أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - جلسات العار














المزيد.....

جلسات العار


مجدى خليل

الحوار المتمدن-العدد: 3637 - 2012 / 2 / 13 - 09:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هى ليست جلسات للصلح، هى جلسات للظلم للقهر للإرهاب للذل للنهب والإستحلال، تلك هى الجلسات العرفية التى ترعاها الجهات الأمنية بين المسلمين والأقباط،ولم يكن آخرها الجلسة العجيبة التى تمت يوم 1 فبراير بمبنى الامن الوطنى"أمن الدولة سابقا" بجوار قسم العامرية، وحسب الموضة الجديدة تصدر الاخوان والسلفيون المشهد حيث كانت الجلسة برئاسة شيخ سلفى أسمه شريف الهوارى،أما الأجهزة الأمنية فهى كالعادة جاءت لمباركة إذلال هؤلاء الأقباط الكفار.على مدى أكثر من ثلاثة عقود دمر نظام مبارك سلطة القانون وهيبة الدولة فى معظم الإعتداءات التى وقعت على الأقباط، وفى حالة رفض القبطى لهذا العار يكون التهديد بما هو أنكى حاضرا على طريقة العدو خلفنا والبحر أمامنا، أمامك طريقان أما القبول بهذا الذل أو مواجهة مخاطر القتل على يد هؤلاء أو الحبس الظالم على أيدينا فى مباحث أمن الدولة،أى أن الدولة فى هذه الحالة تتبنى وتدعم وتبارك وتشجع السلوك العنصرى والإستعلاء والإضطهاد الدينى.وبمتابعتى لهذه الجلسات منذ طرد قبطى من قرية كفر سلامة بالشرقية لم أجد جلسة عرفية أكثر غرابة وشذوذا من جلسة العامرية، حيث أن مبررات الجلسة من البداية وأهية ومفتعلة ومختلقة، فقد أتهم البعض شخص قبطى أسمه مراد سامى جرجس بوجود صورة خليعة لسيدة مسلمة على تليفونه المحمول دون أن يكون هناك دليل واحد على هذه التهمة، وكما قال النائب ابو العز الحريى فأن الواقعة ملفقة تماما ومختلقة تماما وكاذبة تماما، وحتى لو كان هناك دليلا ماذا يمكن أن تحمل هذه الصورة فى أكثر دلالاتها تطرفا سوى وجود علاقة شخصية بين طرفين ناضجين بناء على التراضى بينهما، رغم أن هذا كما قلت لا يوجد دليل واحد عليه،ولكن النتائج كانت كالعادة مؤسفة، فبعد أنتشار الرواية فى القرية تحركت الكراهية متجسمة فى بشر متعطش للشر، فقاموا بحرق ونهب وسلب بيوت ومحلات الأقباط .أما الجلسة العرفية بعد ذلك فكانت من الغرابة التى لا يمكن تخيلها،فقد تقرر طرد 8 عائلات من القرية فى معظمهم ليس لهم أى علاقة بهذا الحدث ،إن كان صحيحا، ومنهم المقدس اباسخيرون خليل واولاده الخمسة بأسرهم،ومعنى هذا أن العقوبة طالت شخصيات ليس لها علاقة بالواقعة،ولأن المقدس اباسخيرون من أثرياء القرية فقد تقرر بيع ممتلكاته عن طريق لجنة يرأسها الشيخ شريف الهوارى، وفى حالة وجود مشترى من طرف المقدس اباسخيرون لا بد من موافقة الشيخ شريف الهوارى على البيع!! ، هل يمكن تخيل إذلال أكثر من هذا؟، هل يمكن تخيل ضياع لدولة أكثر من هذا؟، هل يمكن تخيل إهانة أكثر مما حدث؟، هل بعد حرق بيوت المسيحيين ظلما وعدوانا تأتى هذا الجلسة المهينة لتبصق على العدالة وتخرج لسانها للدولة وللإنسانية جمعاء بهذا السلوك المشين؟. يا للعار... يا للخيبة.. يا للأسف عليكى يا مصر.
بعد أكثر من 25 قرنا على حكم القانون فى الأمبراطورية الرومانية، وبعد آلاف السنين من حضارتها المزدهرة، تعود مصر فى القرن الحادى والعشرين إلى جلسات المصاطب التى كانت تجمع القبائل العربية البدوية قبل الإسلام بقرون.
أما مجلس الشعب فقد سار بدوره على خطى الأجهزة الأمنية، حيث رفض رئيسه طالب احاطة عاجل لمناقشة ما حدث تقدم به النائب عماد جاد ومعه مجموعة من نواب الكتلة المصرية.. فمن السلطة التنفيذية إلى السلطة التشريعية يا قلبى لا تحزن،أما السلطة القضائية فلم يكن لنا معها حظ طوال الحوادث التى وقعت على الأقباط فى العقود الأربعة الأخيرة. وتبقى السلطة الألهية والتى نثق تماما فى عدالتها وفى استجابتها عندما يجئ الوقت المناسب.
المعضلة أن مصر لا يمكن أن تتقدم وهى تعادى دولة القانون، ومن الصعب أن تتبارك وهى تعادى الله بكثرة المظالم والمفاسد .



#مجدى_خليل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشرة أسباب وراء هجوم العسكر على المجتمع المدنى
- الأزهر ووثائقه بعد ثورة 25 يناير
- لا أمام سوى العقل
- حكم خطير وهام للمحكمة الدستورية العليا
- تحية للبرادعى
- هجرة الأقباط بعد ثورة 25 يناير
- عام الغضب الشعبي
- شخصيات الثورة المصرية لعام 2011: رؤية شخصية
- ماذا يعنى سقوط الدولة؟
- كيف اختطف الإسلاميون الثورات العربية - كتاب جديد لجون برادلى ...
- هافيل والشحات وأشياء أخرى
- الخطأ الأمريكى الأستراتيجى الثانى فى التقارب الجديد مع الإسل ...
- هل يصطدم الأخوان بالعسكر؟
- ثورة ولا مش ثورة؟
- الصفقة السياسية المفضوحة
- ماذا يعنى أختيار الجنزورى؟
- العسكر والإنتخابات وأشياء أخرى
- أهمية الإنتخابات القادمة: فى حالة عدم تأجيلها
- خطاب عنصرى للشيخ القرضاوى
- ماذا يقول تقرير المجلس القومى لحقوق الإنسان؟


المزيد.....




- حركة من ماكرون مع رئيسة وزراء إيطاليا تلتقطها الكاميرا ورد ف ...
- -حماقة-.. أسلوب رد إيران على تهديد ترامب بـ-قتل- خامنئي يشعل ...
- روسيا.. اكتشاف فريد من نوعه لآثار أسنان ثدييات قديمة على عظا ...
- القهوة والسكر.. كيف تؤثر إضافاتك على فوائد مشروبك المفضل؟
- تأثير كبت البكاء على صحة الرجال
- نتنياهو حصل على موافقة ترامب الضمنية قبل الهجوم على إيران
- علماء: انبعاثات البلازما من أقوى توهجين شمسيين في يونيو لن ت ...
- مقتل شخص وإصابة 17 آخرين في هجوم روسي على مدينة أوديسا جنوب ...
- وزير مصري سابق يكشف عن خطوات استباقية اتخذتها مصر لتفادي تدا ...
- الجيش الإسرائيلي يهاجم مواقع عسكرية -حساسة- تابعة للحرس الثو ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - جلسات العار