ما بين العالم الافتراضي و الواقعي

محمد عبدالحكيم

الحوار المتمدن-العدد: 3666 - 2012 / 3 / 13 - 08:05
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

ما اروع مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصا فيسبوك و تويتر .. شخصياتنا نرسمها كيفما نشاء نستخدم اسمائنا الحقيقيه او نختلق اسامي جديده ، نضع صورتنا الحقيقيه او صوره غير حقيقيه لكنها عنوان لما يدور في داخلنا ، عالم افتراضي نعيش فيه حياتنا التي نتمناها و لكننا نصطدم بأننا نعيش في عالم واقعي مخالف لما نرسمه لنا في هذه المواقع الاجتماعيه ونحاول ان نجد لشخصيتنا الوهميه التي رسمناها لأنفسنا مكانأً في العالم الواقعي وهنا اطرح السؤال الذي يشغل بال كل مستخدمي الفيسبوك او تويتر هل هذا ممكن ؟
الاجابه بكل بساطه هذا ممكن جدا ولكن يجب توفر شئ رئيسي وهو المصلحه المشتركه التي تجمع ما بين شصخين او اكثر في العالم الافتراضي لكي يمكن بسهوله نقل العلاقه الى العالم الواقعي وتزيد فرصه نجاحها، واكبر واعظم مثال ثوره 25 يناير في مصر ، فبدايه الثوره حركات شبابيه قوامها الرئيسي من مستخدمي هذه المواقع الاجتماعيه وبسهوله جدا نقلوا علاقتهم من عالم افتراضي الى عالم واقعي بسبب المصلحه التي جمعتهم وهي اسقاط النظام . وهناك امثله كثيره مثل الانتماء لنفس الايدولوجيه او علاقه حب ما بين شاب وفتاه ...الخ .
ببساطه شديده كل ما كان الاساس الذي يجمع ما بين شخصيتين اعتباريتين او اكثر قوي كلما كانت نسبه نجاح عمليه نقل العلاقه من عالم افتراضي الى عالم واقعي عاليه.
وهنا سؤال يطرح لماذا يشترط وجود ارضيه مشتركه تجمع ما بين شخصان او اكثر لأنجاح عمليه نقل العلاقه من عالم افتراضي الى عالم واقعي ؟
لأن المشكله التي نقع فيها اننا نرسم لأنفسنا شخصيه التي نتمناها في اذهاننا وليست الشخصيه الموجود في الحقيقه ، هناك من يقول انه يضع بياناته بشكل صحيح ولا يخفي او يزيف شئ عن حقيقه شخصيته وهذا بالتأكيد سيكون اقل الشخصيات معاناه في عمليه التواصل ما بين العالمين الافتراضي و الواقعي لكن لا ننسى ان هناك امور خاصه لا نرغب في ان نعلنها للعامه ، لذلك اذا كانت هناك علاقه صداقه او قصه حب في عالم افتراضي ستكون نسبه نجاحها محدوده لأن هناك جانب خفي من شخصياتنا سيظهر بحكم العلاقه الوليده، فإذا كان الاساس الذي يجمع ما بين الناس في العالم الافتراضي قوي و متين سيسهل انجاح العلاقه و تجاوز العيوب في الشخصيات الحقيقيه التي تم اخفائها في الشخصيات المرسومه على الانترنت. لذلك اي شخصيه اعتباريه تستخدم بيانات غير حقيقيه لا احبذ ان تتمادى في الدخول في علاقات حقيقيه مبنيه على التعارف عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي لأن هذه النوعيه من الافراد دخلت مرحله الانعزال الكامل عن الواقع حتى الاسم !! فالافضل لهم ان يستمروا في عالمهم التخيلي ولا يخاطروا بالدخول في عالم الحقيقه.
هناك بعض الملاحظات التي اجدها امامي بشكل يومي من مستخدمي الفيسبوك تحديدا :
1-اي بنت تكتب اي حاجه اللايكات و الكومنتات تنزل عليها من الشباب لدرجه ان فيه شباب ما بيعلقوش الا عند البنات. احب اقول لهؤلاء الشباب لا تجعلوا من انفسكم اسرى لشهواتكم ولا شئ في حياتك اغلى من كرامتك وكبريائك الانساني، فلا تحقر من نفسك .
2-فيه ناس كل مشاركاتها عباره عن share مشاركه من اشخاص او صفحات اخرى هذه خاصيه مسموح بها في موقع الفيسبوك ولا غبار عليها و لكن من حق اصدقائك ان تكتب لهم لكي يتعرفوا عليك فالتقليد او نسخ كتابات الاخرين هذا يدل على تعمدك اخفاء شخصيتك الحقيقيه لأنه من كتاباتك سنتعرف عليك اكثر وايضا هذا مؤشر خطير على انك بلا هويه فكريه.
3-المفروض ان مستخدمي الفيسبوك لما بيكتبوا مشاركات هي في الاصل لكي نعلم الاخرين بما نفكر ولكي نتناقش والنقاش يحمل التأيد و الاختلاف لذلك اتعجب كثيرا من بعض مستخدمي الفيسبوك الذين لا يقبلون بالرأي الاخر. واقول لأي شخص من هذه النوعيه التي لا تقبل ان يعارضها احد اذا كان لديك فكر انت مقتنع به فلتقاتل لكي تثبت للاخر ان فكرك صحيح ولا تكتفي فقط باعلان فكرتك و مناقشتها في العلن بل بالاصرار على تنفيذ افكارك على ارض الواقع او الافضل لك ولغيرك الا تفكر اذا لم تلتزم بهذه الامور البديهيه.
4-بعض الناس تقوم بحذف اصدقاء لهم على الفيسبوك بحجه عدم التوافق فكريا احب اقول لهم ببساطه اذا كنت تحذف شخص لمجرد انه غير مطابق لتوجهك الفكري او ان مشاركاته لا تعجبك فأنت مشروع ديكتاتور بامتياز وايضا انت خاوي الفكر لأنك لا تستطيع ان تتقبل تقد لفكرتك وهذا دليل على ضعف حجتك او الأدق انك لا تعرف كيف تفكر.
وبما ان الخاتمه كانت عن التفكير فأني اتمنى لكم جميعا ان تطلقوا العنان للافكاركم ولا تضعوا قيود على عقولكم واطرحوا افكاركم للنقاش حتى تواكبوا حركه الحياه ، فالكون متغير وليس ثابت وكذلك الافكار متغيره فعليكم دائما بمراجعه افكاركم في كل مكان و زمان وهذا لن يتم بدون المناقشات و المناظرات.

#محمد_عبدالحكيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل