الانقلابات --- الاكراد والنضال والحكم
- عراق الانقلابات ..شركات النفط تطيح بقاسم
- عراق الانقلابات ..على كرسي الاعدام
- آيار عيد العمال العالمي
- الشرارة الاولى لوثبة كانون المجيدة1948
- مخاض وثبة كانون المجيدة1948
- عراق الأنقلابات / الجزء الخامس
- عراق الانقلابات / الجزء الرابع
- الأقليات ثروة وطنيه
- السفر والعيد ايام زمان


المزيد.....




- شاهد: دروس خاصة للتلاميذ الأمريكيين تحضيراً لاستقبال كسوف ال ...
- خان يونس تحت نيران القوات الإسرائيلية مجددا
- انطلاق شفق قطبي مبهر بسبب أقوى عاصفة شمسية تضرب الأرض منذ 20 ...
- صحيفة تكشف سبب قطع العلاقة بين توم كروز وعارضة أزياء روسية
- الصين.. تطوير بطارية قابلة للزرع يعاد شحنها بواسطة الجسم
- بيع هاتف آيفون من الجيل الأول بأكثر من 130 ألف دولار!
- وزير خارجية الهند: سنواصل التشجيع على إيجاد حل سلمي للصراع ف ...
- الهند.. قرار قضائي جديد بحق أحد كبار زعماء المعارضة على خلفي ...
- ملك شعب الماوري يطلب من نيوزيلندا منح الحيتان نفس حقوق البشر ...
- بالأسماء والصور.. ولي العهد السعودي يستقبل 13 أميرا على مناط ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي فرحان - عراق الانقلابات / غلطة العاقل خطيئه لاتغتفر