أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي فرحان - عراق الانقلابات / ثمن طلب السلم لكردستان















المزيد.....

عراق الانقلابات / ثمن طلب السلم لكردستان


زكي فرحان

الحوار المتمدن-العدد: 3584 - 2011 / 12 / 22 - 14:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد أن إتجهت حكومة عبد الكريم قاسم الى شن حملة عسكرية ضد الاكراد و تهميش حقوقهم والتراوح في تنفيذ ما وعدت به، والتضييق على الشيوعيين والقوى الوطنية الديمقراطية والتشكيلات المدنية والمنظمات الشعبية والنقابات العمالية والجمعيات الفلاحية التي تناصر قضيتهم المشروعه ، اخذت هذه النشاطات المعادية للوطنيين من جانب الحكومه تزداد حصاراً وتشدد من الخناق على تحرك الجماهير الشعبية التي رفعت شعار (السلم في كردستان) ومشاركة الحزب الشيوعي بالحكم،أسوة بأحزاب الجبهة الوطنية الاخرى التي اجازتها رسميا وهي ، (حزب البعث وزارة الاعمار، حزب الاستقلال وزارة الارشاد ، حزب الديمقراطي الوطني وزارة المالية) هولاء الذين تبوؤا مناصب وزارية في العهد الجديد عهد الجمهورية العراقية هم اعضاء في الجبهة الوطنية، باستثناء الحزب الشيوعي العراقي وهوعضو فعال في الجبهة الوطنية للاحزاب، وأحد مؤسسيها،ومن المحال ان يقال ان القوى العروبية القومية اليمينية الشوفينية المهيمنة على دوائر التوجه السياسي الوطني لحكومة عبد الكريم قاسم من خلال الوزراء والضباط القوميين المرتبطين بعبد الناصر وبالمخابرات الامريكية والبريطانية والاسلامين المحيطين به من كل حدب وصوب،أن توافق على تمتع الشعب الكردي بحقوقه المشروعة على ارضه وايقاف القتال في كردستان والاعتراف بالاكراد شركاء في هذا الوطن العراق،أو أشراك الحزب الشيوعي في الحكومة،كما جاء في البيان الاول لثورة 14تموز المجيدةعام 1958، من مفهوم (الشراكة) فعمت التظاهرات الجماهيرية الواسعة الصاخبة والنشاطات النضاليات اليومية المستمرة والتصادمات بين المتظاهرين وجنود الأنضباط العسكري ورفع اللافتات المكتوبة السلم في كردستان على الشوارع الرئيسية وامام وزارة الدفاع وعلى دور السينما وداخل الجامعات وفي كل ركن مهم من اركان الجمهورية العراقية التي جند لها الحزب الشيوعي العراقي كل امكانياته وثقله، وكما شكلت عدد من الوفودً على مستوى رفيع من شخصيات العراق لزيارة المسؤولين في الدولة وشرح لهم خطورة الموقف على الثورة والجمهورية الفتية من تداعيات الحرب وأفرازاتها، ووجه سكرتير الحزب الشيوعي العراقي الاول( سلام عادل) وهو في موسكو رسالة الى قادة الاحزاب الشيوعية العالمية والى رؤساء الدول الاشتراكية والقوى الديمقراطي في العالم يناشدهم فيها مساندة قضية الشعب الكردي العادلة، والوقوف ضد الحرب التي يشنها عبد الكريم قاسم ومباركة من العسكريين القوميين على الشعب الكردي، ومطالبا التدخل السريع بوقف العمليات العسكرية في شمال العراق ضد الاكراد وتدارك اسباب التدهور الذي يشهده الوضع في كردستان ودعا القوى الوطنية عامة اليقظة تجاه دسائس الاستعمار وشركات النفط، وشرح خطورة الدعوات التي يروجها بعض الصحفيين حول الصهر القومي للاكراد وتجاهل المميزات القومية الخاصة بالشعب الكردي وحذروا من السياسة التي تسير عليها الحكومة واجهزتها الادارية و الامنية، والاعتراف لهم بحكم ذاتي على اراضيهم ضمن الوحدة العراقية، وانا الانسان البسيط كاتب هذه الكلمات كان لي شرف