أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - البحث عن قضية إهتمام - الله مهتماً - لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون (19)















المزيد.....

البحث عن قضية إهتمام - الله مهتماً - لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون (19)


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 3654 - 2012 / 3 / 1 - 14:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فى هذه السلسلة من " لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون " نحاول الغوص فى العمق النفسى الإنسانى الذى أبدع فكرة الإله وخلق عوالم ميتافزيقية , واضعين فى الإعتبار الظرف الموضوعى والحالة النفسية التى جعلت الفكرة تطفو لتصبح طوق نجاة الإنسان فى عالم مادى يجهله وغير مُعتنى به .
لا تقتصر الأسباب الدافعة للإيمان على عامل الخوف فى كل تجلياته , فبلاشك أن الخوف هو العمود الفقرى الذى تأسس عليه الفكر الإيمانى , لكن الفكرة الميتافزيقية من القوة والحيوية لتخاطب وتداعب الكثير من المشاعر والأحاسيس الإنسانية العميقة المضطربة , لذا فهى تطرح الكثير من التجليات القادرة على إضافة معطيات تشكل فى النهاية الشرنقة التى يتشرنق داخلها الإنسان أمام غموض وألم الوجود .

من الذى يهتم - الله مهتما
عندما تُطرح فكرة نفى وجود إله أو عالم أخروى على المؤمنين ستجد الإجابة تدور فى إطار أسئلة على شاكلة - أين إذن سنتقدم بطلبات الشكاوى وطلبات التعيين وصرف المستحقات والحوافز .. ستجدهم يطرحون الكثير من الأسئلة عند سماع فكرة إنتفاء العالم الآخر ويوم القيامة أو عدم وجود إله .. فالظالمون والأشرار سيفلتون من العقاب فمن يقتص من ظلمهم إذاً .. والتقاة والأخيار سيكون فعلهم على الأرض بلا معنى ولا جدوى فستذهب كل أعمالهم الطيبة والخيرة أدراج الرياح لينعدم أى حافز لفعل الخير والجمال , فلا مكافأة ولا إستحسان , بل ستتحول الدنيا إلى غابة كبيرة بلا رادع .
يمكن الإسترسال كثيراً فى علامات الإستفهام التى يطلقها المؤمن مبررا إيمانه بعالم آخر بالرغم من عدم وجود أى دليل ثبوتى يثبت هذا الزعم الكبير فلا توجد أى وسيلة تحقق أو تيقن لتكون مثل هذه التصورات لها معنى ومنطقية , كما نلاحظ ان الإجابات والرؤية تنحصر فى السؤال عن المحتمل بدون الغيبيات فهو لا يقدم إجابة قاطعة بل يقوم إيمانه على فعل الدهشة والحيرة فى حالة الإنتفاء .
ولكن هل من المنطق أن تكون تصوراتنا وتخيلاتنا الإنسانية كفيلة بخلق وجود من اللاوجود ؟!! وماذا سيحدث لو إنتفى القصاص من الظالمين فهل يلغى الحياة , ولماذا نظن أن العدل لابد أن يتحقق فالحياة بها ظلم تتوارى ملفاته بدون إعتناء , وهل الحياة تم بناءها لتحقيق القصاص .؟!

هل يمكن القول بأن الأمل فى القصاص من الظالمين هو وهم لا يزيد عن مجرد جرعة مخدر نتعاطاها حتى نتجرع الحياة بظلمها وألمها .. وأن فعل الخير بهذا التصور عمل نفاقى برجماتى فج يمارسه الإنسان طالما هو ينظر إلى حسابه الجارى بالبنك السماوى وليس كقيمة الخير فى حد ذاتها بحياته .. هل الشعوب اللادينية والملحدة لا تمارس الخير ,غارقة حتى أذنيها فى الشرور كونها لا تؤمن بعالم أخروى أم هى تقدم لنا نماذج رائعة من التعاضد والتكافل الإنسانى فاللادينية والإلحاد ليس دعوة أخلاقية بل لأن الخير هو حاجة إنسانية يسعى الإنسان لها لتحقق له سلام وأمان منشود بغض النظر عن وجود آلهة أم لا .. فالمؤمن أيضا سيفعل الخير ولن تتبدل أموره عندما ينصرف عن الإيمان بعدم وجود عالم أخروى ,فلن يمارس حينها الجنس مع أخته أو يقتل أو ينهب أو يغتصب كون هذه الأفعال تضره ولن تحقق له حياة طيبة آمنة كإنسان .

تناولت فى مقالات سابقة رؤي مختلفة عن تصوراتنا للإله فهو العادل الذى سيقتص من الطغاة والظالمين وهو الذى سيجعلنا نتجاوز الموت الذى يعتبر الألم الأكبر لنا , كما سيمنحنا الخلود فى النعيم لنودع الألم ونكسر شوكة الموت والفناء , ويمكن الإسترسال فى الكثير من الطلبات النفعية البرجماتية التى من أجلها خلقنا فكرة الإله ولكن تبقى هناك فكرة محورية تحمل فى طياتها كل الأفكار التى نريدها من فكرة الإله فى أن توفيها لنا , وهى أننا نريده مهتما ًحاملاً لنا هماً وحاملين له قضية إهتمام .

لو تأملنا الحياة بعيون مُنصفة وحيادية سنجدها عَدمية بلا معنى ولا مغزى فما معنى هذا الصراع لإيفاء حاجات تنتهى بالإشباع ثم ما تلبث أن تتجدد الحاجة مرة أخرى تطلب الإشباع لتستمر هكذا مسيرة وتنتهى الأمور فى جوف دودة !!.. ما معنى هذا المسلسل من الجوع والإشباع ؟! وما معنى الصعود والهبوط ؟! , وما معنى البناء والهدم ؟!, وما الفرق بين الإنسان وأى كائن بيولوجى آخر غير أن الإنسان يعى ويرصد هذه الدائرة ؟! .
الإنسان خلق الغاية بأن هناك عالم آخر ينتظره ليتخطى به الموت والألم ويكسر فى الأساس حالة العدمية التى تتسلل فى أعماقه .. هو خلق الغاية وإعتبرها قضية إهتمام يتبادلها مع فكرة الإله الذى يَعبر به حالة وجود عبثى عدمى بلا معنى .

نحن لا نعرف ان نعيش الحياة بدون أن نجد من يَهتم بنا ونَهتم به فهكذا هى الحياة , حالة من التفاعل الحى مع الوجود ... فلا يمكن تصور الحياة بدون أن نَهتم أو يُهتم بنا بغض النظر عن شكل ونوعية الإهتمام سواء أملنا فى حالة رعاية وترفق أو تواجدنا فى حالة صراع وتفاعل فالمهم أن يكون هناك حالة من الإهتمام بذواتنا , فإذا كان الترفق والعناية ستمنحنا السعادة والإحساس بالأمان , فالتناحر لا يقل أهمية فهو سيمنحنا الإحساس بالوجود وأننا كائنات فاعلة وحيوية تحظى بالإهتمام كطرف فاعل فى معادلة الحياة فلا نكون مجرد وجود مهمش أو دودة أو خطاً منسياً بلا إكتراث .

الحياة هى مجموعة قضايا إهتمام نخلقها ونجعلها تستحوذنا لتصبح هى قضية الوجود .. تتنوع وتتباين من إنسان لآخر ولا يكون صراعنا فى الحياة إلا أننا نريد ان نحقق قضايا ذات أهمية خاصة رسمنا ملامحها لتحقق قضية وجودنا وسط عراقيل تحول دون ذلك .
يكون المال والسلطة أعلى مستويات قضايا إهتمام التى ننشدها وتستأثر على إهتمامنا , فالمال لا يكون وسيلة لإيفاء متطلبات إنسانية بل رغبة أن نحظى بإهتمام الآخرين كوننا نملك مصدر قوة وتمايز نرغب ونريد أن نرى التقدير والإهتمام فى عيون الآخرين شأنه الذهب فقيمته فى إستحواذه ليحقق حالة من التمايز نحظى منها على إهتمام الإخرين بنا ... أما السلطة على كافة مستوياتها من القمة إلى أدنى مستوياتها متمثلة فى سلطة الرجل على المرأة والأب فى الأسرة فهى مسعى نريده من الإهتمام فنحن ذات وضعية متميزة وفى بؤرة الإهتمام ولسنا كيانات مهمشة الفعل والتأثير .

الحب ذاته لايقوم له قائمة بدون الإهتمام بل هو فى مغزاه حالة إهتمام فنحن نحب الآخرين لسعادتنا بالإهتمام بهم ونسعد بحبهم لأنه تعبير عن حالة إهتمام فهكذا نجد فى كل علاقات الحب يُمثل الإهتمام حجر زاوية فيه .. فالأم تحب وليدها لأنها تسعد بخلق حالة إهتمام لجزئية فى الوجود يكون عالمها الجديد , والطفل يحب أمه لأنه يحظى بالإهتمام والرعاية التى ينالها .. حتى العلاقة العاطفية بين الرجل والمرأة تقوم على حالة الفرحة بالإهتمام التى يقدمها كل طرف للآخر فنحن لنا وجود يحظى بإهتمام الأخر ولسنا نكرة أو قيمة مُهملة لا يشعر ولا يهتم بها أحد , وتجد هذا الأمر فى الرجل والمرأة على السواء وإن ظهر فى المرأة بصورة متصاعدة كونها أكثر حساسية ورقة .

بالطبع علاقات الحب تقوم على إيفاء حاجة وغاية فيكون الإهتمام الذى نريده فى إشباع حاجات داخلية كمتطلبات الجسد لن يتم إغفالها فالطفل يحتاج بجانب الإهتمام الغذاء والإشباع .. والأحبة الذين يسعدون بأن هناك طرف آخر أولاهم الإهتمام يطلبون أيضا حاجات جسدية ضمن إهتماماتهم فليست الحاجة للإهتمام تقتصر على مشاعر دافئة فحسب , بل قد نجد الكثير من البشر يولى الإهتمام نظير حاجات مادية فجة غير مُعتنى بنواحى نفسية تطلب الإشباع , لذا عندما تزول يفقد الإهتمام معناه لينصرف لقضية إهتمام أخرى , ولكن مازال يوجد بشر يولى الإهتمام نظير حاجة نفسية تطلب الأمان والسلام والدفء فقط ولا يعنيه إشباع حاجات مادية .

نعيش الوجود المادى بوعينا فنجده مُصمت غير متفاعل وهذا سبب حيرتنا وإغترابنا عن الوجود فنحن أمام وجود فاعل خالى من الفكر والإحساس والحميمية , ولعل هذا يفسر لنا لماذا إعتقد الإنسان القديم بأن الآلهة تتمثل فى الظواهر الطبيعية بصورة شاخصة فهو يرى الطبيعة تمارس الفعل والحضور القوى والمؤثر فتصور أن هذا الحضور متمثلاً فى كيان عاقل ذو إحساس مثله يمارس عملية إهتمام به , لذا جَسد الإله فى صور الطبيعة فهو لن يقيم علاقة مع وجود مصمت بلا إحساس ولا إهتمام سواء كان هذا الإهتمام مُنعماً مترفقاً أو قاسياً منتقماً .
تأتى الصلوات والطقوس والقرابين كصيغة إهتمام بالإله حتى يولى الإنسان الإهتمام أيضا .. قد نراه حالة نفاقية إنتهازية من الإهتمام ولكن من قال غير ذلك , فالعملية الإيمانية تقوم أساساً على تبادل الإهتمام والمنفعة فلو لم يكن هناك جنه وجحيم فى إعتقاد المؤمنين فلن يُبدد الإنسان دقيقة من وقته فى الصلوات والعبادة وسيولى إهتمامه بقضية أخرى ذات إهتمام .

نحن خلقنا فكرة الإله ليهتم بنا ونَهتم به .. يهتم بنا نتلمسه فى قائمة طلبات الرزق والستر والدعم والعناية والتوفيق وتجنب الإلم أما الإهتمام به فتتحرك فى إطار خلق قضية للوجود فتجعل للوجود معنى فهناك قضية تشغلنا تجعل للحياة هدف وغاية نتماهى فيه لتخرجنا من عبثية فكرة أن الوجود بلا معنى , وتطرد فكرة أننا والدود على نفس النهج بلا غاية ولا قيمة , فنحن نختلف فلدينا قضية إهتمام وإدارة أعمال سنقدمها للمدير السمائى ليس لطلب المكافأة فحسب ولكن فى خلق معنى وغاية للحياة فالإمتحان رغم سخافته على أى مستوى فهو يجعل للعملية التعليمية معنى - هذا الأمر يشبه مفهوم العمل فى الفلسفة الماركسية فهو ليس لجلب وإكتناز المال بل لأنه نشاط إنسانى يجعل من الإنسان إنسان يحقق ذاته ووجوده من خلال فعل وجودى فالإهتمام بالإله هو خلق قضية نهتم بها ونخلص فى سبيلها فلا تقتصر على منفعة برجماتية وأمال متوهمة فقط بل كقضية تلهينا وتستحوذ على عقولنا بأن هناك إهتمام ذو غاية طالما ليس هناك قضية أخرى .

