أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بودواهي - حرب التحرير الأزوادية وسيرورتها التراجيدية















المزيد.....

حرب التحرير الأزوادية وسيرورتها التراجيدية


محمد بودواهي

الحوار المتمدن-العدد: 3622 - 2012 / 1 / 29 - 02:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مما لا شك فيه أن شعب الطوارق مر بظروف صعبة جدا مند الخمسينيات عندما سلخ عن محيطه المغاربي وضم قسرا لدول مالي والنيجر الغريبتان عنه في كل شيء تاريخا وعادات وتقاليد ولغة وثقافة ، وصارت الحكومات المالية والنيجيرية المتعاقبة تمارس ضده شتى أنواع التمييز العنصري والإقصاء ...

فمع بداية الاحتلال الفرنسي لمنطقة أزواد الطوارقية ، تلقت فرنسا مقاومة شعبية شرسة من قبل الشعب الأزوادي البطل تحت قيادات مثل إن قونا أغ أفندغوم المعروف
بشبون ثم فهرون أغ الانصاري ثم آلأ أغ البشير بالاضافة الى محمد الارواني في الجانب السياسى وغيرهم.... ولما خرجت فرنسا الاستعمارية في
سنة 1960 من المنطقة تعمّدت تمزيق بلاد الطوارق من خلال ترسيم حدود مصطنعة جعلت بلادهم موزعة بين ليبيا والنيجر والجزائر ومالي وموريتانيا ، و سلمت سيادتها إلى عملائها المصنعون خصيصا ليكونوا أدناب مسخرين ينفذون ما يطلب منهم بالحرف الواحد دون تفكيرأو نقاش أو معارضة .... فقامت - بتنسيق مع أتباعها في المنطقة - بتقسيم الطوارق بين الدول التي يوجدون بها فوق أراضيهم الشاسعة الأطراف كما حدث مع الشعب الكردي بعد الحرب العالمية الأولى حيث حرم من دولة خاصة له فقط لأن زعماء الطوارق رفضوا مساندة فرنسا في الحرب العالمية الثانية ضد ألمانيا الهتليرية الغازية مما دفع بالسلطات الفرنسية إلى تقسيم أراضيهم وفرض سياسات عنصرية ضدهم خاصة في مالي والنيجر.... وبعد الاستقلالات الشكلية رفض الشعب الأزوادي سيادة دولتا مالي والنيجرالجديدتان على دولتهم أزواد العرفية حيث خرج الشعب الأزوادى تحت قيادات منها زيد أغ الطاهير و محمدعلي أغ الطاهير و أيوبا و غيرهم ليعلنوا لحكام مالي والنيجرالعملاء أن أزواد لن يكون إلا للأزوادين... فبدأت أول ثورة مسلحة في كيدال وقد قادها أبناء إفوغاس ومعهم زعيم أهل تومبوكتو محمد علي الأنصاري لكن دول الجوار، خاصة المغرب والجزائر، وقفت مع النظام المالي حيث قامت الجزائر بتسليم القيادات الطوارقية من إفوغاس بينما سلم المغرب محمد علي الأنصاري الذي كان لاجئا آنداك في العاصمة الرباط إلى السلطة هناك .

إلا أن الطوارق عاشوا عشرية كاملة من القهروالإدلال والتنكيل وكل أنواع البطش والاستبداد وزادهم التعتيم الإعلامي والتآمر السياسي لكل دول المحيط الجهوي ، وزاد من وطأة كل دلك سن حكومة مالي سياسة عدائية جهنمية تمثلت في تغييرمجرى نهر النيجرلتعطيشهم وتعطيش ماشيتهم لتروي مقابل دلك مناطق السود ، وتسميم آبارهم ، وجرد الطوارق من إبلهم وثرواتهم الحيوانية وتفقير كل الأسر الطوارقية وإسقاط كل الزعامات القبلية التي كانت عامل استقرار في المنطقة ....

فلم يكن من بد للطوارقيين إلا أن توالت هجرتهم إلى ليبيا بهدف إكتساب المزيد من الخبرات في العمل العسكري وكيفية تنظيم الميليشيات فانخرطوا في الجيش الشعبي الليبي حيث ارسلوا للحرب مع تشاد ومع المنظمات الفلسطينية التي تدعمها ليبيا مثل الجبهة الشعبية لنحرير فلسطين القيادة العامة بقيادة أحمد جبريل ومات منهم بضع مئات من أصل 2000 أرسلوا إلى هناك أثناء الغزو الإسرائيلي للبنان 1982 ....

وبعد العودة في أواسط الثمانينات قاموا بتشكيل أول تنظيم سياسي مسلح سمي باسم " الحركة الشعبية لتحرير أزواد " بقيادة إياد غالي - التي لم يساندها من الدول أحد - ثم أنشقت عنها الجبهة الشعبية لتحرير أزواد يقيادة عيسى سيدي محمد والجيش الثوري لتحرير أزواد فيما شكل العرب الأزواد جبهة خاصة بهم باسم الجبهة العربية الإسلامية لتحرير أزواد .... فانطلقت ثاني حركة مقاومة في العام 1990 بقيادة الزعيم التاريخي إياد آغ غالي الزعيم التاريخي للحركات الانفصالية الطوارقية حين أسس آنذاك «الحركة الشعبية لتحرير أزواد» («أزواد» تعني بلاد الطوارق) ، ودامت إلى العام 1996. وشهدت السنين الماضية انطلاق حركة المقاومة الثالثة والرابعة ، وهذا العام بدأ التمرد للمرة الخامسة.....

هدا و عاش الشعب الطوارقي حالة من الحصار والتعتيم الإعلامي ومما زاد الطين بلة أن أنظمة الحكم في مالي والنيجر مارسا التضليل بأبشع صوره حيث
حاولا جادان إقناع أمريكا والدول الغربية بأن هناك تواجد لتنظيم القاعدة في المنطقة ودلك بهدف الحصول على الدعم الدولي وانتزاع قرار أممي يقضي بشن حملة سياسية وعسكرية حيث يتسنى من ورائها إحداث تطهيرعرقي بدعوى مكافحة الإرهاب تكون جرائمها ومذابحها ضد الطوارق وتحظى بالدعم العربي ضمن الإتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب حتى يصبح كل مناضل طوارقي إرهابي وكل صحفي وداعية من دعاة حقوق الإنسان محرض وممول للإرهاب ....

والجدير بالدكر أن المنطقة ، أو ما تسميه الصحافة الدولية ب «الساحل الأفريقي» تشهد اهتماماً غربياً كبيراً، وبالأخص من قبل الولايات المتحدة وفرنسا، وذلك بسبب ما تتوفر عليه من موارد طبيعية كالنفط والغاز والذهب واليورانيوم. فضلاً عن البيئة الصحراوية الخلابة التي تستقطب السياح من مختلف مناطق العالم. لكن المخططات الغربية للسيطرة اصطدمت بثورات التمرد التي قام بها الطوارق في التسعينيات وحتى الآن ....

لقد سبق أن قامت مبادرة من الحركة الشعبية لتحرير جزر الكناري والحكومة المحلية لكناريا ، وبالتعاون مع التحالف الدولي من أجل تمازغا وحركة أمازيغ
ليبيا بمبادرة تم على إثرهاعقد فعاليات طوارقية مابين 15-17 عشت2008،اجتماعا تحت شعار : تقرير المصير حق تكفله المواثيق الدولية ، خلص
المجتمعون فيه الى كون مطلب الحكم الذاتي للمنطقة يشكل الحد الأدنى الذي يمكن التوافق حوله ، لأنه وضع يمكن الطوارق من تقرير مصيرهم بأنفسهم وادارة مواردهم والنهوض بمنطقتهم اقتصاديا وثقافيا..... وقد تم فعلا الاتفاق الذي تم بين التحالف الديمقراطي من أجل التغيير الطوارقي وحكومة مالي، يتضمن لا مركزية واسعة
لمنطقة شمال البلد مقابل عدول فريق إبراهيم بهاغا زعيم الحركة عن خيار الانفصال وإعلان الدولة الطارقية وعاصمتها تومبوكتو، ليكون بمثابة حكم محلي يشبه إلى حد كبير المشروع المغربي في الصحراء .

