أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد سالم أعمر حداد - إعادة انتخاب بوتين والنظام الدولي















المزيد.....

إعادة انتخاب بوتين والنظام الدولي


أحمد سالم أعمر حداد
(Ameur Hadad Ahmed Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 3663 - 2012 / 3 / 10 - 03:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اعتاد فقهاء السياسة ودارسو العلاقات الدولية على الاتفاق إجمالا،على نحو رويني عتيق،حول التفاصيل النظرية، التي تتناول تلك العلاقة الجدلية ، بين مكونات النظام الدولي وهي الدول ومختلف الفواعل كالمنظمات الدولية وغير الحكومية، وحتى تلك الفواعل الهلامية كالتنظيمات المسلحة الإرهابية، وتأثيرها على طبيعة العلاقات الدولية ونظامها،بين الأحادية القطبية ،والثنائية القطبية والتعددية القطبية،وما تخلفه تلك العلاقة من تداعيات نوعية على إدارة الأزمات الدولية،وما تخلفه هذه الأخيرة من تداعيات على طبيعة النظام الدولي، ورغم ذلك غالبا ما يصعب التكهن بتطورات الأحداث على الساحة الدولية، أو استشراف مستقبل العلاقات الدولية.

من هنا تنبع حاجة منهجية إلى اختبار بعض المعطيات المهملة ضمن عمليات استشراف مستقبل النظام الدولي ، ضمن وضع دولي كادت طبيعته الأحادية توسم بالأبدية، نظرا لفشل كل فواعل هذا النظام ، في إيقاف الزحف السالب الذي تسحبه القيادة الأمريكية عليه، لتحيله إلى واقع فوضى وطبيعة متأزمة. لأنه أصبح عصيا على منهج الشك، معرفة أن الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت تتعامل مع القضايا الدولية ، بسياسة نشر الفوضى الخلاقة ، بعد فشل النظام الاقتصادي الليبرالي في تقديم الأفضل للعالم،مشفوعة بسياسة الحرب ضمن محاولة يائسة لضمان استمرارية أطول لقيادتها للنظام الدولي، وللأسف تظل الرقعة الأفضل بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية لزرع الفوضى الخلاقة ، هي الحزام العربي الإسلامي أو ما يطلق أمريكيا الشرق الأوسط وشمال إفريقيا،لكونه جيوسياسيا منطقة تمركز مصادر الطاقة،ومجالا إيديولوجيا لخلق التماس الحضاري والديني السالب،عندما يتم تهديد أمن إسرائيل، وطريقة مثلى لإثبات التفوق الأمريكي السياسي عالميا،ومعاكسة المناهضين للأحادية القطبية،وعلى رأسهم روسيا والصين.
اعتقد شخصيا أنه من بين المحددات التي تفرض نفسها بقوة، عامل طبيعة شخصيات قادة العالم السياسيين، وتأثيرهم على مستوى التحليل البسيط على سياسات دولهم الداخلية والخارجية، وعلى مستوى التحليل الأعم،ما تسحبه تلك السياسات،على طبيعة النظام الدولي من آثار.
ومن أسباب اعتقادي بخطورة هذا المحدد الجوهري،كون العالم العربي والإسلامي تأثر ويتأثر دوما بشكل دراماتيكي،بما يصدر عن بعض القادة السياسيين،من تصرفات،وما يرسمونه من سياسات، سواء على المستوى الداخلي،أو الخارجي، من حيث كونه السبب الرئيسي في كل الأزمات التي عرفتها وتعرفها المنطقة.

انطلاقا من الحكم المطلق للقادة العرب لشعوبهم، الذي أحال المنطقة إلى دليل للتخلف،ووحدات سمعة سياسية سيئة،من حيث معايير البيئة الديمقراطية،وشيوع الشفافية والحريات بمختلف أنواعها، وهي أوضاع تم استغلالها بشكل جيد إعلاميا وسياسيا من طرف القادة الغربيين، والبداية كانت مع جورج بوش الابن،وإحالتها إلى أسانيد واهية كاذبة لتحقيق أهداف سياسية واقتصادية، واتخاذها ذريعة لشن حروب تحت يافطات نشر الديمقراطية،ونزع أسلحة الدمار الشامل،ومهاجمة القادة السياسيين،بحجة أنهم ديكتاتوريين، ويهددون الحضارة الغربية، ويشلون مسار الديمقراطية عالميا، وفق معايير أمريكية وغربية عموما.

وبناءا عليه تم غزو أفغانستان سنة 2001 ،وتم دكها بمختلف أنواع أسلحة الدمار الشامل المحرمة دوليا، بعد الحادث ألاستخباراتي المفبرك والمعروف بأحداث 11 من سبتمبر 2001 ، استنادا إلى عامل الشخصية ، وكان السبب المعلن شخصية بن لادن وأفكاره وقناعاته وتابعيه، وما روجت له الولايات المتحدة الأمريكية ، من كونه مبعث تهديد إرهابي عالمي ، بينما السبب الحقيقي هو إحكام السيطرة على جنوب اسيا ومواردها الطبيعية.
وفي إطار حملة عسكرية منظمة ومحكمة، تم في سنة 2006 ، تسليم مهمة الاحتلال عسكريا لحلف الشمال الأطلسي المعروف اختصارا بالناتو، الذراع العسكري للأحادية القطبية، بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية، والتأسيس لمرحلة جديدة من النظام الدولي، حيث تباح السيادة الوطنية للدول بسبب مبررات واهية تتجاوز القانون والأعراف الدولية ، من قبيل الحرب على الإرهاب،وإنهاء الحكم الديكتاتوري، التدخل الإنساني و نشر ثقافة حقوق الإنسان وقيم الديمقراطية.

في سنة 2003 يتم احتلال العراق وتمزيقه، وإحالته إلى فوضى باستخدام نفس الأسانيد الخطيرة والمزاجية،حيث لقي مليون عراقي حتفه، وتحول العراق إلى مجتمع معاق اجتماعيا ، حيث الأرامل، واليتامى وغير المتمدرسين، ويعود ذلك البلد الذي احتفل في عهد الرئيس الديكتاتوري – وفق المعايير الغربية- بأخر أمي لا يقرا ،القهقرى، ويراد له أن يجلس في ذيل قائمة الدول الديمقراطية والتي تعرف الشفافية السياسية، ويفقد وحدته الوطنية، وترتفع فيه نسبة الأمية والجهل.


ومنذ أكثر من سنة ،في عهد الرئيس الأمريكي باراك اوباما، تستخدم القوى الغربية أسانيد ووسائل جديدة لتحيل ما تبقى من العالم العربي والإسلامي إلى فوضى خلاقة، وهي قوة مرنة تخضع لسلطة الدولة،وتقدم على أساس أنها قوى مستقلة وهي : وسائل الإعلام والتواصل الالكترونية والاجتماعية مثل فيس بوك وتويتر وشبكة الانترنت عموما،ذريعة لإعادة احتلال الدول، بحجة حماية حرية التعبير وحقوق الإنسان. ليتم التغيير السياسي بالقوة في بلدان مثل ليبيا حيث قتل ما يزيد عن 130000 مدني، ودمر البلد بالكامل، وألان يجري مسلسل تقسيمه إلى أكثر من إقليم ، ليتم إضعافه نهائيا، ويحاول الغرب ألان تنفيذ نفس الخطة بسوريا لولا اصطدامه مرتين وبشكل جاد بالفيتو الصيني والروسي. لكن هل هي محاولة جادة للتأثير على واقع الأحادية القطبية،نحو نظام عالمي تعددي جديد،أم مجرد محاولات خجولة تتحكم فيها حسابات المصالح الضيقة.

اليوم مع إعادة انتخاب فلاديمير بوتين للمرة الثالثة رئيسا لروسيا، يتجدد أمل الشعب الروسي ، وكل العالم في سياسات عقلانية قادرة على مواجهة فوضى الأحادية القطبية السالبة التي يعرفها النظام العالمي الجديد،نحو واقع تساهم فيه كل الدول في رسم وتنفيذ السياسات الدولية،نظرا لما عرف عن الرجل من مواقف ،وأدلي به من تصريحات وأفكار.

فلاديمير بوتين أكد في العديد من خطبة ومقالاته إبان حملته الانتخابية ، أن أهداف السياسة الخارجية الروسية سوف تتسم بخطط إستراتيجية من شانها استعادة مكانة روسيا ودورها الفريد في رسم الخطوط الجيواستراتيجية العالمية على أساس حفظ الأمن العالمي والتمسّك بالاحترام المطلق للسيادة الوطنية للدول ووضع حد للتدخلات الخارجية ومحاولات فرض التغيير بالقوة.
ويستبعد في تقديري الشخصي بأن مضمون كل تلك التصريحات التي أدلى بها بوتين، كما يذهب بعض المشككين ، مجرد فقاعات انتخابية حماسية ،لأنه في دولة عظمى كروسيا لا يمكن لأي رئيس أن يعلن عن سياسات خارجية لا تعكس اهتمامات وطموحات الشعب الروسي أولا ، ثم طموحات الأصدقاء والحلفاء وحتى التابعين دوليا للقطب الروسي ، وخاصة بعض الدول والشعوب العربية والإسلامية، وعلى رأسها سوريا، التي يطرح إعادة انتخاب بوتين بالنسبة لها تحديا كبيرا ، من حيث تصحيح الأخطاء،وإعادة تقديم البدائل والضمانات لمصالح القطب الروسي القادم، خاصة في شق تحالفه مع الشريك الدولي الصين، بهدف تشكيل نظام دولي أكثر عدلا واتصافا بالروح التعددية والتشاركية، وهو تحد يتعاظم بالنسبة للدول الغربية ، التي تنتهك سيادة الدول ، وتسيطر على مقدرات الشعوب، لأسباب تروج لها ، بأنها تتعلق بنشر الديمقراطية، هذه الأخيرة التي من الأولى أن تسود على مستوى النظام الدولي ، بهدف تحقيق الأمن والرخاء الاقتصادي الدوليين.



#أحمد_سالم_أعمر_حداد (هاشتاغ)       Ameur_Hadad_Ahmed_Salem#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عدوان الناتو على ليبيا
- عدم سقوط مقولة الاستثناء المغربي
- الاستثناء المغربي حقيقة... ولكن
- خطاب المسيرة الخضراء و لعب أصحاب نظرية جزاء سنمار
- حقيقة عمل لجنة دستور الأغذية الدولي
- السياسة الذبابية
- حزب صديق الملك ومحدد القبيلة بمحافظات الصحراء الغربية
- أوباما والتغيير الأمريكي
- مفاوضات منهاست ومخاطر المنطقة الحدية لنزاع الصحراء الغربية
- ايران بومب فوبيا
- المغرب : أزمة حرية التعبير بين قيود السلطة وجرأة الصحفيين
- خبر عاجل : انفلونزا النظام السياسي العربي


المزيد.....




- فوردو ونطنز وأصفهان.. الخطاب الكامل لترامب بعد الضربات الأمر ...
- أول حالة معروفة لاستخدام هذه القنبلة.. إليك ما نعلمه عن تفاص ...
- تحديث مباشر.. أمريكا -دمرت تماما- منشآت إيران وطهران ترد بأو ...
- قرب منشأة فوردو الإيرانية.. ناسا تلتقط إشارة حرارية الأحد
- قبل نحو 48 ساعة من ضربة أمريكا.. صور فضائية تكشف تحركات إيرا ...
- -هجوم وحشي-.. إيران تدين الضربات الأمريكية على المواقع النوو ...
- إسرائيل.. -دمار واسع النطاق- بعد هجوم صاروخي إيراني وهذا عدد ...
- 25 ألف طائرة ورقية تزيّن سماء جزيرة فانو الدنماركية
- دمى عملاقة تجوب العالم في رحلة فنيّة ضد تغير المناخ
- ترامب يعلن شن ضربات -دمرت بشكل تام وكامل- مواقع نووية إيراني ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد سالم أعمر حداد - إعادة انتخاب بوتين والنظام الدولي