جعلنا الإله راصداً ومراقباً فى إطار أن نحظى على الإهتمام .. فالرصد والمراقبة هنا تعنى الإهتمام بذواتنا وبأننا ذوات قيمة جديرة بالرصد فنحن لسنا بالشئ العدم والتافه والغير محسوب الذى لا يستدعى الإهتمام بل الكل ينظر لفعلنا وهمساتنا , وهذا شبيه بما نراه فى ثقافة الشعوب البائسة التى تعيش فوبيا المؤامرة , فالخارج متكالب عليها ولا شاغل له إلا تدبير المؤامرات , فهنا الشعوب تعوض إحساسها بالتهمييش والضآلة بتصعيد فكرة من يُراقب ويُخطط ويَهتم فتحس بقيمة وجودها الباهت .
غرور الإنسان أو رغبته فى ان يكون ذو اهمية وإهتمام سخر فكرة الإله فى التخطيط والتدبير والمراقبة والرصد ولا مانع ان تكون قبلتى الخجولة لبنت الجيران من الأهمية بمكان ليتم رصدها وتدوينها .!
لم يعنينا فى خضم جعل الإله مهتماً أن هذا المنحى سيقوض فكرة الإله وينزع عنه كماله ليضعه فى مصاف الإحتياج والغاية ولن تخلو الأمور من ردود فعله فهو سيكون مهتماً حسب فعلنا وما نخطوه فى الحياة فإما يرتب الأقدار فى صالحنا أوضدنا .

الله محبة صورة تتلمس بحث الإنسان فى خلق قضية إهتمام حيوية تعطى له الأمان والسلام فهناك إله يهتم بحاله ويحبه ليتبادل الإنسان هذا الشعور مع إلهه بالحب فلا يُقدم على فعل الشر ليس خوفاً من الإله بل لأنه لا يريد أن يغضب الإله الحبيب .. ولكن هذه الحالة المتخيلة المتوهمة لن تحقق بالفعل أى علاقة حب بين الإنسان والإله لعدم وجود أى معطيات تجعلها قائمة فكيف الحب مع وجود غير ماثل , ليمارس الإنسان إستدعاء كيمياء مشاعر الحب من ذاكرته ويسقطها على هذا الموقف بغية خلق حالة خاصة من الإهتمام تعطى لوجوده معنى فهو الحبيب والمحبوب .

الرب راع فلا يعوزنى شئ قد تكون هذه الآية من مزامير داود تختزل كل القضية الإنسانية فى غاية الإهتمام بالعناية والترفق - فهو تصور الإله كراعى للقطيع فى صياغة مجازية وهنا يكون المجاز مقبولاً وليس كما يستهلكه المؤمنون فى إسقاطه على نصوص متهافته تثقب العقول .. ولكن يهمنا ان نبين أن الرعاية والإهتمام بمفهومها الواسع هو غاية الإنسان من خلق فكرة الإله فنحن نريده مهتماً كالراعى ولن نقبل بسلبيته وإهماله ,فالإهمال والتهمييش يعيدنا إلى مربع اللامعنى والعدمية .
الإهتمام الذى نطلبه ليجعل لحياتنا معنى له ضريبة يجب أن ندفعها فكما يهتم الذكر بالأنثى عليه أن يقدم مقابل هذا الإهتمام فإهتمام الإله بنا يقابله أن نقدم له الطقوس والعبادة المطلوبة كقضية إهتمام متبادلة .. ومن هنا يمكن ان نسترجع الأجابات الأولى التى يرددها المؤمن حال قيل له بعدم وجود إله أو إنتفاء عالم أخروى مُستقبل له , فنحن لو خالجنا فكر إنتفاء الإهتمام من الإله أو تداراكنا عدم وجود رب يهتم ويعتنى فلن نهتم به وسنخلق قضية إهتمام أخرى .