المساهمة في رفقة هذه السفر الوطني ، الا ان رد الفعل من قبل الحكومة كان عنيفاً وتعسفياً، لذلك شن رجال الامن حملة شعواء ظالمة على الجماهير الوطنية الغفيرة بشتى الذرائع الكيدية والتهم المفبركة للأيقاع بهم واضعاف حماس المؤيدين لثورة تموز ثم أسقاطها ، وراحت تصعد وتيرة الذعر والخوف والارهاب وباشرت بالاعتقال والتوقيف جزافا للمواطنين، وبدون مذكرة توقيف صادرة من قاضي تحقيق أو أية جهة عدلية، وكنت من المعتقلين وانا في بداية النهوض لبناء مستقبلي في الحياة مع الالاف من المعتقلين الوطنيين الذين سجنوا في ثكنات الشرطة معتقل (خلف السدة) عام 1961 والغاية من كل هذا الاجراء التعسفي هو الحد من النشاط السياسي الجماهيري الواسع وشل تحركاته والكف عن التظاهرات التي يقودها الحزب الشيوعي المنادية بوقف الحرب في الشمال وتأييد الشعب الكردي بتحقيق امانية في تقرير مصيره واحترام خياراته، لقد نشطت دوائر الامن ورجالها المخضرمين من بقايا العهد البائد تلاحق الشيوعيين والوطنيين بوجه خاص حتى( سقوط حكومة الثورة وقتل زعيمها عبدالكريم قاسم في 8 شباط الاسود عام 1963على أيدي البعث الامريكي ) مع تأزم المفاوضات مع شركات النفط الاستعمارية،
ان توتر العلاقات ما بين حكومة عبد الكريم قاسم وبين الاكراد في عام 1961،يقول الدكتور محمود عثمان، احد قيادي الحزب الديمقراطي الكردستاني آنذاك وعضو مجلس النواب حالياً بهذا الصدد، في محاضرة له ألقاها في ندوة الذكرى 42 لثورة 14 تموز المجيدة في لندن عام 2000 جاء فيها،، كما ان القوى الاجنبية التي كانت ضد الثورة التي قضت على بعض مصالحها في العراق، حاولت توسيع الثغرات في العلاقة بين الحكم والقيادة الكردية وخلق المزيد من الخصومات بينهما، وهكذا تفاقم الوضع بسرعة واتخذت السلطة إجراءآت ضد الجانب الكردي فخلقت ردة فعل واسعة على الصعيد الجماهير الكرديه ، حيث ان الشعب الكردي يريد الحفاظ على وجوده ومكاسبه ومستعدا لدفع الثمن،،،لقد لعب الشعور القومي المتصاعد في كردستان دورا هاما في الرد على السلطة واجراءآتها، بأجرءآت كانت في بعض الاحيان غير مدروسة بدقة،الامر الذي صعّط التوتر بشكل خطير،كذلك فإن جهودا أخرى كردية اضافية لم تنجح في ابعاد القتال بين الطرفين، ومن اهم هذه الجهود ارسال وفد كردي كبير مسؤول الى بغداد(جلال الطلباني) لعرض المطالب الادارية والثقافية التي كانت في اطار القرارات الايجابية لثورة تموز نفسها،إلا ان الوضع كان متأزماً لدرجة ان عبد الكريم قاسم لم يقابل الوفد كما لم تسفر جهود بعض الجهات الصديقة للطرفين كالاتحاد السوفيتي وغيرهم عن نتائج ايجابية، وهكذا أدى التصعيد في الوضع الى الاقتتال المؤسف بين الطرفين والذي كان له دور في اضعاف الثورة وتهيئة الارضية للمزيد من التآمر لإسقاطها،اضافة الى أضراره البالغة بالكرد وبكردستان بشكل خاص وبالعلاقات العربية الكردية والوضع في العراق بشكل عام،، وفي غمرة هذه الاوضاع المتشابكة و اندلاع القتال وتطوره واتساع رقعته وانفراد الملا مصطفى بقيادتها أدت الى أنكشاف نوايا وخطط الاطراف المختلفة،فقد أكتشف عبد الكريم قاسم ان اللعبة التي اسهم فيها هو وأجهزته الامنية والعسكرية والادارية قد أنقلبت عليه وادخلته في ورطة بات واضحا انه لايطيق احتمالها، رغم أنه زج بما يقرب من ثلثي قواته المسلحة فيها دون ان يخرج بنصر مجدي ، و أنسحبت أغلبية العناصر الاقطاعية و المشبوهة من ساحة القتال بعد