أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أم الزين بنشيخة المسكيني - ناس الغيوان ..شطحات شيوعية في القبة














المزيد.....

ناس الغيوان ..شطحات شيوعية في القبة


أم الزين بنشيخة المسكيني

الحوار المتمدن-العدد: 3668 - 2012 / 3 / 15 - 23:33
المحور: الادب والفن
    


كنت هناك بكلّ دمي و بكل مجامع ذاكرتي و باسلام أمّي و أبي و مآذن قريتي ..كنت هناك بكل يساريتي تكتبني و أكتبها حلما دائما بتغيير العالم ..كنت هناك الى حدّ اللقاء بأحدهم منذ ربع قرن من الزمن كنت قد تقاسمت معه اضراب جوع في انتفاضة الخبز في ثمانيات القرن الماضي في كلية منوبة الرائعة..كنت هناك بكل فوضويتي و حواسّي الطافرة ..و بكلّ النصوص التي خلقتني و بكل ثورتي ..كنت هناك بكل أقلامي التي ترسمني رقصا الى المستحيل القادم ..الزمان هذا السبت و المكان قبّة المنزه ..و السؤال احتفال باليوم العالمي للمرأة ..لا الزمان هو الزمان و لا المكان هو المكان و لا السؤال هو السؤال ..فلا الله ارتاح في هذه البلاد من السياسات الحمقاء و فتاوى الدعاة ..و لا قبة المنزه أدركت ما يريده هذا الشعب ..و لا المرأة مطمئنة الى ما يكيدون لها كيدا ..و رغم تعثّر الألوان في هذه اللوحة فقد كان هذا السبت سبتا استثنائيا منح نساء تونس فرصة للرقص على ايقاعات صوفية ..و أهدى للمرأة التونسية فسحة من البهجة و الفرح ..و باحة لرقصة الرأس بدلا عن رقصة البطن ..و تناثر شعرها الأسود الشرقي العربي الاسلامي ..يبعثر كل أوراق الأحزاب الكئيبة و كل التجاذبات السياسية الضيقة ..رأيت شعر العذارى وهي تراقص إيقاع المتصوفين و القادريين الآتين من الغرب الإسلامي و رأيت أولياء صالحين هم شباب بلادي ما أبهاه.. يحصّن الوطن بالفرح و يستعيد الثورة بالايقاع المغربي الافريقي الذي اخترق كل الحدود الجغرافية و كلّ الفواصل اليسارية و اليمينية و السلفية و الشيوعية ..ركح رائع لا أحد من الدعاة و لا من الخطابيين و لا من الأحزاب استطاع أن يصمم مثيلا له ..عرس للثورة التونسية ..شعب مغاير يأتي مع كل أغنية لناس الغيوان ..الغاوون للشعب و للمرح و للحياة .تحت عناوين شتّى الى حدّ الرقص على "الدنيا ..مهمومة يا خيّي مهمومة ".كانت مصالحة جميلة بين الشعب و ثورته و بين الشعب و خيباته في الحكومات المتداولة على حلمه .. شطحات صوفية شيوعية .. خير ردّ على كلّ من تخوّل له نفسه المسّ من مقدسات هذا الشعب و عاداته و رقصاته و أغنياته الثورية..أفق مغاير للحياة يسخر من الصدام العقيم بين أهل اليسار و أهل اليمين ..شطحات صوفية تزعزع فتاوى السلفيين ..و فجأة يتقن هذا البهو البيضوي الشكل الفسيح احتضان غضب البطاّلين و حناجر الثائرين و آلام المساجين الذين لم يقع انصافهم و أحلام الشهداء الذين لا زالت الحكومة تتعثر في ترسيمهم في رتبة الشهيد .و فجأة تطهّرت مدارج هذه القبّة من كل خرافات زارعي الألغام و الفتنة .و تحوّلت كل حيل الساسة الى نكتة مضحكة و ظهرت فجأة نظرية المؤامرة في مظهر بائس لمن لا حيلة له غير التخوين و التأثيم و زرع الذنوب في القلوب ..لا أحد بوسعه أن يتآمر على هذا الشعب و لا أحد يقدر على أغنياته ..ههنا شعب يتقن تحطيم الأصنام و تذويب الخرافات بالبخور و الوقود ..كان عرسا في دمي ..كان حبّا في يدي ..كان حلما راقصا في عيون الجميلات ..و أينعت كل الزهرات ..لا أحد من الخفافيش بوسعه لمس هذي العطور .لا تعكّروا صفو الزهور. ابتعدوا عن شموسنا..لا مكان بيننا لعذابات القبور ...شكرا لناس الغيوان و شكرا لصوت الشعب ..و شكرا لكلّ الأصوات الحرّة ..مزيد من الأغنيات ..فالخبر السارّ يأتي دوما في أوانه ..



#أم_الزين_بنشيخة_المسكيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سجينة سياسية سابقة تدخل في اضراب جوع
- هل يلتقيان ؟
- حمقاء هذي المدينة
- حديث الأمواج.
- وادي مجردة ..شيوعي أم حنبلي ؟؟
- أنتِ دهر من الاستثناء و العبث ...
- لماذا الخلط بين الجامع و الجامعة ؟
- و تشرّد الاعراب..
- منطقة سلفية حرّة لبيع الجياع ..
- القُمامةُ تعتصم جوعا ..
- كم ستموتين قبل أن تأتي..؟؟
- أدمنوا على التصويت ..و الاحتراق متواصل ..
- حين يصير السجن حلاّ للبطالة ؟؟؟
- خمسة آلاف موطن حجّ ..و البطالة على أشدّها
- دهر من الأقحوان ..
- لا لون للحلم في بلدي .
- رسبوا في الجوع و تألّقوا في الحريات
- ألف قتيل ...
- غزل مُؤقّت
- هل علينا أن نخاف من الحريّة ؟


المزيد.....




- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أم الزين بنشيخة المسكيني - ناس الغيوان ..شطحات شيوعية في القبة