عندما نقرأ الأساطير والأديان والمعتقدات المختلفة لن تخلو إحداها من تصدير فكر إنسانى يعنى بقضية الإهتمام عناية خاصة تصل لحد الإفراط , فيرسم ملامح أساطيره مسقطاً عليها أهمية وجوده وأنه ذو إحتفالية خاصة فى الوجود فالكون خُلق من أجل حبة الغبار المسماة " كوكب الأرض" التى هى محور الكون والتى أسس الإله الخلق من أجلها وإستغرق معظم أيام الأسطورة لتستقبل الحضور الإنسانى الميمون .. وأن ملايين النجوم التى ترصع السماء التى تعادل الواحدة منها مليون مرة حجم الأرض هى مصابيح للزينة والإضاءة الرومانسية .. و الحيوانات والطبيعة خلقت خصيصاً لتكون سخرة للإنسان-ولا تعرف أين التسخير- وأن الإله متكالب فى إعداد المنتجع السياحى الباهظ التكلفة فى الجنة من أجل تقديم خدمة ممتازة من الطعام والخمور والنساء كرمال انسان سجد له بعض الدقائق ومارس حركات بلهاء .
سيفيض علينا التراث الميثولوجى الدينى بالكثير من الأساطير التى تصور بأننا اصحاب أهمية خاصة وأن هناك قضية إهتمام بوجودنا فهكذا رسم الإنسان الصورة التى يريدها ليجعل للوجود معنى وغاية يكون فيه هو الممثل الوحيد وذو الإحتفالية والشعبية المتفردة .

يمكن إختزال قضية الإنسان بالرغبة فى خلق قضية إهتمام تحقق له وجوده المغترب .. فهو يخلق معنى وغاية فى وجود يراه فى أعماقه بلا معنى ولا غاية , فإشكالية الإنسان المحورية أنه لا يريد أن يصدق بأنه وحدة وجودية فى العالم لا تزيد عن أى وحدة وجودية أخرى إلا بالوعى الذى دفعه أن يتعالى على الوجود فيرفض بعناد شديد أن يتساوى مع الدودة بالرغم أنهما كيانات حية تخضع لقانون طبيعى واحد فخلق فى أعماقه أن وجوده مميز مصحوب بإحتفالية خاصة وإهتمام خاص فهناك من يهتم ويعتنى ويسجل مواقفه صوت وصورة ولن يتوانى فى إعداد أبكار يفضهن ليعيد بكارتهن كرمال شهواته الشبقة .

هل يمكن القول بأن العملية الإيمانية لا تزيد عن خلق قضية إهتمام رسمناها هكذا وحققنا بها وجودنا بهكذا إطار لنتجاوز حالة من العدمية والإحباط واللامعنى فرسمنا قضية إهتمام تُحقق لنا معنى وبالغنا وأفرطنا كثيراً فى خطوطها وألوانها , ولكن هل يمكن أن نخلق قضية إهتمام أخرى .. أرى ان الإنسان المبدع للفكرة قادر دوماً على خلق قضايا إهتمام أخرى غير غارقة فى ألوانها الفجة

دمتم بخير
"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " - حلم الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة العربية بين جمود الثقافة والتراث وهيمنة مجتمع ذكورى
- الأديان بشرية الهوى والهوية -خيالات إنسان قديم (3)
- ثقافتنا ومعارفنا البائسة بين التلقين والقولبة - لماذا نحن مت ...
- حكمت المحكمة - يُقتل المسلم بكافر ! (4)
- عذراً لا أريد أن أكون إلهاً - خربشة عقل على جدران الخرافة وا ...
- مَخدعون و مُخادعون - كيف يؤمنون ولماذا يعتقدون (18)
- حصاد عام على إنتفاضة المصريين فى 25 يناير
- زيف الفكر وإزدواجية السلوك وإختلال المعايير - لماذا نحن متخل ...
- ثقافة وروح العبودية - لماذا نحن متخلفون (1)
- الأديان بشرية الهوى والهوية -نحن نتجاوز الآلهة وتشريعاتها (2 ...
- قطرة الماء تتساقط فتسقط معها أوهامنا الكبيرة - خربشة عقل على ...
- الأخلاق والسلوك ما بين الغاية ووهم المقدس - لماذا يؤمنون وكي ...
- نحن نخلق آلهتنا ونمنحها صفاتنا -خربشة عقل على جدران الخرافة ...
- الحجاب بين الوهم والزيف والخداع والقهر - الدين عندما ينتهك إ ...
- هل هو شعب باع ثورته ويبحث عن جلاديه أم هو اليُتم السياسى .. ...
- مراجعة لدور اليسار فى الثورات العربية ونظرة إستشرافية مأمولة
- مشاركة القوى اليسارية والنقابات العمالية والاتحادات الجماهير ...
- فى داخل كل منا ملحد !..إنه الشك يا حبيبى - لماذا يؤمنون وكيف ...
- الثورة الناعمة عرفت طريقها .. شعب سيصنع ثورته من مخاض الألم
- تثبيت المشاهد والمواقف - الدين عندما ينتهك إنسانيتنا (32)


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - البحث عن قضية إهتمام - الله مهتماً - لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون (19)