أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - نداء الي السيد جمال مبارك .















المزيد.....

نداء الي السيد جمال مبارك .


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3666 - 2012 / 3 / 13 - 20:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بين النوم واليقظة شعرت بيد رقيقة تهزني .. عندما تنبهت وجدتهما يقفان أمامي الربة ((ماعت)) ربة العدل والطهارة والسراط المستقيم بجسدها الرشيق والريشة التي تعلو هامتها .. وزوجها الرب (( تحوت)) الذى فك رموز العلوم ،أهدى البشر بحروف الكتابة، رب الحكمة ، حامل كلمات الاله فاطر نفسه خالق الكون وما عليه العظيم ((رع )).
قال الذى سيشفع للاخيار في قاعة الميزان عندما لا يبق للبشر الا قلب مفعم بالخير والمحبه والصلاح ينجي صاحبه فيخلد في حقول الاليسيان أو يخذله فيفنى ذكره من المكان والزمان: قم ياولدى لتعيد الحق الي أصحابه .!! مع نظرة الدهشه التي اعترتني.
ابتسمت صاحبة الريشة وأردفت: ومن غيرك يفعلها.. لقد ساد الضلال .. وغرق المكان بالأرزال .. وكادت شمس الحقيقة أن تنطفيء في قلوب الرجال.. سارت الخراف في اثر الذئاب لاهية تلعب ، لا تعرف أن مصيرها قد حدده الكلب والثعلب..
أكمل صاحب الجلال .. يا بني لا تستحي أن تعمل فكرك وترفض ما يعيقهم ويضرك ..هل هذا ما تستحقة بلادك التي تصبو للتطور والتغيير .. أن يعتليها الاجلاف مفرغي القلب والضمير.. ان اللص ، السارق، الناهب، المفرط في الجور، مدبر عظائم الامور، لأفضل لدي من تاجر الملــّة و الدين.. الصاخب في المعابد وبين الناس.. القائل بأن ربه أوحي اليه وما هو بموحي لعابدى الذهب والفضة الانجاس.
كان صوت المؤذن القادم من الجامع القريب يعلو من الميكرفونات فحمدت الله أنه (سبحانه ) قد اختار الي جواره السايس الذى كان يصر علي اداء اذان الفجر رغم أنه ذو صوت قبيح ونغمة النشاز فاصبحنا نستيقظ علي صوت جميل مسجل بدلا من أن نقوم مفزوعين علي صراخ أهوج .. ان للطبيعة أساليبها الخاصة في إحداث التوازن والتعادل البيئي بتجديد الحياة عن طريق الميلاد والوفاة وكل منا سيصل للنهاية مهما زاد نفوذه أو ماله أو قوته .
بالامس كنت أتابع هؤلاء الذين سحبوا استمارات التقدم للترشيح لانتخاب رئيس جمهورية مصر القادم .. ان أغلبهم سيتم تصفيتهم بسبب الشروط التي صيغت خصيصا لتحصر الترشيح في شريحة محددة من المواطنين .. ولذلك فليس هناك اى سبب لان نناقش هؤلاء المخابيل الذين لا يمتلكون الفكر او الخبرة او المال او العزوة او ينضمون لاحزاب لها ممثلين بالبرلمان ثم يذهبون لسحب استمارات طلبا لشهرة وقتية قصيرة حتي لو كانت بسبب سخرية البعض من ملابسه او مداسه او وسيلة انتقاله . ولهذا فسيقتصر حديثنا عن هؤلاء الذين لاى سبب من الاسباب سيكونون قادرين علي خوض السباق .
أغلب من تقدموا تعدوا السبعين من العمر .. و انا تعديت هذا السن و أعرف انه من الصعب ان أزاول حياة صاخبة ذات تغيرات متقاربة .. او أعمل لأزمنة طويلة مثلما كان الحال في الاربعينيات او الخمسينيات من العمر .. كما أعرف أن إشارات محطة النهاية عادة ما تؤثر علي قراراتي واستثماراتي وخططي .. السادة العظماء الذين اقتربوا من الثمانين او سيصلونها خلال فترة الرياسة الاولي عليهم ترك الساحة للشباب وجهد الشباب وطموحه وحبه للحياة وقدرته علي المخاطرة .. لا تنتخبوا مسنا .. هكذا قال لي تحوت .
أغلب من تقدموا خلعوا ملابس العصرية وارتدوا رداء الوعاظ شكلا وموضوعا اجساد ضخمة مترهلة و كروش لا يمكن السيطره عليها بسبب شره أصحابها ولحي نابته تعلن يا ناس يا هو انا مسلم متدين .. ومباراة في التصريحات المخيفة عن تغيير التعليم والسيطرة علي الاعلام ووأد السياحة وتدمير الفنون وتطبيق شريعة غامضة شديدة التخلف والرجعية وتدمير ما كسبته المرأة خلال كفاحها .. واضطهاد الكفرة والملحدين ( الذين يخالفونهم في الرأى ) والامر بالمعروف والحرب والجهاد والاغارة علي المسالمين وفتح أسواق النخاسة وشراء الجوارى والتسرى بهن .. ويسخر منا العالم وينظر بدهشة ، هل هؤلاء هم سكان مصر .. خلط الدين بالسياسة هو إمتهان للدين وغفلة سياسية .. هكذا قال لي تحوت.
ماعت أشارت الي أن بعض من تقدموا ساهموا في إعداد دساتير دول مثل السودان وغزة لتطبيق الشريعة والعاقل من ينظر لما جنت أيديهم ليعرف أنهم لا يصلحون .. ابتسم تحوت وقال المشكلة أن بعضهم عملاء و جواسيس لدولة أجنبية تدعي السعودية ويتقاضون منها أموالا لا يمكن حصرها فهل سيقود شعب مصر عميل .
أغلب من تقدموا أصبح لهم بجوار الله إلاهين آخرين.. أحدهما يرتدى الزى الرسمي والجميع يخضعون لإشاراته و ينتظرون إبتسامته .. والاخر يمسك بمسبحة ويقدم كفه مقلوبا يقبله القادم لاستجلاب البركات .. لقد ترك الشعب مقوده لقاطرتين منهكتين متجاورتين بيدهما القرار .. العسكر والكهانة .. ان الاعتماد علي قوى خارجية عدا ارادة الجماهير اضعاف للحكام وتجعلهم دمي في يد أصحاب النفوذ.. هكذا قال لي تحوت .
أغلب من تقدموا لسحب استمارات الترشيح ليست لديهم خطة واضحة تعتمد علي تحليل الواقع و تقديم ما يناسبة من حلول واجراءات .. البعض يقول أن سيدنا رسول الله سيكون مرشده ودليله وقدوته في حين أن الزمن الذى عاش فيه الرسول صلعم يختلف كليا عن زمننا فلم يكن لديهم الرشوة والمحسوبية والتربح من الوظيفة ولم تكن قوات الكفار ترصدهم بالاقمار الصناعية وتجهز لهم الصواريخ الحاملة لرؤوس نووية ولم تكن جزيرة العرب تنتج البترول وتملأ إيراداته جيوب أصحاب النصيب .. ولم تكن المرأة قد نالت مساواتها مع الرجل ولم تعد جارية وأمة ناقصة العقل .. ان العالم تغير تماما ولم تعد قوانين وأعراف قادمة من الفي سنة سابقة صالحة لليوم .. البعض الاخر قال بل هو عبد الناصر دليلي ومقصدى .. و مع احترامي الشديد للناصرية الا أن زمن القطب الواحد المسيطر يختلف عن زمن الحرب الباردة و شد الحزام واتحاد قوى الشعب العامل .. فلا الشعب يعمل ولا هناك توافق بين الطبقات ولا شعوب العالم تنقسم الي معسكرين وثالث علي الحياد .. قومية عبد الناصر هزمت ولا قائمة لها ومن يريد أن يحيي العظام وهي رميم لا يملك مقدرة خالقها .. ان الحكم بدون خطة ، بدون دستور ، بدون منهج ، بدون أهداف سخف تجنبه يا بني هكذا قال تحوت .
أغلب من تقدموا ليست لديهم قوة تحميهم من بطش القوى الاخري فالمال القادم من الشحاتة و التبرعات يختلف عن ذلك القادم من زراعات الاقطاعي أو صناعات الراسمالي أو بنوك أصحاب المليارات .. مال التبرعات قد يتحول الي نير علي رقبة من يطلبه .. و ليس أمامنا مرشح يملك مالا حلالا يستطيع أن يكون سنده .. الشعب المتحمس من أجل قضية قومية ، انسانية عقائدية قد يمثل سدا أمام باقي القوى المعادية هكذا حمل عبد الناصر أثناء معركته الوطنية و هكذا ناصر السادات أثناء مفاوضات استرداد الارض المحتلة ولكنه في الحالتين توقف عندما تحول كل من الزعيمين الي رئيسين يحميهما بلطجية أجهزة الامن .. أنظر حولي فلا أجد أن اي منكم لديه قاعدة تحميه وتدفعه .. فيما عدا بعض السحب الضبابية عن أن الاسلام الاسلام هو الهدف .. ان الحكم بدون قاعدة شعبية مبنية علي رغبة الجماهير في التفاعل .. هو رأس بدون جسد وسيجعل الحاكم يلجأ الي العسس والمرتزقة .. ليسيطر علي الرعاع .. هكذا قال تحوت .
و هكذا لدينا مجموعة من المسنين لا خطة لديهم ولا أهداف وليست لهم قواعد جماهيرية أو اقتصادية يتلاعبون لجذب اهتمام وتعاطف ، الجيش ، الاخوان المسلمين ، اسرائيل ، امريكا ، السعودية ، الممولين لحملاتهم الانتخابية .. فمن تختار منهم .. عم أبو لحية كبيرة والا عم أبو لحيه مهذبة والا عم ناصرى والا عم صانع دساتير الشريعة .. كلهم لا يصلحون هكذا قالت ماعت .
السيد جمال مبارك العزيز .
قلبي معك في محنتك ولكن ما لا يقتلك يقويك انت لا زلت شابا قادرا علي استيعاب التجربة ومعرفة ان بطانة السوء ومستشاري الندامة هم سبب ما أنت فيه .. لعلك تعلمت أن القوة الحقيقية هي في العدل والاستقامة وليست في الحرس والامن والسجون والمعتقلات .. وان الثروة الحقيقية هي حب الناس الذين تخدمهم وترعاهم وتقدم لهم الحلول لمشاكلهم ..
السيد جمال .. انا بصراحة معجب بذوقك في اختيار زوجتك الجميلة البسيطة العصرية وأرى انها كانت لتصبح واجهة مشرِفة لسيدة مصر الاولي .. كذلك معجب باسلوب تعليمك و ادارتك لاعمالك .. و التي لم تخرج فيها عن القوانين والاعراف السائدة .. وستثبت الايام ذلك .. وارى انك نشأت في بيت عز وتعلمت احسن تعليم ولم تعاني من فاقة او حرمان وانك الاقدر علي فهم مشاكل بلدنا دون اطماع وان العالم حولك يحترمك فانت تتقن لغتهم واساليب التعامل معهم.
السيد جمال مبارك .. ادعوك ان تتقدم من محبسك بطلب الترشيح لرئاسة الجمهورية وانا اضمن ان يؤيد ترشيحك ثلاثة ملايين بدلا من ثلاثين الف وستصبح رئيسا منتخبا عن حق قادر بقوة دعم الامة أن يدخل من خرج ليطغي ويكفر ويهجر ويهرس الي جحورهم .
السيد جمال مبارك
نأسف لما حدث من الذين تآمروا عليك و لطخوا سمعتك .. فانت شاب ، لست عسكريا ، متعلما ومتربي في احسن مدارس مصر ، ولم تعاني من الفاقة وتأثيراتها الضارة علي السلوك ، وأنت اذا احسنت اختيار مستشاريك قادر ان تعبر بمصر الي براح الديموقراطية والحرية واحترام حقوق الانسان .. الي الدولة العصرية .
قالت ماعت انه وزوجته وابنته عائلة جميلة ستهدى الشباب لمصر لو كان هناك من يعي ويريد خيرها ... يا جمال لا تخذلنا وتتركنا طعمه لهؤلاء الارزال أرسل من يقدم لك اوراق ترشيحك وساكون راعيتك المحركة لاستقامة مسارحكمك .



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملك ، خليفة ، ديكتاتور .. أم رئيس !!.
- apocalypse يا قوم الحرب علي الابواب .
- ايزيس ، ماعت ، عشتار و ام النور
- الاستاذ جبريل أهلا بك
- الدولة الرخوة وعقدها الاجتماعي
- أفول القومية و صعود الاسلام السياسي.
- تداعيات الكارثة ( يسقط حكم النازى ).
- ما أتعس حياتي علي أرضك يا مصر .
- نهاية هوجة وبداية ثورة
- وسط أنواء بحر الظلمات
- الأمة ثابتة أما الدين فمتغير.
- أحاديث الكهانة..أم قصص للأطفال.
- تجريف الشخصية المصرية
- قول للطبيعة كمان تبطل دلع.
- مشاكل الوطن و الفكر المتحفي
- من الملك نقراؤش حتي الملكه دلوكة .
- حجب العلم عن أبناء السفلة
- من علم العبد (.....) مكرمة.
- فقر الفكر .. وفكر الفقر
- ديموقراطية خلط الحليب بالمجارى


المزيد.....




- شاهد: اشتباكات بين مشجعي إنجلترا وصربيا في كأس أوروبا تُخلف ...
- شاهد: في أجواء يملؤها التضرع والخشوع.. اليمنيون يؤدون صلاة ع ...
- يورو 2024: بيلينغهام يقود إنجلترا لفوز صعب على صربيا
- وفاة ربان طائرة مصرية بشكل مفاجئ خلال رحلته من القاهرة إلى ا ...
- استخباراتي أمريكي سابق: الخلاف حول الأزمة الأوكرانية داخل حل ...
- قائد منطقة رفح: مقتل 8 جنود مؤلم وتوجيهاتنا هي المضي قدما
- ما مصير -جمرات- أيام التشريق الثلاثة بعد رميها أثناء تأدية ف ...
- جنوب إفريقيا.. حزب -زوما- يطعن بنتائج الانتخابات وينضم للمعا ...
- كوليبا: المؤتمر التالي حول أوكرانيا يجب أن يكون بمشاركة روسي ...
- بعد اكتمال لوائح المرشحين.. فرنسا تبدأ الحملة الانتخابية غدا ...


المزيد.....

- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - نداء الي السيد جمال مبارك .