أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد منير - وقائع مسروق بن مسروق ( المرشح الرئاسى )














المزيد.....

وقائع مسروق بن مسروق ( المرشح الرئاسى )


محمد منير

الحوار المتمدن-العدد: 3669 - 2012 / 3 / 16 - 08:13
المحور: كتابات ساخرة
    


اسمى وصفتى وحالى مسروق بن مسروق.. أنتمى إلى أعرق عائلات مصر وأكثرها ثباتا على الحال فأبى وجدى وجدود جدى كلهم مسروقون..
أروى لكم وقائع يومياتى التى أعيشها حاملا خبرة مئات السنين من صبر مسروق على ما يراه «مكتوب».


جلدتنى ذاتى اللوامة لتقاعسى عن التفاعل الثورى ومشاركة الجماهير فى هذه اللحظات الحاسمة، فجلست على قهوة «مشكاح» وشرحت همى للواد «مخلص العميل» - مرشد سابق وحالى - فالتقط كلماتى وبرقت عيناه واستأذن منى وجرى ناحية القسم.
صباح اليوم التالى استيقظت على طرق عنيف، وما أن فتحت الباب حتى سحبنى جوز مخبرين إلى القسم، ومنه إلى مكتب المأمور الذى استقبلنى واقفاً، ورحب بى وعرفنى على شخص ملكى جالس عن يساره وفى مواجهته كان يجلس الشيخ «هادى جلاب الديب» الذى انتفض واقفا وأخذنى بالحضن قائلا: «من غير يمين يا مسروق بقالى تلت تيام بأحلم بيك».
جلست متوجساً أشرب الليمون وأستمع للمأمور وهو يقول: «شوف يا مسروق إحنا سمعنا إن ضميرك الثورى تعبك عشان ما بتشاركش فى العمل الوطنى، ودى روح إيجابية بنهنيك عليها، ولأنك ابن الشعب اللى عانى سنين طويلة فقد قررنا أنك الوحيد اللى يصلح رئيس للبلد» وأشار تجاه الملكى الجالس أمامه قائلا: «والباشا بيمثل جهات سيادية بتأيدك وجماعة الشيخ هادى كلها وراك إن شاء الله ومعها ستجد كل الخير يلا يا مسروق إحنا عارفين إنك عندك برنامج كبير وتصور اجهز بيهم عشان حتروح تسحب ورق ترشيحك وبعدها نبدأ حملتك الدعائية فى التليفزيون والصحف، وفيه يافطة كبيرة اتعلقت قدام بيتكم وربنا معاك، ومصروف لك 2 بودى جارد لحمايتك وتحت تصرفك».
حمدت الله وعاهدته على الحكم بالعدل والمساواة، وما أن وصلت بيتنا حتى سمعت صوت صريخ ونسوان البيوت اللى جنبينا بتجرى والهانم مراتى بتجرى وراهم وبتقلعهم الجزم، جريت وكتفتها ودخلتها البيت وسألتها عن المشكلة، ردت «لازم كلهم يمشوا حافيين»، سألتها «ليه؟»، أجابت «شوف ياريس أنا حابقى سيدة البلد الأولى فامينفعش إنهم يبقوا لابسين جزم وأنا حافية، عشان كده قلعتهم الجزم» ولأول مرة يعجبنى منطق الهانم فى السيطرة على هوام العوام، فأمرت البودى جارد بلم كل الجزم من رجالة الحارة.
وفى المقهى وجدت 15 مسروقا كانوا مترشحين للرئاسة قاعدين وحاطين إيديهم على خدهم فلم أهتم وركبت العربية التى أرسلها لى المأمور واصطحبتنى إلى مكان ما سحبت منه أوراق الترشح، وتحدثت مع عدة صحف وفضائيات، وفى المساء أقلتنى السيارة الفارهة إلى التليفزيون لإجراء حوار مع مذيعة كل العصور الخالدة «هاميس الحريرى» التى استقبلتنى بوجه مبتسم وقالت لى «اتكلم براحتك وقول كل اللى جواك من غير حرج ولا خوف ولا يهمك من حد»، وقبل التصوير أعطانى شخص سيجارة ملفوفة وقال لى «دى زيت أصلى عشان تعمل دماغ وتقول أحلى كلام»، وأمام الكاميرا سألتنى «أنت عاوز تبقى رئيس ليه؟» أجبت «لأنى أنا اللى هو والبلد محتاجانى»، فسألت «وإيه برنامجك؟»، رديت «القضاء على كل السارقين»، قالت «إزاى؟»، رديت «نخلى كل البلد مسروقين وبكده نبقى حققنا المساواة والعدل»، سألتنى المذيعة الخالدة «وكيف ستقضى على مشكلة ارتفاع الأسعار؟»، رديت بثقة بعد أن لعب الزيت برأسى «دى مش مشكلة ياهاميس يا بنتى، أنتى عشان تشترى حاجة غالية لازم يكون معاكى فلوس كتير طيب لو لغينا الفلوس خالص حيبقى فيه حاجة غالية؟»، أجابت «لأ»، رديت «كده اتحلت المشكلة» واستمر الحوار ساعة وأنا أبدع فى الإجابات بفعل زيت السيجارة.
وبعد الحوار التفتت هاميس الخالدة إلى المعد وسألته كده يبقى نمرة 16 فاضل كام واحد، فرد لسه حوالى 14.
وأمام التليفزيون أخذت أبحث عن السيارة التى أقلتنى فلم أجدها ولمحت الصول بلال واقفاً فٍسألته عن السيارة والـ2 البودى جارد، فرد «بح يا سررق، طاروا مع الدخان ياروح أمك، روّح بعربيات المشروع»، سألته «يعنى إيه والمسؤول السيادى والشيخ هادى جلاب الديب كل دول كذابين؟!»، رزعنى على قفايا وقال لى «افهم بقى يا غبى، ده دورك وكنا عاوزينك تلعبه لغرض وخلص، اسحب بقى»، رجعت وجلست بجانب الـ15 مرشحا السابقين على المقهى، ووضعت يدى على خدى مثلهم، فنظر لى أحدهم وقال لى «تبقى قابلت الصول بلال» قلت «قضا أحسن من قضا».



#محمد_منير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقائع مسروق بن مسروق ( مين اللى سارق ومين مسروق )
- وقائع مسروق بن مسروق ( التحالف)
- وقائع مسروق بن مسروق ( الثورة مستمرة )
- زواج بسمة وحمزاوى وملف الوطنية اليهودية فى مصر
- وقائع مسروق بن مسروق - سبحان مثبت الأحوال -
- انتخاب الصحفيين وحال الامة المصرية
- من لجنة السياسات لمكتب الارشاد .. يا صحفى لاتحزن
- الإخوان وأصول الحكم
- ثورة وخمسة مشاهد
- تطرف
- حأشرب الشاى مع البرادعى فى نقابة الصحفيين
- طلاق النظام
- برلمان منزوع الدسم
- اندهاشات مصرية حول فتنة العمرانية
- صحافة الشعب
- على من نطلق الرصاص؟
- مش كل قط يتقال له يا مشمش
- المواطن مضطر
- قمل الحوت
- صُدقة ابريل


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد منير - وقائع مسروق بن مسروق ( المرشح الرئاسى )