ان تحققت الاغراض التي ارادها من اوحى لهم إشعال القتال، ومن ثم شرعت المخابرات الاجنبية تفكر في استغلال الحرب بطريقة ذكية وبعيدة المدى، وسوف أوجز ما جاء في البرقية المرسلة من السفارة الامريكية في بغداد الى وزارة الخارجية في واشنطن بتاريخ 20ايلول عام 1962 تقول السفارة (زار السفارة موظف من الحزب الديمقراطي الكردستاني معروف أنه مسؤول بغداد في 18أيلول 1962 وبتوجيه من الملا مصطفى، وناشد الولايات المتحدة بقوة ان تساند الحركة الثورية للاكراد، وقال انها بحاجة الى المال وربما الى السلاح، وادعى ان أغلب الشيوعيين في الحزب الديمقراطي الكردستاني قد صفوا، ومن بقى منهم سيزاح قريبا،،،وأن الاكراد كما قال يقيمون صلات وثيقة مع الايرانيين في بغداد وطهران وان الايرانيين وافقوا على عدم التدخل بشأن عبور الحدود،والسماح بتقديم مساعدات للثورة من اكراد ايران،،،ويقول المسؤول ان للاكراد علاقات مع الجمهورية العربية المتحدة(جمال عبد الناصر) ولكن بلا مساعدة لوجستيه او ماليه وكذلك مع السفارة السوفيتية في بغداد رغم ان الاكراد كانوا لايرغبون بحرق كل الجسور مع روسيا،ما لم يحصلوا على وعد من امريكا على دعم حركتهم، وقال أنه شخصيا يتسلم الف دينار شهرياً من السفارة الروسية،وهذه الاموال تذهب الى مالية الحزب، وأن الملا مصطفى لا يعتبر هذا المبلغ الصغير مساعدة للحركة، وقد طلب الاكراد المساعدة من الكويتين لكن هولاء رفضوا،، وقد أبدت أسرائيل استعدادها لدعم الاكراد في اوربا، لكن هولاء رفضوا،ليس لأن الاكراد ضد اسرائيل، وإنما هم يخشون ان اسرائيل قد تعمد الى فضح المعلومات، وسيلحق هذا ضرراً بالحركة في البلاد العربية، ويقول المسؤول عن الحزب الديمقراطي الكردستاني،أن الملامصطفى يعرف أنه بعد سقوط قاسم- والذي يعتقد أنه وشيك- أن السوفيت يرغبون بتزويدهم بالمال والسلاح، لكن الملا مصطفى يرغب في التعاون مع الغرب،بدلاً من التعاون مع الاتحاد السوفيتي -الذين لا يثق بهم- على كل حال فان الاكراد قوميون ويجب ان ينالوا الحكم الذاتي،أو قبول التضحيات الى حد الفناء ، وقبل ان يسمح الاكراد بهذا، -والقول للمسؤول الكردي - فأنهم يرحبون بالمساعدة من الاتحادالسوفيتي، أو من الشيطان نفسه ،،، يقول المثل العربي (أذا كنت سنداناً فأصبر، وأذا كنت مطرقة فأوجع) نلتقيكم في العدد القادم،،،
................................
المصدر:-
1-عزيز سباهي، عقود من الحزب الشيوعي، ص،،541،
2-عبد الخالق حسن، ثورة 14 تموز،ص،104
3-foreign of the un stats. 1963 pp. 116 – 171،، برقيات السفارة الامريكية في بغداد الى الخارجية الامريكية،،



#زكي_فرحان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عراق الانقلابات / الفخ الاستعماري
- عراق الانقلابات --- الاكراد والنضال والحكم
- عراق الانقلابات ..شركات النفط تطيح بقاسم
- عراق الانقلابات ..على كرسي الاعدام
- آيار عيد العمال العالمي
- الشرارة الاولى لوثبة كانون المجيدة1948
- مخاض وثبة كانون المجيدة1948
- عراق الأنقلابات / الجزء الخامس
- عراق الانقلابات / الجزء الرابع
- الأقليات ثروة وطنيه
- السفر والعيد ايام زمان
- الورد الجوري الاحمر
- عراق الانقلابات -- سقوط بغداد
- قصه قصيره ......... ورد الجوري الاحمر
- الاقليات وحقوقها الملعاة


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي فرحان - عراق الانقلابات / ثمن طلب السلم لكردستان