أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - مَخدعون و مُخادعون - كيف يؤمنون ولماذا يعتقدون (18)















المزيد.....

مَخدعون و مُخادعون - كيف يؤمنون ولماذا يعتقدون (18)


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 3620 - 2012 / 1 / 27 - 15:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


" وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون " تلك الآية وما يناظرها فى كافة الأديان والمعتقدات تعطى مغزى الخلق بالنسبة لله فهو لديه غاية فى نيل العبادة من الإنسان شبيهاً بالملك الذى يريد من رعيته ان تقدم له فروض الإجلال والتوقير .. وبالرغم ان العبادة لله كما فى الآية تدخل فى نطاق الغاية , وبالتأمل فيها سنجد أنها تنزع عنه ألوهيته وكماله فهو تحت الحاجة شأنه شأن الملك الذى يبحث عن جلاله فيأمر الرعية بذلك ولا يتوانى أن يعاقب من يرفض الخضوع له ويجزى العطاء لمن يقدم فروض الطاعة والولاء .!!

يصدر لنا الفكر الدينى أن الصلاة هى الممارسة التى يريدها الله من الإنسان كشكل من أشكال العبادة والرضوخ بما يصاحبها من تلاوات وأداء حركى بالسجود والركوع والقيام ولا بأس من أن تشمل تقديم بعض القرابين والأضاحى كشكل من الممارسة الطقسية ولنسأل هنا هل هذا الإداء سيرضى الله ويلبى غايته .؟!.. ولماذا إعتناء المنظومة الدينية بقضية الصلوات لدرجة أن تعتبره فرضاً واجب التنفيذ لا مناص منه فهل هذا الأداء يحقق العبادة والعبودية .؟!

الموقف الإنسانى هو موقف خاضع لطلبات فكرة الله والمسوقة له من قبل الكهنه , وإنسحاقه يأتى فى سياق مفهوم نفعى برجماتى بحت باحث عن الفائدة وحاسب للأضرار المترتبة عن الإنصراف عن عبادته , فقضية العبادة لله فى حد ذاتها لا تعني الإنسان ولا تشكل له أى أهمية عندما تسقط فكرة العصا والجزرة التى تحدد مسار حركته وفعله , فلو سألنا أنفسنا سؤالا منطقيا ماذا لو أدرك الإنسان بأنه لا يوجد عالم آخروى وتبدد من ذهنه فكرة المحاكمة الإلهية والثواب والعقاب فهل ستجد إنسان ينفق دقيقة من وقته فى ممارسة الصلوات والعبادات .؟!!
هذا الإقتراض يجد منطقيته , فمبدئيا لا يوجد ما يثبت ان هناك عالم أخروى بل العقل والعلم والمشاهدة تنفى تماماً أى إمكانية لهذه القصة الأسطورية وما يرافقها من صور واهمة قنتازية تبدأ بتجميع جزيئات الإنسان بعد أن ذاب وتبدد فى كل مكونات الطبيعة بل دخل فى مكونات عضوية اخرى من إنسان وحيوان ونبات ليتم عملية إستحضار وتجميع هذه الجزئيات !!, ولكن دعنا نقول من باب المنطق المجرد أن ورود فكرة بعث يقابلها ويعادلها إنعدامه .
الإنسان لو فقد فكرة البعث والحساب والثواب والعقاب ونزع فى الوقت ذاته عن ذهنه هذا الغرور والنرجسية بأنه محور للكون ليعيش حياته كأى كائن حى بلا أى ميزة تفاضلية يُفنيه الموت بلا رجاء فى حياة أخرى فلن يبدد دقيقة فى صلاة بغض النظر من وجود إله أو عدمه .

نخلص من هذه الصورة ان الإنسان يؤمن ويؤدى الصلوات بمنهجية مزيفة مخادعة ذات بعد برجماتى نفعى لا تعنى بقضية الصلاة فى حد ذاتها إلا تحقيق غاية يتوهمها .
بعض المؤمنين أمام هذه الإشكالية لا يتورعوا فى إستدعاء مبدأ باسكال الذى يبدو أنه قديم التكوين فهو يعلن بأن الإنسان إذا عبد الإله وقدم صلواته فلن يخسر شيئاً فى حالة عدم وجود مَحكمة ومُحاسبة وجنه وجحيم بينما ستكون الخسارة فادحة لو وُجد حساب وسُأل عن عبادته وصلواته .!!
هذا النهج يفضح ويؤكد إنتهازية الإنسان ونفاقه ويجعل من ممارسة الصلاة مجرد أداء تكون النفعية والبرجماتية والنفاق هى كل المبتغى .

* صلوات بلا معنى .
نأتى لجانب آخر من المشهد يبين أن فعل الصلاة يترجم كل الزيف والخداع الإنسانى فكما نرى من خلال الفكر الدينى أن الصلوات واجبة لله ولا ينازعه فيها أحد لنسأل سؤالا محدداً " هل الله يقبل الصلاة من الإنسان ولو كان عقله شاردا" .؟!
لا نجد فى التراث الدينى تناول لهذا السؤال فهل هذا يرجع لأن مُبدع طقس الصلاة يشرد هو الآخر أم أن ذهنية الإنسان القديم لا تحفل بقضية الشرود من عدمه فهى تمارس فعل لإرضاء الإله فقط .
النهج الدينى لا يبطل الصلاة التى تتم بذهن شارد بينما سيبطلها لو زادت ركعة أو نقصت أو ورد أى خلل فى المراحل الإجرائية للصلاة ولتسأل هنا هل الإله يقبل بتلك الصلوات الباهتة الفارغة الخالية من الإحساس والمعايشة ليكون الشكل الببغائى هو مضمونها ومحتواها ؟!!.. فإذا كان يقبلها فنحن هنا أمام علامة إستفهام كبيرة عن هذا الإله الذى يقبل هكذا فعل نفاقى من الدرجة الأولى خالى من أى مصداقية وحيوية وهذا يجعلنى أستدعى مشهد فنتازى يمكن اسقاطه فى هذا السياق عندما أرى فى اسواق مصر الشعبية البائع الذى يستعيض عن نداءه على بضاعته بإستحضار كاسيت يردد على الدوام " ماكينة الخياطة بتخيط الملابس ب 12ونصف "!!

* ممثلون ومزيفون
لا يقتصر الزيف عند حد أداء الصلوات وترديدها كالببغاوات بدون أى معايشة بغية إنجاز مهمة يريدها الإله - فلينالها .. صحيح أن معظم المؤمنين يُمارسون الصلوات بهكذا نهج ولكن توجد شرائح منهم يعطون إنطباع بأنهم فى حالة من الصوفية والتركيز والمعايشة تتفاوت بالفعل من إنسان لآخر ليكون أكثر الممارسين لحالة الخشوع والصفاء هم الأكثر زيفاً أو قل هم المُخادعون أو المَخدعون فى حالة من الإدراك أو اللاإدراك .!!

أتذكر شئ فى الطفولة عندما كُنت أرتاد الكنيسة وأنظر للمصلين فأجدهم فى حالة من الخشوع والتضرع بينما لا ينتابينى هذا الإحساس لأنصرف إلى تأمل اللوحات الرائعة المعلقة على الجدران والزخارف الجميلة فى السقف منتظرا ً أن تنتهى الصلوات حتى أطلق ساقاى للريح .. ألاحظ حالة الورع والتضرع وحالة من الصفاء تعترى بعض الكبار أثناء الصلاة للدرجة اننى كنت ألمح عيون تدمع وهى تصلى فتنتابنى الحيرة من حالة البرود التى تعترينى وتلك المشاعر الدافئة التى تراود الكبار ليعزى أبى هذا الأمر بأن الشيطان الذى يعبث فى دماغى يلهينى عن الصلاة والتمتع بها !! ... والغريب حينها أننى لم أعتقد بقصة الشيطان تلك ويجئ رفضى لوجوده من تصريحات كثيرة للأخوة والرفاق الذين يعلقون اخطائهم دوماً على الشيطان الذى خدعهم وضحك على عقولهم فى محاولة للتنصل من أخطاء يخجلون منها .. ولكن تبقي هناك حيرة من تفسير لماذا يتفاعل الآخرين فى الصلاة ولماذا يكون البرود والشرود هو من نصيبى .!

مشهد الخشوع والإرتياح أراه متكرراً حاضراً فى المسيحيين والمسلمين لتتشابه نفس الحالة من التقوى والورع والسلام وتظهر ملامحها أيضا على وجوه المصلين عند إنتهائهم من الصلاة فلا تعرف هل هم فى شحنه عاطفية مازلت تعتريهم أم هو إرتياح من إنتهاء هذا الفرض المكرر الرتيب !!! .. أتلمس أيضا حالة من الخشوع تنتاب المصلين عندما يقرأون القرآن والكتاب المقدس ليرتبط فى ذهنى حينها أن هناك حالة وجدانية خاصة تنتاب الإنسان عندما يمسك ويتلمس كتابه المقدس أو حين يرتاد المسجد والكنيسة ولكن لاحظت شيئاً بأن هناك خصوصية وجدانية محددة فالمسلمون عندما يرتادون الكنيسة للمشاركة فى الأعراس أو العزاء ليسوا كما يرتادون المسجد , والمسيحى الذى يستمع ويقرأ القرآن فى المدرسة لا يحمل نفس الخشوع عندما يستمع للأنجيل .

