أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - زكي فرحان - عراق الانقلابات / الجزء الرابع















المزيد.....

عراق الانقلابات / الجزء الرابع


زكي فرحان

الحوار المتمدن-العدد: 3184 - 2010 / 11 / 13 - 10:02
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


عراق الانقلابات / الجزء الرابع

بقلم زكي فرحان

نشوء الحزب الشيوعي العراقي و تأسيسه

في 14تشرين الثاني عام 1927 تم التوقيع على معاهدة جديدة معدله مع الانكليز في
ظل الانتداب، وقيل انها سوف تختلف عن سابقتها المعمول بها في العراق، أو قد تتناسب مع الظروف السياسيه الجديدة في العراق، التي أفرزت فئات واسعه من الشباب المثقف المتنور، الذي لعب دورا رئيسيا في اعداد قاعدة جماهيريه واسعه معارضه، ضد الاستعمار البريطاني والغاء هذة المعاهدة التى لم تختلف عن سابقتها ، وعملت المعارضه على توجيه الحركه الوطنيه المناهضه للانتداب البريطاني والأحتلال، وشَكلت الاحزاب السياسيه، وأسست المنتديات ونظمت المظاهرات و الاحتجاجات و التجمعات العامه ، ورفدت الصحف الوطنيه بآخر التطورات السياسيه والفكريه في العالم، ومن خلالها ، - أي الصحافه -، المطالبه بالجلاء من ارض العراق، وألغاء الانتداب و الانضمام الى ( عصبه الامم) التي اصبحت فيما بعد تسمى هيئه الامم المتحدة، و كان قبل صلاة كل يوم جمعة تقام في جامع الحيدرخانه الكائن في شارع الرشيد، تعقد اجتماعات جماهيريه عامه تعقبها مظاهرات تعم مدينة بغداد ، وكان من بين الخطباء كل من الشباب عبد القادر اسماعيل البستاني ، وابراهيم صالح شكر ،وسعيد الحاج ثابت، و ابراهيم الواعظ، وعزيز شريف ، يستشف من كل هذا زخم الحراك السياسي والتوجه نحو التطور والانفتاح الذي حدث في العالم ، بعد ثورة اكتوبر 1917 في روسيا القيصريه، وسقوط الملكيه فيها ، و المناداة بحريه الشعوب، ومبدأ تقرير المصير، و العداله الاجتماعيه، كلها قد أنعكست ايجابيا على فكر الشباب العراقي، الذي تبنى هذة الافكار الجديدة ونقلها الى العراق ، و الجدير بالذكر ان هؤلاء الشباب كانوا قد التحقوا في الجامعات الاوربيه للدراسه، وخاصه الجامعه الامريكيه في لبنان، يقول محمد حديد 1907 -- 1999 ،، في كتابه مذكراتي، صفحه 64 (عندما دخلنا الجامعه الامريكيه في بيروت سنه 1924 كان عدد الطلاب العراقيين فيها قليلا وهناك تعرفت الى بعض الطلاب ومن بينهم فاضل الجمالي، الذي صار رئيس وزراء في العهد الملكي، اما الاخرون، هم متي عقراوي ، ومحي الدين يوسف ، و يوسف زينل، و في اوائل عام 1926 حضرت اجتماع للاحتجاج على اقرار المعاهدة البريطانيه-- العراقيه ، وقد ارتجل يوسف زينل خطبة سياسيه وطنيه الهبت مشاعرنا ،-- انتهت اقوال محمد حديد—

في هذا الجو المشحون غيضا وحنقا وفي هذا الحراك السياسي النشط المتصاعد تكونت اول نواة تنظيميه من الطلبه الدارسين في الجامعه الامريكيه في بيروت ضمت،، عبد الفتاح ابراهيم ، وهو من الناشطين الوطنيين السياسيين ، و معه جميل توما ، وعبدالله بكر ، وعلي حيدر سليمان ، ونوري روفائيل ، و درويش الحيدري، وابراهيم بيثون ، و محمد حديد، الذي شغل اكثر من مرة وزيرا لوزارة الماليه ،وسمي هذا التنظيم ب ( الشعبيه) الغايه منه العمل من اجل تحرير العراق،ومن ثم تحولت لاحقا الى جماعه الاهالي، ومن ثم الحزب الوطني الدمقراطي، الذي ترأسه وقاده السياسي المعروف( كامل الجادرجي ( 1897--1968 )،،نفس المصدر‘‘،،

كانت المعارضه العراقية السياسيه الراديكاليه متمثله في حزب الاخاء الوطني (ياسين الهاشمي و اصحابه) و الحزب الوطني العراقي (جعفرأبو التمن و اصحابه) والأخير لم يغير موقفه الوطني الثابت من شجب الانتداب البريطاني وتوجيه الانتقادات للمتعاونين معه من العراقيين، ولكن هذة المعارضه الشكليه لم تحقق الحد الادنى من مطاليب الشعب العراقي، ولم يكن لديها مانع من التعاون مع أي رئيس وزراء يعينه الملك فيصل بموافقه المندوب السامي البريطاني في بغداد ، لذلك تشكلت جمعيات سريه في بغداد لمحاربه الاستعمار البريطاني في بداية عام 1924 ،
بدء نشؤ الحزب الشيوعي العراقي
تقول تقارير البوليس السري البريطاني، ان يوسف سلمان يوسف الذي ولد في بغداد عام 1901 ،، وانتقل في عام 1919 الى الناصريه ليساعد شقيقه المدعو داود سلمان يوسف، في تشغيل ماكنة طحن لطحن الحبوب في المدينه، و في البصرة التي كان يزورها ألتقى ببطرس ابو ناصر( بطرس شمعون) سنه 1927 واطلع بواسطته لأول مره على الافكار الشيوعيه،( كما ينقل حنا بطاطو عن تقارير البوليس) ، و كان يوسف سلمان يوسف ذو فكر ثاقب وانسان ذكي يتشوق الى العلم و المعرفه ، و يتابع ما يحدث من تطور في البلد و العالم ، و كان يجيد الانكليزيه، كثير القراءة و المطالعه ، بما يتيسر له آنذاك من كتب التاريخ العربي و الاسلامي ، وكتب الاقتصاد ، و تاريخ الثورات ، و الحركات السياسيه في العالم، و كان كثير المشاركه السياسيه ، و الاختلاط والتنقل بين الناس و المدن ، وبدأ يعمل بلا كلل في سبيل تحرير وطنه و رفاهة شعبه، و الخلاص من الانتداب البريطاني ، لذلك كون اول حلقه من الشيوعيين في الناصريه تضم كل من ، غالي الزويد ، و شقيقه داود سلمان يوسف ، وزكريا الياس دوكا ،وعبد الوهاب محمود الذي انتخب رئيسا لنقابة المحامين فيما بعد ، وعبد القادرالسياب، والاخير كان من اهالي أبو الخصيب، تمكن نوري السعيد من أحتوائه واغرائه بعضوية مجلس النواب،

تقول تقارير البوليس، ان بطرس شمعون ابو ناصر شخص غامض له اتصالات بآخرين في ايران و باكو، واطلقت عليه اسماء مختلفه، وانه آشوري الاصل، تنقل في عدة مدن، حتى استقر به الحال في مدينة الناصريه،أحترف الخياطه الحديثه و كان ماهرا فيها، اما الناس في الناصريه، فقد احترموه كثيراً و احبوة و تقربوا منه، وكان يحضر مجالسهم ، و قد عرفوه أهل الناصريه أنه انسانا طيبا شهماً ينشد الخير و المحبه لأصحابها، ثم ما لبث،إلا ان دربهم على فنون الخياطه الأوربيه الحديثه للأفنديه ( باش بزق)، ومن جراء هذا التقارب والحضورالأجتماعي والعلاقات الودودة مع أبناء الناصرية قام البوليس بالقبض عليه وابعاده خاج العراق عام 1934..
لقد نشط يوسف سلمان يوسف الذي اطلق على نفسه الاسم الحركي( فهد ) بين الشباب والعمال و الفلاحين و الطلاب، في الناصرية والبصرة وبغداد ، وحث الجماهير الى العمل الثوري ، و التظاهر ضد الانتداب ، و الاحتلال ، و الغاء هذة المعاهدة الاستعماريه المهينة ، وكان من نتائج هذا الحراك السياسي الواسع، و تصعيد النضال في شمال و جنوب العراق و الفرات الاوسط، ضد الانكليز، وأزاء اتساع النشاط العام و النضال في عموم القطر غير المنتظم اوجب ايجاد شكل من اشكال التنظيم ، ومهد الى توحيد الجهد والعمل المشترك ، لذلك شرعت الشبيبه الثوريه بتنظيم أنفسها في جمعيات ماركسيه سريه، سميت (( جمعية الوفاء للعهد )) التي كونها حسين الرحال،

ولد حسين الرحال عام 1903 في بغداد باب الشيخ، وقد اطلع على الكتب الماركسيه ( الشيوعيه) و قراءة مفاهيمها أثناء وجودة في المانيا مع والده الذي كان قد ارسل في بعثه عسكريه الى المانيا، و كانت رغبه حسين الرحال دراسه الهندسه فيها ، وفي مدرسة الهندسه في برلين تعرف على الماركسيه، وقد شاهد بأم عينيه ثورة (الشيوعيين الالمان) وأستمع الى خطب قادتهم،وقرأ بياناتهم و مطبوعاتهم بدقة فائقة، وقد وصفه الباحث،، حنا بطاطو،، ( بأنه أبو الماركسيه، تدرج حسين الرحال في السلك الوظيفي في الدوله حتى صار عام 1948 أمين العاصمه وكالة، ففتح باب التعيين الوظيفي للشباب ووافق على تعيين اكثر من 200 شاب وانا احدهم، ) و من المتعينين المطرب يحيى حمدي،، و شعوبي أبراهيم عازف ( الجوزة) في الجالغي البغدادي، و المحامي احمد موسى وغيرهم،وكانت جمعيه الوفاء للعهد الماركسية ، تضم كل من محمد سليم فتاح طالب يدرس الطب،،ومصطفى علي الذي اصبح وزيرا للعدل بعد ثورة 14 تموزالخالدة ،وعوني بكر صدقي رئيس تحرير جريدة الاحرار، و ألأديب والخطيب محمود احمد السيد،، وفي احدى المظاهرات تعرف كل من عاصم فليح ، ومهدي هاشم ، وزكي خيري، على مجموعه حسين الرحال،
ولد عاصم فليح عام 1905 في بغداد باب الشيخ، يمتهن الخياطه في شارع الرشيد ، درس في (الجامعه الشيوعيه لكادحي الشرق) في موسكو، وحين عودته الى بغداد ، تراس المجموعات الشيوعيه التى كونت فيما بينها ( لجنه مكافحة الاستعمار) والى جانب هذا الزخم التنظيمي النشط المصمم على السير في طريق النضال الوطني الشيوعي ، تأسس الحزب الشيوعي العراقي فيما بعد، في 31 آذار عام 1934 على النحو التالي( يوسف سلمان يوسف فهد،،عاصم فليح ،،قاسم حسن،، مهدي هاشم،،نوري روفائيل،، حسن عباس،، يوسف اسماعيل البستاني،، عبد الرحمن داود،، موسى حبيب) و كان هناك نواب وطنيين يشكلون المعارضه في البرلمان العراقي، وعلى رأسهم الوطني جعفرابو التمن،،
المصادر
-1- عزيز سباهي- عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي- الجزء الاول- صفحه-135-146- 152
- 2 -عبد الرزاق الحسني-تاريخ الوزارات- الجزء الرابع- صفحة34
-3 - حنا بطاطو- الكتاب الثاني- صفحة-85 هامش54
- 4 - مذكرات محمد حديد
- 5 - مقابلة مع حسين جميا أجراها معه الدكتور صفاء الحافظ في مجلة( الثقافه الجديدة)عام 197


يتبع
الجزء الخامس



#زكي_فرحان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأقليات ثروة وطنيه
- السفر والعيد ايام زمان
- الورد الجوري الاحمر
- عراق الانقلابات -- سقوط بغداد
- قصه قصيره ......... ورد الجوري الاحمر
- الاقليات وحقوقها الملعاة


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - زكي فرحان - عراق الانقلابات / الجزء الرابع