أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - شرعية الأنتخابات بعد الثورة














المزيد.....

شرعية الأنتخابات بعد الثورة


مجدى خليل

الحوار المتمدن-العدد: 3665 - 2012 / 3 / 12 - 20:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كان المصريون يأملون أن يعاد بناء المؤسسات بعد الثورة بطريقة ديموقراطية صحيحة تراعى نزاهة الإنتخابات وإستقلال السلطات ومبدأ كفاءة عمل المؤسسات، ولهذا أقبل المصريون بحماس منقطع النظير على المرحلة الأولى من إنتخابات مجلس الشعب، وبعد رصد التجاوزات الكثيرة فى المرحلة الأولى تقدم العديد من أنصار الديموقراطية وأعضاء الكتل الإنتخابية بشكاوى كثيرة إلى اللجنة العليا للإنتخابات، وكان الرد هو ما اعتادوا عليه فى عهد مبارك من تجاهل هذه الشكاوى التى تطعن فى نزاهة الإنتخابات، رويدا رويدا بدأ الفتور يحل محل الحماس. ولما وجد المصريون أن نتائج إنتخابات مجلس الشعب يبدو وكأنها مقررة سلفا فى صفقة بين العسكر والإسلاميين، حتى أنك تذهل من أن نسبة الأخوان تليها نسبة السلفيين متشابهة فى أغلب الدوائر وكأن النتائج والنسب موضوعة مسبقا.ما هو الإجراء الطبيعى الذى قام به الشعب المصرى الذكى للإحتجاج على هذا التزوير فى أنتخابات مجلس الشعب؟.
فى حالة عدم حياد السلطة تجاه العملية الإنتخابية، وفى حالة عدم وجود وسيلة فعالة لإلغاء هذه الإنتخابات خاصة وأن مطالب الثوار بتطهير القضاء لم يلتفت اليها، لم يبقى أمام الشعب المصرى الذكى من وسيلة سوى مقاطعة إنتخابات الشورى لكى ينزع الشرعية السياسية عن العملية الإنتخابية برمتها، فجاءت نسبة التصويت فى إنتخابات الشورى لا تتعدى 7% ممن لهم حق التصويت.
نحن هنا أمام عملية إنتخابية منزوع عنها الشرعية الشعبية برمتها، فمن ناحية هناك آلاف الشكاوى ومئات الطعون أمام القضاء عن إنتخابات مجلس الشعب، وهناك هذا الاقبال الهزيل جدا على إنتخابات مجلس الشورى، وكلا الأمرين ينزع الشرعية الشعبية عن العملية الإنتخابية كلها وعن العملية الديموقراطية بالتبعية. نحن إذن أمام ديموقراطية مزيفة، وأمام إستعلاء السلطة على الشعب، وأمام غطرسة القوة فى مقابل حق الجماهير، وأمام إعادة إنتاج نظام مبارك بكافة أدواته ووسائله وتجبره وغطرسته وفساده وتزويره وعزلته عن الشارع الحقيقى.
وجاء التصعيد الوهمى والمختلق لموضوع منظمات المجتمع المدنى المصرية والأمريكية ليكشف عن بعد آخر فى نظام ما بعد مبارك، وهو محاولة إستغفال الشعب واللعب على موضوع كرامته وعزته وإستقلاله وسيادته، وفى النهاية بيع كل هذا فى سوق النخاسة ووضع القضاء المصرى فى موقف بالغ الحرج، حيث كانت الرسالة للداخل والخارج هى أن القضاء المصرى مسيس وغير مستقل ويستقبل أحكامه بالتليفونات كما كان يحدث بالضبط فى عهد مبارك. لقد اسقطوا كرامة المصريين وسيادة الدولة من خلال إفتعال قضية وهمية، وعروا مؤسسة القضاء أمام العالم واهانوا الشعب المصرى كله اهانة بالغة.
والاخطر أن ما حدث فى قضية المجتمع المدنى يعطى إشارة بالغة الخطورة من أن الطعون على إنتخابات مجلس الشعب لن ينظر إليها من خلال قضاء مستقل ، ومن ثم فقد المصريون الثقة فى النتائج قبل صدورها.
وبناء على ذلك فأن شرعية مجلسى الشعب والشورى قد سقطت حتى ولو جاءت أحكام القضاء مؤيدة لأستمرار المجلس،لأن هذه الأحكام نفسها سوف تصدر عن مؤسسة غير مستقلة ومن ثم مطعون فى نزاهتها مسبقا.
والخلاصة أن الحقيقة باتت عارية أمام المصريين من أن المجالس النيابية هى غير شرعية وأن بناء المؤسسات بعد الثورة أتخذ نفس طريقة مبارك عن طريق تكريس الإستبداد الدينى والعسكرى بديلا عن إستبداد وفساد نظام مبارك.
الكرة فى ملعب المصريين هل تقبلوا هذا العار وهذا التزوير؟، هل تقبلوا الصفقات السياسة تحت الترابيزة لإعادة إنتاج الإستبداد الدينى؟ ،هل تقبلوا أن تسرق حقوقكم مرة أخرى؟، هل تقبلوا السطو على دماء شهداءكم التى من المفروض أن تدشن عهدا جديدا؟، هل تقبلوا إهانة كرامتكم فى صفقات مشبوهة مع الشرق والغرب كما كان يحدث فى عهد مبارك؟، هل تقبلوا أن مستقبلكم يتقرر بناء على إنتخابات مزورة وصفقات سياسية لتقسيم السلطة؟، هل تقبلوا هذا النهب المنظم لمقدرات بلدكم؟.
نحن ننتظر أن تردوا على كل هذا العبث وهذا اللهو الخفى.



#مجدى_خليل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مطلوب رئيس لمصر
- التمرد على السلطة
- الفاشية الدينية تصادر حق النقد
- فك الألتباس حول مفهوم العلمانية
- المرأة والثورات العربية
- بيان إلى الشعب المصرى العظيم
- جلسات العار
- عشرة أسباب وراء هجوم العسكر على المجتمع المدنى
- الأزهر ووثائقه بعد ثورة 25 يناير
- لا أمام سوى العقل
- حكم خطير وهام للمحكمة الدستورية العليا
- تحية للبرادعى
- هجرة الأقباط بعد ثورة 25 يناير
- عام الغضب الشعبي
- شخصيات الثورة المصرية لعام 2011: رؤية شخصية
- ماذا يعنى سقوط الدولة؟
- كيف اختطف الإسلاميون الثورات العربية - كتاب جديد لجون برادلى ...
- هافيل والشحات وأشياء أخرى
- الخطأ الأمريكى الأستراتيجى الثانى فى التقارب الجديد مع الإسل ...
- هل يصطدم الأخوان بالعسكر؟


المزيد.....




- الصين تتحدى رسوم ترامب الجمركية وتسجل نموا أفضل من المتوقع ف ...
- محاكمة مراهق سوري في برلين على خلفية مخطط لاستهداف حفل تايلو ...
- إصابة أربعة أشخاص في آخر جولة لمهرجان سان فيرمين للركض مع ال ...
- ترامب يزود أوكرانيا بأسلحة متطورة ويمهل روسيا 50 يوما لإنهاء ...
- الجمع بين دواء تيرزيباتيد والعلاج الهرموني لانقطاع الطمث يعز ...
- وداعا رفيقنا مراد بن يونس، لقد كنت أقوى مَن قَهر المرض
- ميتا تعلن استثمار مئات المليارات في تطوير الذكاء الاصطناعي ا ...
- مستوطنون يضرمون النار بعشرات المركبات وقوات الاحتلال تقتحم م ...
- أول تعليق روسي على إعلان ترامب بيع أسلحة لأوكرانيا
- تحليل لـCNN: لماذا تشعر أوكرانيا بالأمل والإحباط معا تجاه إع ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - شرعية الأنتخابات بعد الثورة