أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد بودواهي - الهوية الأمازيغية لمنطقة شمال إفريقيا















المزيد.....

الهوية الأمازيغية لمنطقة شمال إفريقيا


محمد بودواهي

الحوار المتمدن-العدد: 3604 - 2012 / 1 / 11 - 16:36
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


ان النضال من اجل قضية ما يدخل في اطار الوعي الانساني بضرورة تحطيم اصنام التخلف بكل ابعاده الدينية و الثقافية والسياسية ...و الانسان منذ ااقدم ما فتئ يفكر و يناضل من اجل إيجاد الحلول لقضاياه الشخصية والعائلية والمجتمعية و الوطنية ، بل و حتى الوجدانية والثقافية ويسعى منذ قرون و قرون من اجل التقدم بكل معانيه ، وهو التقدم الذي سوف لن يتأتى بالتأكيد الا بتحطيم كل الاصنام التي تتكلم بلغة المقدسات و الاكاذيب الخيالية الهادفة الى جعلنا نمشي في متاهات الخرافات وأساطير الأولين ... و من هذا المنطلق ظهرت الحركة الامازيغية كواقع جديد تهدف إلى الوعي بالهوية الامازيغية و النضال بشتى الطرق و الوسائل من اجل تطويرها و الدفاع عنها وممارسة سيادتها المشروعة ...

تعيش دول شمال إفريقيا في ظل أزمات عميقة ومتشعبة حتى تلك التي قامت بثورات شعبية ضد الفساد والطغيان . وقد بلغت حدة هذه الأزمات مستويات تهدد بحتمية
انهيارها إن هي لم تتمكن من إصلاح وتدبيرخلل التوازن في العلاقة بين نخب الحكم والمواطنين والشعب . فهناك إحساس بالقصور في سياسة مؤسسات الدولة
وأدائها ، وهناك رفض لتعاظم أدوار القوى الخارجية ، وهناك تعثر ، بل انسداد ، في مساعي التحول نحو الديمقراطية الحقة ، وهناك تقطع في أوصال المجتمع..... والنتيجة الحتمية هي ارتفاع حدة الأزمة ، واتساع دائرة الغضب الشعبي ، وبالتالي عدم الاستقرار وإعاقة التنمية ....

بعد استقلال البلدان المغاربية ، تبنت الأنظمة المستبدة بالمنطقة سياسات رعناء ، تنكرت فيها للهوية الآمازيغية للأوطان ، وهمشت ثقافتها الضاربة في القدم ، نفس الأنظمة الجائرة - وبمساندة من بعض رجال الدين المأجورين - ادعت أن كل من يدعو إلى إحياء الثقافة الآمازيغية ويحث على التمسك بالهوية الآمازيغية هو عدو للدين يجب محاربته ...؟؟؟؟

إن تفكيك أسباب هده الأزمات يقتضي دراسة قضايا الديمقراطية والحريات الأساسية وحقوق الإنسان في شموليتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية واللغوية ...، وبالتالي معالجتها بشكل شامل ودون لف أو دوران ...

ومن هنا كان من الطبيعي أن يتم تناول العلاقة بين نخب الحكم وحركات المعارضة المتعددة ، السياسية منها و المدنية والدينية والحقوقية والثقافية ... ، ليس من أجل إعادة تأكيد ما هو حاصل ، عن هيمنة الحكم وغياب الإرادة الإصلاحية ، بل من خلال التركيز على دور منظمات المجتمع المدني التي ما فتئت تطالب بتثبيت مبادئ دولة الحق و القانون وتعميم مبدأ المواطنة المستند على الحقوق المتساوية ، وتهميش الكيانات المنغلقة دات النظرة المذهبية والعرقية والطائفية الضيقة ( القومجية العروبية مثلا ) ، باعتبار ذلك من بديهيات التحديث ....

وكما هو معلوم ، يعتبر الآن من بين المواضيع والقضايا الساخنة على مستوى الساحة الشمال إفريقية قضية الهوية الزائفة حيث تعتبر دول المنطقة على مستوى الدستور دولا عربية رغم أن الهوية الامازيغية هي واقع مجسد في الارض والثقافة و الذات ....فالهوية الامازيغية لشمال افريقيا للتدكير لم تتكون في ظرف 50 أو 60 سنة الماضية ولا في ا طار العلاقة بين المستعمر الفرنسي أو الإيطالي وبين عملائه المحليين الدين بايعوه مقابل تثبيت الأحادية اللغوية ، و لا في اطار العلاقة بين الحاكم المسيطر و المحكوم المسيطر عليه ... , بل تكونت عبر الاف السنين من الوجود والانغراس و من التاْثير والتاْثر ومن الاخذ و العطاء ومن الفعل والتفاعل ...

