أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نسيم عبيد عوض - قنابل العار المسيلة للدماء















المزيد.....

قنابل العار المسيلة للدماء


نسيم عبيد عوض

الحوار المتمدن-العدد: 3633 - 2012 / 2 / 9 - 02:05
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


كانت البداية قنابل مسيلة للدموع ‘ ولكن ما يحدث اليوم على شوارع مصر ‘ ماهو إلا عار فى قنابل مسيلة لدماء المصريين فى كل مكان ‘ إن تحول ثورة مصر التى إفتخر بها العالم ‘ ووقف مبهورا بثوار ميدان التحرير ‘والتى أطاحت برئيس جثم على أنفاس مصر ثلاثين عاما ‘إلى هذا النحو من العار ‘ ولمجرد رغبة الثوار والبلد كلها فى تطهير الوطن من كل عناصر الفساد والظلم والإضطهاد والتخلف ‘ تحولت الأمور بداية من قنابل مسيلة للدموع ‘ ووصلت اليوم الى قنابل العار التى تسيل دماء المصريين على يد مصريين فى شوارع مصر.
وبدأت قنابل العار من يوم 28 يناير بقتل الثوار وسحلهم على أسفلت الشوارع ‘ وإفقاء عيونهم برصاص قناصة الداخلية ‘ وفى اليوم الأول للعار ذهب ضحيته المئات من القتلى وآلاف العيون وغير الآلاف المصابين بالعجزالجزئى والكلى ‘ وإستمر مسلسل العار المستخدم فيه القنابل المسيلة للدموع وقنابل غازات كيماوية ورصاصات حية ورصاصات خرطوش ‘ وبدلا من إستخدام هذه الإسلحة فى الحروب أو فى إصطياد الحيوانات إستخدمت ضد شعب مصر ‘ وبيد المصريين فى السلطة سواء المدنية أو العسكرية ضد أهلهم المصريين ولذلك سماها العالم بالعار لقتلهم ثوار بلدهم الذين يريدون الخير لها وتطهيرها ‘ فكان جزاءهم القتل .

وبدأ العار من يناير فى ميدان التحرير وكل ميادين التحرير فى مصر كلها ‘ وشمل القتل الرجال والنساء من كل الأعمار ‘ وإستمرت التصفيات الجسدية للمصريين من مسرح البالون ‘ ثم التحرير مرة أخرى ‘ محمد محمود وحول مقر وزارة الداخلية ‘ وسفك دماء ودهس أجساد شباب الأقباط ورميهم فى نهر النيل على أيدى قوات الشرطة العسكرية ‘ ثم مجزرة شارع مجلس الوزراء ‘ وعودة الى محمد محمود ‘ ومجزرة قتل مشجعى النادى الأهلى ال74 ومئات المصابين ‘ وعودة لإستخدام القنابل المسيلة للدموع والخرطوش فى شوارع وزارة الداخلية ‘ الشعب يتساقط بالمئات أمام خرطوش الداخلية ‘ ورجال السلطة يتفرجون ولا يبالون.
والعار الحقيقى هو القتل النفسى لشعب مصر وتمثلت فى عمليتين من أقذر العمليات التى تشبه ماكان تفعلة الفاشية والنازية فى شعبها ‘ الأولى كانت فى معسكرات الهايكستب لجيش مصر ‘ وأجبروا البنات من ثوار مصر على التعرية والكشف على عذريتهم ‘ وكان القصد إذلالهم نفسيا وروحيا ليخرجوا للمجتمع محطمين نهائيا فلا يعودو لميدان التحرير ‘ هذا العار قد تكرر فى الهجوم على الشعب فى عملية مجلس الوزراء الحربية التى قادتها قوات الصاعقة والمظلات ‘ وشاهد العالم كله أن جيش مصر يهين الشعب بالسحل والضرب وتعرية النساء وسحقهم بالأقدام . والذى حدث من قيام قوات الأمن من السماح لمن يستخدمونهم من البلطجية ‘ بالتحرش وإغتصاب الفتيات فى وضح النهار والإعتداء على كل من يحاول تخليص الفتيات من أيديهم ‘ وقد روت إحدى الصحفيات فى جريدة الأهرام ماحدث لها " هذه المرة أنا إحدى ثلاث ضحايا من الفتيات ممن تعرضن للإغتصاب أجدنى لأول مرة لا أستطيع وصف الفعل الشنيع والمشين .. نعم تعرضنا لمحاولات دنيئة وشديدة لهتك أعراضنا وأرواحنا ونهش لحمنا من كلاب مسعورة – بيسموهم بلطجية مندسين فى الشوارع المحيطة بالميدان ووزارة الداخلية لكى يضربوا ويحرقوا ويشوهوا وجه مصر وثورتها ‘ والآن يحاولوم هتك عرضها وشرفها بهتك عرض بناتها ‘ان ماحدث لنا كان على بعد أمتار من وزارة الداخليةوأن صرخات استغاثتنا من المستحيل ألا تكون قد وصلتهم ‘الكلاب المسعورة تجمعوا حولى كالذبيحة فى محاولات عديدة متعمدة لإشعارى بالذل والمهانة ‘ لا يمكن لأى فتاة على وجه الأرض من الصعوبة من محولات مستميتة لمنع أيادى قذرة من العبث بجسدها وروحها وكرامتها وهم يبدون ككلاب مسعورى.. ‘ وأنا أعرف هؤلاء الكلاب المسعورة ‘ من موقف سابق معى فى ميدان التحرير من ضابط كان محميا بعدد كبير من البلطجية يحملون المطاوى والأسلحة البيضاء وهددنى بأن أذهب من هنا فورا وإلا فسوف يطلقهم على ! والمعنى مفهوم ‘ ولم يحدث وقتها ولكنة حدث اليوم .. " وإستكملت الصحفية شرح ماحدث لها ولباقى الفتيات ‘ وقد حدثت هذه الإعتداءات بالتحرش والإغتصاب لمئات من النساء المصريات والأجنبيات ‘ ولأنه على مرأى من سلطات الأمن فهو العار الحقيقى!!

ويروى لنا القس يوحنا مكين راعى كنيسة العذراء فى باب اللوق والتى فتح أبوابها لتكون مستشفى ميدانى يعالج المصابين ‘ تحدث عن صبى صغير إسمه كريم جاء للمستشفى ليعالج خمسة مرات فى ليلة واحدة من إصابات الخرطوش الذى يطلقه عليهم رجال الشرطة ‘ يقول لقد سألته إن كان عنده إخوة قال له واحد ولكنه مات ‘ فسألته إمتى قال يوم 28يناير2011‘ ويقول الأب حينئذ عرفت سبب إصرارة على الإعتصام رغم صغر سنه وتعدد إصاباته ‘ أليس هذا هو العار بعينة؟؟
قنابل العار لا تتوقف ‘ فالقاتل معروف ولكن المسئولين عن أمن البلد ‘ يقفون فى مجلس الشعب وينكرون معرفتهم ‘ ولأنهم هم الجناة فيتجاهلون الخزى والعار عليهم والذى سيبقى فى جبينهم طوال العمر ‘ لقد سجل التاريخ موقف مشهود لرجال الشرطة المصرية يوم 25 يناير 1952 يوم أن تصدى رجال الشرطة لقوات لإحتلال الإنجليزى ‘ ودافعوا عن مبنى محافظة الإسماعيلية حتى سقط منهم 50 قتيلا وثمانون من الجرحى ‘ وقد أعطاهم الرئيس المخلوع يوم 25 يناير كأجازة رسمية يحتفل بها شعب مصر بيومهم فى 2009 ‘ وفى إحتفال لهم فى 2011 سقطوا وسقط رئيس دولتهم ‘ ومنذ ذلك الوقت وهم يطلقون على شعب مصر قنابل العار المسيلة لدماء المصريين.
وقد شهد العالم كله بقنابل العار التى تطلقها السلطات المصرية العسكرية على شعبها وترديهم قتلى وجرحى ‘ فخرجت علينا منظمة العفو الدولية ببيان لها اليوم لتعلن للعالم أن أنصار منظمة العفو الدولية فى 16 دولة سيشاركون فى إضراب مفتوح يوم 11 فبراير بالتزامن مع اضراب شعب مصر ‘ وسيكون إضرابهم فى مختلف المدن فى أنحاء النمسا ‘وبلجيكا ‘والمانيا ‘وفنلندا ‘وفرنسا‘وإيطاليا ‘ نيبال ‘ والنرويج ‘ بارجواى‘ وأسبانيا ‘وسويسرا‘ وابريطانيا ‘ لوكسمبرج ‘ المغرب العربى ‘ هولندا ‘ وأيسلندا ‘ وقد أعلن ذلك رئيس منظمة العفو الدولية بنفسه اليوم " لإظهار تضامننا مع الناس الذين يعانون من القمع الوحشى بشجاعة وكرامة ‘ وإحتجاجا من العالم على مايحدث والمطالبة بوقف القتل والتعذيب ومحاسبة المسئولين عن هذة الإنتهاكات " ولعل هذا إنعكاس للرأى العام العالمى والدولى ‘ حتى لا يكذب أحد مايحدث لشعب مصر.
وقد نزلت اليوم القوات المسلحة بمدرعاتها وعرباتها وقواتها لشوارع مصر وأخيرا ‘ لحماية كما قالت مؤسسات الدولة ‘ ولم تقل لحماية شعب مصر ‘ لأنهم هم حقيقة الذين يحمون مؤسسات بلدهم ‘ وهم الذين يقتلون فى الشوارع ‘ وهذا التحرك من جانب القوات المسلحة هو قنبلة عار أخرى لا نعلم ماهى نتائجها ‘ وفى يوم الإعتصام يكرم المرأ أو يهان.



#نسيم_عبيد_عوض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقد طال المخاض يامصر
- حقيقة أقباط المهجر فى رسالة دكتوراة
- ما يطفو على السطح
- أين الإرادة المصرية؟
- المادة الثانية إلغاء للهوية المصرية
- نحن لا نخاف
- كتاب وصف مصر 2011
- وأما الآن فالقاتلون يبيتون فيها!!
- من يحارب شعب مصر ؟
- دستور ياأسيادنا
- الكلب واللصوص
- مقال - أميركا تريدها رجعية
- بداية الشوط الثانى


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نسيم عبيد عوض - قنابل العار المسيلة للدماء