أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حامد الحمداني - هذا ما كتبته قبل الغزو الأمريكي للعراق محذراً من نتائجه الكارثية















المزيد.....

هذا ما كتبته قبل الغزو الأمريكي للعراق محذراً من نتائجه الكارثية


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 3638 - 2012 / 2 / 14 - 22:53
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


هذا ما كتبه قبل الغزو الأمريكي للعراق محذراً من نتائجه الكارثية
خياران أحلاهما مـُر
حامد الحمداني 10/12/2002
يمر شعبنا العراقي هذه الأيام في محنة كبرى، وأي محنة أشد وأقسى من الاختيار بين خيارين أحلاهما مُـرٌ، فإن شنت الولايات المتحدة الحرب بدعوى إسقاط نظام صدام، وتدمير أسلحة الدمار الشامل، واحتلت بجيوشها الجرارة العراق، وأقامت حكومة عسكرية برئاسة جنرال أمريكي فتلك مصيبة، وإن بقي نظام صدام جاثماً على صدور العراقيين فالمصيبة أعظم .
لم يعد شعبنا العراقي قادراً على تحمل هذا النظام الذي ابتلاه بالويلات والمصائب والمآسي التي لم يشهد لها مثيلاً من قبل، بدءاً من الحرب التي شنها ضد الشعب الكردي مروراً بحملة التهجير وسلب الأموال والأملاك لمئات آلاف المواطنين بحجة التبعية الإيرانية!!، ثم تلا ذلك الحملة المجرمة على القوى السياسية الوطنية التي جرى تصفية الألوف من كوادرها ومنتسبيها، وبوجه خاص الحزب الشيوعي، وحزب الدعوة، والقوى القومية، ولم يسلم من بطش هذه السلطة الغاشمة حتى قادة حزبهم حيث اعدم صدام ثلاثة وعشرين من قادة حزبه بدعوى مؤامرة مزعومة لصالح سوريا!!
ولم يكد يستتب الأمر لنظام صدام حتى بادر إلى شن الحرب على الجارة إيران دون مبرر، بل تنفيذاً لمخطط أمريكي كان هدفه الأول والأخير إنهاك البلدين الجارين الذين يمثلان القوة المؤثرة الكبرى في منطقة الخليج، وتدمير البنية التحية لاقتصاد البلدين، وإغراقهما بالديون لكي يتم للولايات المتحدة الهيمنة المطلقة على بلدان الخليج الغنية بالنفط، وتأمين موارد النفط لأمد بعيد، وكانت الولايات المتحدة تقدم المساعدات والأسلحة والمعلومات عبر أقمارها الصناعية التجسسية إلى كلا الطرفين كي تستمر الحرب طيلة ثمان سنوات، ولولا انتقال تلك الحرب إلى مياه الخليج، وما دعي آنذاك بحرب الناقلات، لما أقدمت الولايات المتحدة على المبادرة لإصدار قرار من مجلس الأمن بوقف تلك الحرب، كي لا يتأثر انسياب النفط إليها والى بقية الدول الغربية.

لم يكن لشعبنا لاناقة أو جمل، كما يقول المثل، في تلك الحرب التي دفع فيها من دماء أبنائه أكثر من نصف مليون شاب، ناهيك عن مئات الألوف من المعوقين والأيتام و الأرامل.
لقد خرج العراق من تلك الحرب مثقلاً بالديون، محطم الاقتصاد، وتفتق ذهن صدام أن يعوض عن تلك الخسائر الجسام بمهاجمة الكويت والاستحواذ على نفطها، وجرى نصب فخ له من قبل الولايات المتحدة لتشجيعه على دخول الكويت بغية تدمير القوة العسكرية للعراق والتي كان لها الدور الأكبر في بنائها بالتعاون مع الدول الغربية الأخرى بالإضافة إلى الاتحاد السوفيتي ، بعد أن انتهت تلك الحرب ، وأصبح صدام يمثل خطراً على أمن الخليج.
وهكذا شنت الولايات المتحدة وحلفائها حرب الخليج الثانية، والتي سميت بحرب الثلاثين دولة، فحلت بالبلاد الكارثة الكبرى، تدمير شامل لبنيته التحتية، الاقتصادية منها والاجتماعية والصحية والتعليمية، وكان الحصار المجرم الذي تم فرضه على شعب العراق دون حكامه والمستمر منذ عام 1991وحتى يومنا هذا، والذي يمثل أشنع أنواع الحروب، وكان من نتائجه انهيار البنية الاجتماعية للمجتمع العراقي، وحل الفقر والجوع والأمراض، وانمحت عادات وقيم وتقاليد اجتماعية رائعة، لتحل مكانها عادات وقيم وتقاليد على النقيض منها تماماً تلك التي فتكت ولا تزال تفتك وتنخر بمجتمعنا العراقي.

هذا ما جناه الشعب العراقي من هذا النظام، سجون وقتل، وحروب دموية، وفقر مدقع، وأمراض لا أول لها ولا آخر، وتزوير لإرادة الشعب وسلبه كامل حقوقه وحرياته، في حين كان يمكن أن يكون شعبنا اسعد شعوب الخليج قاطبة لولا ابتلائه بهذا النظام الكريه.
ونعود للحرب التي تزمع الولايات المتحدة شنها على العراق لغرض تدمير أسلحة الدمار الشامل، وإسقاط النظام، وبودي أن أتساءل:
هل أن الولايات المتحدة تهدف من وراء حربها حقاً تحرير شعب العراق، وإنقاذه من ظلم نظام صدام، وتتحمل التضحيات الجسام من أرواح أبنائها بالإضافة إلى تكاليف الحرب التي تقدر بمئات مليارات الدولارات لسواد عيون الشعب العراقي؟

ورب قائل يقول إن مصالح شعبنا في إسقاط نظام صدام تتفق مع مصالح الولايات المتحدة المتوخاة من هذه الحرب، وللوهلة الأولى تبدو المسألة مجرد توافق مصالح، ونحن لا نعارض توافق المصالح بين الشعوب، لكن علينا أن ندرس بإمعان هل أن ما سنحققه من مصالح نتيجة هذه الحرب تتجاوز السلبيات والأضرار التي ستحيق بشعبنا ووطننا، لو كانت الايجابيات تتفوق على السلبيات لكنت أول المصفقين لهذه الحرب التي تخلصنا من أعتا نظام فاشي عرفته الإنسانية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وانحنيت إجلالاً للولايات المتحدة على جهادها في سبيل تحرير الشعوب !!.
لكن التجارب التي مرت بها العديد من الشعوب لم تعطنا بصيص أمل في مستقبل أفضل فالولايات المتحدة لا تزال تؤيد وتساند العديد من الأنظمة التي تضطهد شعوبها وتسلبهم كامل حقوقهم وحرياتهم لأن هذه الأنظمة محسوبة عليها، ولنا من الأنظمة العربية خير مثال على ذلك.
ثم لماذا الحرب سبيلاً أوحداً لإسقاط النظام؟
وهل هناك سبيلاً آخر لتحقيق هذا الهدف يجنب شعبنا ويلات ومآسي لا يعلم بها إلا الله ؟
لم يعد شعبنا يتحمل المزيد من الحروب وقد كفاه حروباً دامت عشرات السنين دون انقطاع.
إن الولايات المتحدة إن هي حقاً تريد إنقاذ شعبنا من جور نظام لصدام، من دون أن تلحق الأذى والخراب والدمار بالعراق، شعباً ووطنناً، فإن أمامها طريق ثالث يجنب العراق وشعبه الويلات والمآسي، وبنفس الوقت كفيل بإنهاء النظام الدكتاتوري الصدامي البغيض باللجوء إلى الأمم المتحدة، والسعى لإصدار قرار جديد من مجلس الأمن، وتحت البند السابع، يلزم النظام العراقي باحترام حقوق وحريات الشعب، وإلغاء كافة القوانين التي أصدرها النظام، والمخالفة لكل الأعراف والقوانين الدولية وشريعة حقوق الإنسان، وإلزامه إجراء انتخابات حرة ونزيهة بإشراف صارم من الأمم المتحدة، وتأمين حقوقه وحرياته الديمقراطية، كما أن عليها أن تسعى لتفعيل محكمة الجنايات الدولية، والعمل على إحالة مجرمي الحرب الذين مارسوا أشنع الجرائم بحق الشعب العراقي، عرباً وأكراداً وسائر الأقليات الأخرى، وخلال أكثر من ثلاثة عقود ذاق خلالها شعبنا الأمرين.

أنني شديد الإيمان أن شعبنا لو تسنى له التعبير بحرية وفي انتخابات حرة ونزيهة لما نال هذا النظام الكريه واحد بالألف من السكان. إن ما سمي بالبيعة لرأس النظام يوم أول أمس هو تعبير صارخ عن مدى استهتار النظام بحقوق وحريات الشعب، فهل من يدلني على رئيس دولة في العالم أجمع نال أصوات بنسبة 100% سوى صدام حسين. أليس هذا دليل صارخ على عمق المهزلة التي يجري تنفيذها في عراقنا الجريح؟

أيتها الشعوب العربية، أيتها الشعوب في العالم أجمع، أيتها الحكومات الديمقراطية شرقية وغربية، يا هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، يا منظمات حقوق الإنسان: نناشدكم الوقوف إلى جانب شعبنا المذبوح، افعلوا كل ما في طاقتكم من أجل تخليصه من حكم الطاغية وزمرته القتلة، وجنبوه مآسي ومصائب الحرب، فقد كفاه ما قاسى عبر عشرات السنين.



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدور الأمريكي في وصول الاسلام السياسي إلى الحكم في إيران، و ...
- في ذكرى اغتيال الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم قائد ثورة 14تمو ...
- من أجل تطوير مناهجنا التربوية لأجيالنا الناهضة
- هل يدفع الشعب العراقي فاتورة الصراع على السلطة؟
- وثبة كانون الثاني المجيدة في ذكراها الرابعة والستين
- هل اقتربت ساعة الحسم بين المقامرين بمصير العراق وشعبه؟
- ينبغي الحذر من دفع البلاد نحو الحرب الطائفية، وعدم اختزال ال ...
- الأمم المتحدة مدعوة لإنقاذ العراق من خطر الحرب الأهلية قبل ف ...
- مشاريع تمزيق العراق باسم الفيدرالية، ومسؤولية حكومة المالكي ...
- قوى الديمقراطية واليسار، والربيع العربي
- محنة الشعب السوري بين طغيان نظام البعث، ومخاطر التدخل الدولي
- العراق في خطر داهم، ولابد من تدارك الأمر قبل فوات الأوان!
- الشعب الكردي من حقه أن يكون له كيان مستقل إذا ما تهيأت له ال ...
- من ذاكرة التاريخ : الحرب العالمية الثانية وتأثيرها على العرا ...
- من ذاكرة التاريخ: الحرب العالمية الثانية وتأثيرها على العراق ...
- من ذاكرة التاريخ: الحرب العالمية الثانية وتأثيرها على العراق ...
- من ذاكرة التاريخ: الحرب العالمية الثانية وتأثيرها على العراق ...
- من ذاكرة التاريخ: الحرب العالمية الثانية، وتأثيرها على العرا ...
- من ذاكرة التاريخ: الحرب العالمية الثانية، وتأثيرها على العرا ...
- هكذا تم تشريع الدستور على مقاس الحلف الشيعي الكردي


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حامد الحمداني - هذا ما كتبته قبل الغزو الأمريكي للعراق محذراً من نتائجه الكارثية