مع تراكم المشاهدات وتطور الوعى كأداة لقراءة المشاهد بعمق يمكن تأمل المشهد الإيمانى والممارسات الطقسية المصاحبة له كالصلاة لنجد أنها لا تعدو سوى حالة من الزيف والوهم الإنسانى الذى يفرض نفسه على السلوك والأداء فنحن أمام وعى إما مَخدوع أو مُخادع لم يكتفى بقهر العقل بقبول خرافات وغيبيات ليس لها ما يثبتها ويؤكدها بل مارس عملية زيف وتمثيل وإدعاء بأن هناك معايشة شعورية مع فعل الصلاة حيث السلام الذى يحل والصفاء الذى يملأ جنبات النفس من فعل الصلاة .!!
هؤلاء المصلون الوارعون الذين يعطون لك إحساس بالتقوى والخشوع والصفاء ماهم إلا ممثلون مزيفون بارعون فى خداع أنفسهم والآخرين .. هم يوهمون انفسهم انهم فى محضر الرب ليمارسوا حالة مزيفة من المشاعر والأحاسيس .. هم يستحضرون بالفعل تجارب حسية وشعورية من الدماغ للهدوء والسلام والسكينة ليسقطوها عند أداء الصلوات و قراءة الكتب المقدسة فيخيل إليك أنهم فى حالة من النُسك والخشوع بينما هم إما مزيفون يُمارسون هذا الدور ويدركون فى داخلهم زيفه , أو يعيشون مشهد الخشوع والورع وهم لا يدركون فيكونون مثل الممثل الذى يتقمص الدور ويتعايش معه بكل وجدانه ليؤديه وهو فى حالة إنفصام عن ذاته ليصبح أداء ممنهج يمارسه الصوفيين والرهبان ومن يحذو حذوهم بإستحضار مشاعر وتقمصها .

بالطبع لا يكون حكمنا على تزييف المؤمنين لمشاعرهم حكما ً قاسيا ً جاء من تحامل أو رؤية ومشاهدة وإستنتاج ذاتى فالأمور لا تستدعى ان نسخر ونقلل من قيمة أى إحساس ومشاعر إنسانية مهما كانت بسيطة وعفوية أو مشوشة وباهتة ولكن هى محاولة لفك الإشتباك وتفسير تلك الحالة من التقوى والورع والسلام الذى يدعون أنها مرتبطة بعملية الصلاة لتغمر الإنسان بمتعة التواصل .
يمكن القول بأن الصلاة يستحيل أن تمنح تلك الحالة فالإنسان هو الذى يَستجلب مشاعر الخشوع والسلام من ذاكرته ليُسقطها على حال الصلاة , وقد لا يدرك فى الغالب هذا الأمر فيكون هنا واهماً مَخدوعا أو قد يَعى أنه يؤدى مشهد تمثيلي وهكذا هو الدور الذى يلعبه فهنا يكون مُزيفا مُخادعاً يبغى هالة من الإحترام والتوقير فى عيون الآخرين .

نجد قول المسيح " متى صليت فادخل إلى مخدعك واغلق بابك وصل إلى أبيك الذى فى الخفاء. فأبوك الذى يرى فى الخفاء يجازيك علانية"
هذه المقولة إستوعبت فكرة النفاق والتمثيل الذى يمارسه المؤمنون أثناء الصلاة بغية الحصول على التقدير والإشادة من الآخرين بأنهم تقاة ولكن هذه الآية لم تحل إشكالية أن الإنسان لم ولن يستطيع أن يقدم حالة معايشة وتواصل وحالة شعورية لو مارس الصلاة منفرداً ولو فى داخل حصن .

لماذا نؤكد أن عملية الصلاة لله لن تجلب تلك المشاعر من الطمأنينة والسكينة وأنها مجرد إستجلاب مشاعر من أرشيف الدماغ يتم إستدعائها ؟
لا توجد أى حالة تواصل حسى بين فكرة الله والإنسان مما يستحيل معه أن تتولد أى مشاعر أوأحاسيس أو أى حالة وجدانية اثناء الصلاة , فالإنسان لا يتواصل أو يتفاعل إلا مع وجود يتلمسه ويتحسسه له معه تجارب وذكريات فنحن يمكن ان نستدعى صور لصديق أو حبيبة من أدمغتنا ونبنى عليها مشاهد وننفعل بها بدون وجود هذا الصديق أو الحبيب فصوره مُخزنة فى ذاكرتنا من ملامح وتكوين يمكن ان نسترجعها ونتفاعل معها منتجين الشعور كما يمكن أن نبتكر مشاهد وسيناريوهات من خيالنا ونتفاعل معها أيضاً شريطة ان تتواجد صور مبدئية .. ومن هنا فلا إمكانية للتفاعل مع حالة ليس لها فى الدماغ حالة وجودية ملموسة ذات صورة وملامح لخلق حالة شعورية وإلا هذا يعنى اللامعنى والعبث بعينه .
يستحيل أن ينتج الإنسان موقف شعورى مع كيان غير موجود وقولنا بعدم الوجود يعنى أن لا توجد له ابعاد وملامح مادية يدركها الدماغ الذى يتعامل مع الوجود فى أبعاده الأربعة ... فكيف يكون هناك مشاعر للإنسان تجاه الله فى الصلاة من حيث الخشوع والصفاء إذا كان الله كيان وذات غير مادي غير محدود وليس كمثله شئ ؟!!.. كيف يتعامل الدماغ لينتج إنفعالات وإنطباعات ومشاعر مع كيان ليس لديه أى صورة وملمح فى داخله فوجوده روحى كما يقولون ذو طبيعة مغايرة غير الطبيعة الإنسانية ليستحيل على الدماغ أن يستوعبها فلا توجد أى وسيلة لتكوين صورة لتنشأ علاقة وإحساس .!!

المعتقدات الوثنية التى يسخرون منها والتى تجسد الآلهة فى طوطم أو صنم لتحل فيه روح الإله قد تكون أكثر سهولة فى قبول الإنسان وتفاعله مع فكرة الإله عن ذاك الإدعاء الذى تجعل الإله ذو كينونة لا يمكن إدراكها لتخاصم العقل فلا يستوعب ولايتفاعل ولا ينتج أحاسيس ومشاعر .. لسنا بالطبع بصدد تفضيل العبادات الوثنية عن فكرة الإله المعلق فى السماء حاملاً طبيعة مغايرة لا يدركها الإنسان فكلها خيالات وأفكار تعبر عن طفولية الإنسان ولكن ما يعنينا هو البحث فى وهم التواصل الشعورى الإنسانى مع الفكرة فهل يمكن ان تتكون حالة شعورية مع كيان هلامى ليس لدينا صور عنه ولا ذكريات ولا أبعاد محددة .. إنه العبث بعينه أو الزيف بعينه .

* الشرود
لا تكتفى الأمور عند الإحساس الزائف بالصفاء والخشوع والسلام المتوهم بفعل الصلاة فهى لا تزيد فى أحسن الاحوال صدقاً عن إستحضار حالة شعورية وتقمصها ولكن هناك إدعاء يتردد لدى البعض بأنهم فى حالة ذهنية وروحية صافية عند الصلاة ليحلق العقل فى حالة من الورع والصفاء الذهنى .
كَاذبون ومُخادعون من يدعون أنهم لا يعتريهم الشرود أثناء صلواتهم فلن توجد صلاة بدون شرود فلا إمكانية للعقل أن يكون صافياً فى عملية الصلاة والتضرع , فالإله غير واضح الصورة والملامح حتى تتحقق أى شكل من أشكال المناجاة والتواصل الحى فكيف للعقل أن يذكر الإله ويحس بمحضره ويفكر فيه وهو لا يدرك محدداته وأبعاده ؟!.. كيف للذهن أن يركز فى اللاصورة , انه العبث بعينه ومن المستحيل تحقيقه فشفرة الدماغ كما ذكرنا تتعاطى مع تكوين وجودى مادى تتلمسه فتتواصل معه وتركز فى التعايش بداخله كما يتم إستحضار صورة لحبيبة أو عزيز لدينا فيحدث نوع من التركيز والخيال المنساب والمشاعر المرافقة بالضرورة .
الله الروح الغير مادى الغير محدد بأبعاد لن يجد له حضوراً فى الذهن البشرى أثناء أداء الصلوات فجهاز الإستقبال لا يستقبل مثل تلك الشفرة بفرض وجودها .. وطالما العقل الإنسانى لا يتوقف عن التفكير والتعاطى مع الواقع المادى بصوره الحاضرة أو المخزنة فى الأرشيف , فسنجد الإنسان يقلب عيونه فى المكان متأملاً سقف وجدران وسجاد المسجد والكنيسة أو يستدعى همومه وقضاياه التى تشغله ليتم التعاطى معها فالدماغ لا يتوقف ولا يتعاطى إلا مع عالم مادى بأبعاده الأربعة لينتج منها الإنطباع والإحساس والشعور .

الإنسان يمارس فعل الصلاة بأداء إما باهتاً لينجز مهمة يجب أن يؤديها إنتظارا للجزرة وخوفا من العصا أو قد يؤديها بإستعارة مشاهد وتجارب حسية شعوية يسقطها عند أداء الصلوات بشكل عفوى ودون وعى حقيقى فيتخيل أن الصلاة تجلب عليه السكينة والصفاء والراحة أى هى قدرة على تقمص موقف شعورى محدد وأدائه على مسرح الكنيسة أو الجامع لنجد المؤمنين يبدعون فى أداءه لتصل عند البعض لحالة من عيون تدمع وقلوب ترتجف .!

لو سألنا أنفسنا لماذا تُستحب الصلاة الجماعية للمؤمنين فى المسجد أو الكنيسة ويعظم من شأنها عن الصلاة الفردية فهل هذا الأمر يستطيبه الإله ان يرى جمع من العابدين الساجدين بالرغم أن المُصلى ستقل لديه حالة التشتت والشرود إذا صلى منفرداً .. فهل هى صورة مُستعارة للملك الذى يطرب بجموع الشعب الساجد لموكبه ..ولكن تبقى فكرة الهوية والمشروع الإجتماعى للجماعة البشرية التى تتوحد من خلال طقس الصلاة هى لب المغزى والمعنى .

يمكن أن نعزى الحالة الوجدانية المتوهمة فى أداء فعل الصلاة بأن الإنسان يناجى نفسه , فهو الوجود والمصدر الوحيد لإنتاج الإنطباعات والمشاعر ليمارس فعل تواصل عميق مع النفس التى يعاتبها ويجلدها كضمير يتم توبيخه على تجاوزات وصدامات تمت مع الضمير الجمعى الذى يستنكر فعله ومحاولة منه للترفق بالذات وتلمس الأعذار لها عن ضعفها وحاجاتها الأساسية لتطلب العفو من الضمير الذى يجلد النفس بسياط الضمير الجمعى .

دمتم بخير .
"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " - حلم الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حصاد عام على إنتفاضة المصريين فى 25 يناير
- زيف الفكر وإزدواجية السلوك وإختلال المعايير - لماذا نحن متخل ...
- ثقافة وروح العبودية - لماذا نحن متخلفون (1)
- الأديان بشرية الهوى والهوية -نحن نتجاوز الآلهة وتشريعاتها (2 ...
- قطرة الماء تتساقط فتسقط معها أوهامنا الكبيرة - خربشة عقل على ...
- الأخلاق والسلوك ما بين الغاية ووهم المقدس - لماذا يؤمنون وكي ...
- نحن نخلق آلهتنا ونمنحها صفاتنا -خربشة عقل على جدران الخرافة ...
- الحجاب بين الوهم والزيف والخداع والقهر - الدين عندما ينتهك إ ...
- هل هو شعب باع ثورته ويبحث عن جلاديه أم هو اليُتم السياسى .. ...
- مراجعة لدور اليسار فى الثورات العربية ونظرة إستشرافية مأمولة
- مشاركة القوى اليسارية والنقابات العمالية والاتحادات الجماهير ...
- فى داخل كل منا ملحد !..إنه الشك يا حبيبى - لماذا يؤمنون وكيف ...
- الثورة الناعمة عرفت طريقها .. شعب سيصنع ثورته من مخاض الألم
- تثبيت المشاهد والمواقف - الدين عندما ينتهك إنسانيتنا (32)
- تحريف الكتب ما بين رغبة السياسى والإخفاق الإلهى - تديين السي ...
- المؤلفة قلوبهم بين الفعل السياسى والأداء الإلهى - تديين السي ...
- العمالة الغبية والثقافة الداعية للتقسيم فى مشروع الشرق الأوس ...
- إبحث عن القضيب !! - لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون (15)
- هل التراث والنص بشع أم نحن من نمتلك البشاعة - الدين عندما ين ...
- مشهد ماسبيرو يزيح الأقنعة والأوهام ويكشف الرؤوس المدفونة فى ...


المزيد.....




- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...
- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - مَخدعون و مُخادعون - كيف يؤمنون ولماذا يعتقدون (18)