أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اكرم البرغوثي - أكترث لكل شيء














المزيد.....

أكترث لكل شيء


اكرم البرغوثي

الحوار المتمدن-العدد: 3657 - 2012 / 3 / 4 - 15:56
المحور: الادب والفن
    


لا أكترث لذاكرة تخطو عرجاء
كلما أيقنت حقيقة أخرى

لا أكترث للعصافير
حين تزهق أرواحها
لا تعرج للسماء
لأن السحاب النوويّ أغلق المنافذ
وعزل الأفق بألق النرجس
ريثما يبنى من الرماد قصوراً
ويزداد جوعاً
طفل الجوع
في الكون الحزين

لا أكترث لمعادلات توازن الكون الجديد
النخب المالية لم تعد بحاجة للحرب
لينحاز لها التفوق
والميناء والأرصفة...
الضحية تأكل ذاتها وتجتر ملح البحر
وردود فعل عائمة
تمتثلُ لسراب لأن الخوف
طفلٌ لخطيئة الرؤى ومنهاج التعليم...

في التقسيم الحديث للجغرافيا ومناطق النفوذ
يتاح استثمار جلد الأنوثة لترويج السلع الدنيئة
كل شيء يقبل دون تفكير
أو تقييم
عالم الغد حسب محطات الرصد الرسمية سيكون أجمل
الخيل ستدفع مسبقا فاتورة الهواء الملوث أو لا تبقى...
ليلٌ جارح للصمت
موت دون مراسم دفن
طيور من النفايات المعاد تصنيعها
فراشات من الحديد المستهلك
سماء مضاءة كالبيوت الدفيئة
خنجر يشق صدر المتمرد بضجر
رماد لا تنهض منه العنقاء...

جمال في الذوق المصنع
المسيرات ستعدم شبابة الراعي
لا جبل للرعي
صحراء كاملة الأدوات
إدارة تختزل الليل
ويطول حر الشمس أثناء النهار

لا أكترث لبلاد تصير وظيفة العشاق فيها
تأبين الموتى
وصياغة المراثي لأصفة الانتظار

لا أكترث لخطاب الزعماء
حين ينزف صفيح المخيم دماً
وحين تصير المنازل أبواباً للرعب المفتوح على إعصار
وحين الأمل يصير طائر فنيق يقبع في الأساطير

لا أكترث لما يمليه حبر القوي على ورقي
فورق التين ذاكرتي
وورقي للنار وللريح
تهب رويداً
وتخبو رويداً
تخبو ريثما أغازل امرأتي
لتنجب قتيلاً آخر فوق صدر التراب
وساماً للذين لم يموتوا
وقرباناً معداً للبحر
أشكل موجه وأهزمه عند جداري وأكسره
وأركل فيه وجه الريح علها تعدو فأبقى
أبقى هنا وأشكل في بريتي ظبية ترن إلى الجبل،
ألا أركضي، فالذئب يرصد صوت الناي الحزين...

لا أكترث لاستعراض عسكري
يطمئن أن البلاد ما زالت بخير

لا أكترث لإغواء اللواتي ابتسمن بعفوية الطبيعة
وللأخريات اللواتي بكين على شواهد القبور
عل الموتى يعودون
أو عله بكاء لتفريج هم...

لا أكترث لجدران صارت لوحاً للمجانين
وجدارية للشهداء المقبلين
عفوا
أو ببساطة
ليصعد المتسلقون درجة أخرى في السلم
لمنصة الخطابات الأنيقة

لا أكترث لمزامير القبائل
ولطبول الكشافة حين تقرع
وتعلق الوطن القديم على سارية للريح دون علم

أيها الفراغ كيف تكسرني؟
ولست هشاً مثل وجه الماء تكون من صقيع
وليس بيديك الريح مطرقة
أيها الفراغ:
هذي البلاد ما شئت أنا ولم تشأ أنت
أيها الفراغ:
لم تكن، أنحاز لثوب حاكته الجدة
على ضوء يبعث من سراج الزيت في البيت القديم
أنحاز لصوتها يعلن بدء نهار جديد
وتعبق في الجو رائحة الخبز والطابون
أنحاز لما تنحاز يداها
لميرامية الجبل
ونعناع العين
ورصيف الذكريات البسيط
أيها الفراغ المعتق
يملؤك الموت
وتفيض بيّ الحياة

لا أكترث لعشق ملئ القلب
ملئ فراغ الروح
ملئ فراسة خيل عطش في صحراء
ملئ فراغ موغل بالفراغ...

لا أكترث
لا أكترث
لا أكترث حتى لا أخدع في الحب مرتين
وأقبض بالقلب عل الجمر مرتين...



#اكرم_البرغوثي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منارات عائمة
- الملائكة الصغار
- ابحار
- صدى
- عبث الرؤى
- مرة أخرى
- نكهة وطن
- يداك لغيري
- كان يرسم
- حرارة ثلج
- أتممت الرؤى
- الصمت يوجع
- تخوف
- روح
- لحظة
- حاضرة دوما
- لك وجدك
- أبجديات
- إليك
- ظلك يملأني


المزيد.....




- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اكرم البرغوثي - أكترث لكل شيء