أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حمدى السعيد سالم - مسدسات تطلق رصاصها فى قلب مصر















المزيد.....

مسدسات تطلق رصاصها فى قلب مصر


حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 3640 - 2012 / 2 / 16 - 04:04
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


من وجهة نظرى المتواضعة ارى ان شعوبنا وبخاصة الشعب المصرى مثل اشجار ( الأفزاليا ) ... عندما تكون صغيرة تكون اعوادها لينة معوجة .. ورائحتها كريهة ... ولكن عندما يشتد عودها وتعلو أغصانها وتتعالى ازهارها ... تصبح فى صلابة الحديد وتستطيع حمل الفيل دون ان تتوجع او تتكسر اغصانها ... وقد حملت اشجارنا وهى صغيرة الفيلة التى يركبها الانجليز عندما كانوا يحتلون مصرنا الغالية دون ان تنكسر مصر او تتوجع اعوادها ... لقد تجاوزنا تلك الفترة من تاريخ مصر من خلال تقارب ابناء مصر وتكاتفهم وترابطهم النفسى والاجتماعى وتوحدهم فى معاداة الانجليز ... فمن خلال المودة بين المسلم والمسيحى كان القس يخطب من على منبر الازهر ... والشيخ يخطب من على منبر الكنيسة ...

فى الكتب العسكرية يعلمون الجنود كيف يتحولون من اعداء الى اصدقاء .. وذلك بأن يشتركوا فى حفر خندق او بناء جسر ... وبسرعة تتقارب الايدى وتتلامس ويتضاحك الجميع .. فيصبحون اصدقاء .... فالصداقة ليست شيئا يوجد ... انما هى علاقة نصنعها معا .. والصداقة درجة من درجات المودة ... واهل الريف اقدر الناس على المودة ودف العلاقات الانسانية .. فليس اسهل من ان تمتد ايديهم بالتحية وان تتسع أذرعهم بالعناق الحار , فهم قريبون وأقارب ... وكل مكان يجلسون فيه هو بيت ... وكل بيت يضم عائلة واحدة ... لذلك فالريف المصرى كلة عوائل او عيل او عائلات ... والعقلية التى تسود الجميع فى الريف المصرى انهم ابناء عم او خال او اخوة فى الرضاع ... فكل شىء يربطهم ببعضهم البعض فهم دائما مرتبطون مترابطون ... وهكذا يعيشون ولاولادهم يورثون الترابط والالفة والدفء والود !!...

ورغم ان صورة الريف المصرى مبهجة مفرحة جدا فى مجال العلاقات الاجتماعية والانسانية ... على النقيض تماما نجد صورة اخرى اكثر سوادا وقتامة من صورة الترابط والود الموجودة فى الريف المصرى .... حيث نجد فى بعض التجمعات فى مصر مجموعة من الشباب استغلهم رجل اكثر خبرة منهم ... ولعب على وتر ان المجتمع منحل ... وانهم وحدهم القادرون على اصلاحه ... اى ان هناك عددا من المشاكل الاخلاقية والدينية والاجتماعية والاقتصادية بغير حل !!.. والانسان امام هذه المشاكل يجب ان يفعل شيئا ... والناس عادة اما ان ينسحبوا من مواجهة المشاكل لكثرتها وصعوبتها ... واما ان يتهجموا عليها وعلى الناس ايضا ...

ومن مظاهر الانسحاب ان يذهب الشباب المصرى بعيدا عن المجتمع فتكون لهم حياة خاصة ... او ان يستغرقهم شىء كالهوس الدينى او التعصب الفكرى أو ادمان المخدرات أو الاسراف فى الجنس فهى جميعا اغراق واستغراق وهروب ... هؤلاء الشباب لايجدون مفرا من الاعتداء على المجتمع ... وبخاصة على الناس الذين لهم شكل الأب والأم .. كالمدرس ورجل السياسة وغيرهم من اصحاب النفوذ والسلطة ... ويرون فى هذا العدوان نوعا من الاصلاح الذى ينشدونه ... ويكون العدوان عنيفا ... لذلك ليس بمستغرب ان تحاول الجماعات المتأسلمة ان تبرر لنفسها هذا السلوك المنحرف ... فهم ينظرون الى المجتمع على انه هو الذى يعتدى عليهم ... لذلك فالجرائم التى يرتكبونها ليست جرائم فى رأيهم ... وانما هى نوع من الدفاع عن النفس .. ومواجهة العدوان بالعدوان والعنف بالعنف ...

جميع الجماعات المتأسلمة لديهم نوع من المثالية الزائفة ... لانهم يرون ان هناك صورة افضل لهذا المجتمع ... هذه الصورة فى رؤسهم هم !! ... وانهم وحدهم القادرون على تحقيقها ... ولما كانوا كجماعات دينية اقل من المجتمع المصرى ككل .. فلذلك ليس امامهم الا فرض هذه الصورة المثالية التى فى مخيلتهم بالقوة او بالدم اذا لزم الامر !!! ولذلك نجد لكل جماعة من الجماعات المتأسلمة هذه مرجع او شيخ كبير او أمير ... هذا الرجل يكون هو سيدهم وكبيرهم الذى لاترد له كلمة او رأى !!! لانه القوة التى تعطيهم شرعية الجريمة وشرعية الخروج على المجتمع ... فهو يفعل بهم وبعقولهم ما يشاء ... فهو الذى يضع القانون وفى نفس الوقت هو من يملك وحده التعدى عليه !!!

ولكن لماذا كل هذا ؟!! .. لماذا يلتقى هؤلاء الافراد معا .. ما الذى يمسكهم ؟! ... من المؤكد ان هناك تشابها فى تكوينهم النفسى والاجتماعى !! .. لان الانسان الارهابى المتعصب يختار هذا الاسلوب لعدة اسباب :
( 1 ) انه يريد ان يؤكد ذاته ... اى يريد ان يقول : انا هنا ..وانا قادر على فعل شىء .. مع ان احدهم لم يسأله ان كان قادرا او غير قادر ... ولكنه يعانى من مشكلة انه عاجز عن فعل شىء ... انه بلا وزن او فائدة او دور ... لذلك فالانضمام الى هذه الجماعات المتطرفة والمتأسلمة يعطيه فرصة ان يقول : انا فعلت ... انا قتلت ... انا رفعت الآذان فى مجلس الشعب ... الخ ...
( 2 ) معظم هؤلاء الشباب لهم مشاكل نفسية واجتماعية ..ولانهم شباب صغار فهم غير قادرين على حلها ... اما لانها كثيرة ... او لانهم يتعجلون ذلك ... ومن وسائل الهروب من هذه المشاكل ومتاعبها ان يلقى الانسان بنفسه على عدد آخر من الناس .. وان يذوب فيهم !! فاذا ذاب فقد استراح من حريته ومن ارادته ومن مسئوليته وترك ذلك كله لانسان اخر او لجماعة اخرى !!! اذن فهو محتاج الى الاستغراق فى جماعة بقصد اغراق متاعبه ... اى الاستغراق فى جماعة او مذهب من اجل اغراق كل اوجاعه ومشاكله !!! وبذلك يكون الاندماج او الانطواء تحت لواء او تحت امارة احد من الناس نوعا من الهروب الكبير بعيدا عن الشعور بالعجز وعدم القدرة على حل المشكلات !!!الجدير بالذكر ان هناك فارقا كبيرا بين المتدين والمتعصب ... فالمتدين هو الذى يؤمن بشىء او بشخص ما ... ولكن المتعصب هو الذى لايؤمن فقط انما هو الذى (يدمن) شيئا ما او يدمن طاعة شخص ... والادمان يجرد الانسان من حريته فى ان يقول ( لا ) ... وهو اصلا , لايريد ان يقول : لا او نعم !!! ... ولذلك فقد ادمن فكرة او مذهبا .. اى فقد ارادته بمحض ارادته !...
( 3 ) الارهابى المتعصب يجد متعة فى ان يكون قريبا من ضحيته .. لذلك يتنافس الارهابيون فيما بينهم من الذى يخطف فلانا او يقتله ... لانه يريد ان يرى الشخص الكبير وقد اصبح ضعيفا هزيلا ... يراه وهو يركع عند قدميه ... يراه وهو يبكى وهو يتعذب ... ثم وهو يقتله بعد ذلك ..ويكون القتل استكمالا لمتعة تعذيب الآخرين والتشفى منهم !!
اعضاء الجماعات المتأسلمة ظروفهم النفسية شاذة !!! ... وظروفهم الاجتماعية منحرفة وحياتهم العملية فاشلة ... اذن فهم جميعا أناس يريدون ان يثأروا من كل الناس ..

هؤلاء الشباب انتحاريون ارادوا او لم يريدوا ... فهم قد ادمنوا فكرة او رأيا او اسلوبا .. ولذلك لم تعد لديهم ارادة فهم لايستطيعون ان يمتنعوا عن هذا الشىء الذى ادمنوه ... ولذلك كانت هذه الجرأة او هذه الشجاعة ...وهى فى الحقيقة ليست الا نوعا من البلادة النفسية والعقلية !!! لذلك لابد من ان نطرح هذا السؤال الصعب : اذا كانت هذه الجماعات المنزوية المنطوية مجرمة فمن المسئول عن هذا الانحراف ؟ من الذى تركهم او تخلى عنهم حتى سقطوا ضحايا اشرار متمرسين واجهزة مخابرات عالمية تريد زعزعة استقرار المجتمع المصرى ؟!! هل هى غلطة رجال الامن ؟ ام غلطة الاسرة التى نشأوا فيها وظروفها المادية والاخلاقية ادت الى مشكلة اجتماعية سياسية اجرامية ؟! ام هل هى التربية الدينية المفتقدة فى البيت والمدرسة واجهزة الاعلام ؟! ... ام هل هم رجال الدين الاستفزازيون والانتهازيون فى المساجد الذين يشعلون النار فى كل الناس ويرفضون كل ما يجرى فى مصر , فاذا سمعهم هؤلاء الشباب زاد سخطهم وغيظهم !!! ام هى الصحافة واجهزة الاعلام التى تلقى بالوحل على الامس , والماء على اليوم , والورود على الغد فاحتار الشباب ما الذى يصدقونه وما الذى يكذبونه !!! وعمقت التمزق عند الناس ..ووسعت الهوة بين ما يتمناه الناس وما يحلمون به وبين ما يجدونه بين ايديهم ؟!! ... ام هل هو التمزق السياسى والفراغ الهائل بعد ان جعل النظام السابق من مصر ارض جرداء فكريا لا زرع فيها ولا ماء !! ففتح الشباب عيونهم على الهلوسات الاعلامية والضوضاء العقلية .. وتحولت رؤسهم الى ما يشبه برج بابل يتكلم فيه كل الناس بألف لغة ولايدرى احد ماذا يقول الآخرون ؟! ... ام هل هى مشاكل الشباب انفسهم عندما لم يتلقفهم احد ولم يحتويهم مذهب او اطار سياسى ولم يهتم بهم احد ؟!...

لذلك اود ان اقول انه يجب علينا ان ندرس هذه الظاهرة وان نعرف ابعادها واعماقها وحجمها وكيف تكونت ؟!... ومن الذى يصبغ عليها ظله ومن الذى يطعمها ويسقيها ويدربها ثم جعل منها مسدسات تطلق رصاصها فى قلب مصر ... لذلك يجب الا نبالغ فى تقديرنا : فنهون من امرها او نهول من فداحتها .. لان التشخيص نصف العلاج ... واكبر جريمة يمكن ن نرتكبها جميعا ان نلعن الجريمة ..وان نقف عند هذا الحد !! فشتيمة الامراض ليست علاجا لها ... وانما يجب ان نجد حلا ... وأن يكون الحل هو الاقتراب والفهم والاحتواء والتقدير ... وبعد ذلك نتقدم جميعا بالعلاج ... لانه سوف تكون ام الجرائم اذا نظرنا الى كل شىء باستخفاف ... فشباب مصر فى خطر وفى مرمى نيران الجماعات المتأسلمة من الاخوان والسلف وغيرهم ... وهؤلاء الشباب يحتاجون منا جميعا ان نضعهم تحت اعيننا وبين احضاننا وفى قلوبنا ككتاب وعلماء دين وعلماء نفس وساسة ..الخ لانهم مصر ومستقبل وقلب مصر ... لقد سالت دماءهم حتى اسقطوا النظام المباركى العفن بما فى داخلهم من طهارة ماء السماء فهم مصر الغد وبعد غد ...
حمدى السعيد سالم



#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدون كريليونى محمد ابن عبد الوهاب مازال يحكمنا فى قبره
- لذلك اسميتها المرأة الاستثناء
- هذا هو غيفارا الرمز والأسطورة
- رغم الحشد المقدس يارجال الدين : رصيدكم نفذ
- ايتها الاستثنائية ... انقذينى
- الاصلاح السياسى المصرى يبدأ بدمقرطة المؤسسة العسكرية
- مشهد تخيلى بالعامية : بين واحد من حزب الكنبة واحد الثوار
- حب مزقته يد الخيانة
- يا عاصم عبد الماجد : افصح ما تكون القحباء اذا تحدثت عن الشرف
- التاريخ هو سياسة الأمس والسياسة هى تاريخ الغد
- طنطاوى ومجلسه العسكرى يقودون البلاد لفترة انتقامية وليس انتق ...
- اطفىء السيجارة التى فى يدك وقبلها التى فى يد غيرك
- سبب ما نحن فيه من بلاء ان المجلس العسكرى لايريد الخضوع لسلطة ...
- الهسبانى المتطرف ماركو روبيو مرشح لرئاسة امريكا
- اقسم ....
- جامعة المنصورة حدوتة مصرية
- الطفل هو المستقبل
- انت صانع الكلمات من يرنو لجاهك احرار واسياد
- الدقة هى ام القيم الصحافية التى يتطلبها العمل الصحافى
- سيبنى هنا يا هجر


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حمدى السعيد سالم - مسدسات تطلق رصاصها فى قلب مصر