أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أم الزين بنشيخة المسكيني - منطقة سلفية حرّة لبيع الجياع ..














المزيد.....

منطقة سلفية حرّة لبيع الجياع ..


أم الزين بنشيخة المسكيني

الحوار المتمدن-العدد: 3657 - 2012 / 3 / 4 - 22:27
المحور: كتابات ساخرة
    


سوق سلفية حرة تنتصب انتصابا عشوائيا في قلب المدينة و تحديدا حذو الجامع الكبير ..يحيط بها من اليمين مغازات ليبيرالية ..و من اليسار المترو الخفيف ..و من الأعلى مسجد رسمي موقّع من طرف دولة الاستبداد المخلوعة أملا في استبداد قادم ..و من الوسط أحلام الجياع و البؤساء في الأرض ..و عرضا ديون الامبريالية و شبح الصهيونية و قصص الارهاب و الأصوليات الدينية ..
سوق للسلفيين بأسعار حرة و في متناول كل الجياع و كل الرعاع و كل عباد الله الطيبين ..و الذين سيهديهم بعد حين بقدر استفحال الأزمة الاقتصادية ..سوق لبيع السلفية بأخلاق السلفيين تتموقع بين الايمان الوهابي و تنظيم القاعدة شرقا و بين الكفر الحداثي للمترو الخفيف و علمانية سافرة للمواطنين القادمة ملابسهم من الامبريالية العالمية ..و الطريف اللطيف العفيف الخفيف الهزلي التراجيدي معا ، هو أنّ هذه السوق تنتصب في مفصل رئيس من مفاصل شارع الحرية ..لا أحد يدري حينئذ ما الذي سيحدث للحرية حينما تحتضن سوقا سلفية مضادة لسينيال لتنظيف الأسنان بوصفه منظفا كافرا بثوابت الأمة و خارجا عن أئمتها الصالحين و كافرا برائحة بخورها المبارك ..
لا تندهش أيها التونسي ..تماسك جيدا أنت الآن في قلب حياتك اليومية و مباشرة بعد ثورة عالمية هزّت عالما استبداديا و هدمت أركانه ..لكن سوقك السلفية المنتصبة في قلب شارع الحرية بامكانها أن توفر لك سواكا حارّا لكل فم أبخر و عطورا عتيقة لا أحد يدري كم عمقها ..و لأي المآرب أتوا بها للتعطر أم للتعطّن أم لاعماء العيون عن فراغ البطون ..تخيل أيها التونسي كيف أصبحت بعد أن حلمت بالحرية و بالارتقاء الى مقام العالمية ..أصبحت سلفيا بلا شهرية ..و أصبحت جائعا مع الكثير من الدعوات و السبحانيات و الصلوات ..و أصبحت قادرا على أن تكون أفغانيّا ..تخيل أنّك اقتطعت جزءا من خريطة أفغانستان و أنّك بصدد جرّ لحية طويلة من باكستان الى تونستان عبر الصومال و سجنانستان .. حاسب عليها و تلطّف حين تمسك بها بيدك اليسرى ..و لا تقربها الاّ بعد الوضوء و قبل ركوب الحافلات السافرات ..و حين يُغمى عليك من شدّة الخوف من عذاب القبر ، سوف يمنحوك عصيرا من حصن منيع تصير به رجلا مساءا و عبدا صالحا بعد العصر و مواطنا حرا كلما ركبت المترو الخفيف بعد صلاة المغرب متوجها الى منبتك في احدى جيوب الفقر ..أيها التونسي أبشر فان سوق السلفية يحميك من الجوع بالجوع و يبيع الجياع للجياع أمّا الامبريالية فمحصنة في بنوك أمنية ..لا أحد سيشري عطرك و قميصك غير أخيك الذي دمّره البؤس و الوهم و الطاغوت ..أمّا من أمّه هاوية فله الشهرية و التفاح الأحمر و كل أنواع الخمور و العصور ..لا تقترب أكثر من البؤس لأنّه يحرقك و لن يضحك منك غير مترفيها و المتخمين نقدا و عدّا و ضحكا و لعبا بآمال شعب طال انتظاره للكرامة الانسانية ..
أيها السلفي أنا لا أخشى لحيتك و لا قميصك و لا أخجل من فتاويك و فقهك و عطرك ..فكلنا سلفيون من جهات متعددة و بحسب الجوع و الطاغوت الذي أنتجنا .. فالمسألة ليست خصومة بين الأئمّة على تدبير أجساد النساء ..بل هي سوق جديدة لبيع الجياع و الأوهام و قتل المستقبل في هذي الديار ..و أنت في كل الحالات ابن شعبي و ابن فقري و سليل أرض اغتصبها الحكّام بالطغيان .أيّها التونسي لا تسأل من وراء هذه السوق السلفية فقد شرّع لها الاستبداد الماضي و البؤس القادم ..و لم يمنع وقوعها القانون الحاضر .هذا بعض ممّا أفرزته ثورتنا البهية ..من ضياع أحلام الشهداء .. الى تكفير للأحرار.. الى ختان الاناث من كل الأجناس ..الى بيع الوهم للجياع ..سوق سلفية لحلّ الأزمة الاقتصادية أم لدفع الشعب الى الكارثة ؟؟لا أحد يدري الى أيّ مدى سيصل الكفر بالدولة المدنية ..و لا الى أيّ حدّ سيصل بتر الأعضاء الثورية من الألسنة الحرّة الى القلوب الصادقة الى العقول المبدعة ..
أعزّ الله حكومتنا المؤقتة و سلفيتنا المؤبدة و الاستبداد المطلي بنار الديمقراطية الانتقالية..ان الله يهدي من يشاء السلفي و العلماني و العصياني و الشيوعي و الادماني على الخمر أوعلى التمر أوعلى الكتابة الممنوعة ..أوعلى الصحافة المبصوق عليها ببصاق سلفي غير مرخص فيه من طرف وزارة الداخلية ...آمين يا ربّ السلفيين و العلمانيين و الجائعين..و المدهوسين بالأسعار النارية و بضيق الشهرية و بالبطالة الأبدية ...



#أم_الزين_بنشيخة_المسكيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القُمامةُ تعتصم جوعا ..
- كم ستموتين قبل أن تأتي..؟؟
- أدمنوا على التصويت ..و الاحتراق متواصل ..
- حين يصير السجن حلاّ للبطالة ؟؟؟
- خمسة آلاف موطن حجّ ..و البطالة على أشدّها
- دهر من الأقحوان ..
- لا لون للحلم في بلدي .
- رسبوا في الجوع و تألّقوا في الحريات
- ألف قتيل ...
- غزل مُؤقّت
- هل علينا أن نخاف من الحريّة ؟
- وعود لعائلات الشهداء ..مع صحن مرطبات ..
- عيون القرنفل
- زهور جهنّم
- هل أتاك حديث الرئاسات الثلاثة ؟؟
- أيها المتسول الثوري ..هل أنت سلفي أم علماني ؟
- كم عطّلوا من مستحيل ؟؟؟؟
- رقص على الأكاذيب
- جمّدوا الوقت سريعا ...
- لؤلؤة شرقية


المزيد.....




- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أم الزين بنشيخة المسكيني - منطقة سلفية حرّة لبيع الجياع ..