وبعد أن شهد شمال مالي والمنطقة ، خلال هده المدة ، استقراراً هشاً بموجب هذا الاتفاق الذي وقع في الجزائر، وتولت السعودية رعايته وتمويله، والدي لم تلتزم حكومة مالي ببنوده ، اشتعلت الأزمة مجددا لكن بموازين قوى أخرى مخالفة حيث تغيرت خلال الأشهر الماضية، بعد عودة الآلاف من مسلحي الطوارق من ليبيا محمّلين بالأسلحة والذخائر والأموال ....

وبدلك أعلنت «الحركة الوطنية لتحرير أزواد» وجماعة «أنصار الدين»، وهما حركتان بارزتان في صفوف قبائل الطوارق في شمال مالي، الاتفاق على تكثيف التعاون بينهما في مواجهة الحكومة المركزية في باماكو. وقالت مصادر في عين المكان أن زعيم جماعة «أنصار الدين»، إياد آغ غالي، القنصل السابق لمالي في السعودية، عقد الثلاثاء الماضي اجتماعاً مع أنتالا آغ الطار، رئيس «الحركة الوطنية لتحرير أزواد»، وزعيم قبيلة «أفوغاس» ذات الزعامة التقليدية الكبيرة في منطقة «كيدال»، شمال مالي. وقالت المصادر إن الطار كان مصحوباً خلال هذا الاجتماع بوفد هام يضم قيادات قبلية بارزة، بينما كان غالي برفقة نجليه النائبين في البرلمان المالي ....

وقال أغ غالي للجزيرة في تصريح له إن الانتفاضة المسلحة التي انطلقت هده الأيام تختلف عن سابقاتها في تسعينيات القرن الماضي التي تمكن النظام المالي من إخمادها، وكذا عن تلك التي أطلقها منتصف العام 2006 القائد العسكري الأزوادي إبراهيم باهانغا، لكونها استفادت من كل التجارب ولن تقبل الالتفاف مرة أخرى على مطالبها . وأكد أن المطلب الرئيسي للحركة هو الانفصال عن دولة مالي لأن سكان الإقليم يختلفون عرقيا وثقافيا عن بقية سكان البلاد .

إن شعب الطوارق يريد الاستقلال التام عن مالي والنيجر ولا يعترف بالحدود المتوارثة عن الاستعمار وأنه قرر الاندماج مع محيطه الأمازيغي لأنه تاريخيا مرتبط بتلك المنطقة فهي التي ترسل له المدد كلما تعرض لغزو زنجي حتى جاء المستعمر الفرنسي وسلخه عن المنطقة المغاربية وقسمه بين عدة دول انتقاما منه على مقاومته المحتل الفرنسي ورفضه القتال معه ضد ألمانيا.....



#محمد_بودواهي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 25 يناير والاستمرار في الثورة المصرية
- ثورات على الواقع المرير والمستقبل المفتوح ...
- الهوية الأمازيغية لمنطقة شمال إفريقيا
- أصل الأمازيغ ونبدة عن التاريخ
- الفكر الماركسي والظاهرة القومية
- الملك الموسوعة
- رأس السنة الأمازيغية وعمق التاريخ
- الديموقراطية بين الدين والليبرالية والماركسية ...
- ثورة زنجبار وتصفية الحسابات
- بعض الديانات عند الأمازيغ عبر التاريخ ..
- آفة الفساد في الدول المغاربية وحتمية المعالجة السريعة ...
- هل هدا من الاختيار الديموقراطي ؟؟؟
- الدولة البديلة والدستور المرتقب والموقف الإيجابي من التعددية ...
- الإمبريالية الأمريكية والإرهاب
- حركة 20 فبراير قوية بمناضليها ... وليس بالشوائب الملتصقة بها ...
- ثورات المنطقة بين التحرر وهواجس الشعوب من الانقضاض الامبريال ...
- الثورة الثقافية المصرية على شاكلة الثورة الثقافية الصينية ، ...
- الفلسفة في يومها العالمي
- الشيوعية والنزعة الإنسانية العالية
- رسالة إلى السيد عفيف الأخضر ردا على رسالته لأردوغان


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بودواهي - حرب التحرير الأزوادية وسيرورتها التراجيدية