ماذا لو فزنا !

طارق الحارس

الحوار المتمدن-العدد: 3663 - 2012 / 3 / 10 - 11:12
المحور: عالم الرياضة
    

لم يهدأ هاتفي خلال الأيام الماضية فقد تلقيت عشرات المكالمات الهاتفية التي تسأل عن منتخب العراق الأولمبي ، فهذا يسأل عن موعد وصوله الى استراليا ، وآخر يسأل عن مكان اقامة المباراة .. هل ستقام في مدينة سيدني ، أم في ملبورن .. سمعنا أنها ستقام في أدلايد .. هل تعرف اسم الفندق الذي سيقيم فيه المنتخب ، سيفوز منتخبنا في هذه المباراة كما فعلها أمام أوزبكستان .. وغيرها من الأسئلة التي تتعلق بمباراة منتخبنا الأولمبي أمام نظيره الاسترالي التي ستقام في مدينة سنترال كوست في ولاية نيو ساوث ويلز ضمن تصفيات أولمبياد لندن للعام 2012 ، تلك المباراة التي لن تنفع نتيجتها المنتخب العراقي ومثله المنتخب الاسترالي بعد أن تأكد خروجهما من التصفيات .
أجبت عن أسئلة أصدقائي من أبناء الجالية العراقية في استراليا ، لكنني وقفت عاجزا أمام سؤال من مشجع عراقي تجاوز عمره الستين عاما يعشق المنتخبات العراقية ويتابع مبارياتها في كل مكان . السؤال هو :
ماذا لو فاز منتخبنا على استراليا في هذه المباراة ؟
أجبته بسرعة : سنفرح طبعا ، لكنني شعرت بألمه ، ألم المواطن العراقي الذي كان يحلم بتأهل منتخبه الأولمبي الى نهائيات أولمبياد لندن ، ذلك الحلم الذي كان قريبا بوجود المدرب الطموح راضي شنيشل ، وبوجود مجموعة رائعة من اللاعبين ، لكن الحلم تبدد بسبب خطأ اداري مقصودا كان ، أم غير مقصود ، وتلك حكاية لم تنته بعد ، ليس للمدرب ، ولا للاعبين أي ذنب فيه .
فهمت الوجع الكبير الذي يقف وراء سؤال هذا المواطن ، إذ هو يعني أنه في حالة فوز منتخبنا الأولمبي على نظيره الاسترالي فان نقاط المباراة كانت ستصل بنا الى تصدر مجموعتنا وبالتالي التأهل مباشرة الى نهائيات أولمبياد لندن ، أو على أقل تقدير ضمان الحصول على المركز الثاني الذي يؤهلنا لخوض مرحلة الملحق ، لكن الحقيقة المرة هي أن هذه النقاط ، في حالة الحصول عليها ، لن يكون لها أي تأثير في المنافسة على التأهل الى نهائيات أولمبياد لندن بعد أن ضاع الحلم ، حلمنا جميعا بالوصول الى هذه النهائيات .
من المؤكد أن هذا المواطن العراقي سيفرح بفوز منتخبنا الأولمبي في هذه المباراة ، لكن الوجع سيكون حاضرا وبقوة مع هذه الفرحة ، والحسرات ستكون حاضرة مع فرحته على حلم كان في متناول اليد ، لكنه ضاع بسبب خطأ اداري وليس لأسباب تتعلق بأداء اللاعبين ومستواهم الفني ، أو تتعلق بكفاءة المدرب وامكاناته التدريبية ، لكننا مع هذا كله ننتظر تحقيق الفوز فيها ليؤكد جميع اللاعبين جدارتهم الفنية ، وأيضا الأمر نفسه يخص الكادر التدريبي ، إذ أنه سيؤكد كفاءته التدريبية وجدارته في قيادة هذا المنتخب .
على أية حال .. بالرغم من معرفتنا بخروج منتخبنا الأولمبي من هذه البطولة ، لكننا سنقف خلفه ، إذ أن الجالية العراقية في استراليا ومن جميع ولاياتها وبالرغم من بُعد المسافات بين الولايات والتي تصل الى آلاف الكيلومترات ستحضر الى ملعب مدينة سنترال كوست لمساندة هذا المنتخب .
سنشجع حارس مرمى المستقبل جلال حسن ، وعلي بهجت ، وضرغام اسماعيل ، ومحمد سعد ، وأمجد كلف ، وأحمد ياسين ، ومصطفى أحمد ، وسيف سليمان ، وعباس قاسم ، ووليد سالم ، وعمار عبدالحسين وسنقف خلف الكادر التدريبي بقيادة المدرب الشاب والطموح راضي شنيشل لأنه يستحق وقفتنا فقد أثبت لنا جميعا بأنه المدرب القادر على بناء منتخب المسقبل .
ننتظر الفوز في هذه المباراة فربما أن ذلك سيساعدنا في استيعاب الصدمة العنيفة التي تسببها الخطأ الاداري الذي تسبب في ضياع حلم التأهل الى أولمبياد لندن .

#طارق_الحارس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات