أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نجاح العلي - ضرورة معالجة ظاهرة الايمو بطريقة حضارية















المزيد.....

ضرورة معالجة ظاهرة الايمو بطريقة حضارية


نجاح العلي

الحوار المتمدن-العدد: 3661 - 2012 / 3 / 8 - 11:08
المحور: حقوق الانسان
    


نجاح العلي*
لقي العشرات من الايمو او المتشبهين بهم مصرعهم على يد عصابات دينية متطرفة تصدرت محافظتي بغداد وبابل لائحة المحافظات التي قتل فيها هؤلاء وغالبيتهم في مناطق شعبية مثل مدينة الصدر وجسر ديالى، وبابل والديوانية وذي قار والبصرة وواسط والمثنى وفي قضاء بلد بصلاح الدين والعمارة، وبحسب جماعات لحقوق الإنسان أنها وثقت الجرائم التي ارتكبت ضد المثليين بالعراق، وأكدت أن 400 مثلي على الأقل قتلوا هناك خلال السنوات القليلة الماضية.
هذا ما تناقلته وسائل الاعلام مطلع اذار 2012 ووصل صداه للاوساط الشعبية والمراجع الدينية والجماعات الدينية التي اصدرت اغلبها بيانات شجبت عمليات القتل هذه.. واخيرا وصل صدى ظاهرة قتل الايمو الى البرلمان العراقي الذي قرر عقد جلسة طارئة لمناقشة تداعيات هذا الموضوع الخطير.
وقد سبق ان مرت حادثة قتل عدد من الشبان في مدينة الصدر ببغداد أواخر شهر آذار ومطلع شهر نيسان 2009 مرور الكرام دون إدانة او استنكار.. اذ عثرت القوات الامنية على جثث ثلاثة شبان قتلوا باطلاق النار عليهم في مدينة الصدر وان جثتين تعرضتا للتعذيب وقد علقت عليهما ورقة تحمل عبارة (منحرف) وان الجثتين كانتا لشابين (16 و18 عاما) القيتا في منطقة السدة التي عادة ما ترمى فيها النفايات في أطراف مدينة الصدر مع العلم إنهما قد تعرضا قبل ايام من مقتلهما لهجمات ادت الى اصابتهما بكسور في الايدي والارجل.. فضلا عن مقتل ثلاثة شبان اخرين نهاية شهر اذار للاسباب ذاتها.
وللتعرف اكثر على الجماعة فان كلمة ايمو "emo" مشتقة من مصطلح "emotional" بما معناه حساس أو عاطفي ذو مشاعر متهيجة أو حساسة وهذه الجماعة تتبع نظام لبس معين اذ يلبسون في العادة ملابس قاتمة أو سوداء، جينزات ضيقة جدا أو فضفاضة جدا، بالإضافة للالوان الشاحبة التي ترمز للحزن والكآبة وهذه الملابس تحمل أحيانا كلمات من أغاني الروك المشهورة، ويضعون أساور لمعصم اليد تصنع في الغالب من الجلد الاسود،. تسريحة شعرهم يكون منسدلا من الأمام ليغطي احدى أو اثنتا العينين ويوجد أسباب كثيرة لهذه التسريحة إذ ان البعض يقولون انهم يغطون احدى عينيهم لانهم يرون النصف الفارغ من الكأس اما البعض ليخفوا مشاعرهم ودموعهم وأسباب أخرى.
وهذه الظاهرة تنتشر عادة بين الشباب المراهقين الذين أعمارهم تتراوح ما بين 12-17 وفي الغالب تنتهي هذه الظاهرة من حياة الشباب بعد 17 عاما اي انها حالة عرضية وتنتهي بمرور الوقت ومن الجدير هنا توضيح انه ليس كل ايمو شاذ أو يجرح نفسه. ولا يعتبر الشخص إيمو بمجرد ان يلبس مثل هذه الألبسة بل من الممكن ان المراهقين يميلون الى هذه الملابس فقط لشكلها المميز.
ويوصف الشخص بأنه إيمو إذا كان حزينا، متشائما، كئيبا، صامتا وخجولا، وتوجد طرق كثيرة بان يعبر عن نفسه من خلالها, فاكثرهم يكتب اشعارا أو اغاني عن الذي يشعرون به بينما البعض يرسم ويحاول أن يجسد احاسيسه بصورة اما البعض الاخر فيغنون, وكثير منهم يقدم على جرح نفسه لانهم يعتقدون انهم إذا كانوا متعبين نفسيا فجرح نفسهم هو وسيلة للارتياح نفسيا إذ ان الاحزان النفسية تخرج مع دم الجرح.
ويشير بعض الباحثين الاجتماعيين ان الإحباطات المتراكمة بسبب الحروب التي مر بها العراق وما نجم عنها من تفكك في مختلف المؤسسات بما فيها الأسرة، يؤدي إلى وجود نزاعات داخلية لدى الأفراد، فالعائلة عندما تتفكك لاتستطيع أن تلبي الاحتياجات النفسية والمادية لأبنائها، مما يدفع بهؤلاء الأبناء إلى التعبير عن ذاتهم بطرق مختلفة حتى وإن كانت غريبة عن مجتمعاتهم، وإلى جانب الظروف الاجتماعية، فأن الانفتاح المفاجئ على وسائل الإعلام الحديثة يساهم في انتشار ظاهرة "الإيمو" وغيرها من الظواهر المستوردة، اذ إن الانفتاح المطلق للمراهقين على وسائل الاتصال الحديثة كالفيسبوك والفضائيات والإنترنت يدخل الشباب في حالة نزاع تجعلهم لايدركون أي الطرق هو الأصح، مما يولد لديهم قابلية لتقليد الكثير من الأشياء وتجريبها.
كما ان انتشار ظاهرة الايمو بين الشبان وخاصة في العاصمة بغداد يرجع سببه التعصب الديني والانغلاق الاجتماعي مما يدفع الشباب وخاصة المراهقين بارتداء ملابس ضيقة والذهاب الى المقاهي وصالات الالعاب، وقد انتشرت حالات التعذيب بحق هؤلاء في مناطق متفرقة خاصة في شرق بغداد.وقد نظم عدد من المواطنين تظاهرة في مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية، نددوا بحادثة قتل هؤلاء الشباب وضعوا خلالها زهوراً على نعوش رمزية لهم.
ومن هنا تأتي ضرورة معالجة ظاهرة الايمو التي تفشت في اوساط المراهقين والشباب بطريقة حضارية بمعاونة الباحثين الاجتماعيين وعلماء النفس والموعظة الحسنة لرجال الدين وليس اللجوء الى القتل الذي يعبر عن الاستهانة بارواح الناس وعدم القدرة على مواجهة اي مشكلة اجتماعية وحلها بطريقة سلمية بعيدا عن العنف والترهيب والقسوة. ويلجأ البعض الى تشريع القتل واباحة الدماء باعتباره الحل الاكثر سهولة الا انه بالتاكيد يؤدي الى تفاقم الحالة ويزيد من تعقيداتها، فالحل من وجهة نظرنا هو بالكلام والموعظة الحسنة وان اصروا على موقفهم في اختيار طريقة عيشهم فامرهم الى الله اما يعذبهم او يتوب عليهم، فما الضرر بارتداء ملابس معينة ضيقة كانت ام واسعة او اتخاذ تسريحة معينة او وضع مساحيق وألوان معينة على الجسد او وضع اوشام عليها، ومن اعطى الحق لاي كان ان يقيم القصاص على الناس؟ أليس امير المؤمنين او الحاكم هو من تقع عليه مسؤولية اقامة الحد وفق رؤية المذاهب الاسلامية قاطبة، وان ارتضى البعض اقامته بدعوة الحفاظ على المجتمع من الانحراف، فاين هؤلاء من المفسدين والقتلة والمغتصبين خاصة اذا ما علمنا ان العراق جاء في المركز الاول في الفساد المالي والاداري، فلماذا لا يقام القصاص على هؤلاء المفسدين؟ ولماذا لم نشاهد او نسمع ان احد المرتشين او المفسدين او المتجاوزين على المال العام تم قتله او تصفيته؟ رغم عدم ايماننا بهذه الطرق فنحن دولة مؤسسات ودولة قانون تتاح فيه للفرد وفق الدستور العراقي الحرية الكاملة في اعتناق الدين او المذهب او طريقة العيش التي يرتضيها دون المساس او الاساءة الى حقوق وحريات الاخرين.
*إعلامي وأكاديمي



#نجاح_العلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يشرعون القانون ويتجاوزونه
- ضرورة ترشيق الوزارات والمناصب في الدولة العراقية
- الاعلام العراقي بين الحرية المنفلتة والتنظيم المقيد
- التشكيلة الوزارية الجديدة والخيارات المتاحة
- بنغلاديش تركض ونحن نحبو
- عراقيون طيبون
- اداء شبكة الاعلام العراقي في الميزان
- ويكيلكس والمشهد السياسي العراقي
- -أخطاء صاحبة الجلالة-
- العراق في قائمة الدول الاغنى عالميا
- -تجربتي في لهيب الديمقراطية- لعز الدين المحمدي.. سرد لمذكرات ...
- اليات تطبيق العدالة الانتقالية في العراق
- اعلام غير مسؤول
- اشهر الروايات الدرامية العالمية ودوافعها النفسية-.. كتاب يسل ...
- نشأة الديمقراطية الثورة الحديثة لمارسيل غوشيه
- تصويب مسار الديمقراطية الناشئة في العراق
- غياب الاحساس بالمواطنة العراقية
- الكتابة للاطفال هي الاصعب!
- الكهرباء العراقية تدخل موسوعة غينيس!!
- الخيار الدستوري هو الحل للخروج من الازمة السياسية


المزيد.....




- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نجاح العلي - ضرورة معالجة ظاهرة الايمو بطريقة حضارية