فإذا كانت مقومات أي أمة من الأمم هي الأصل الواحد واللغة الواحدة والتاريخ والمصير المشتركين والأرض الجامعة ، فإن الأمة الأمازيغية حقيقة صارخة . فأصل الآمازيغ عريق يضرب في أعماق عصور ما قبل التاريخ المعتمة إلى أكثر من 400 ألف سنة ، أما تاريخ هذه الأمة فلا زال المؤرخون والدارسون إلى يومنا هذا يكشفون عن خباياه وأسراره ، وكل يوم يشعر الآمازيغي أي كانت جنسيته مغربي أو جزائري أو تونسي أو ليبي أو موريتاني أو مصري سيوي أو كاناري أو نيجيري أو غيره أن الحديث يدور حول أجداده وهويته ، أما اللغة الآمازيغية فمازالت حية ومتأصلة ، من سيوا شرقا إلى جزر كناريا غربا ومن المتوسط شمالا إلى أواسط مالي والنيجر جنوبا ، وهي متعددة اللهجات والمفردات والمصطلحات والتعابير ، وفي ذلك غنى وإثراء لها ....

فطوال تاريخهم كان الأمازيغ يفتخرون بهويتهم ويتمسكون بها ، ولم يحدث أن تنكروا لأصلهم أبدا حيث أن التاريخ يخبرنا مثلا أن الملك الفد يوبا الأول كان شديد الاعتزاز بأصله و هويته الأمازيغية ، و كان شديد الرغبة في تحقيق وحدة الأراضي لتامازغا ووضعها كلها تحت حكمه ، كما أنه كان شديد الغيرة على سيادة مملكته ، بحيث أنه كان يمنع على الضباط الرومان لبس البرنس الأحمرالأمازيغي ، كونه كان شعار ملكه ، لا يلبسه إلا هووكبار القوم الأمازيغ ....

فخلافا لادعاءات منظري أتباع الكولونيالية الجديدة من الحركة العرقية العروبية في المنطقة , فالدراسات الانتربولوجية والسوسيولوجية الكولونيالية للمجال الامازيغي كان في خدمة عملائه المخلصين من عروبيي النزعة حيث استهدف بالاساس البحث عن ميكانيزمات تفكيك المجتمع القبلي الامازيغي - إبان الفترة الاستعمارية - وتدمير بنيته الاجتماعية والسياسية والثقافية والهوياتية ، وفي المقابل عمل على تقوية المؤسسة السياسية والثقافية العروبية . وهذا ما مارسته فعليا الاقامة العامة الفرنسية والأوربية بدك المجال الترابي الامازيغي على طول المنطقة ، و الاماكن المحصنة للمقاومة الامازيغية ، بكل انواع الاسلحة حتى المحرمة دوليا ، في الوقت الذي لم تطلق ولو رصاصة واحدة في المناطق المعربنة, بل وعملت فرنسا على تحصينها وتنميتها وتأطير سياسييها وإسناد المهام دات المنحى التبعي لهم ، وعلى تحديث مؤسساتها التقليدية وبناء المدارس والثانويات الفرنسية فيها ....,

إن اكبر جريمة ارتكبتها فرنسا الاستعمارية في المنطقة تفوق بكثير تلك الجرائم التي استعملت فيها السلاح الكيماوي في حق الأبرياء عندما ابادت قبائل امازيغية برمتها في الجزائرواحرقت قرى بأكملها فراح ضحيتها الملايين بين قتلى وجرحى ومنكوبين ... ، وعندما اشتركت مع المستعمر الإسباني والمخزن المغربي العروبي في مجزرة الريف المغربي التي استعملت فيها الأسلحة الكيماوية مما أسفر عن إبادة عشرات الآلاف من أمازيغيي الريف الأشاوس ناهيك عن مجازر الأطلس المتوسط والجنوب الشرقي ووو... وهي الجرائم التي تمت في صمت إعلامي ودولي رهيب ومتآمر على أقدس حق من حقوق الشعوب ... وهي الجريمة الهوياتية , جريمة اصطناع الهوية العربية المزيفة لشمال افريقيا واخضاع الشعب الاصلي لاستعمار من نوع جديد, وذلك بغية محو غريزة التشبث بالارض واللغة والهوية والثقافة والاستقلالية عن الاخروالحفاظ على مقومات الدات.... , ان اصطناع العروبة الايديولوجية في مختبر باريس وبعقول انجلو-فرنسية لم يأت من فراغ بقدر ما هي استراتيجية سياسية طويلة المدى جوهرها ابقاء منطقة شمال افريقيا تابعة للنظام الامبريالي اقتصاديا وسياسيا ولن يتسن لهم ذلك الا بالقضاء على الذات الثقافية والهوياتية الاصلية المتشبثة بالارض والخصوصية والاستقلالية وخلق هويات زائفة مشوهة وهجينة لا تتردد أبدا في أن تكون الخادمة المطيعة للأسياد الامبرياليين... .

إن بلاد الامازيغ كانت ولازلت ضحية مؤامرة استعمارية , امبريالية-عروبية بالوكالة , لازلت تدفع ثمنها غاليا ومازالت الجريمة سائرة المفعول فوق كل المراسيم القانونية والاخلاقية والانسانمية.... ولدلك لا مناص من العمل على استكمال تحرير المنطقة واسترجاع كامل سيادتها حيث يفترض دلك تحريرها مما تبقى من
الإرث الاستعماري الأسود ، أي تحريرها من فكرة العروبة كهوية ، والتي كانت ، كما شرحنا ، من نتائج الاحتلال ليس إلا . وهذا التحرير يشترط العودة إلى الوضع الهوياتي الأمازيغي الأصلي الذي كانت عليه المنطقة قبل الاحتلال الأوربي ، عندما كانت أمازيغية أرضا وشعبا وسلطة ....، دون أن ينفي ذلك التنوعَ اللغوي والثقافي والعرقي والديني ، لكن في إطار وحدة الهوية الأمازيغية للمنطقة ....

إن العمل على رد الاعتبار للهوية الأمازيغية لمنطقة شمال إفريقيا لا يمكن أن يتم إلا من خلال تخليص مفهوم الهوية من المضامين العرقية التي ألصقت به قصدا أو خطأ ، ومن خلال النضال الثقافي والسياسي و تنظيم الندوات والمناظرات واللقاءات الفكرية والثقافية حول موضوع الهوية الأمازيغية ، وبتبيان أن الهوية تتحدد بالأرض وليس بالأصل الإثني أو غيره ، و باحترام بل والدفاع عن التنوع الثقافي واللغوي داخل وحدة الهوية الأمازيغية للمنطقة ، وبإعادة كتابة تاريخ شمال إفريقيا بإبراز محتواه الهوياتي الأمازيغي ، وبربط علاقات التعاون والتنسيق وتبادل الخبرات بين التنظيمات الأمازيغية الثقافية منها والسياسية والحقوقية والمدنية على مستوى تامازغا ، ومع سائر المنظمات والجمعيات التي لها نفس الأهداف داخليا وخارجيا ،....

أن استعادة الهوية الأمازيغية لتامازغا أو شمال إفريقيا ، أرضا وسلطة ودولة ، المستمدة من هوية الأرض الأمازيغية ينبغي أن تكون هي المطلب المرجعي الرئيسي والأصلي والهدف الاستراتيجي للحركة الأمازيغية في المنطقة ... وفي هدا الإطار يتحتم على كل أحرار تامازغا منذ الآن أن يولوا مسألة الهوية الآمازيغية ، والانتماء الآمازيغي ، والثقافة واللغةالآمازيغيتين اهتماما جادا ومحوريا ، وألا يتخلوا عن مسؤولياتهم الجسيمة والكبيرة اتجاه قضيتهم المصيرية تلك حتى لا تحاسبهم الأجيال القادمة عن تقصيرهم وتفريطهم في ذلك .



#محمد_بودواهي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصل الأمازيغ ونبدة عن التاريخ
- الفكر الماركسي والظاهرة القومية
- الملك الموسوعة
- رأس السنة الأمازيغية وعمق التاريخ
- الديموقراطية بين الدين والليبرالية والماركسية ...
- ثورة زنجبار وتصفية الحسابات
- بعض الديانات عند الأمازيغ عبر التاريخ ..
- آفة الفساد في الدول المغاربية وحتمية المعالجة السريعة ...
- هل هدا من الاختيار الديموقراطي ؟؟؟
- الدولة البديلة والدستور المرتقب والموقف الإيجابي من التعددية ...
- الإمبريالية الأمريكية والإرهاب
- حركة 20 فبراير قوية بمناضليها ... وليس بالشوائب الملتصقة بها ...
- ثورات المنطقة بين التحرر وهواجس الشعوب من الانقضاض الامبريال ...
- الثورة الثقافية المصرية على شاكلة الثورة الثقافية الصينية ، ...
- الفلسفة في يومها العالمي
- الشيوعية والنزعة الإنسانية العالية
- رسالة إلى السيد عفيف الأخضر ردا على رسالته لأردوغان
- آلية التبعية ... والاستعمار الدكي ... وضرورة الخلاص ....
- الفساد مصدره وعلاجه : الدولة
- هواجس الشعوب من حطف ثوراتها


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد بودواهي - الهوية الأمازيغية لمنطقة شمال إفريقيا