تلاعب في النتائج أم في المواقف

طارق الحارس

الحوار المتمدن-العدد: 3526 - 2011 / 10 / 25 - 14:20
المحور: عالم الرياضة
    

هناك تلاعب في نتائج مباريات الدوري الماضي . هذا ما صرح به رئيس وأعضاء الهيئة الادارية لنادي نفط الجنوب ومثلهم ادارة نادي الموصل . الادارتان تؤكدان على أن هذا التلاعب أطاح بهما من الدوري الممتاز القادم بعد قرار الاتحاد العراقي لكرة القدم باعتماد ( 20 ) فريقا للدوري الجديد . أما التصريحات الأخطر فهي التي أكدت على أنهما سيقدمان شكوى الى محكمة الكأس الدولية في حالة اصرار الاتحاد العراقي لكرة القدم على اقامة الدوري الجديد من دونهما . الشكوى معززة بأدلة كافية ، حسب تصريحاتهم ، تثبت هذا التلاعب منها تسجيلات فيديو ، وهناك أيضا قيل وقال .. السؤال الآن : لماذا لم نسمع أي صوت حول هذا الموضوع الا بعد اعلان الاتحاد عن اقامة الدوري القادم بعشرين فريقا ؟
يعودان بعد ذلك الى تصريحات أخرى بعيدة جدا عن موضوع التلاعب في نتائج مباريات الدوري ، إذ يدعيان أن اقامة الدوري الجديد بعشرين فريقا يعد مؤامرة على أندية المحافظات ، إذ سيمثل العاصمة بغداد ( 12 ) فريقا في حين سيكون عدد فرق المحافظات (8 ) فقط .
التلاعب في النتائج يعني أن هناك أندية تآمرت على نادي نفط الجنوب ومثله نادي الموصل والأمر نفسه ، نعني أن هناك مؤامرة قام بها الاتحاد باعتماده ( 20 ) فريقا لدوري الموسم الماضي ونيته في ذلك ابعاد أندية المحافظات ومنهما نفط الجنوب والموصل ؟
السؤال الثاني : هل حقا أن هناك أندية تلاعبت بنتائج مباريات الدوري الماضي بغض النظر عن كونه قد ألحق ضررا بفريقي نفط الجنوب والموصل ؟ ونلحقه بسؤال آخر : هل حقا أن الاتحاد تآمر على أندية المحافظات من خلال قراره باعتماد الدوري القادم بعشرين فريقا ؟
ان كان الأمر كذلك فنحن أمام ( مافيا كروية ) تتحكم في كرة القدم العراقية . شخصيا أجد أن في هذا التصور مبالغة كبيرة جدا ، بل لا يمكن تصورها في حال كرة القدم العراقية فالمافيات لها أهداف غير متوافرة في دوري بائس مثل الدوري العراقي .
سؤال جديد : في حالة قرر الاتحاد العراقي لكرة القدم اضافة فريقي نفط الجنوب والموصل الى دوري الموسم الجديد فهل تمتنع ادارة نادي نفط الجنوب ومثلها ادارة الموصل عن تقديم الشكوى الى محكمة الكأس ؟
نجزم أنهما ستمتنعان عن تقديم شكواهما الى محكمة الكأس ، لكن وماذا عن التلاعب بنتائج مباريات الدوري ، وماذا عن مصلحة الكرة العراقية ، وماذا عن المؤامرة ضد أندية المحافظات ؟
نعتقد أنها أسئلة تافهة جدا فالتلاعب بالمواقف جزء من النظام الذي سار عليه بعضهم في السنوات الأخيرة وقد تجسد ذلك واضحا في انتخابات اتحاد الكرة التي جرت مؤخرا . التلاعب في المواقف هو الذي تسبب بهذه الأزمة ، إذ أن وعودا قطعت لبعضهم قبل الانتخابات لم تنفذ ومنها الحصول على مناصب ادارية في الاتحاد العراقي لكرة القدم وأيضا ضمان البقاء في الدوري الممتاز في كل الظروف ، لكن جاءت الرياح عكس ما يشتهي قاطع الوعود ، أو ربما لاكتفائه في مواقفهم وبمعنى أدق في الحصول على أصواتهم خلال مرحلة انتخابات الاتحاد .
لا ننسى الاشادة هنا بقرار الاتحاد العراقي لكرة القدم باقامة الدوري بعشرين فريقا ومَن وقف خلفه ، لاسيما النائب الأول عبدالخالق مسعود ، والنائب الثاني شرار حيدر فهو ، أي القرار يعد الخطوة الأولى الصحيحة في المسار الذي يساهم في تطور الدوري العراقي ، هذا التطور الذي يصب في خدمة منتخباتنا الوطنية .

#طارق_الحارس (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل