أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - المعلمون شيوعيون وان لم ينتموا














المزيد.....

المعلمون شيوعيون وان لم ينتموا


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3656 - 2012 / 3 / 3 - 06:57
المحور: كتابات ساخرة
    


مرّ امس عيد المعلم العراقي، وكالعادة مر على استحياء ونثرت هنا وهناك بعض النتف من الكلمات تحيي هذه المناسبة وتعيد الى الاذهان بيانات الفقمة العربية التي تصدر تطبيقا للمثل القائل" حديدة عن الطنطل".
بين المعلمين والشيوعيين بعض من روابط مشتركة،فهم كادحون، فقراء، متشبثين بقيمهم،يلقون احتراما من معظم الناس،يبذلون جهودا جبّارة من اجل ألاخرين،لايلتفتون لأنفسهم الا لماما.
انه عيد كالح لشريحة تكاد تكون في مصاف القديسين والمحير في الامر لم تأت حكومة ممثلة بوزير التربية او التعليم العالي تقدمت خطوة في تكريم هؤلاء وكأنما كل الحكومات المتعاقبة اختلفت مع بعضها في كل شيء الا في توحدها امام تجاهل متطلبات وهموم هؤلاء الناس القدوة.
ليس هناك من طالب لايحب معلميه خصوصا حين تمر بعمره السنين ويرى حقيقة الجهد وحرق الاعصاب الذي يتعرض له هذا المعلم. كل منا له ذكريات جميلة عن سنوات الدراسة.
سألت البصري ابو الطيب:
هلا حدثتنا عن ابرز ذكرياتك في هذه المناسبة.
تنهد وقال: انها اولا فرصة جيدة لبعض الزملاء ممن يكتبون في موقعكم وهم بالتأكيد يملكون خزينا من الذكريات يقدموه لهذه الاجيال علهم يجدون فيه مايبتغون.. استلمت اول كف وانا طالب في ثانوية نظران البصرية حين شاهدني مدّرس الرياضة وانا ادخن ومنذ لك اليوم وانا مازلت مدخنا حريفا لم تجد فيّ ضربة الكف التي رسمت خطوطا حمراء على خدي الايمن اي رادع، ووجدت نفسي في منتصف ذلك العام انتقل بارادتي الى ثانوية العشار المسائية لاجد فسحة في النهار اعمل فيها بما يسد حاجاتي الحياتية البسيطة، ثم عدت بعد سنة لادرس في ثانوية المعقل بعد ان سمعت ان فيها مدرّسا للغة العربية (كاظم الاحمدي رحمه الله) التي ربطتني به علاقة متينة بعد ذلك استطاع من خلالها ان يمد بعشقي للغة العربية وحبي لها وما ازال.
شهدت هذه الثانوية اضرابات طلابية وتظاهرات تحدث للمرة الاولى بهذه القوة ضد النظام السابق الذي كان يغض الطرف لأنه في بداياته لاستلام السلطة. ولكن الامر لم ينته عند هذا الحد فقد فوجىء المدرسين ذات يوم بدخول رجال الامن عنوة لاعتقالي انا وعدد من الطلبة. لم اعرف سبب الاعتقال الا فيما بعد، أي بعد ان أستمعت من مفوض الامن كلاما بذيئا استقبلني به حال دخولي الى مكتبه.. كانت كلمات لم يحتويها حتى قاموس اولاد الشوارع.
المهم اشتغلت في الغرفة اياها الوسائل اياها(ألزوبة، الفلقة، الضرب بالانابيب البلاستيكية، مرت ساعات اليوم الاول وانا شبه مغمى علي دون اعرف السبب في كل ذلك ويبدو ان احد افراد الامن رثى لحالي حين سألته عن سبب كل هذا فقال ان احد زملائك وشى بك وقال كنت توزع مناشير مكتوب عليها "الشعب يدفع والحزب يبلع" فاقسمت له اني لا اعرف شيئا عن هذا الامر وليس لدي اي فكرة عن هذا المنشور ولكنه قال ،فات الاوان ياصاحبي وعليك ان تتحمل الضرب او ان تعترف.
ارجعوني محمولا الى الزنزانة وهناك التقيت بالزميل الذي وشى به (بالمناسبة اصبح فيما بعد مديرعام شركة الملاحة البحرية وكان مقرها آنذاك في الكويت) وسألته ببراءة عن سبب وشايته بي فقال ساخرا لم اجد غيرك امامي وكان علي اما ان اعترف برفاقي الحقيقيين او انت.
في الليالي التي قضيتها هناك كنت احلم بالعودة الى مكاني في زاوية الشارع التي تطل على بوابة ثانوية البنات في المعقل لانتظر "رمانة" وهي طالبة تضج انوثة تشبه الرمانة في شكلها واحمرار خديها، كنت متواضعا آنذاك مثل بقية جيلي اكتفي بالنظر اليها وكانت هي تعرف ذلك وتمنحني بين الحين والآخر ابتسامة لا أرق منها في ذلك الوقت.
ومنذ ذلك الوقت اصبحت مناضلا بين الناس رغم اني لم اقرأ ذلك المنشور ولم اعرف من الذي كتبه.. اصبحت مناضلا بالصدفة وبالفلقة وضربات الانبوب البلاستيكي.
هاجرت الى بغداد لاسكن قريبا من كبة السراي وشربت"زبالة" واترك ورائي ذكريات ذلك الطالب الشيوعي الذي اجبروه على ان يكون كذلك.
فاصل الى بنت البصرة: هذه نتف مما طفت على الذاكرة الان وربما ستكون لها صلة في ايام قادمة عن السيف وألسيمر والبصرة القديمة ولبلبي"ام البروم" ومقهى ابو مضر والسياب المبلل بماء شط العرب.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق خان جغان ياسادة
- هل حدثت سرقات في مدينة المقدسات؟
- شهادة مرفوضة لسيرة حسن وسلوك ألبزوني
- الكرامات بين السادة والمثقفين
- لكم المصفحات ولنا المفخخات.. بيها شي؟
- مشروع فرح لاشجار مدينة النجف
- حين يطرح ابو العريفة اسئلته السخيفة
- ابوي ما يكدر الا على أمي
- (العراقية) شيعية ظهرا سنية مساءا
- الحسين براء من زيارة الاربعين
- اربعاء المنطقة الخضراء
- نكتة جديدة اسمها البصرة ثغر العراق الباسم
- تيتي تيتي مثل مارحت جيتي ياخويه مدحت
- القضاء نزيه لو مسيس لو -مركوب- فهمونا
- هؤلاء الثلاثة انصار متقدمين مع وقف النفيذ
- كلنا كذابين بعد ان -قشمرنا- اليسار العربي
- لالالا يابنت كاصد ليش تراجعت عن تعليماتك بهاي السرعة؟
- محافظ الديوانية.. مخترع القنداغ*
- انت تدخن ... اذن انت كافر
- خويه مقتدر ،تعرف روسي؟ وانت عمار تعرف تركي؟


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - المعلمون شيوعيون وان لم ينتموا