النور السلفى ينشر الظلام فى مصر

نسيم عبيد عوض

الحوار المتمدن-العدد: 3637 - 2012 / 2 / 13 - 10:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

فلتعتبرون هذا إعلانا أو بيانا للعالم كله ‘ وعنوانه السلفيون يحكمون مصر ‘أو السلفيون يديرون دفة البلاد ‘ ويمكن أن يكون بلاغا لأى سلطة فى أى مكان ‘ أعضاء مجلس الشعب السلفيون ‘ يلقون بالدستور والقانون تحت أقدامهم ‘ وينفذون قانونهم وشريعتهم وخصوصا بعد أى صلاة جمعة بالقتل والنهب والحرق للأقباط وبيوتهم ‘ والحقيقة أن السلفيون منذ ثورة 25 يناير‘ وقد أطلقت يدهم من سلطات مصر ‘ وبأموال الوهابيين السعوديين يقومون بتصفية وجود الأقباط فى بلدهم مصر ‘ومن جنوب البلاد الى شمالها ‘ ولم تخلوا أى بلد فى مصر من إعتداء مخطط من السلفيين على ألأقباط ‘ على الأفراد وبيوتهم وكنائسهم ‘ وكأنهم ينفذون إتفاقا أقره الشيخ يعقوب صاحب غزوة الصناديق ‘ والتى أقر فيها أن مصر بلدهم والذى يعجبه ويقصد الأقباط عليه بالرحيل ‘ والحقيقة أنها مهزلة دولة تساق بذوى الذقون المليئة بالتعصب الأعمى والكراهية والبغضة للمسيحيين فى مصر ‘ ولا يتصدى لهم أحد ‘بل أن نواب المجلس التشريعى ورجال بوليس الدولة وقضاتها يمتثلون لأمرهم .
وللسلفيين وسائل عديدة كلها تزوير وإختلاق مزيف ومتفق عليها سلفا‘ لبدء الهجوم على الأقباط فى أى بقعة على أرض مصر ‘وكانه سيناريو محفوظ ‘ قد تكون تأليف قصة علاقة رجل مسيحى بإمرأة مسلمة (لأنه لا يحاسب مسلم على علاقة بمسيحية ) ويكون عقابها هدم الكنيسة بأكملها وتهجير أهلها من بيوتهم وطرحهم فى الشوارع وطبعا بعد سقوط قتلى وجرحى ‘أوإختلاق قصة مسيحية غيرت دينها للإسلام فخطفتها الكنيسة ‘ ثم يقف رجل سلفى صارخا ‘ لا نكون رجالة لو محرقناش الكنيسة ‘ وبالفعل يهيج المسلمون ويحرقون الكنيسة وشعبها ‘ وكم تكررت هذه القصص مراراوتكرارا ‘ والسيناريو ينفذ فى بلد أخرى وهكذا ‘ وقد يكون بإدعاء تأجير شقة لإمرأةمسلمة فيكون عقابة قطع الأذن وحرق منزله ‘ والأكثر شهرة الإستيلاء على أراضى الكنائس مثلما يحدث الآن فى المرج –أرض الرشاح –الإستيلاء على أرض مملوكة لكنيسة العذراء ورئيس الملائكة ميخائيل ‘ وأرض مملوكة لكنيسة الملاك بالعجمى ‘ وأرض هذه الكنيسة بالذت لها قصة معى شخصيا ‘ فبينما كنت أقدم برنامجى الإعلامى –وجه الحقيقة –على القناة الفضائية وعلى الهواء تداخل معى كاهن الكنيسة يصرخ على الملأ ان السلفيين يهاجمون أرض الكنيسة ويحاولون الإستيلاء عليها ‘ وجميع المشاهدين فى العالم سمعوا صرخات الكاهن على الهواء‘ وكذلك أرض كنيسة الروم الأرثوذكس فى الأسكندرية ‘ لدرجة أنه بالتزوير أقر رئيس محكمة جنايات الأسكندرية حق المدعى بالإستيلاء على الأرض والمقيم عليها كنيسة بالفعل ‘ ولا ننسى كنيسة المريناب بأسوان والتى هجم السلفيين عليها وهدموها على الأرض ‘ ثم أراضى الأديرة وما لم يعلنه كان أعظم.
هناك جهات ما معينة تطلق يد السلفيين فى تصفية وجود الأقباط فى بيوتهم وتهجيرهم منها ‘ والتضييق عليهم بالظلم والعدوان وحرق وتدمير بيوتهم وممتلكاتهم ومحلات أعمالهم ‘ حتى ييأسوهم فى حياتهم والهدف معروف . وهناك حادثتين يتداولها المجتمع المصرى حاليا فى نطاق نفس الأسلوب ‘ الأول فى دمياط أشاع السلفيون فى المنطقة ان قبطيا سرق موتيسكل من مسلم ‘ وفى يوم الجمعة وبعد الصلاة كما هو متبع خرج المصلون برئاسة شيخ الجامع السلفى وهاجموا بيت القبطى ‘ ودمروه عن أخرة ‘ وأمروا السيدة التى كانت موجودة بالخروج من البلدة وعدم العودة إليها مرة أخرى ‘ ويمكنك أن لا تصدق ذلك ‘ولكن هذا قد حدث بالفعل حتى ان بعض المحامين المسلمين وقفوامع المرأة متضامنيين معها ضد هؤلاء السلفيين المجرمين ‘ والقضية لم تحل بعد.أما الحادثة المرعبة لهذا السياق أى تهجير الأقباط من بيوتهم ‘ ما حدث فى قرية شربات بجهة النهضة بالعامرية بالأسكندرية إعتبارا من يوم 27 يناير الماضى ‘والبداية أيضا قصة مختلقة عن تصوير مسيحى لإمرأة مسلمة على تليفونه ‘قصة تكررت قبل ذلك فى أماكن مختلفة ‘ والتى لم يجد ظابط مباحث العامرية أي صورلها على التليفون كما إدعى البعض ‘ ولكن المخطط قاده شيخ الجامع السلفى الشيخ شعبان إمام ‘ وأيضا بعد صلاةالجمعة توجهوا لمنازل الأقباط بالحرق والتدمير ونهب محلات أعمالهم ‘ ثم فى جلسات عرفية قادها محافظ الأسكنرية ‘ والشيخ المذكور ‘ وأعضاء مجلس الشعب عصام حسانين ‘ وأحمد عبد الحميد الشريف والشيخ أحمد شريف الهوارى رئيس السلفيين بالعامرية ‘وحضور العقيد خالد شلبى رئيس المباحث الجنائيةبالأسكندرية وقرروا الآتى : اولا ترحيل 8 عائلات مسيحية وأسرهم جميعا من القرية والإقامة فى مناطق أخرى مع عدم العودة لبلدهم مرة أخرى ‘ ثانيا وهذا أكثر أهمية ورعبا هو عرض ممتلكات هذه الأسرللبيع خلال 3 شهور بمعرفة شيخ السلفيين ‘ ويكون البيع بصفة نهائية وبأى أسعار يرونها .وما هذا إلا إعلان لقيام خلافة فاشية تحكم مصر.
والآن هناك أعضاء مجلس الشعب ‘ رجال الدولة المحافظ والبوليس صدقوا على هذه الإجراءات ‘ ومحاكمة هؤلاء واجبة وسريعة لأنهم خالفوا مواد الدستور التالية:
الإعلان الدستورى المصرى الصادر فى 30 مارس 2011
مادة 7: المواطنون لدى القانون سواء ‘وهم متساوون فى الحقوق والواجبات العامة‘لا تمييز بينهم فى ذلك بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين أو العقيدة.
مادة 10: للمساكن حرمة فلا يجوز دخولها ولا تفتيشها إلا بأمر قضائى وفقا لأحكام القانونم.
مادة 11 : لحياة المواطنين الخاصة حرمة يحميها القانون.
مادة 14: لا يجوز أن تحظر على أى مواطن الإقامة فى جهة معينة ولا أن يلزم بالإقامة فى مكان معين إلا فى الأحوال المبينى فى القانون.
مادة 15: لا يجوز إبعاد أى مواطن عن البلاد
مادة 17: كل إعتداء على الحرية الشخصية أو حرمة الحياة الخاصة للمواطنين وغيرها من الحقوق والحريات العامة التى يكفلها الدستور والقانون جريمة لا تسقط الدعوى الجنائية ولا المدنية الناشئة عنها بالتقادم ‘ وتكفل الدولة نعويضا عادلا لمن وقع علية الإعتداء.
مادة 19: العقوبة الشخصية
لا جريمة ولا عقوبة إلا بناء على قانون ولاتوقع عقوبة إلا بحكم قضائى..
وعلى سلطات هذا البلد ان تقدم كل هؤلاء للمحاكمة الفورية سواء أمام مجلس الشعب أو المحاكم المدنية لأن جميعهم أقسموا على رعاية مصالح الشعب وحماية القانون ‘ ولكنهم كسرواالشعب والقانون ‘ ويجب إرسال قوات الهجانة فورا أقصد قوات الأمن لحماية الأقباط فى بيوتهم وتأمين ممتلكاتهم ‘ مع القبض الفورى على الشيخ المهيج للفتنة ومرتكبى الجرائم للمحاكمة‘وبالرجوع للمادة 19 من الدستور هذا الإعتداء لا تسقط فيه الدعوى الجنائية بالتقادم ‘ وإن لم تحكموا اليوم فالمستقبل قريب ‘ وليكن معلوما لهؤلاءأن الأقباط لن يغادروا ديارهم أو بيوتهم لأن جذورهم ممتدة وراسخة عمقا فى طين وتربة أرضهم ‘ و أن الأقباط لن يوافقوا مطلقا على تقسيم بلدهم مصر لأنهم ممتدون على أرض الوطن منذ 7 آلاف عاما وأكثر وإمتدادهم بإمتداد تراب ورمال بلدهم ‘ ولن يفلح السلفيين أو غيرهم من تهجيرهم أو نزع أقدامهم من جذورهذه الأرض.

#نسيم_عبيد_عوض (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات