أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد بودواهي - نضال المرأة : الماضي والأفق المفتوح















المزيد.....

نضال المرأة : الماضي والأفق المفتوح


محمد بودواهي

الحوار المتمدن-العدد: 3662 - 2012 / 3 / 9 - 17:28
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


يحتفل العالم بأسره في 8 مارس من كل عام باليوم العالمي للمرأة كتقدير لدور النساء في الأعمال والمجهودات التي يقمن بها في مناحي الحياة المختلفة وليس فقط كونها نصف المجتمع ، في الوقت الدي مازالت فيه المرأة المغاربية و خاصة المرأة العربية في الشرق الأوسط حتى اليوم ، تعاني من الكثير من التقاليد والعادات الموروثة البالية التي تحطّ من قيمة المرأة ، وفي الوقت الدي تُوَجّه فيه العديد من الانتهاكات والإساءات والعنف في جميع أشكاله وصوره إلى المرأة في جميع مراحل حياتها . فمن الختان في الطفولة في مصر ، إلى جرائم الشرف في الأردن ، إلى العنف الجسدي واللفظي والإساءات والتحرشات الجنسية والعنف الجنسي والطلاق في ربوع المنطقة ، إلى الحرمان من التعليم وعدم تكافؤ الفرص في العمل، ... إلى ما هنالك من سلوكيات مهينة لقيمة المرأة كفرد كامل بذاته . وتتراوح الآثار السلبية والناتجة عن ذلك من خوف وألم وإحباط واكتئاب ، إلى كل الإعاقات النفسية مروراً بالجرائم المختلفة ....

ففي ذلك اليوم المشهود من عام 1908، طالبت المسيرة التي ضمت آلاف النساء في نيويورك بالحقوق الإنسانية المشروعة للمرأة، محتجّات على الظروف اللا إنسانية في العمل ومطالبات بتخفيض عدد ساعات العمل، ووقف تشغيل الأطفال ومنح النساء حق الاقتراع.....وفي سنة 1910حددت الاشتراكية العالمية في ميثاقها يوم للمرأة تقديرا لحركة حقوق المرأة . ولقد أستحقت المرأة هذا الاحتفال ، الدي كان للحركة العمالية في بداية القرن والعشرين آثارها عليه ، حيث أنها أكتسبته بعد مشقة من النضال المتواصل ولم يكن هبة أو منحة لها ....

ويرى المحللون والمثقفون ورجال الفكر أن الثورات قد ساهمت في دفع حقوق المرأة حيث أن المرأة تثور وتساهم وتشارك في أعمال الثورات ... ومثال ذلك الثورة الفرنسية عام 1789 التي ساعدت في تحرك المرأة ، وما تلتها من ثورات في مناطق عدة ، و أيضاً دور المرأة في ثورة عرابي وثورة سعد زغلول في مصر ، والثورة الليبية ضد الإيطاليين بقيادة عمر المختار ، والثورة الجزائرية والمغربية والتونسية ضد المحتل الفرنسي وثورة عبد الكريم الخطابي في الريف التي أعطت درسا لا ينسى للغزاة الإسبان وثورة موحى أحمو الزياني في الأطلس من حيث جمع التبرعات و التمريض ودورها في تنظيم الأجتماعات ...، والثورة الفيتنامية التي قدمت فيها المرأة أروع الأدوار ، دون أن ننسى المرأة الفلسطينية وتألقها البطولي .....

وحتى بعد حصول شعوب المنطقة ( خاصة منطقتا شمال إفريقيا والشام ) على استقلالاتها الشكلية لم تبق النساء في وضعية المتفرجات خلال المسارالسياسي الاجتماعي لمجتمعاتهن ، ولم يسقطن في موقف انتظاري حيال ما يجري من أحداث ، طيلة هذه المدة ، بل كانت الحركة النسائية حاضرة في كل المراحل وبقوة .
ففي المجتمع الواحد تتكامل الأدوار للنهوض بالفرد و من خلاله بالمجموعة، فلا يمكن تجاهل دور على حساب الآخر .حيث المرأة أصبحت شريكة الرجل في ميادين عدة فلم يعد دورها يقتصر على كونها ( زوجة/ أم) بل أدلت بدلوها في ميادين شتى كانت حكرا على الرجل و أعطت نتائج مذهلة في قيمتها و نفعيتها.

وفي مرحلة النضال من أجل التغيير والإصلاح ، شكلت الحركة النسائية أحد مكونات الحركة الديمقراطية ، وفتحت جبهة مهمة للتصدي لوضع استبدادي ، ووضع تحجيم الحريات والحقوق ، بفتحها لملف قضايا المرأة ، الذي أصبح من القضايا المحورية في مسلسل الإصلاح والتغيير.

فبفضل الحركة النسائية، تحولت قضايا النساء من هامش الساحة السياسية والنقاش العمومي إلى قلب الصراعات السياسية، بل أصبحت في بعض المحطات نقطة
الفرز بين القوى والمشاريع السياسية والمجتمعية، مثلماحصل عندما طرح موضوع إصلاح مدونة الأسرة في المغرب ، بفتحها لنقاش عمومي واسع ، أفرز اصطفافات "المع والضد" كما هو الحال في مسيرتي الرباط والدارالبيضاء المليونيتين سنة 2000، اللتان أبرزتا من يساند المساواة والنهوض بحقوق النساء، ومن يناهض هذه الحقوق، ومن خلال ذلك، من يساند الإصلاح والمشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي، ومن يناهضه.، خصوصا أن هذا الموضوع شكل رهانا أساسيا من رهانات الانتقال الديمقراطي الدي لا زال مطلبا ملحا ....

الحركات النسائية في المنطقة لم ينتظرن أن تمنح لهن حقوقهن ، بل كن دائما معبآت وحاضرات في الساحة بقوة ، وناضلن باستماتة من أجل انتزاع هذه الحقوق ، وساهمن بذلك في عملية النضال الديمقراطي ضد الفساد والاستبداد الدي يطبع أنظمة الحكم في المنطقة ، وحين حدثت الثورات في بعض الأقطار وحدث الحراك الشعبي في أقطار أخرى من اجل التحرر والديموقراطية ، كانت الحركة النسائية حاضرة بقوة كمكون أساسي داخل صفوفها ، وكان هناك وضوح بشأن مطالبها في الارتباط مع البناء الديمقراطي، وكانت لها رؤية واضحة ، تربط بين قضايا النساء وقضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان.....

وفي هذا الإطار جاءت مؤخرا الحركة الاحتجاجية القوية للحركة النسائية المغربية وللقوى اليسارية والديموقراطية ، وذاك التنديد برئيس الحكومة المغربية وحزبه الإسلاموي العدالة والتنمية في قضية إقصاء المرأة في التشكيلة الحكومية التي أتى بها ، والذي يعتبر إهانة وتحقيرا لشخصها ولمجتمعها، والدي هو راجع بالأساس إلى الطابع الذكوري المطلق للعقلية المتحكمة في قناعاته وأفكاره وأدبياته التي ترفض التعامل مع المرأة كإنسان كامل ، وكيان قائم بذاته له كرامته وشعوره وأفكاره وقدراته، ويأبى إلا أن يعاملها كجسد عاجز عن التطلع للإمام ، ويقصر همها على أداء الأدوار التقليدية كالمتعة والإنجاب والطبخ والغسل والكنس، وكأنها لم تخلق إلا لذلك فقط ، وزيادة على تلك العوامل على خطورتها، هناك عامل أخطر وهو تحكم نظام السوق في سياسيي البلاد، توظف فيه التفسيرات الرجعية للدين، والقوانين التمييزية للسيطرة على وعي الجماهير وتفتيت حركتهم ....


وكما يرى المحللون فإن التقدم الأجتماعي لآي مجتمع مرتبط أرتباط وثيق ومباشر بتقدم المرأة وتحريرها من كل المعيقات ، ولدلك فإن شعوب المنطقة بحاجة ماسة إلى إعادة صياغة المجتمع الذكوري الذي يعتبر المرأة اقل من الرجل ولا يجيز لها التعبير عن رأيها أبدا ، وإعادة تربيته، وإعادة ترتيب أولوياته، والتي في مقدمتها، توعية النساء المربيات ليربين جيلا من الذكور قادر على تصور المرأة كشريك في الحياة والوطن وفي كل ما يحدث على الساحة السياسية وفي كل شيء ، وأن يحترمها لأنها إنسان مثله ، وألا ينظر إليها نظرة دونية .....
ولعل أحسن فكر يمكن أن يوفر هكدا تربية وهكدا وعي هو الفكر الدي أتى به كل من كارل ماركس و لينين وألكسندرا كولونتاي وروزا لوكسمبورغ وماوتسيتونج وتروتسكي .... الدين ربطوا ضرورة تطور المرأة بضرورة تطور الطبقة العاملة وطبقة الفلاحين الصغار وكل جماهير الشعب .....



#محمد_بودواهي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حركة 20 فبراير : تجدر النضالات واستمراريتها وضرورة انبثاق حز ...
- حزب العمال الكردستاني وأكراد سوريا
- الفساد في المغرب ... من المسؤول ؟ وإلى أي أفق يمكن مواجهته ؟
- حرب التحرير الأزوادية وسيرورتها التراجيدية
- 25 يناير والاستمرار في الثورة المصرية
- ثورات على الواقع المرير والمستقبل المفتوح ...
- الهوية الأمازيغية لمنطقة شمال إفريقيا
- أصل الأمازيغ ونبدة عن التاريخ
- الفكر الماركسي والظاهرة القومية
- الملك الموسوعة
- رأس السنة الأمازيغية وعمق التاريخ
- الديموقراطية بين الدين والليبرالية والماركسية ...
- ثورة زنجبار وتصفية الحسابات
- بعض الديانات عند الأمازيغ عبر التاريخ ..
- آفة الفساد في الدول المغاربية وحتمية المعالجة السريعة ...
- هل هدا من الاختيار الديموقراطي ؟؟؟
- الدولة البديلة والدستور المرتقب والموقف الإيجابي من التعددية ...
- الإمبريالية الأمريكية والإرهاب
- حركة 20 فبراير قوية بمناضليها ... وليس بالشوائب الملتصقة بها ...
- ثورات المنطقة بين التحرر وهواجس الشعوب من الانقضاض الامبريال ...


المزيد.....




- مقتل امرأة عراقية مشهورة على مواقع التواصل.. وأجهزة الأمن تح ...
- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد بودواهي - نضال المرأة : الماضي والأفق المفتوح