أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نسيم عبيد عوض - نحن لا نخاف














المزيد.....

نحن لا نخاف


نسيم عبيد عوض

الحوار المتمدن-العدد: 3592 - 2011 / 12 / 30 - 07:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جملة من ثلاث كلمات سمعتها من قداسة البابا شنودة الثالث فى رده على أحد الأسئلة ‘ الخاصة بالإحتفال بعيد الميلاد المجيد ‘ فى عظة الأربعاء 28 ديسمبر ‘ فقال هذه الجملة ‘ نحن لا نخاف ‘ " الله " ‘ ماأجمل هذه الكلمات ‘ وما أجمل جو الفكاهة التى نشرها قداسته على المجتمعين فى إجتماع دينى مشهور‘ حتى أنه قال نكته عن نجيب الريحانى ‘ رجل حكيم يرسل رسالة لكل النفوس الخائفة والمضطربة ‘ نحن لا نخاف ‘ ولذلك نحن نضحك ‘ وقد أشار قداسة البابا لحادثة قد عاصرتها فى طفولتى وما زلت أتذكرها ‘ قبل عيد الميلاد المجيد جائت لكل المسيحيين أخبار أن جماعة الإخوان المسلمين ‘ سيفجرون كل كنائس المسيحيين ليلة العيد ‘ بوضع متفجرات بداخل الكنائس ‘ حتى أن رجال الأمن كان لهم وجود ظاهر فى نلك الليلة ‘ والمفرح فى الموضوع ان الكنيسة الصغيرة إمتلأت عن آخرها فى تلك الليله ‘ ليلة عيد ميلاد رب المجد يسوع ‘ مخلص البشرية ‘ وكانت الإشاعة كنكته كنا نتداولها فيما بيننا.
والمسيحى الحقيقى لا يخاف من الإضطهاد أو الإستشهاد ‘ بل ان عصور الإستشهاد فى تاريخ الكنيسة كانت عصور إنتشار المسيحية ‘ لأنه كلما زاد عدد الشهداء تضاعف المؤمنين المسيحيين ‘ وكان المؤمنين فى الدول الوثنية يتصارعون ويتسابقون فى الذهاب لقاطعى الرقاب ‘ حتى ينالوا إكليل الشهادة ‘ ولعل تاريخ القديس العظيم الأنبا أنطونيوس ‘ يحكى لنا أنه كان يترك ديره فى البرارى ‘ وينزل للأسكندرية يعظ المؤمنين ويشجعهم وهم فى طريقهم للإستشهاد ‘ وللذين لا يعرفون ‘ عليهم أن يطالعوا على كتاب السنكسار ‘ وهو سجل شهداء الكنيسة منذ العصر الرسولى الأول وحتى يومنا هذا ‘ ويقرأ فى الكنائس يوميا قبل قراءة الإنجيل المقدس ‘ وهو كتاب تاريخ الكنيسة والمكمل لما بعد الإصحاح الثامن والعشرين من سفر أعمال الرسل ‘ وهو سجل لن تنتهى صفحاته إلا بمجئ السيد المسيح الثانى ‘ كقول الرب لنفوس الشهداء تحت المذبح بعرش الله ‘عندما فتح الرب الختم الخامس كقول القديس يوحنا الراءى " رأيت تحت المذبح نفوس الذين قتلوا من أجل كلمة الله ومن أجل الشهادة التى كانت عندهم . وصرخوا بصوت عظيم قائلين حتى متى ايها السيد القدوس والحق لا تقضى وتنتقم لدمائنا من الساكنين على الأرض . فأعطوا كل واحد ثيابا بيضا وقيل لهم ان يستريحوا زمانا يسيرا ابضا حتى يكمل العبيد رفقاؤهم واخوتهم ايضا العتيدون ان يقتلوا مثلهم ." رؤ6: 9-11"
نحن لا نخاف لأن هذا وصية من رب المجد ‘ وقالها حرفيا ‘ لا تخف ايها القطيع الصغير لأن أباكم قد سر ان يعطيكم الملكوت."لو12: 32‘ ويقول أيضا " لا تضطرب قلوبكم .يو14: 1‘ وسبب عدم خوفنا هو سلام الله الذى وهبنا إياه حسب قوله " سلاما أترك لكم . سلامى اعطيكم. ليس كما يعطى العالم اعطيكم أنا . لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب " يو14: 27‘ وأيضا عرفنا أنه ستأتى ساعة يظن فيها الذى يقتلنا انه يقدم خدمة لله ‘ وأيضا " لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد .." والكتاب كله يعلمنا ان لا نخاف ‘ لأننا نثق ان الله قد غلب العالم وبه نحن أيضا سنغلب العالم " وهذه كلها تعاليم ربنا وكلام الكتاب ‘ وقد عاش القبطى طول حياته وبإيمانه هذا لا يخاف ‘ والدليل على ذلك الثورات العاتيه التى قام بها الأقباط ضد الإمبراطورية الرومانية ومن قبلها اليونانية والفرس ‘ ويكفينا فخرا واحدة فقط من الثورات ‘ ثورة الأقباط البشموريين التى هزت الدولة العباسية والأموية ‘ ولم يستطيعوا ان يغلبوهم إلا بحرقهم وهم وبلادهم بالكامل ‘ وقد واجه الأقباط عصور الظلم والطغيان والقهر والقتل والتصفيات الجسدية ‘ فلم يكن حكم الولاة العرب لمصر رحلة ونزهة ‘ بل كانت على مر التاريخ ذبح وقتل وسفك دماء وسبي نساء ‘ وسيف يقطع الرقاب فى كل مكان ‘ حتى وصل الى قطع لسان كل من لا يتحدث اللغة العربية ‘ ونذكركم بالحاكم بأمر الله وأمثاله كثيرون طوال الحكم الإسلامى فى مصر ‘ وهاهم الأقباط على أرضهم عائشون ‘ وكنائسهم عامرة وتزداد ‘ وهاهو بطريرك الأقباط على كرسى مارمرقس يقول النكات ويشيع البهجه فى قلوب شعبه ‘ ويعلمهم أننا لا نخاف .
فإذا جاء الإسلاميون اليوم ويطالبون بتحكيم الشريعة الإسلامية وتطبيقها ‘ فلن نقبلها وسنرفضها بكل قوانا ‘ أننا ونحن شعب الأرض لابد من إحترام وجودنا كشريك فى الوطن ‘لا يستطيع الوطن ان يسير بكفة وعجلة واحدة ‘ لا يستطيع الحياة كأعرج وسط عالم متحضر ‘ الحياة بدون الأقباط فى مصر ‘ لا أغالى إذا قلت ستمحوا هوية مصر ‘ فالتوافق الوطنى بين شعب مصر ضرورة للحياة الآمنة المستقرة ‘ فالمجتمع المصرى يحتاج الأقباط كما يحتاج للمسلمين ‘ وهم قوة واحدة لا يمكن تفتيتها وإلا يحدث الإنفجار ‘ فرغبة تطبيق الشريعة الإسلامية عفا عليها الزمن ‘ وأيضا إجبار القبطى على قبول نص المادة الثانية فى الدستور ‘ بأن الأسلام دين الدولة ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع " عودة للخلف ‘‘ مادة لا معنى لها ولا رائحة ونحن الأقباط رافضين لها ‘ ووجودها فى الدستور لا يخيفنا ‘ والمادة مفروضة بالقوة على الأقباط ‘ونحن لا نخاف ‘ وإذا خرج السلفيين يشيعون الوهابية فى أرجاء المجتمع لا يخيفنا ‘ فنحن الأقباط لا نهتز من هذه الزوابع ‘ فأنتم لا تعيشون فى مصر وحدكم ‘ هناك أصحاب الأرض الحقيقيين ‘ وهم لا يخافوا ولا يقلقوا ‘ وإذا أراد الإعلام المريض أن يشيع فى مصر هذه الفقاعات من حين لآخر ‘ سنرد عليهم أبدا ودائما قول البابا " نحن لا نخاف" ولكننا نقلق على أمن وإستقرار الوطن كله ‘ ويهمنا سلامته وتقدمة ورخاؤه ‘ وكل هذا ينعكس على كل فرد فى أرض الوطن ‘ ونحن فى كنائنسنا نرفع صلوات يومية لإزدهار الوطن ونماءه ولكل خيرات البلد ‘ ولعل الله يسمع صلواتنا ويعم بالخير والسلام لمصر‘ ويعطينا فى العام الجديد بداية طيبة لحياة آمنة مستقرة سالمة.



#نسيم_عبيد_عوض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب وصف مصر 2011
- وأما الآن فالقاتلون يبيتون فيها!!
- من يحارب شعب مصر ؟
- دستور ياأسيادنا
- الكلب واللصوص
- مقال - أميركا تريدها رجعية
- بداية الشوط الثانى


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نسيم عبيد عوض - نحن لا نخاف