اسألوا القائد عن اتفاقية زيكو

طارق الحارس

الحوار المتمدن-العدد: 3624 - 2012 / 1 / 31 - 09:08
المحور: عالم الرياضة
    

الاتفاقات في العراق لا يعرف تفاصيلها الا الكبار ، نعني القادة ، أما نحن ( الشعب ) فعلينا ، بعد التوقيع ، التصفيق للقادة وللاتفاقيات . الغريب في الأمر أنه بعد مدة ليست طويلة تحصل معركة حامية الوطيس بين هؤلاء القادة فبعضهم يقول أن الاتفاقية نفذت بكامل فقراتها ، وبعضهم الآخر يقول أن الجهة الأخرى لم تنفذ أية فقرة من فقرات الاتفاقية . أما نحن ( الشعب ) الذين لا نعرف تفاصيل الاتفاقية فننقسم الى عدة أقسام فبعضنا يقف مع هذه الجهة ، وبعضنا مع الجهة الأخرى ، وبعضنا الآخر يقف في زاوية بعيدة يتفرج منها على البعض الأول والثاني .
يحصل هذا الأمر في المجال السياسي ، إذ ( عودنا ) القادة على هذه الصيغة ، لكن يبدو أن العدوى وصلت الى القطاع الرياضي وبالتحديد الى اتحاد كرة القدم .
لقد وقع الاتحاد العراقي لكرة القدم ، أو الأدق ( القائد الأكبر ) اتفاقية مع المدرب البرازيلي المعروف زيكو للاشراف على تدريب منتخبنا الوطني خلال تصفيات كأس العالم . نحن ( الجمهور الرياضي ) صفقنا لهذه الاتفاقية ، بل اعتبرناها خطوة مهمة لانتشال الكرة العراقية من واقعها المرير . حاولنا السؤال عن تفاصيل الاتفاقية أو بعضها ، لكن ( القائد الأكبر ) رفض الافصاح عن أية فقرة من فقرات الاتفاقية تاركا لنا مهمة ( التصفيق ) فقط !!.
نحن نصفق ليس جديدا علينا ذلك ، لكن الاختلاف حصل بينهم ، نعني قادة الاتحاد ، إذ ظهرت تصريحات نارية منددة بالاتفاقية من هذا القائد الذي عدها غير شرعية ، وغير قانونية ، وغير أخلاقية ولا نعلم أين كان هذا القائد من هذا كله خلال المدة الماضية ، وتصريحات أخرى منددة بالاتفاقية من قائد آخر ، أما الأغرب من هذا وذاك أن قائدا مهما آخر ذكر أنه لا يعرف أية تفاصيل عن اتفاقية زيكو وقال : إسألوا القائد الأكبر فهو الوحيد الذي يعرف تفاصيلها . يا للهول يبدو أن هذا القائد مثلنا نحن ( الجمهور الرياضي ) فهو لا يعرف تفاصيل اتفاقية زيكو ، لذا قررت أن أدعوه ليصفق معنا !!.
لا نعتقد أن زيكو يتحمل أية مسؤولية فهو أبرم اتفاقا مع ( القائد الأكبر ) ومن المؤكد أن هذا المدرب المحترف يسير وفق فقرات هذه الاتفاقية فهو حينما يقيم في البرازيل فذلك وفق الاتفاقية ، وحينما يحضر المباريات الرسمية والودية قبل أيام قليلة فهو يسير وفق الاتفاقية ، وحينما لا يحضر الى بغداد فهو يسير وفق الاتفاقية ، وحينما يتابع مباريات الدوري العراقي عبر شاشة التلفاز من بيته في البرازيل فهو يسير وفق الاتفاقية .
ان الذي يتحمل فوضى هذه الاتفاقية ، التي لم تحصل مثيلة لها في أي بلد في العالم ، هو الشخص الذي وقعها مع زيكو ونعني به ( القائد الأكبر ) .
نعم ، لقد نجح زيكو خلال المرحلة الماضية ونتج نجاحه عن تأهلنا الى المرحلة الأخيرة من التصفيات المؤهلة الى كأس العالم ، لكن هل من المعقول أن يستمر أمر اشرافه على تدريب منتخبنا الوطني بهذه الطريقة ومنتخبنا يستعد لخوض أهم بطولة في تاريخه الكروي ؟!.
يخطىء من يظن أننا سنستمر بالتصفيق فالقادم من مباريات المنتخب في التصفيات النهائية أصعب بكثير من مباريات المرحلة الماضية فهناك اليابان ، واستراليا ، وأوزبكستان ، وكوريا الجنوبية ، وايران وهذه المنتخبات لا تشبه مطلقا منتخبات الأردن والصين وسنغافورة . يجب أن نضع النقاط على حروفها الصحيحة فالمرحلة القادمة بحاجة الى تواجد زيكو بشكل آخر مع المنتخب الوطني ، ويجب عليه متابعة الدوري المحلي بطريقة أخرى ، فضلا عن قضية تواجده مع المنتخب قبل مدة كافية خلال المباريات الودية والرسمية .
لقد نجح زيكو في المرحلة الماضية ونحن صفقنا له كثيرا ، لكن لكل مرحلة ظروفها ، لذا نطالب ( القائد الأكبر ) بكشف تفاصيل اتفاقيته مع زيكو لمناقشتها وتغيير بعض تفاصيلها ، وقبلنا يجب أن يطالبه أعضاء قيادته ، هؤلاء الذين لا نتمنى أن يكون بينهم عزت الدوري ، أو طه ياسين رمضان .

#طارق_الحارس (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل