أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نسيم عبيد عوض - بداية الشوط الثانى















المزيد.....

بداية الشوط الثانى


نسيم عبيد عوض

الحوار المتمدن-العدد: 3565 - 2011 / 12 / 3 - 22:41
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


عندما خرج علينا التليفزيون المصرى ‘ ليعلن على لسان أحدى جنرالات القوات المسلحة ‘بإعلان تنازل الرئيس حسنى مبارك عن سلطاته للمجلس الأعلى للقوات المسلحة ‘ صرخ الشعب بالنصرة وتحقيق أهداف ثورة 25 يناير ‘ ولكن الحقيقة كان هذا هو بداية الشوط الأول من ثورة مصر ‘لأن الشعب لم يفكر وقتها فى مالذى حدث للواءعمر سليمان الذى نصب بالأمس نائبا لرئيس الجمهورية ؟‘ وتحمله السلطات كاملة ‘ ولم يفكر قادة الثورة وحكمائها كيف وقع رئيس الجمهورية على تسليم السلطة للمجلس الأعلى للقوات السلحة بهذه السرعة التى تمت بها ‘ حتى أن اللواء سليمان يرحل بسهولة الى منزله بالأسكنرية مودعا كل شئ وحتى وظيفته وأكتفى بالإسترخاء فى بيته متجنبا أى حديث مع أحد وحتى الآن . إنتقال السلطة ورحيل الرئيس ليس بهذا الأسلوب ‘ فالطريقة القانونية والشرعية أن يتولى سلطة رئيس الجمهورية واحد من إثنين ‘ رئيس مجلس الشعب أو رئيس المحكمة الدستورية العليا ‘ وتسليم السلطة للمجلس العسكرى معناه الوحيد ‘ أنه كان إنقلاب عسكرى أجبر عليه الرئيس وشعب مصر ‘ وكان يجب على الثورة أن تستمر حتى تنتقل السلطة الى وضعها الطبيعى ‘ وبترك الشعب ميدان التحرير إنتهى الجزء الأول من الشوط الأول على هذا الحال الشاذ.



وقلنا وقتها أن هذا حدث فى دول كثيرة سابقة ‘مثل باكستان ‘ أن يتدخل قادة القوات المسلحة لتولى السلطة ‘ وتطهير البلاد من العصر البائد ‘ ثم يرتبون لتسليم السلطة ‘ لقادة الشعب ولسلطة مدنية لحكم جديد للبلاد ‘ والخط الدستورى فى مثل هذه الثورات ‘ أولا تشكيل هيئة تأسيسية تشكل من علماء الشعب ودستورييه ومثقفيه ‘ بما يشمل كل طوائف الشعب ‘ وبعد إستفتاء الشعب على هذه الهيئة يحدد لها وقت معين لتنتهى من وضع دستور جديد للبلاد ‘ وبعد الإستقرار على جميع مواده ‘ بإتفاق شعبى ‘ يعرض على الشعب المصرى للإستفتاء . ثانيا فى وجود دستور دائم لمصر يدعى الشعب لإنتخاب الهيئة التشريعية والنيابية الممثلة فى مجلس الشعب والشورى ‘ وفقا لمواد الدستور . ثالثا يعرض على الشعب لإختيار مرشحا ليتولى منصب رئيس الجمهورية ‘ وفقا أيضا لما نص عليه دستور البلاد ‘ وبعد حلف الرئيس الجديد اليمين الدستورية ‘ يتنهى تلقائيا سلطة المجلس الأعلى للقوات المسلحة الطارئة ويعودون جميعهم ولوظائفهم السابقة فى خدمة القوات المسلحة المصرية ‘ والمهمة الوحيدة لهم هو الدفاع عن أرض الوطن ‘ ومكانهم هو حدود مصر .



الأكذوبة التى أعلنها المجلس انه سيقوم بتسليم السلطة خلال الستة شهور التالية ‘ ولم يتنبه القادة السياسيين ومثقفيها من السقطة التى قبلوها صاغرين ‘ وقد يسأل سائل هل قبلناها كيف ؟ من أول يوم وبميدان التحرير الذى كان يحارب الثورة والثوار هم الجيش وقادته ‘ هل تذكرون الفضيحة والعار الذى فعله عساكر الجيش المصرة فى سبع فتيات قبض عليهم يوم 26 يناير وعذبوهم فى المتحف المصرى ‘ ثم أخذوهم لسكنات الجبل الأحمر ‘ وأجروا عليهم إختبار العذرية ليذلوهم ويمنعوهم من النزول لميدان التحرير مرة أخرى ‘وعبرة ورعبا لكل نساء مصر‘ فى واقعة لم تحدث للعسكرية المصرية طوال تاريخها ‘لم نتوقف عند هذا الحدث لنتساءل لماذا يحارب الجيش الثورة ‘ لأنه عندما قام بإنقلابه العسكرى لم يكن تدخله لإنقاذ البلاد من حسنى مبارك ‘ بل ليرث حسنى مبارك ونظامه ‘ ليحتفظ بسلطانه وقوته وسطوته ‘ ولا تسلم السلطة لهذا الشعب.



كانت آخر مرة تعرض على البرلمان المصرى ميزانية القوات المسلحة المصرية بكل تفاصيل بنودها ‘ كان فى حكم الملك فاروق وماقبله ‘ أما منذ حكم عبد الناصر ولليوم أى 60 عاما لم تعرض بنود هذه الميزانية ضمن ميزانية الدولة ‘ قد تكون وضعت كرقم صامت ‘ ولكن بدون تفاصيل ‘ثلاثة رؤساء للبلاد عسكريين كان كل همهم ان يرضوا الجيش حتى يؤمنوا بقائه فى السلطة ‘ ويحقق له الإستمرارية التى يريدها ‘ فكانت مطالب القوات المسلحة أوامر ‘ ولهذا أبقى حسنى مبارك على المشير طنطاوى فى السلطة اكثر من 20 عاما ‘ ولعلنا نذكر كيف قضى على المجلس الأعلى للقوات المسلحة أيام قائد الجيش الثالث بدوى ‘ وكيف كانت طائرة الهليوكبتر –وكان حسنى قائدا للقوات الجوية وقتها – هى السبيل الوحيد للتخلص من المجلس بكامله ‘ وبعد حكم مبارك وإتفاقية السلام مع إسرائيل ‘ أصبح كل إهتمام القوات المسلجة ليس هو حدود مصر ‘ لأنها أصبحت فى عهدة الرقابة الدولية ‘ فإنتقل العمل الى المكاتب فى القاهرة ‘ وأصبح الإنتاج الحربى للمصانع الحربية هو العمل الحالى للقوات المسلحة ‘ وواجب عليه توزيع فائضها ‘ فتمت الإتفاقات والعقود حتى وصلت الى أرقام مليارية تفوق العقل والخيال ‘ والوحيد الذى يعلم بها هو رئيس الدولة العسكرى ورئيس المجلس العسكرى ‘ ولا أحد فى الدولة يعلم عنها شيئا . وكان هذاهو السبب الرئيسى فى الإستيلاء على سلطة حكم مصر.



وعندما وجد القادة العسكريين أنهم داخلين بجد على إنتخاب مجلس الشعب ‘ الذى بعد إنتخابه يصبح هو السلطة التشريعية الوحيدة فى البلد ‘ ولا تستطيع قوى أخرى أن تتدخل فى تشريع الوطن ‘ فأسرع المجلس العسكرى ‘ لإخراج الوثيقة الدستورية الى الحياة قبل أن يفوت الوقت ويجئ مجلس للشعب ‘وفى وسط وثيقة تغطى كل مطالب الشعب ‘ حشر وسطها مطالبه ‘ فى بندين خاصين بإستقلال المجلس العسكرى عن أى سلطة فى البلاد ‘ وقد خفى عليه أنه لا يوجد فى مصر وطنى واحد سيوافق على هذه البنود‘ وبدأ الصراع بين المجلس العسكرى وكل طوائف الشعب ‘ وهكذا إنتهى الشوط الأول من الثورة.



ومن يوم السبت 19 نوفمبر بدأ الشوطى الثانى من الثورة بنفس قوتها وإصرارها على تحقيق ثورة حقيقية ‘ تغير النظام بكامله وتملك الشعب قيادة بلده ‘فبعد أن فاق الشعب ودفع ثمنا باهظا من دماء الأقباط ‘ بدأ الشوط الثانى صباح السبت فى ميدان التحرير بهف واحد ‘ رحيل المجلس الأعلى للقوات المسلحة ‘ والآن أنا قد وصلت مع نفسى الى حائط شبه مسدود ‘ كيف سيتم إنهاء هذا الشوط الذى قد يطول مدته الى سنوات ‘ لأن هناك معضلة صعب حلها ‘ نحن شعب يريد إستلام سلطاته بكاملها بدون أنتقاص كباقى شعوب الأرض ‘ ومجلس عسكرى لن يتنازل عن سلطته فى حكم البلد ‘ ومازلنا فى الشوط الثانى ‘كيف سينتهى ‘المعلوم فقط ان تضحيات مصر ستحصد الكثير‘ والباقى فى علم الله فقط .



#نسيم_عبيد_عوض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فرنسا: لجنة مكافحة الاحتيال ترصد وعودا مضللة في الخدمات الفن ...
- الرئة بـ-3 ملايين جنيه-.. اعترافات صادمة للمتهم بقتل -طفل شب ...
- سرقة 71 مليون دولار من بنك فلسطين في غزة
- حرب غزة: ترقب لرد حماس على مقترح الهدنة وتحذير أممي من -حمام ...
- للمرة الأولى.. إمبراطورية الغاز الروسي في مرمى سهام الاتحاد ...
- وسط جحيم خيام النايلون.. نازحو غزة محاصرون بين موجات الحر وت ...
- هل إعادة تشكيل وظيفتك حل للشعور بالرضا والتقدم في العمل؟
- مالمو تستعد لاحتضان -يوروفيجن- في أجواء تطغى عليها حرب غزة
- -لوموند-: مجموعات مسلحة نهبت نحو 66 مليون يورو من بنك فلسطين ...
- الوفد الروسي يحمل النار المقدسة إلى موسكو


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نسيم عبيد عوض - بداية الشوط الثانى