أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الحمداني - هل يدفع الشعب العراقي فاتورة الصراع على السلطة؟














المزيد.....

هل يدفع الشعب العراقي فاتورة الصراع على السلطة؟


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 3624 - 2012 / 1 / 31 - 22:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعيش المواطن العراقي اليوم محنة ما بعدها محنة، وهو يشهد هذا الصراع الرهيب بين قادة القوى السياسية المشتركة بالسلطة، وكل جهة تحاول الاستئثار بها بكل الوسائل والسبل، مما يهدد في اندلاع الصراع المسلح الذي عانى منه الشعب عامي 2006 و 2007 .

ولم يدر في خلد الشعب العراقي الذي كان تواقاً للخلاص من نظام طاغية العصر صدام حسين وحزبه الفاشي، والخروج من ذلك الوضع القاسي، ليصبح ضحية وضع أشد قساوة وأفضع، حيث تراق دماء المواطنين الأبرياء في شوارع بغداد وسائر المدن العراقية الأخرى على أيدي القتلة المأجورين.

نعم لم يدر في خلده أن يشهد هذا الصراع العنيف بين قادة الكتل والأحزاب السياسية على السلطة، تاركين الشعب تحت رحمة القوى الإرهابية الصدامية وميليشيات أحزاب الإسلام السياسي الظلامية، وحتى أجهزة السلطة الأمنية التي حولت حياة المواطنين إلى جحيم لا يطاق، جراء الجرائم التي يقترفونها كل يوم بدم بارد، وعن عزمٍ وتصميم لإنزال اكبر الخسائر البشرية والمادية بالشعب العراقي، بسياراتهم المفخخة والعبوات المزروعة على الطرق والشوارع، والأحزمة الناسفة للانتحاريين الظلاميين المجرمين، والمسدسات الكاتمة للصوت، حتى بات المواطن العراقي لا يأتمن على نفسه حتى في بيته .

وبدلا من توحيد القوى والأحزاب السياسية التي عارضت نظام الطاغية صدام جهودها للتصدي لهذا الوباء الخطير الذي يعصف بالبلاد والعباد، فقد جرى تحويل مجرى الصراع بين هذه القوى إلى صراع طائفي خطير بين الشيعة والسنة !! عامي 2006 و 2007، ووصل هذا الصراع إلى الحد الذي جرت فيه أعمال القتل الوحشية على الاسم والهوية، ولعب الإعلام المتخلف والمتعصب لهذه القوى دوراً خطيراً في تحشيد العناصر المتخلفة وغير المنضبطة، وزجها في هذا الصراع الرهيب الذي سبب إزهاق أرواح عشرات الألوف من المواطنين الأبرياء، وتشريد أكثر من مليونين من المواطنين الذين تركوا مساكنهم وأعمالهم ومدارس أبنائهم هربا من الموت على أيدي ميليشيات أحزاب الإسلام السياسي.

لقد تخلت هذه القوى والأحزاب عن وطنيتها العراقية، واضعة نصب أعينها الحصول على المكاسب والمغانم من خلال سعيها الحثيث للإمساك بالسلطة حتى لو احترق العراق بأهله، ففي حين نشهد كل يوم عشرات الضحايا من المواطنين المقتولين خنقاً أو ذبحاً أو رصاصة بالرأس وهم معصوبي الأعين ومكتفي الأيدي على يد العناصر الإرهابية التي لم تبقَ وقفاً على العناصر الصدامية والظلامية، بل يشاركها اليوم العناصر المحسوبة على السلطة بما فيها عناصر تنتسب إلى قوات الأمن المفروض فيها حماية الأمن والنظام العام والحفاظ على أمن المواطنين، وقد اعترفت وزارة الداخلية بأن عصابات الموت في الأجهزة الأمنية قد مارست هذا العمل الإجرامي الشنيع بحق المواطنين الأبرياء .

لقد تخلت هذه القوى التي فقدت ثقة الشعب بها جراء مواقفها إلا مسؤولة، عن وطنيتها العراقية، وباتت أداة طيعة بيد القوى الإقليمية، والقوى الإمبريالية، فقد وضعت قوى سياسية عنبها في سلة إيران، ووضعت قوى أخرى عنبها في سلة سوريا، وقوى ثالثة وضعت عنبها في سلة السعودية، ورابعة وضعت عنبها في سلة أمريكا و بريطانيا، ولكل منها أجندتها وأهدافها البعيدة المدى مستعينة بما تقدمها هذه الدول من دعم مادي ولوجستي لقاء الخدمات التي تقدمها هي لهذه الدول بالضد من مصالح الشعب والوطن .

ولم تتعلم هذه القوى الدرس من تجارب التاريخ، وتناست كل تلك المؤتمرات التي كانت تعقدها يوم كانت في المعارضة الوطنية خارج الوطن، وتوافقها على توحيد الجهود لبناء عراق ديمقراطي موحد، ينعم فيه شعبنا بالسلام والحرية والعدالة الاجتماعية التي حُرم منها لعقود طويلة .

لقد تخلت هذه القوى عن الشعب في أحلك محنة تعصف به، ولم يعد ما يهمها سوى تحقيق مآربها الأنانية، وتعطشها للسلطة والاستئثار بها والسعي لتحقيق أهدافها الخاصة حتى ولو أدت إلى تمزيق العراق شعباً ووطناً.

الشعب العراقي أيها السادة تنتابه اليوم خيبة أمل كبرى بكم، فقد تلاشى الأمل الذي كان يحلم به على أيديكم، وأصابه اليأس من إصلاح الأوضاع المأساوية التي يعيش بظلها، فلا أمان واطمئنان على الحياة، ولا خدمات اجتماعية وصحية وثقافية، والبطالة بلغت أعلى معدلاتها، والجوع والفقر والأمراض تنخر بالمجتمع، وانتم عنه لاهون، وعلى السلطة تتصارعون، ولخدمة الأجنبي تتسابقون.

الوضع خطير أيها السادة، ولم يعد هناك متسع من الوقت إلا القليل لتكفروا عن أوزاركم، وتعودوا إلى شعبكم، وتدعو جانياً مصالحكم الحزبية والشخصية الأنانية، ولتكونوا عراقيين أوفياء حقاً وصدقاً، وليشد بعضكم إزر بعض، ولتحافظوا على وحدة الشعب والوطن، وتقفوا وقفة رجل واحد ضد كل من يسعى لإحداث الفتنة الطائفية بين أبناء الشعب الواحد بمختلف قومياته وأديانه وطوائفه، والحيلولة دون نشوب الحرب الأهلية من جديد، والتي لن ينجُ منها أحد أبداً، وسيلعن التاريخ كل من يدفع أطياف الشعب العراقي المظلوم نحو الكارثة.



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وثبة كانون الثاني المجيدة في ذكراها الرابعة والستين
- هل اقتربت ساعة الحسم بين المقامرين بمصير العراق وشعبه؟
- ينبغي الحذر من دفع البلاد نحو الحرب الطائفية، وعدم اختزال ال ...
- الأمم المتحدة مدعوة لإنقاذ العراق من خطر الحرب الأهلية قبل ف ...
- مشاريع تمزيق العراق باسم الفيدرالية، ومسؤولية حكومة المالكي ...
- قوى الديمقراطية واليسار، والربيع العربي
- محنة الشعب السوري بين طغيان نظام البعث، ومخاطر التدخل الدولي
- العراق في خطر داهم، ولابد من تدارك الأمر قبل فوات الأوان!
- الشعب الكردي من حقه أن يكون له كيان مستقل إذا ما تهيأت له ال ...
- من ذاكرة التاريخ : الحرب العالمية الثانية وتأثيرها على العرا ...
- من ذاكرة التاريخ: الحرب العالمية الثانية وتأثيرها على العراق ...
- من ذاكرة التاريخ: الحرب العالمية الثانية وتأثيرها على العراق ...
- من ذاكرة التاريخ: الحرب العالمية الثانية وتأثيرها على العراق ...
- من ذاكرة التاريخ: الحرب العالمية الثانية، وتأثيرها على العرا ...
- من ذاكرة التاريخ: الحرب العالمية الثانية، وتأثيرها على العرا ...
- هكذا تم تشريع الدستور على مقاس الحلف الشيعي الكردي
- تحالف الاحزاب الطائفية الشيعية والقومية الكردية
- المالكي، والدستور ، ومشاريع القوى القومية والطائفية لتمزيق ا ...
- من ذاكرة التاريخ: مؤامرة نوري السعيد لاسقاط حكومة جميل المدف ...
- من ذاكرة التاريخ : وفاة الملك فيصل الأول في ظروف غامضة وتولي ...


المزيد.....




- القاديانية.. 135 عاما من الجدل حول النبوة والانتماء للإسلام ...
- ماذا قال ترامب عن-نتائج- الضربات على المواقع النووية الإيران ...
- الأسلحة وحجم الضرر: ما نعرفه عن الضربات الأمريكية على ثلاثة ...
- كم عدد القنابل والصواريخ التي استخدمتها واشنطن في هجماتها ضد ...
- روسيا تشن -هجوما كبيرا- بالمسيّرات على كييف
- عملية -مطرقة منتصف الليل-.. كيف اتخذ ترامب -القرار التاريخي- ...
- تحليل لـCNN: هجوم ترامب على إيران يعد انتصارا لنتنياهو لكن ا ...
- واشنطن تصدر -تحذيرا عالميا- على خلفية الصراع بالشرق الأوسط و ...
- أولمرت: الضربة الأميركية لإيران منحت نتنياهو فرصة لن يفلح با ...
- مصادر: إسرائيل تقبل إنهاء الحرب إذا أوقف خامنئي إطلاق النار ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الحمداني - هل يدفع الشعب العراقي فاتورة الصراع على السلطة؟