هل تكون العامريه نموذج لمستقبل ينتظر الاقباط ؟!

عبد صموئيل فارس

الحوار المتمدن-العدد: 3638 - 2012 / 2 / 14 - 23:03
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    

كان من المتوقع ان تصل الايام الماضيه احداث العنف ضد الاقباط الي زروتها وذلك بحسب المعطيات السياسيه للحاله القبطيه وطريقة التعامل معها خلال العقود الاخيره كورقه سياسيه يتم الزج بها علي الساحه وقت اللزوم

ولكن التفاهمات التي دائما ما تبادر بها الكنيسه القبطيه وهي الممثل الشرعي للاقباط من وجهة النظر السلطات في مصر حالت دون ان تقع هذه الاحداث او يكون الاقباط هم الذين سيدفعون ثمن هذه الفتره

وانتقل الامر الي ملاعب الرياضه والبنوك والطرق عند الانظمه الفاشيه كثيره ولا تتورع في ان تستخدم اي وسيله لتنفيذ جرائمها بغية إحداث فوضي في البلاد تخدم مخططات هؤلاء المجرمين والذين لاينظرون الي شئ

إلا لآنفسهم فقط وللحفاظ علي مكتسباتهم من الفساد طوال عقود فمن السهل في اي مكان في مصر ان يتم حشد الغوغائيين ليقوموا بمذابح وحرق وسلب ونهب والمنهج في هذه الحالات للتعامل معها هي جلسات الصلح العرفي

التي كرسها مبارك ونظامه طوال عقود معها تم قتل اركان الدوله الاساسيه وهو القانون وسيادته في تطبيقه بلا استثناء وحلت مكانها جلسات الاعراب والتي فيها يتم هدر الحقوق ماحدث في العامريه هو نموذج صغير لمخاوف الكثير من السياسيين والمثقفين

حول هجرة الاقباط وتركهم لمصر نتيجة ما يحدث من اعتداءات واخرها حدثان يمثلوا خطوره كبيره في توقيتاتهم قرية بهيج في جنوب مصر والعامريه في شمال البلاد تهجير قصري لعائلات قبطيه نتيجة نزاع دائما ما يحدث داخل المحروسه بين اهلها

ولكن حينما يتطرق الامر بين مسلم ومسيحي النعره الدينيه الطائفيه تكون هي سيدة الموقف فهناك الكثير من الخبثاء الذين يستغلون الامر ويحولونه الي حرب لكسب الغنائم
لا اعلم كيف يكون حكم بهذه الطريقه تهجير قصري لعائلات وبيع ممتلكاتهم بهذه الصوره

وتحت رعاية الجهات الامنيه التي رضخت لمشورة بعض رجال الجماعات الاسلاميه من شيوخ السلف والاخوان المسلمين فهم من أشاروا الي الامر وهم من شكلوا الجلسه وهم من حكموا بهذا الامر المشين والذي يمثل عار في جبين الدوله

واكثر ما في الامر من مأساه هم هؤلاء الذين يدعون ان هناك من يحاول اسقاط الدوله وهيبتها ويباركون في اعلامهم هذه الافعال المشينه فها هم من يكسرون الدوله ويسقطون هيبتها هذا ان كان لها هيبه فلماذا يقف الجميع موقف المتفرج

هؤلاء هم المتأمرون علي مصر وعلي تقدمها ولكن هم ايضا متحالفون مع الطغاه والفسده فلن يحاسبهم احد لانهم يمثلون زراع سياسي للعسكر وهم احد اركان حكم مبارك واخر حلقاته التي لم تسقط بعد

نموذج العامريه هو خطر حقيقي علي تقسيم البلاد فهذا فرز طائفي مفزع علي مستقبل مصر هل ستسقط مصر في براثن المهووسين دينيا ليحولوها الي قندهار او عراق اخري يكون التناحر الديني هو سيد الموقف بين اهلها

وعلي إثر ذلك يهجر الاقباط اصحاب الارض والوطن الاصليين البلاد فهذه كارثه علي مصر وعلي من يرغبون في ذلك فالاقباط هم الدرع الواقي والحامي لهذه البلد وسيظلوا اوفياء لها مهما عانوا من ظلم وقهر واضطهاد وهكذا دائما سيكون لسان حال كل قبطي

في مصر اننا نُحبك يا بلادنا بالرغم من كل ما نعانيه

#عبد_صموئيل_فارس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل